تعرف على أسماء سورة الفاتحة التي منها السبع المثاني

دعونا نتحدث عن مسمياتِ سورةٍ قرآنيةٍ نزلت بمكة المكرمة بعد المُدثر، سورةٌ افتُتحت المصاحف العثمانية بها؛ واحتضنت بداخلها ثلاثة أركانٍ في سبع آياتٍ جليلةٍ بدأت بالحمد والشكر لله؛ واختُتمت بآمين “فيا رب اقبَل دعائي”، فما أسماها تلك المعاني القرآنية التي اجتمعت في أم الكتاب!، والتي هي أحد أسماء سورة الفاتحة مثلما ذكر العلماءُ.

أسماء سورة الفاتحة

لقد أتى إلينا الرقم الخمس وعشرين مليئًا بالتبليغات السعيدة والتي أُذكّركم ببعض منها؛ ألا وهو عمْر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما تزوج من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، كما هو ذاك الرقم المتمثل في إجابة الإمام السيوطي على تساؤل كم عدد أسماء سورة الفاتحة المعروفة بعدة مسميات كالوافية والسبع المثاني والقرآن العظيم؟

فلقد كثرت الآراء وتعددت المسميات التي هي خير دليل على أفضلية وشرف هذه السورة القرآنية، والتي خصّ الله تعالى بها أمة محمد حيث كانت استثناءً لهم، واحتضنت أم القرآن التي هي أحد أسماء سورة الفاتحة سائر معاني القرآن الكريم ونواياه بشكلٍ إجماليٍ؛ إذ تحدّثت عن أصول الدين وأقسامه والشريعة، وعبادة الله تعالى والإيمان به، والعقيدة الإسلامية، وصفات الله وأسمائه وغير ذلك.

وتناولت هذه السورة الجليلة مواضيع في غاية الأهمية كالإخلاص في عبادة الله، والبعد عن طريق الضآلين، كما أخبرت عن قصص الأمم السابقين ومعارج المسرورين.

ما هو فضل سورة الفاتحة؟

لقد جاء الكتاب المجيد محتضنًا الكثير من الفضائل بين صفحاته المتينة ولم يكن نطق كلماته هينًا، لذا كان ولا بد من نشأة علم أحكام التجويد ليكون دليلًا لطريق قراءته الصحيحة، ووردت أعدادٌ كبيرةٌ من هذه المكارم في فاتحة الكتاب، وسأذكر بعض منها في سطوري التالية وهي ما يلي:-

– أنها أعظم وأجلّ سورة في الكتاب المجيد بناءً على ما قاله نبينا محمد لأحد الصحابة عن أعظم سور القرآن الكريم؛ حيث قال: (ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ) رواه البخاري في صحيحه.

– تفرد أمة محمد المسلمة بهذه السورة وحدها؛ فلم يوجد مثلها في الكتب السماوية لما رواه الألباني في صحيح الترمذي عن قول سيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام-: (ما أنزلَ اللَّهُ في التَّوراةِ ولاَ في الإنجيلِ ، مثلَ أمِّ القرآنِ وَهي السَّبعُ المثاني).

– إن قراءة هذه السورة العظيمة تَشْفِي -بإذن الله- المرضى من كل داءٍ سواء كانت الأمراض روحيةً أو قلبيةً، كما تُقبل الصلاة وتُكمل بقراءتها؛ حيث إنها ركنٌ أساسي من أركان الصلاة كما رُوى عن البخاري في صحيحه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).

– اختصاص الوافية التي هي أشهر أسماء سورة الفاتحة بمناجاة الله تعالى، واحتوائها على غايات كافة الكتب السماوية السابقة.

– ذُكر في تفسير الفاتحة عن ابن رجب الحنبلي فضل من فضائل قراءتها ألا وهو صونها من شر شياطين الإنس والجن.

