أعراض سرطان القولون كاللص الذي يسرق دون أي وجه حق، فتتسلل ببطء داخل الإنسان لكي تسرق منه أغلى ما يملك، وهذه الأعراض الخبيثة لا يشعر المريض بآلامها في بادئ الأمر بل يشعر بها عندما يبدأ السرطان في التهام والسيطرة على العضو المُصاب، ويخوض المرء معه معركة شرسة يتمنى لو يكون هو المنتصر فيها.
بعض النقاط حول سرطان القولون
اعتاد الناس على إطلاق لفظ المرض الخبيث على السرطان بغض النظر عن مكان العضو الذي يصيبه، حيث إنه ارتبط لديهم بالموت الحتمي فالأعمار بيد الله -عز وجل- ولكنهم يعتقدون أن السرطان يُميت الشخص ببطء، فمرض السرطان كالوحش الكاسر الذي يلتهم الإنسان التهاما.
يعد سرطان القولون واحدا من أكثر أنواع السرطانات خطورة وفتكا بالأناس، وذلك لأن أعراض سرطان القولون لا تظهر بشكل واضح في بادئ الأمر على معظم الأشخاص المُصابين به، وفي كثير من الأحيان لا يتم التعرف على سرطان القولون إلا بعد فوات الأوان وتفشي المرض بصورة مُخيفة داخل أعضاء الجسم.
تتباين أعراض سرطان القولون من شخص إلى آخر، وتتوقف على عدة أمور منها حجم الورم، والمنطقة التي أصابها داخل القولون، وصعوبة إيجاد الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي تعد واحدة من أهم العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى تأخير عملية تشخيص سرطان القولون، وذلك ما يجعل الطبيب المختص يطلب من المريض القيام بعدة فحوصات من أجل التفرقة الجيدة بين أعراض سرطان القولون وتلك الخاصة بالقولون العصبي.
ما هي أسباب سرطان القولون؟
لم يؤكد الأطباء المختصون على وجود أسباب مباشرة من شأنها أن تُعرض الإنسان للإصابة بمرض سرطان القولون، فهم يعتقدون أن اسباب سرطان القولون غير معلومة بشكل واضح ولكنهم أرجعوا سبب الإصابة بهذا المرض إلى احتمالية حدوث طفرة أو خلل جيني في الحمض النووي الذي يتواجد في خلايا القولون أو حتى أعضاء مجاورة كالمستقيم.
تلك الطفرة السالف ذكرها من شأنها أن تتسبب في جعل خلايا القولون غير قادرة وعاجزة تماما عن السيطرة على وتيرة النمو والانقسام الطبيعي لها، وهذا مناف للطبيعة التي خلق الله -سبحانه وتعالى- جسم الإنسان عليها، مما يؤدي إلى حدوث خلل في سليقة مهام البدن نتيجة النمو غير المنتظم للخلايا التي تتفاقم وتتكدس مكونة الورم.
مع مرور الوقت يكون بإمكان تلك الخلايا السرطانية تدمير وتشويه الأنسجة الطبيعية التي تجاور القولون، كما يمكن أن تلتهم أجزاءً أخرى من الجسم.
ما هي أعراض سرطان القولون ؟
بعد أن تطرقنا للحديث عن اسباب سرطان القولون حان الوقت الآن لسرد الأعراض التي من شأنها أن تكون جرس تنبيه للإصابة بسرطان القولون، تُفصح أعراض سرطان القولون عن نفسها في بادئ الأمر على شكل أورام أو كما يُطلق عليها في بعض الأحيان مصطلح سلائل حميدة ذات أحجام صغيرة في جوف الأمعاء، وفي بعض الحالات تتكاثر تلك الزوائد بشكل سريع ومبالغ فيه دون حاجة الجسم إلى ذلك من الأساس مما يؤدي إلى ظهور الأورام السرطانية، ومن أبرز أعراض سرطان القولون ما يلي:
1- الشعور بوجود اضطرابات غير منقطعة في منطقة البطن، حيث تظهر هذه الاضطرابات نتيجة حدوث انسداد في القولون، ذلك الأمر الذي يؤثر بالسلب بالتأكيد على مسار الغازات الطبيعي فيبدأ الإحساس بالانتفاخ وظهور التقلصات المُزعجة، حيث إن سرطان القولون يكون سبب انتفاخ البطن في الكثير من الأحيان.
2- الإصابة بالإسهال أو الإمساك، حيث إن تكتل الخلايا السرطانية في منطقة القولون من شأنه أن يؤدي إلى التغيير المتتابع في وظائف الأمعاء الطبيعية مما يزيد من إمكانية التعرض للإسهال أو الإمساك أو حتى الاثنين معا في عدد من الحالات، يصاب المرء بالإسهال في حال تحرك الأمعاء بمعدل سريع للغاية بشكل لا يسمح بامتصاص الماء من البراز والنقيض يحدث في حالة الإمساك.
3- وجود دم في البراز، حيث إن براز سرطان القولون يكون مصحوبا بدم، فالنزيف الشرجي يعد واحدا من أهم أعراض سرطان القولون المتعارف عليها.
