“خذ الحكمة من أفواه الحكماء” هكذا تعلمنا عندما كنا صغارًا محاولين أن ندرك العالم من حولنا، وكانت اقوال العباقرة والعظماء بمثابة المرشد لنا في طريق استكشافه والتعامل معه، فسنجدهم تكلموا عن كل الموضوعات والمواقف التي تقابل الإنسان في مراحل حياته المختلفة، وفي هذا المقال سنقدم للعقول الراقية اقوال عظماء الفلاسفة المتعلقة بشئون الحياة والدين.
اقوال العباقرة والعظماء عن التناقضات
نحن نعيش في عالم من التناقضات، فلكي نصل إلى قمة النجاح يجب عليها أن نمر بتجارب فاشلة ترمي بنا إلى القاع، ولا نستطيع تذوق حلاوة الأمل لو لم نعرف طعم اليأس ومرارته، ولا يمكننا الحكم على بشاعة الحقد والكراهية إن لم يتسرب إلى أنفسنا الإحساس بالرضا والحب للجميع.
لكن الأكيد أنه عندما تُنصب سجون اليأس والإحباط من حولنا كنا نلجأ لقراءة الكتب النفسية التي تحيي داخلنا الأمل من جديد مثل كتاب أيقظ قواك الخفية ، أو مؤلفات الدكتور إبراهيم الفقي عن التنمية البشرية وتحفيز الذات.
كل هذه الأمور المتناقضة وردت بصيغ مختلفة في اقوال العباقرة والعظماء ، فمن منا لم يقرأ لنزار قباني عندما كان يتفنن في مدح الحب والسلام، وعلى الجانب الآخر كان ميكافيلي يحث على الحرب والكراهية في كتابه الأمير.
الحياة في عيون الأدباء والفلاسفة
الحياة لغز معقد يحاول الإنسان أن يفك شفراته حتى يتمكن من العيش في سعادة وهناء، لكن رغم كل محاولته تضع له بعض العراقيل التي لا يمتلك القدرة على تخطيها، وقد يظن أنه بحاجة إلى الاستعانة بتجارب وخبرات الآخرين للاسترشاد بها، وتعد أقوال العظماء عن الحياة الخريطة التي تحدد له الاتجاهات الصحيحة التي ينبغي له أن يتبعها.
فكيف له ألا يتأمل مقولة “لم نخلق للبقاء فاصنع لنفسك أثرًا طيبًا يبقى من بعدك”؟ فأنت لا تحتاج إلى تكوين عداوة مع الآخرين لكي تصل إلى غايتك، بل تدرك إن محبة الناس هي وسيلتك للعيش بسلام وطمأنينة، وهذا لا يعني أن تسعى لإرضائهم على حساب ذاتك.
فعليك أن تتدبر جيدًا أشهر اقوال العباقرة والعظماء عن آراء المحيطين بك وهي “إرضاء الناس غاية لا تدرك”، ويمكن تجسيدها أيضًا في مقولة الأديب الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير “أصعب معركة في حياتك عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصًا آخر”.
الفرق بين أنواع القوى عند الحكماء
لكي تشعر بمدى قوتك يجب عليك أن تدرك نقاط ضعفك، فالقوة ليست في البدن فقط، بل قوة العقول أخطر بكثير، فعندما حاول ” غاندي ” أن يحارب الاحتلال الإنجليزي للهند لم يدع إلى تشكيل الجيوش والفرق الفدائية لمقاومته التي قد تؤدي إلى إحداث خسائر مادية يمكن تعويضها فيما بعد.
بل دعا إلى استخدام قوة العقل التي ستجعلهم يخسرون جميع مصالحهم في الأراضي الهندية ولا يجدوا مخرج سوى الجلاء، وهذا ما حدث بعدما قاطع الشعب الهندي المنتجات الإنجليزية، وكان هذا تجسيد لمقولاته الشهيرة “القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية، إنما تأتي من الإرادة التي لا تقهر” وهنا يمكننا أن نلتمس مدى تأثير اقوال العباقرة والعظماء في واقع الدول.
