ما هي عيوب و مميزات إعادة التدوير ؟

إعادة التدوير

إعادة التدوير  لأشياءٌ ملقاه، يظنها بنو البشر أنها عدم، حتى إذا ما مروا بجانبها تجدهم يتأففون منها، فإذا ما وجودها مجددًا بها روح تتسابق خطاهم نحوها علهم يحصلون عليها.

على الجانب الآخر هناك من يبحث عنها ليعيد لها حيويتها التي فقدتها لأسباب متعددة تحت مسمى إعادة التدوير  ،فيصبح كالذي قام بأعجوبة، فقد حول العدم لأشياء يحكى عنها في التاريخ.

الآن قد يظن البعض استحالة هذا الأمر، وأن تحقيقه من أصعب الأشياء في الحياة، ولكن الأمر ليس على ما يبدو عليه عند التحدث عنه، ولكنه أبسط من ذلك بكثير.

كل ذلك نود إخبارك به في هذه المقالة الشيقة، والتي تبدأ بـ:

 ما هو معنى إعادة التدوير  في اللغة؟

إعادة التدوير في اللغة تعني تحويل الأشياء الغير مستخدمة والتي يعتبرها البعض قمامة، إلى أشياء قابلة لاستخدام مرة أخرى من خلال تحويلها في البداية إلى مواد خام صالحة للتصنيع ثم القيام بإنتاجها مرة أخرى.

ويشمل هذا المفهوم أيضًا تحويل الأشياء التي نستغني عنها لِقدَمِها إلى أشياء حديثة عصرية صالحة للاستخدام الآدمي.

في النهاية وبإيجاز… إعادة التدوير  تعني أن يعيد الإنسان الحياة للأشياء البالية التي فقدت حيويتها بشتى الطرق.

ما هو تاريخ إعادة التدوير ؟

منذ آلاف السنين ومع نشأة الحضارات العريقة التي دعت إلى المحافظة على البيئة وتحقيق السلام والأمان، نشأ مفهوم إعادة التدوير  الذي لبى لهم ذلك الهدف من خلال المحافظة على بيئتهم التي كانت تشكل محور الحياة لديهم.

ولكن في البداية ظن البعض أن ذلك المفهوم نشأ بالتوازي مع الحملات التي دعت إلى الحفاظ على البيئة من كمية النفايات التي باتت تلقى فيها بكثرة في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك حالة الركود الاقتصادي التي مرت بها البلاد في ذلك القرن، إلا أن النظر في تلك الحضارات يُعلمهم الصواب.

ولكن كأي شيء في الحياة يأخذ مساره الصحيح فيبدأ في التقدم والازدهار حتى ما يصل إلى قمته، يبدأ رويدًا في التراجع والانحسار مرة أخرى، فإذا تجلت أهميته مرة أخرى بعد التخلي عنه يزدهر مرة أخرى ويأخذ مسارًا للأعلى مرة أخرى.

فبعد تقدم تلك العملية أثناء الأحوال الاقتصادية السيئة،  تراجعت تلك الحملات التي تبنت فكرة إعادة التدوير  في الولايات المتحدة بعد النمو الاقتصادي السريع الذي حدث في ذلك الوقت.

وفي يوم الأرض عام 1970، طُرح هذا المفهوم مرة أخرى، ودعى الجميع لاستخدامه مرة أخرى، حتى بدأ يزدهر أكثر من السابق لوجود مقومات للحياة أكثر وأحدث.

إعادة التدوير

إعادة التدوير

ما أهمية إعادة التدوير  للإنسان والمجتمع؟

ليس من المنطق والبديهي أن يتبنى الإنسان فكرة ليست في صالحه، أو أنه لن يخرج منها بمنفعة جلل، ولذلك وبكل تأكيد هناك منفعة عظمى من عملية إعادة التدوير  تعود على الإنسان ومجتمعه، والتي تتلخص فيما يأتي:

– تقليل الضرر الناتج حرق القمامة

حرق القمامة والنفايات يؤدي بدوره إلى إنتاج معادن ثقيلة مثل ثاني أكسيد الكربون والذي يؤثر بالسلب على الإنسان، فعن طريق إعادة تدوير تلك النفايات يقل ذلك الضرر الناتج منها وتصبح قابلة للاستخدام مرة أخرى.

– الإدارة الصحيحة للموارد الطبيعية

من خلال الاستفادة الكاملة من المنتجات التي حصلنا عليها من استخدام تلك الموارد الطبيعية، تتم عملية إدارة تلك الموارد التي تشمل: الموارد المعدنية، والمياه، حتى نحقق منها الاستفادة فيما بعد لأنفسنا وللأجيال القادمة.

– تقوية الاقتصاد

في وقت من الأوقات قام البشر باستخدام عملية  إعادة التدوير  للتغلب على الكساد الاقتصادي، فمعنى أن يتم استخدام تلك العملية للحصول على اقتصاد قوي منطقية لأبعد مدى.

