سواء كانت أهدافك الشرائية صغيرة كاقتناء هاتف أو ماكينة قهوة، أو حتى أهداف كبيرة كشراء سيارة الأحلام أو منزل جديد، فبالتأكيد أن الإدخار هو خطوتك الأولى لذلك، نظرًا لأهمية المال في حياتنا، فيمكن القول إن فراغ محفظة النقود لا يقل ألمًا عن الفراغ العاطفي بل قد يتجاوزه في بعض الأحيان.
ماهو الإدخار ؟
الإدخار هو توفير مبلغ أو نسبة محددة من الدخل الشهري أو المصروف وعدم استهلاكه أو التصرف به إلا وقت الحاجة، وللادخار أهمية قصوى للفرد والمجتمع، ولا تقتصر أهميته على اقتناء الرفاهيات المنشودة فحسب، بل هو بمثابة طوق نجاة يحمي الإنسان من الغرق في بحر الديون عند مواجهة ظروف طارئة تتطلب دعمًا ماديًا.
أنواع الادخار
ينقسم الإدخار إلى نوعين رئيسين وهما:-
الإدخار الاختياري
هو النوع الأكثر شيوعًا، ويسمى بالادخار الحر، لكونه يعتمد على حرية الأفراد في ادخار وتوفير نسبة من أموالهم دون التقيد بعوامل خارجية، رغبة في السمو بالمستوى الاقتصادي على الصعيد الشخصي والعائلي.
الإدخار الإجباري
يفيد النوع الثاني من أنواع الادخار بأن الفرد يكون ملزمًا بالادخار وفقًا للوائح قانونية أو مديونيات بنكية، وتنعدم حرية الشخص في الاختيار لأن الحكومات وبعض الجهات المعنية يحق لها احتجاز جزء من الدخل بمقتضى القانون.
فوائد الادخار
أولا: الراحة النفسية
من أهم السبل التي ينبغي للفرد أن يتبعها في حياته هي التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وذلك حتى ترافقه الراحة النفسية ويتجنبه القلق والخوف من المستقبل، خصوصًا أن كل إنسان معرض لمواجهة ظروف وضوائق مادية، ولكن وجود المدخرات يساعده على مسايرة الأمور ودفع التكاليف الإلزامية دون التعرض لمشاكل قانونية، مما يقلص الخوف والقلق، ويعزز الراحة النفسية للفرد.
ثانيا: مساعدة الأبناء في المستقبل
من فوائد الادخار مساندة الأبناء خلال مراحل حياتهم المهمة، فعن طريق المدخرات يمكن مساعدتهم في تكاليف الزواج، أو تأمين مستقبلهم بواسطة فتح حسابات بنكية بأسمائهم، أو حتى دعمهم في افتتاح مشاريعهم الخاصة دون الحاجة للقروض والسلف من أحد.
ثالثا: زيادة الخيارات المتاحة
يوفر الإدخار للفرد فرص أكثر وخيارات أوسع للتحكم في حياته ومستقبله، دون أن يكون مضطر للعيش في وضع لا يريده حتى وإن تطلب الأمر وقتًا فإن هناك فرصة للتغيير بواسطة المدخرات، فعلى سبيل المثال يمكن للشخص أن يُغير مكان سكنه إلى موقع أفضل أو ينتقل للعيش في منزل أوسع وأفخم، وهناك أيضا فرصة لاستبدال السيارة القديمة بأخرى، أو حتى دفع مقدم سيارة جديدة بما يتناسب مع ظروفه ووضعه المادي.
رابعا: مضاعفة اللحظات الممتعة
يظن بعض الناس أن أهمية الإدخار تقتصر على مواجهة الحالات الطارئة أو دفع نفقات التعليم أو غيرها من الأمور المهمة، ولكن يمكن أيضا استغلال جزء من الأموال المتوفرة في السفر إلى أماكن مختلفة وتجربة أشياء جديدة للخروج من روتين الحياة وتجديد الطاقة واكتشاف حضارات جديدة، وقد يكون ادخار الذكريات السعيدة في بعض الأحيان مماثل لأهمية ادخار المال.