4- الشعور بالتعب والإرهاق، يعاني الإنسان الذي أُصيب بسرطان القولون من الإحساس الدائم بالوهن والإعياء، وذلك يعود إلى استهلاك الخلايا السرطانية جهد البدن وطاقته خلال انقسامها وتكاثرها، وبذلك نكون قد أجبنا على من يتساءلون عن هل الدوخة من أعراض سرطان القولون أم لا؟
5- خسارة الوزن غير المُبررة، يفقد الشخص المصاب بسرطان القولون جزءا كبيرا من وزنه، وذلك بسبب استعمال الجهاز المناعي طاقته في الحرب التي يشنها على الخلايا السرطانية، أو بسبب انسداد القولون الذي يعمل على منع مرور العناصر الغذائية الهامة لكي يمتصها الجسم، حتى وإن كان المريض يتبع نظام الغذاء الصحي ذا الفاعلية الكبيرة.
في حال استمرار الشعور بتلك الأعراض السالف ذكرها على الدوام لمدة طويلة تتجاوز الأسبوعين، فإن ذلك يشير إلى احتمالية إصابة الشخص بسرطان القولون ولا بد من التوجه على وجه السرعة إلى الطبيب المختص وعمل الفحوصات اللازمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ما هي أعراض سرطان القولون المُنتشر؟
عندما يتجاوز السرطان حدود القولون ويأخذ في الانتشار لأعضاء مجاورة داخل جسم الإنسان يكون بذلك قد وصل إلى المرحلة الرابعة التي تعد أخطر مراحل سرطان القولون على الإطلاق، وفي مثل هذه الحالات تتباين الأعراض بناء على الأعضاء التي التهمها السرطان ومعدلات تفشي الخلايا السرطانية بها.
أولا: في حال وصول السرطان للكبد تتضح الأعراض التالية:
– زيادة اصفرار لون الجلد.
– الشعور الدائم بالرغبة في حك الجلد.
– خسارة الوزن بصورة ملحوظة وفقدان الشهية.
– آلام قوية في الشق الأيمن من منطقة البطن.
– الإحساس الدائم والمتواصل بالإجهاد والتعب الشديد.
– تورم الأقدام بشكل ملحوظ قد يعيق السير عليها بصورة طبيعية.
– ارتفاع درجات الحرارة خاصة الحرارة الداخلية للجسم بشكل كبير للغاية.
– ظهور انتفاخ كبير في حيز البطن، وذلك عائد إلى عدم امتصاص السوائل وتجمعها في تلك المنطقة.
ثانيا: في حال وصول السرطان للرئتين تتضح الأعراض التالية:
– الإصابة بسعال متواصل غير منقطع، قد يكون دمويا في بعض الأحيان.
– الشعور بآلام في منطقة الصدر مع عدم التنفس بصورة طبيعية.
– التعرض كثيرا للإصابة بالتهابات في الرئتين.
– وجود كميات كبيرة من الماء حول الرئتين.
ثالثا: في حال انتشار السرطان إلى العظام تتضح الأعراض التالية:
– ظهور آلام في الظهر وأيضا حول منطقة الرقبة.
– الإحساس المستمر بوهن وتنميل الأطراف خصوصا في الأقدام.
– تورم وتضخم الغدد اللمفاوية بمجرد قدوم الخلايا السرطانية إليها.
– الشعور بآلام حادة وقوية في العظام التي سيطر عليها السرطان.
– الإصابة بهشاشة العظام، مما يزيد خطر التعرض للكسر حتى من أقل الكدمات.
تشخيص مرض سرطان القولون
يتساءل العديد من الناس عن أشياء جمة بخصوص مرض سرطان القولون مثل هل يظهر سرطان القولون في تحليل الدم ؟ وما هي طريقة تشخيص هذا المرض اللعين، لذا ينصح الأطباء المُختصون الأشخاص الذين تبدو عليهم أعراض سرطان القولون بالذهاب إلى المركز التخصصي الطبي لإجراء مجموعة من الفحوصات الضرورية لمعرفة أوضاعهم الصحية بشكل جيد والحصول على المشورة الطبية الدقيقة.
يقوم الطبيب بتوجيه عدة أسئلة للمصابين للتعرف على وضعهم الصحي مثل ما هو تاريخهم المرضي؟، ما هي الأدوية التي تناولوها أو ما زالوا يتناولونها؟، بالإضافة أيضا إلى الاستفسار عن الأنماط الغذائية التي يتبعونها، وفي السطور التالية سنذكر بعض الفحوصات التي توضح الإصابة بهذا المرض من عدمها:
1- الفحص الجسدي: يقوم الطبيب المختص بإجراء هذا الفحص لكي يطمئن على الحالة العامة لبدن المريض، وملاحظة وجود أية أعراض غير مألوفة أو دلالات غير دارجة، وذلك بغرض معاينة ظهور أي تكتلات غير طبيعية أو انتفاخات في حيز البطن.