ولكن للحصول على إجابة منطقية في هذا الجانب، نحيطك علمًا بـأن تلك العملية تقوم بخلق فرص عمل مجدية للشباب من خلال استهداف الشركات والأماكن التي تعتمد بطريقة غير مباشرة على إعادة تدوير منتجاتها، مما سيوفر دخل جيد لأغلب العاملين في هذا الاتجاه، كما  أن تلك العملية تساهم بشكل مباشر وكبير في التخلص من مكبات النفايات التي تكلف الدولة الكثير والكثير.

– تعزيز التماسك الاجتماعي

يتم ذلك من خلال فرض القوانين التي تجعل من عملية تقليل النفايات وإعادة تدويرها أولوية، ويقوم المجتمع بالتعامل معها عن طريق وجود البرامج التي تساعد الشباب على تعلم تلك المهارة المكتسبة.

كما يجب على المجتمع أيضًا دعم وتقوية الصناعات المستدامة التي تقوم على المواد المعاد تدويرها مما يجعلها مصدر رزق للشباب الذي لا يوجد له عمل.

– التقليل من نزوح المجتمعات

يؤدي  كثرة الطلب على المواد الخام المستخدمة في الصناعات المختلفة إلى اضطرار المجتمع للبحث عن تلك المواد في المناطق التي تحتوي على غابات وأنهار مما يسبب تلوث الأنهار  والقضاء على تلك المساحات الخضراء، الأمر الذي يستدعي البعد عن تلك الأماكن وهجرة أبنائها.

أما من خلال القيام بعملية إعادة التدوير  يؤدي إلى تقليل الطلب على تلك المواد واستغلال المستخرج منها مما يسبب بقاء المجتمعات وتماسكها.

أهمية عملية إعادة التدوير  للبيئة:

تتمحور أهمية عملية إعادة التصنيع للبيئة في الحد من الملوثات التي تصيبها جراء عمليات عدة يقوم بها الانسان، مثل حرق النفايات التي يؤدي إلى ظهور الغازات الدفيئة والمضرة، وغيرها من العمليات الأخرى، ولذلك ازدهرت في الآونة الأخيرة فكرة إعادة الاستخدام لمعظم المواد والتي تتسبب في:

– ثبوت نسبة غاز الأكسجين في الجو.

– انخفاض هرم القمامة الموجود في معظم مكبات النفايات.

– بقاء المساحات الخضراء الواسعة مثل الغابات على ما هي عليه، دون الحاجة للتخلص منها لاستخراج معادن مختلفة.

– عدم تلويث المياه الموجودة في الأنهار والمحيطات، وبالتالي الحفاظ على صحة الإنسان.

– التقليل من حدوث التغيرات المناخية الناتجة من الغازات الضارة المنطلقة في الجو نتيجة حرق الغابات والنفايات وغيرها.

إعادة التدوير

إعادة التدوير

ما هي الأشياء التي يُعاد تدويرها مرة أخرى؟

هناك العديد من المواد والمعادن المختلفة التي تؤثر صناعتها علي استنزاف الموارد الطبيعية مثل البترول و الغاز الطبيعي و الأشجار، لذا يلجأ الكثيرون إلي  إعادة تصنيعها مرة أخرى حفاظًا علي تلك الموارد الطبيعية من خطر النفاد، وتتمثل هذه المواد فيما يلي:-

1) علب الألومنيوم

علب الألومنيوم من أكثر المنتجات القابلة للخضوع لنظام إعادة التدوير  حيث انه يتم تحويل شكل العلبة من قديم و رديء إلي جديد و مثالي؛ مما يؤدي ذلك إلى الحد من كمية الطاقة اللازمة لصناعة العلب الجديدة.

 2)علب الصفيح والعلب الفولاذية

عادة ما يتم مزج العلب الصفيح والعلب الفولاذية معًا أثناء خضوعهم لعملية إعادة التصنيع بهدف ترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 75% مقارنة بما تحتاج إليه أثناء عملية التصنيع، ويكون ذلك عن طريق إدخالهم في أفران مخصصة.

3) البلاستيك

البلاستيك من أكثر المواد التي تمثل خطورة كبيرة علي البيئة؛ حيث أنه يحتوي علي جزيئات غير قابلة للتحلل،  لذا عادة ما تلجأ الدولة إلي إعادة تصنيعه مرة أخرى من خلال تقطيعه إلي مجموعة من الأجزاء الصغيرة التي يتم وضعها داخل أفران مخصصة لحماية البيئة والسكان من خطر تلوث الهواء بالغازات والأبخرة الضارة.

4) مواد أخرى

تقوم عملية إعادة التصنيع علي أساس البحث عن المنتجات المفيدة التي يجوز تحويلها إلي منتج جديد مثل؛ استخدام الإطار المطاطي في صناعة العازل، كما يتم تحويل النفايات العضوية إلي أنواع مختلفة من الأسمدة.