ما سبب نزول سورة الفاتحة؟

لقد قصّ علينا الإمام علي بن ابي طالب  -رضي الله عنه- ما دار بين رسول الله وورقة بن نوفل؛ حيث قال: إنه في كل مرةٍ قصد رسول الله الخروج من منزله سمع مناديًا يخبره: “يا محمد” فينطلق فرارًا جراء ما يسمعه، وعندما عرف ورقة بذلك أشار على رسول الله بأن يظل مكانه إذا نُودي عليه لكي يرى ما سيحدث، فأخذ محمد بمشورته بالفعل.

وعلاوة على ما سبق لقد ثبت سيدنا محمد حينما سمع مَن يناديه ورد عليه قائلًا: “لبيك”، فأجابه المنادي: “انطق أشهد أن لا إله الله وأن محمدًا رسول الله؛ ثم ردد: الحمد لله رب العالمين؛ الرحمن الرحيم حتى أتم سورة الفاتحة”.

أسماء سورة الفاتحة لابن كثير

تعد قراءة الفاتحة أحد اركان الصلاة وواجباتها  التي هي أعظم دعائم الإسلام بعد النطق بالشهادتين، ولقد تناول ابن كثير أسماء سورة الفاتحة بالحديث إذ ذكر 15 اسمًا لها وهم كالتالي:-

– فاتحة الكتاب: حيث تُفتتح بها المصاحف والصلوات؛ فهي أول ما سُطر في اللوح المحفوظ وقيل هي أول ما نزل من السور.

– أم الكتاب وأم القرآن: فهي أعظم السور القرآنية وحرمتها كحرمة الكتاب كله، وهذا ما ذُكر في تفسير أسماء سورة الفاتحة ابن عثيمين.

– السبع مثاني: سُميت هذه السورة بهذا الاسم حيث تتكون من سبع آيات، وقيل: لاحتوائها على سبعة أداب، ورأي ثالث يقول: لخلوها من سبعة أحرف وهم الثاء؛ الجيم؛ الخاء؛ الزاي؛ الشين؛ الظاء؛ الفاء، أما عن مصطلح المثاني فهذا لاشتقاقها من الثناء على المولى -عز وجل-، أو كاستثناء لأمة محمد، وذهب ابن جرير إلى استثنائها في كلِ ركعةٍ.

– القرآن العظيم: لاشتمالها على شتى معاني القرآن الكريم.

– الوافية: لوفائها بما جاء في القرآن من شتى المعاني.

– سورة الكنز: من أسماء سورة الفاتحة التي نزلت من كنز أدنى العرش.

– الكافية: لأنها تكفي في الصلاة بخلاف غيره، والذي لا يُغني عنها.

– النور: لأنها نور ولم يؤتها أحد قبل نبينا محمد.

– الأساس: فهي أصل القرآن وأول ما ابتُدأ به.

– الحمد، الشكر، الثناء: لأنها افتُتحت بهؤلاء الثلاثة، وهم أحد أركانها.

– الصلاة: لما رواه مسلم عن حديث أبي هريرة عن الرسول حينما قال: “قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي”.

– الشافية: وهي من أسماء سورة الفاتحة التي ذكرها أيضًا؛ إذ هي الدواء لكل داء مهما بلغ قدره.

ما هو مكان نزول سورة الفاتحة؟

لقد نزلت المُناجاة التي تندرج تحت أسماء سورة الفاتحة في مكة المكرمة وقيل في المدينة المنورة، ومن العلماء ما قال: أنها نزلت في كليهما؛ ولكن الأرجح أنها سورة مكية، والدليل على ذلك هو مكية سورة الحجر المتضمنة في إحدى آياتها سبعًا من المثاني، والتي يُقصد بها الفاتحة.

