جاء من بيت النبوة، وهو الذي بشرت الملائكة ابوه وامه بقدومه بعد انتظار دام لسنوات طوال، هل عرفتموه؟ انه سيدنا اسحاق عليه السلام ابن نبي الله إبراهيم المختار، وسوف ننتهز الفرصة اليوم لنسرد لكم قصة سيدنا اسحاق بكامل تفاصيلها بداية من بشارة قدومه ومرورا بنبوته، وحتى نصل اخيرا الى نسله من الأنبياء.
وسوف نتعرف أيضا على حقيقة ذبح اسحاق، حيث اختلف الاقباط على قصة سيدنا اسماعيل وزعموا ان الفتى الذي كان سوف يقع عليه الذبح هو اسحاق وليس إسماعيل.
من هو اسحاق ؟
اسحاق هو نبي من الأنبياء الذين اختارهم الله لنشر الدعوة وتحقيق السلام في الأرض عن طريق اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، وإسحاق هو ابن سيدنا ابراهيم عليه السلام، وقد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كريم ومن نسل كريم.
ام النبي اسحق
ام النبي اسحاق هي السيدة سارة ابنة هاران الزوجة الاولى لابراهيم عليه السلام، وكانت عقيمة لا تلد، لذا طلبت من زوجها ان يتزوج من هاجر عليها السلام لكي يرزقه الله بالذرية، وبالفعل تزوج إبراهيم من هاجر التي أنجبت له سيدنا اسماعيل عليه السلام.
ولكن لم تنسى سارة حلم الأمومة الذي يراود كل انثى، فلا يزال خاطرها متشوق لان ترى قطعة من قلبها أمام عينها، ولكنها كانت صابرة وراضية بقضاء الله جل وعلى.
ولكن القدير سبحانه وتعالى لم يرد الحزن لقلبها، فأذن لاحشائها ان تحمل طفلاً، رغم كبر سنها ومشكلتها الطبية، فضلا عن وصول سن زوجها إبراهيم الى 100 عام، وقد انجبت طفلها اسحاق وهي تبلغ التسعين عام.
بشارة اسحاق عليه السلام
ان قدوم اسحاق كان بمثابة معجزة من الله سبحانه وتعالى، حيث كانت أمه سارة عقيم وبلغت الكبر، لذا فان بشارة هذه المعجزة لم تكن عادية ايضا، حيث جاءت مع الملائكة المرسلين لعذاب قوم لوط.
ففي يوم من الايام جاء ثلاثة رجال الى بيت ابراهيم، فاستقبلهم النبي ورحب بهم كثيرا وقام بواجبات الضيافة على أكمل وجه، حيث قدم لهم عجل سمين لكي يأكلوا ويشبعوا.
ولكنهم رفضوا ولم يأكلوا من الطعام، فاستغرب إبراهيم عليه السلام وتسلل الخوف الى نفسه، لانه كان منتشر بين العرب قديما ان الضيف الذي يأبى ان يأكل من الطعام فهو يريد الشر بصاحب البيت.
فأخبروه الملائكة بحقيقة الامر، وبلغوه انهم ليسوا رجالا وإنما ملائكة موكلين بإيقاع العذاب على قوم لوط، ثم بشروه بقدوم إسحاق عليه السلام من زوجته سارة.
وكان هذا الخبر يحمل بين طياته الكثير من المشاعر المختلفة، حيث الفرحة والاستغراب والتعجب، فقال تعالى في كتابه الكريم ( قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا، إن هذا لشيء عجيب )، ولكن اقتضت حكمة الله تعالى ان تبتهج نفس إبراهيم وزوجته سارة وان يروا ثمرة صبرهم بعد كل تلك السنوات.
حقيقة الصراع بين اسماعيل واسحاق
وُلد سيدنا اسحاق بعد سيدنا إسماعيل بـ 14 عام، ولقد انعم الله عليهم بالكثير من النعم وأولها النبوة، والنسل الكريم، والفضائل العديدة، ولكنهم لم يسلموا من الشبهات والشائعات التي يتناقلها أعداء الدين المتوهمين.
فلقد ورد في الكتاب المقدس انه كان هناك حالة من الصراع والنزاع بين الأخوين بسبب الحسد والطمع، وهذا طبعا بعيد كل البعد عن أخلاق النبيين الكريمين.
ومن المعروف ان الكتاب المقدس قد تم تحريفه منذ قديم الازل، لذا فان الاخبار والمعلومات الموجودة فيه ليس لها أساس من الصحة لأن البشر هم من ألفوها وكتبوها بناءاً على معتقداتهم و اتباعا لأهوائهم.