كما يمكن استخدام الأموال المدخرة في تحقيق أهداف أخرى مثل: شراء سيارة الأحلام أو اقتناء هاتف جديد أو حتى غسالة أطباق توفر العناء على ربة المنزل دون الشعور بالقلق بخصوص خدش الميزانية.
خامسا: توفير الأمان المادي عند التقاعد
التقاعد من أكثر الأمور التي تشغل بال الأشخاص، لا سيما مع التقدم في العمر، لذا يسعى الكثير منهم إلى اقتطاع جزء من الراتب الشهري بهدف تأمين نفسه ماديًا عند التقاعد، ومن الجدير بالذكر أن الأموال المدخرة لوقت التقاعد تتطلب إجراءات خاصة مثل: استثمارها لضمان زيادة قيمتها أو الحصول على فوائد منها.
سادسا: زيادة فرصة السعي لوظيفة الأحلام
يمنح الإدخار للفرد فرصة تغيير الوظيفة التي لا يحبها بسبب ضغط العمل فيها أو صعوبة التعامل مع الزملاء والتأقلم معهم، لينتقل إلى وظيفة أخرى أو يؤسس عمله الخاص دون الخوف من الوقوع في مأزق مالي، حيث إن المدخرات تساعده على المضي قدما واتخاذ القرارات الشجاعة.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الخطوة مهمة لكل من يشعر بأنه يكره وظيفته أو يفقد طاقته فيها، لأنه غالبًا سيتحول إلى شخص غير منتج ولن يبدع في عمله.
سابعا: مواجهة الحالات الطارئة
لا تخلو الحياة من الحالات الطارئة والظروف غير المتوقعة سواء كانت بسيطة أو كبيرة، فأحيانًا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، ومن المهم جدا الاستعداد لتلك الظروف عن طريق توفير المال لاستخدامه في دفع تكاليف العلاج، أو تصليح أعطال مفاجأة في المنزل، وأيضا الاستعانة به في حال فقدان الوظيفة لا قدر الله وغيرها.
أهمية الإدخار على صعيد المجتمع
للادخار أهمية كبيرة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع، وفيما يلي سوف نسلط الضوء على أهمية الإدخار بالنسبة للمجتمع وهي كالآتي:-
1 – يساعد على تسريع الانتعاش الاقتصادي، حيث يستطيع الأفراد التصدي للمصاعب المالية التي تواجههم بواسطة الاستعانة بمدخراتهم في دفع الفواتير المطلوبة.
2 – يرتبط الإدخار ارتباطًا وثيقًا بالاستثمار الذي يعد بابًا من أبواب التقدم الاقتصادي للدولة، حيث من الصعب أن يتم الاستثمار إلا بتمويل ولو بسيط من الادخار، ووفقًا لدراسات علم الاقتصاد فإن نسبة المدخرات مساوية لنسبة الاستثمار.
3- ارتفاع مستوى الادخار يزيد من عدد المستثمرين مما ينعش سوق العمل ويخلق فرص عمل أكبر.
تجربتي مع الادخار
إن مشاركة التجارب أمر عظيم ويفتح أبواب المنفعة للجميع، لذا يسعدني أن أطرح عليكم تجربتي مع الادخار التي بدأت عقب تخرجي من الجامعة، حيث كانت أحلامي كبيرة وآمالي ممتدة إلى عنان السماء ولقد تعلمت من أبي أن الإدخار هو سبيلي لتحقيق تلك الأحلام.
وبالفعل التحقت بوظيفة متواضعة في البداية ثم بذلت قصارى جهدي وطورت من مهاراتي وحاولت التنظيم بين دخلي ونفقاتي لادخار نسبة من الراتب، ومع مرور الوقت ترقيت في العمل وزاد أجري وكذلك نسبة الأموال التي أوفرها، حتى استطعت تجميع مبلغ مناسب لافتتاح مشروعي الخاص الذي كنت أحلم به منذ صغري.
ومن خلال تجربتي الخاصة فإن نصيحتي للشباب أن يدخروا من أموالهم ولو جزء بسيط من أجل السعي لتحقيق أحلامهم وتوفير مستوى راقِ لأنفسهم في المستقبل.