ما الدروس المستفادة من سورة الفاتحة؟

لقد ذكرت لكم أعزائي القراء الشغوفين بمعرفة الكثير من أمور دينكم الحنيف كل ما يتعلق بـ أسماء سورة الفاتحة ، وسأقص عليكم أهم ما يُستنبط من هذه السورة الجليلة في ما يلي:-

1- مشروعية استهلال الكتب والنصائح والخطب بالبسملة وبحمد الله تعالى احتذاءً بالكتاب المجيد الذي افتُتح بكليهما.

2- حمد الله تعالى والثناء عليه تأسيًا لأوامره واتصافه بصفات الكمال.

3- إثبات الأنواع الثلاثة للتوحيد وهي توحيد الله تعالى، وتوحيد الربوبية، وتوحيد أسماء وصفات الله تعالى التي منها الرحيم، والملك.

اسرار سورة الفاتحة للرزق

نسمع كثيرًا عن الساعة التي يُستجاب فيها الـ دعاء يوم الجمعة ، والتي هي خير الأيام عند الله تعالى؛ بل وننتظرها كل أسبوعٍ أملًا في سماع المولى عز وجل إلى أمانينا العديدة، ويستغل كل منا هذه الأوقات بطريقته الخاصة فقد يشغلها البعض بالصلاة والذكر؛ بينما يفضل آخرون قراءة القرآن والأذكار والتضرع إلى خالقهم، ويأتي ترتيل سورة الفاتحة في مستهل كليهما؛ حيث لا صلاة بدون قراءة الفاتحة كما أن مَن يقرأ القرآن يستهل قراءته بأم الكتاب وفاتحته.

فلكل مَن يتلو الفاتحة بقلبٍ خاشعٍ وعقلٍ مُفتحٍ طمعًا في رضا الله ورحمته؛ ستُفتح لك جميع الأبواب المغلقة وسيعم عليك الخير والرزق والرحمة، فسورة الفاتحة هي مفتاح السعادة والرضا الدنيوية كما لو أنها كلمة السر العسيرة التي يُفك بها الكرب والضيق.

فالتقرب إلى الله تعالى مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بقبول الدعاء؛ ولعل طلب الرزق أمنيةٌ يرجاها الكثيرون من ربهم.

ما الموضوعات التي تناولتها فاتحة الكتاب؟

لقد عُرضت العديد من الموضوعات الرئيسية في سورة الفاتحة، والتي منها ما يلي:-

– صفات الله تعالى.

– اليوم الآخر.

– التعريف بالصراط المستقيم وهو ممر المهتدين.

– تفرد الله عز وجل وحده بالعبادة.

– تجنب طريق الضالين والمغضوب عليهم.

كيف يمكن التعريف بسورة الفاتحة؟

يمكن التعريف بهذه السورة من خلال ما توصل إليه العلماء من كونها سورة مكية، ورُتبت كخامس السور من حيث النزول، وعدد آياتها سبع.

ما مناسبة افتتاح القرآن الكريم بسورة الفاتحة؟

افتُتح القرآن الكريم بهذه السورة لأنها احتضنت مقاصد القرآن أجمع، واشتمالها على ما يحويه الكتاب تفصيلًا.

ما هي فوائد سورة الفاتحة؟

من أهم فوائد هذه السورة القرآنية تذكيرها برحمة الله الواسعة التي احتوت على كل شيء، وأيضًا بدايتها باسم من أسماء الله العظيمة، واشتمالها على معنى تيسير الرزق للعباد وغيرهم.

ما هي أركان فاتحة الكتاب؟

اشتملت سورة الفاتحة على ثلاثة أركان مرتبة ترتيبًا دقيقًا على النحو التالي وهي بدايتها باسم الله عز وجل وحمده وشكره والثناء عليه، إثبات الخضوع لله وأن المساعدة منه وحده لا شريك له، اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وطلب الرزق منه.

مواضيع ذات صلة

غزوة-خيبرمتى كانت غزوة خيبر | وأحداثها والدروس المستفادة منها؟

معركة النهروانمعركة النهروان | صراع بين الصدق والافتراء