أقوال العظماء عن الزمن
“ارحموا من كان في الزمن ولم يعد قادرًا أن يكون فيه” هذه المقولة قالها الفيلسوف الروماني إميل سيوران معبرًا عن مدى قسوتنا على بعضنا البعض، فلماذا لا نقبل الأعذار من الغير؟ ولماذا لا نهون على بعضنا مرارة الأيام؟ قد تعبر اقوال العباقرة والعظماء في كثير من الأحيان عن الحالة النفسية التي يمر بها الإنسان، وقد تكون المنجي له من غياهب اليأس لتضيء له مصباح أمل.
فالزمن ما إلا أيامًا وساعات نقضيها في أحوال غير مستقرة، فيومٌ نكون في قمة السعادة وكأننا نحلق في السماء، وفي اليوم التالي نسقط في آبار الحزن العميقة، وتعد مقولة “إذا ضحك لك الزمان فكن حذر، لأن الزمان لا يضحك طويلًا” الأكثر تعبيرًا عن تقلبات الحياة التي يمر بها الإنسان.
المرأة في نظر الفلاسفة والحكماء
مكانة المرأة في المجتمع دائمًا محل نقاش وجدل على مر العصور، فهناك من تعامل معها على أنها مجرد جسد للمتعة وألة للإنجاب فقط، وخير دليل على ذلك أفكار الفيلسوف الألماني نيتشه التي ذُكرت في كتابه الشهير ” هكذا تكلم زرادشت “، فهو كان يبغض المرأة ويحقرها على الرغم من أنه تربى على يد والدته وأمه وقال عنها “المرأة فخ نصبته الطبيعة”.
ولو اعتبرنا أن هذا هو الجانب المظلم من أقوال العظماء عن المرأة ، فلا يمكن أن نغفل الركن المضيء من آراء المفكرين والفلاسفة المناصرين لقضايا وحقوق المرأة سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، ومن أشهر اقوال العباقرة والعظماء عن ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع ما ورد في كتابات ومقالات الأديب المصري الشهير قاسم أمين.
حيث دعا إلى تحرير المرأة وحصولها على حقوقها في التعليم والعمل والميراث، وكانت من أشهر أقواله “من احتقار المرأة أن يسجنها في منزل و يفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولة على النعش إلى القبر.”
العروبة في كتابات الأدباء والمفكرين
مصطلح الأمة العربية قد يكون من المصطلحات الحديثة التي ترددت في أوائل القرن العشرين، رغم امتداد جذورها منذ مئات السنين، لكن القومية العربية في مفهومها الجديد ظهرت مع حركات التحرر العربية، وباعتبارها القضية الأهم في خمسينيات القرن الماضي؛ تناولها معظم المفكرين العرب، وعبروا عن رأيهم فيها داخل أشعارهم ومقالاتهم وكتبهم.
ونذكر اقوال العظماء اقوال خلدها التاريخ في التعبير عن أهمية الوحدة العربية، مثل المقولة الشهيرة التي ذكرها الأديب والشاعر السعودي عبد الرحمن منيف في وصف حال الدول العربية وهي “الأمة العربية تعيش في الماضي وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها”.
الصمت لغة العظماء
“اختر الصمت كفضيلة لأنك بفضله تسمع أخطاء الآخرين وتتجنب الوقوع بها”، تعد هذه المقولة من أشهر اقوال العظماء عن الصمت وقالها الرسام والفيلسوف الإيطالي ليوناردو دا فينشي تقديرًا منه لأهمية السكوت، وكنا نسمع في صغرنا أن من يتكلم كثيرًا يخطأ دومًا، لأنه لا يعطي لعقله فرصه تفسير معاني الكلمات.
وطالما سمعنا أن من يريد أن يحقق النجاح في عمله وحياته الخاصة لا يتكلم كثيرًا؛ حتى لا تفضح خططه المستقبلية للناس فيقللون منها أو يحسدونه عليها، فهو يطبق اقوال العباقرة والعظماء عن أهمية الصمت في حياته لكي يصل في النهاية إلى مبتغاه.