ما هي الخطوات العامة لإعادة التدوير ؟

عادة ما تعتمد عملية  إعادة التدوير  علي ثلاثة محاور أساسية وهما ما يلي:-

1- الجمع والمعالجة:- تبدأ عملية إعادة التصنيع عن طريق جمع المنتجات المراد تصنيعها مرة أخرى من الأسواق والمنازل ومن ثم إرسالها إلي مكان المتخصص للقيام بذلك حتى يتم فرزهم ومعالجتهم.

2- التصنيع:- في هذه المرحلة يتم تحويل كافة المواد القديمة البالية إلي مواد جديدة بالكامل تخضع للمواصفات القياسية المطلوبة، أو قد يتم دخولها في صناعات جديدة كما يدخل البلاستيك المعاد تصنيعه في مقاعد الحدائق و صناعة السجاد.

3-  شراء السلع التي تم صنعها من مواد معاد تدويرها:-  بالطبع إذا لم يكن هناك عدد من المستهلكين يهتمون بشراء المنتجات المعادة تدويرها فإن هذه العملية ستكون بلا جدوى وليس لها أي فائدة تذكر.

 ما هو المصطلح الذي يطلق علي المواد المعاد تدويرها؟

 يوجد العديد من المفاهيم المختلفة المتداولة في الأسواق لتوضح للجميع أن هذه المنتجات تعرضت لعملية إعادة التدوير  وهي ما يلي:-

– المنتجات المصنعة من مواد مدورة (Recycled-content product):- عادة ما يطلق هذا المفهوم علي المنتجات التي تمت تدويرها مرة أخرى بعض النظر عن مصادر هذه المنتجات، فمن الممكن أن يكون هذا المنتج تمت صناعته من قبل مخلفات التصنيع أو عن طريق بقايا النفايات وهكذا.

– منتجات تحتوى علي مواد تم استهلاكها مسبقًا (Post-consumer content):- هذا المفهوم يُشير علي أن المنتج الماثل أمام المستهلك يحتوي علي مجموعة من المواد المدورة أيضًا، ولكن غالبًا ما يكون مصدر هذه المواد نابع من المراكز الرسمية لجمع المنتجات المراد إعادة تصنيعها.

– منتج قابل لإعادة التدوير (Recyclable product):- هذا المفهوم يشير علي أن المنتج الذي يستخدمه العميل من الوارد جدًا أن يتم تحويله إلي منتج جديد بالكامل وصالح للاستخدام مرة أخرى.

أمور يجب مراعاتها أثناء عملية التدوير

 يجب علي المستهلك أن يدرك جيدًا مدى أهمية عملية إعادة التدوير  في الحفاظ علي البيئة والدور الفعال الذي تقوم به فيه الحد من استهلاك الطاقة الغير متجددة، لذا عليك أن تحرص علي معرفة المواد التي يمكن أن تخضع لإعادة التصنيع مثل المعادن و المواد الصلبة كالحديد والبلاستيك والورق وعلب الحليب والمشروبات وغيرها.

قم بتنظيف هذه المواد جيدًا من بقايا الطعام، كما عليك أيضَا أن تحرص علي وضعها في صناديق خاصة بمنتجات إعادة التدوير و فصلها عن القمامة العادية لكي تُسهل العثور عليها دون ظهور أي عراقيل.

ما هي سلبيات إعادة التدوير ؟

مثلما تتمتع عملية إعادة التدوير بوجود العديد من المزايا التي لا حصر لها فإنها تمتلك أيضًا علي مجموعة من السلبيات مثل؛ التكلفة العالية و مخاطر التسمم للعاملين والمشرفين علي هذه العملية و توفير منتج بجودة بسيطة.

هل عملية إعادة التدوير تساعد في حماية الكوكب؟

بالطبع نعم؛ تُساعد عملية إعادة التدوير في حماية الكوكب بشكل كبير جدًا حيث أنها تساعد في حماية الموارد الطبيعية كما تُساعد في زيادة وعي المواطنين تجاه البيئة.

هل عملية إعادة التدوير تساعد في كسب ثروة ؟

بالتأكيد تقوم عملية إعادة التدوير علي أساس شراء المنتجات القديمة التي يجوز تحويلها إلي مواد جديدة، وبذلك فمن الممكن أن تقوم بتخزين هذه المنتجات و بيعها والحصول علي المال الكثير من هذه العملية.

ما هي فوائد إعادة التدوير ؟

يوجد فوائد متنوعة لعملية إعادة التدوير حيث أنها تُساعد في حماية الموارد الطبيعية الغير متجددة من النفاد، كما تساعد في حماية البيئة من التلوث.

مواضيع ذات صلة

وثيقه العمل الحرتعرف معنا الآن علي المزيد من التفاصيل حول وثيقه العمل الحر

معلومات عن الشمسمعلومات عن الشمس | مُفيدة ومُذهلة