أسهل طرق الادخار
هناك مجموعة من الطرق والإرشادات التي تساعد الفرد على الإدخار وتوفير الأموال، وهي على النحو الآتي:-
ضبط الميزانية
ضبط الميزانية هو أهم خطوة يجب على الفرد القيام بها ليتسنى له الادخار بصورة فعالة وسليمة، ويتمثل ضبط الميزانية في تحديد الدخل والنفقات الأساسية، وترشيد المصروفات لتوفير نسبة من المال وادخاره.
تغيير العادات اليومية
قد تؤثر العادات اليومية البسيطة على مستوى الميزانية، وبعض التغييرات البسيطة من الممكن أن تُسهل عملية الادخار مثل: تقليل عدد مرات تناول الطعام في الخارج، وشراء الملابس في فترة التخفيضات، كما يساهم ترشيد استهلاك الماء والكهرباء على نحو كبير في تخفيض النفقات.
استراتيجيات فعالة للادخار
أولا: كتابة الأهداف الأساسية من الإدخار
تحفز هذه الطريقة الأفراد على الادخار، وتتم عن طريق كتابة الأهداف التي يتم الإدخار من أجلها في ورقة كبيرة سواء كانت بيضاء أو ملونة، ثم تعليقها في مكان مرئي للشخص ليستطيع رؤيتها باستمرار، ومن الرائع أن يقوم بدعم أهدافه المكتوبة بصور أو رسومات مطبوعة لتحفيزه على التوفير أكثر، مثل أن يقوم بتعليق صورة سيارة أو منزل أو هاتف ذكي ليشعر بالتشجيع كلما نظر إلى أهدافه ويتيقن أنه يستطيع الحصول عليها بالادخار.
ثانيًا: محاولة الاعتدال في المصروفات
يتطلب الإدخار الاعتدال في النفقات، ومحاولة الترشيد بقدر الإمكان، ولقد حثنا دين الإسلام الحنيف منذ مئات السنوات على التوسط وتجنب الإسراف والابتعاد عن البخل، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وورد أيضا: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
إذ يؤدي الإسراف وكذلك الحرمان والبخل إلى نفس الطريق وهو فشل عملية الادخار، والطريقة الأمثل هي تقليص بعض مواطن الصرف التي تختلف من شخص لآخر مثل: قص وصبغ الشعر في المنزل بدلًا من الذهاب إلى مراكز التجميل، واستبدال سيارات الأجرة بالمواصلات العامة للانتقالات وغيرها.
الادخار والتوفير رسومات اطفال عن الادخار
من الرائع تشجيع الأطفال على توفير جزء من مصروفهم الشخصي من أجل تعويدهم على الإدخار منذ الصغر لتسهيل الحصول على متطلباتهم فيما بعد، وفيما يلي سوف نطرح عليكم نموذجًا لرسومات عن الادخار للأطفال.
ما الفرق بين الادخار والاستثمار؟
يشير الادخار إلى المبلغ الذي يتم اقتطاعه من الدخل، وغالبًا ما يتم إيداعه في حسابات بنكية، ومن الممكن استخدامه على المدى القصير، أما الاستثمار هو توظيف الأموال المدخرة للحصول على دخل إضافي.
هل يؤدي الادخار إلى زيادة الإنتاج وازدهار الاستثمار؟
نعم، حيث يؤدي إلى توسيع المجالات الاقتصادية المختلفة.
ما النقاط التي يجب وضعها في عين الاعتبار قبل الإقدام على الادخار؟
تحديد الدخل الشهري والمبلغ المراد ادخاره، بالإضافة إلى حساب النفقات الثابتة وغير الثابتة.
ما هو دور الأسرة في خلق ثقافة الادخار؟
تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في تنمية مهارات الطفل واكتسابه للسلوكيات، ويمكنها أن تدعم تلك الثقافة بعدة طرق أبرزها: استخدام وسائل وطرق مختلفة وفقًا للفئة العمرية للأبناء مثل شراء حصالة أو فتح حسابات توفير لهم.