الصمت وسيلة للرد على حماقة البشر
قد يكون السكوت وسيلة رائعة للرد على افتراء البشر وحماقتهم، وأن تجاهد نفسك لكي تصمت عن أفعالهم السيئة هو نجاح بحد ذاته تنفيذًا لعبارة “الصمت مُتعب لكنه يبقى أرقى وسيلة للرد على الكثير من الكلام”.
وغالبًا الشخص الصامت تثار حوله الشكوك ويشاع عنه أنه حقود، لكن هذه حماقة لأن هذا الشخص يريد أن يحكم على كل ما يدور من حوله بحكمة وعقلانية، وعلى الجانب الآخر لا يحمل بداخله أي بغيضة أو حقد تجاه أحد بل قد يتمنى للناس الخير أكثر من أولئك المنافقين الذين يضحكون ويتكلمون دومًا.
الحب والعطاء وجهان لعملة واحدة
تعددت أقوال العظماء عن العطاء والحب، فلا قيمة للحب دون تقديم بعض التضحيات، ولا فائدة من العطاء دون تسامح، فالمحبة أسمى المشاعر الإنسانية التي يحثنا الله على نشرها في بقاع الأرض، وخير وسيلة لإظهار الحب هي العطاء.
ولا نقصد هنا العطاء المادي فقط الذي من الممكن تعويضه بسهولة، لكن الأهم هو العطاء النفسي، كما قال الشاعر العربي الكبير جبران خليل جبران “أن تعطِ مما تملك فإنك تعطي القليل أما أن تهب من نفسك فهذا هو العطاء”.
السعادة تكمن في العطاء
ترسخ في عقول بعض الناس أن الأخذ هو سبيل السعادة، وهذا ما يبرر انتشار الجشع والحقد بين البشر، لكن عندما ننضج نكتشف أن العطاء هو السر الجوهري لتحقيق السلام في هذا العالم، لذلك تبلورت اقوال العباقرة والعظماء في هذا الصدد حول تمجيد الشخص المعطاء الذي لا ينتظر طلب الآخرين للمساعدة بل يقدمها من نفسه بصدر رحب، ومن أقوال الحكيم والأديب العربي ميخائيل نعيمة عن العطاء “يوم يفر الإيمان من نفسك تفر نفسك منك، ويوم يكف قلبك عن العطاء يجف”، حيث شبهه بالماء الذي يروي القلوب ويبث الحياة فيها.
ومن أهم خصال الأشخاص المؤثرين والناجحين التي ذكرها كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية أنهم يحبون العطاء دون انتظار مقابل، ويسعون دائما لنشر حبال الوصال والمحبة بين الناس.
لماذا اهتم الحكماء بالحديث عن العطاء؟
لأن العطاء ينشر المحبة والسلام بين الناس، ووصفوا الأشخاص المعطاءة بأنهم أشبه بالزهور التي تفوح رائحتها الذكية في كل مكان.
ما هي أشهر آراء الفلاسفة والمفكرين حول قضايا المرأة؟
يعد الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه من أشهر المفكرين الذين عارضوا حصول المرأة على حقوقها في المجتمع واعتبارها محل شهوة فقط، في حين دعا قاسم أمين إلى تحرير المرأة.
ما هي القوة الأكثر تأثيرًا في المجتمع من وجهة نظر غاندي؟
أكد غاندي أن القوة العقلية هي المتحكم الرئيسي في حياة الإنسان، وأنه يمكنه تحقيق مراده إذا تمكن من استغلالها بالطريقة الصحيحة.
كيف عبر الأدباء والمفكرين عن أهمية الصمت؟
حيث أوضحوا أن الصمت خير وسيلة للرد على حماقة الناس، وأن الشخص الصامت يستطيع أن يحكم على الأمور بعقلانية وحيادية.