لذا يجب ان يكون مرجعنا هو كتاب الله العزيز الذي تخبرنا آياته الكريمة بأخبار وقصص الأمم السابقة مثل قصة فرعون وقصة ذو القرنين وغيرها الكثير من القصص التي لا تحتمل الشك او التحريف، لأن كتاب الله الكريم محفوظ الى يوم الدين.
ابناء سيدنا اسحاق
تخبرنا كتب التاريخ ان إبراهيم عليه السلام قد أوصى ابنه اسحاق ان يتزوج امرأة من اقاربه، وبالفعل نفذ اسحاق كلام والده وتزوج من بنت عمة التي تُدعى رفقة.
ولكنها كانت عاقر، فدعا اسحاق ربه ان يرزقه الذرية، وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لنبيه ورزقه بولدين توأم فأطلق على واحد منهم العيص اما الاخر فهو يعقوب.
وكان يعقوب عليه السلام من سلالة النبوة، فسلك طريق والده إسحاق وجده إبراهيم عليهما السلام، وهو طريق الحق والدعوة الى عبادة الله الواحد الاحد، ثم انعم الله عليه بيوسف عليه السلام ليستكمل المسيرة من بعده.
وقد تم ذكر اسحاق ويعقوب عليهما السلام في مواطن عديدة في القرآن الكريم، حيث انهم من بيت النبوة ومن أصحاب الأخلاق الكريمة كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
من هو الذبيح اسحق ام اسماعيل ؟
وقع خلاف بين أهل العلم بخصوص الغلام الذي أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بذبحه، فهل هذا الفتى هو اسماعيل ام اسحاق؟ لم يرد في القرآن الكريم اسم هذا الغلام، وإنما ورد أمر الذبح فقط في سورة الصافات، ولكن بعد بحث طويل ودراسة عميقة اتفق معظم العلماء على ان الغلام المقصود في الاية الكريمة والذي وقع عليه أمر الذبح هو إسماعيل وليس إسحاق والله اعلى واعلم.
قصة قوم اسحاق
قد كان وجوده معجزة وقدومه بشارة من الملائكة، وحياته قائمة على الدعوة الى دين الله سبحانه وتعالى.
فقد وهبه الله النبوة كما وهب ابيه ابراهيم واخيه اسماعيل عليهما السلام، وأرسله الى قوم كنعان القاطنين في الشام وفلسطين ليدعوهم الى عبادة الله، وكانت الرسالة والشريعة التي يدعو الناس الى الإيمان بها قائمة على التوحيد وعبادة الواحد الاحد، والابتعاد عن الشرك.
وقد توفي بعد ان أنهى رسالته عن عمر يناهز مائة وثمانون عام في قرية صغيرة تقع في فلسطين، وتم دفنه في نفس المكان الذي دُفن فيه والده إبراهيم عليه السلام.
الحكم المستفادة من قصة اسحاق عليه السلام
– ان الدعاء قادر على قلب الموازين وتحقيق المعجزات.
– ان الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، فيجب على الإنسان ان يدعو الله بلسانه وهو واثق في رحمته وقدرته.
– عدم الانجراف وراء الشائعات والادعاءات التي يزعمها أهل الكتاب، بل يجب ان يكون مرجع المسلم هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
والان نكون قد وصلنا الى نهاية قصة سيدنا اسحاق التي تبعث الأمل في النفوس وتعطينا دروس في الصبر واليقين تماما مثل قصة سيدنا زكريا التي تهزم فينا اليأس وتزرع مكانه زهورا من النور.
من اكبر سيدنا اسماعيل ام اسحق ؟
ان سيدنا اسماعيل هو الابن الأكبر لإبراهيم عليه السلام، وهو الفرحة التي دخلت الى قلب ابراهيم قبل ان يرى إسحاق ثمرة الصبر واليقين امام عينه، وفارق العمر بين اسماعيل واسحاق 14 عام.
من هم الملائكة الذين بشروا إبراهيم بقدوم اسحاق؟
الملائكة الذين كلفهم الله بإيقاع العذاب على قوم لوط، وهم جبريل وميكائيل واسرافيل.
ما هي الفائدة من سرد قصة سيدنا اسحاق على مسامع الاطفال؟
تعليمهم ان الصبر هو مفتاح الفرج، وان رحمة الله واسعة وهو عالم بأحوال عباده ومستجيب لدعائهم.
ما هي الديانة التي دعا إليها سيدنا اسحاق عليه السلام؟
كانت دعوة إسحاق عليه السلام قائمة على التوحيد بالله وحده وعدم الإشراك به، وكان يتخذ طريق ابيه ابراهيم الذي يدعوا الى الاسلام الحنيف.