2- فحص سرطان القولون في المنزل بواسطة رؤية الدم الخفي في البراز: يتم الاعتماد على هذا الاختبار لتشخيص مرض سرطان القولون، حيث إن خروج البراز مُرفقا بالدم يساهم في الكشف عن ذلك المرض.
3- الاختبار الإصبعي لمنطقة المستقيم: يفحص الطبيب منطقة المستقيم بصورة يدوية حتى يتحقق من وجود أو عدم وجود أية تكتلات غير اعتيادية فيها.
4- حقنة الباريوم الشرجية: يمنح الطبيب الشخص الذي يتوقع إصابته بسرطان القولون حقنة شرجية تكون فحواها مادة الباريوم لتغليف المنطقة السفلية من الجهاز الهضمي، ومن ثم تؤخذ عدة صور إشعاعية بواسطة أشعة إكس.
5- فحص الخزعة: يقوم الطبيب المختص بأخذ عينة من الأنسجة الموجودة داخل القولون، وذلك من أجل وضعها تحت الاختبار المجهري للتأكد من ظهور أية بوادر سرطانية أو لا.
علاج سرطان القولون
تتوقف طريقة علاج سرطان القولون التي يمكن أن يُحددها أو ينصح بها الطبيب المختص بدرجة كبيرة على المرحلة التي وصل إليها السرطان، وتوجد عدة طرق يمكن بواسطتها علاج السرطان والتي من أمثلتها؛ الطريقة الجراحية، الطريقة الكيمائية، الطريقة الإشعاعية.
تعتبر الطريقة الجراحية لاستئصال القولون الذي تمكن منه السرطان هو الحل الأساسي للعلاج، وفيما يخص القطعة التي سيتم استئصالها من القولون أثناء العملية الجراحية فإنها تعتمد على عدة أمور مثل؛ مكان الورم بالتحديد داخل القولون، العمق الذي تخلله السرطان في جدار القولون، وكما يجب أيضا قبل إجراء تلك العملية معرفة ما إذا كان الورم قد تسلل إلى الغدد اللمفاوية أو انتشر إلى أعضاء داخلية أخرى في البدن أو لا.
بالنسبة للطريقة الكيميائية والأخرى الإشعاعية في علاج السرطان فإنها تُستخدم غالبا قبل العمليات الجراحية لتقليل حجم الورم أو قتل الخلايا السرطانية للحد من انتشارها داخل أعضاء الجسم الأخرى.
التكهن بتطور مرض سرطان القولون
يتبادر إلى أذهان العديد من الأشخاص الكثير من الأسئلة بشأن مرض السرطان وحدته مثل هل سرطان القولون مميت أو لا؟، إن الإنسان حتى وهو في كامل قوته وجسده خاليا من أية أمراض ليس ببعيد عن الموت، فالأمراض ما هي إلا سبب من ضمن الأسباب فـ مدة حياة مريض سرطان القولون وغيرها من الأشياء بيد المولى -عز وجل- يصرفها ويُحددها كيفما يشاء.
إن الغالبية العظمى من الأشخاص المُصابة بمرض سرطان القولون يعيشون بشكل طبيعي للغاية حيث إن سرطان القولون يعد واحدا من الأمراض التي يمكن معالجتها والشفاء منها لذا فإن نسبة الشفاء من سرطان القولون تكون معقولة بإذن الله تعالى خاصة إذا كان في مراحله الأولى.
والجدير بالذكر أن طرق معالجة مرض السرطان تتباين من إنسان إلى آخر، حيث قد يكون بعض المُصابين بحاجة إلى المزج بين أكثر من طريقة علاجية للوصول إلى النتائج المرجوة وضمان عدم مهاجمة ذلك المرض الجسم مرة ثانية.
هل يمكن علاج أعراض سرطان القولون بالطب البديل؟
لا، إن مرض سرطان القولون يعد من الأمراض التي لا يمكن معالجتها بواسطة الأعشاب.
هل توجد علاقة بين القولون العصبي وسرطان القولون؟
لقد أشارت الأبحاث الطبية والدراسات العلمية إلى عدم وجود أي روابط وطيدة بين القولون العصبي وسرطان القولون، ومرضى القولون العصبي ليسوا بالضرورة مُعرضين للإصابة بسرطان القولون.
هل كل انتفاخ في حيز القولون يمكن اعتباره سرطان؟
لا يُعتبر كل تضخم في منطقة القولون مرضا خبيثا، حيث توجد أيضا أنواع حميدة من هذه الانتفاخات والتي تظهر على شكل أورام ولكنها لا تتفشي في جميع أعضاء الجسم ولا تُشكل أية تهديدات على حياة المُصاب بها ولا تُصنف ضمن الأورام السرطانية.
هل مرض سرطان القولون ينتشر بسرعة داخل جسم الإنسان؟
إن وتيرة نمو الخلايا السرطانية داخل القولون تكون بطيئة بعض الشيء، لذا لا يظهر عنها أية علامات أو أعراض لأوقات طويلة، مما يجعل المرض يحدث دون ملاحظة، وهذا ما يُرجح اكتشافه في مراحل متأخرة.