علمتنا اللغة العربية كيف نعبر عن المشاعر المكنونة داخلنا بكلمات تحمل بين طياتها رونقًا وجمالًا خاصًا، ومكنت كل صاحب قلم حر من استخدامها في الوجهة المطلوبة والتأثير بكلماته في جميع النفوس، فلا نستطيع إنكار أن اللغة العربية هي من كونت الادب العربي من شعر ونثر ورواية ومسرح وجسدت معاني ما زال أثرها باقيًا حتى الآن.
معنى كلمة الأدب في مختلف العصور:
اختلف المعنى الذي يطلق على كلمة الأدب عبر العصور، فيدل في العصر الجاهلي على الدعوة إلى الطعام على عكس العصر الإسلامي الذي كان يرتبط بالخلق القويم ومكارم الأخلاق، أما العصر الأموي الذي أصبغ الكلمة بصبغة تعليمية تتصل بتعلم الحديث والفقه ودراسة القرآن الكريم، بينما استقر معناها في العصر العباسي على علوم البلاغة واللغة لينتهي بها الحال إلى تركيزها على الشعر والنثر والنقد وكل ما يخص الأدباء.
وبعد أن اقتصر معنى الأدب العربي على الكلام البليغ المأخوذ من بحور اللغة العربية المعبر عن المشاعر، والتجارب الحية التي عاشها الأدباء بما تحمله من فرح وحزن وخذلان وأحاسيس كثيرة بصورة فنية مميزة تؤثر في نفوس القراء، انقسم الأدب إلى شعر ونثر وابتعد عن المفاهيم السابقة.
التعبير بالكلمة لا يقدر عليه إلا صاحب رأى صائب وشخص يعرف كيف يضع مشاعره في المكان الصحيح، فعندما يقع بين يديك كتابًا للأديب الكبير طه حسين فلن تستطيع أن تحجب نظرك عن جمال المعاني التي استخدمها وكيف استطاع سرد الأحداث التي عاشها دون أن يرى النور بعيونه، فكل إنسان قادر على قول الحقيقة بصورة واضحة ولكن الأديب هو الوحيد القادر على إخفائها خلف الكلمات والجمل.
تعريف الأدب العربي :
الادب العربي هو مجموعة من الأعمال الأدبية التي كتبت باللغة العربية العريقة منبع كل فضل وجود، ويشمل الشعر والنثر والأدب القصصي والمسرحي والرواية والنقد، وهو عطاء من الأفكار والمشاعر لا ينتهي أبدًا.
ما هي أهمية الادب العربي ؟
جمع الأدب العربي أغلب الوقائع التي عاشها العرب وسطر تاريخهم العريق ونظرتهم إلى الحياة وفلسفتهم في العيش منذ العصر القديم وحتى العصر الحديث، فكان بمثابة تسجيل تاريخي يضم كل المعارك والحروب وما حدث فيها وبين لنا جمال الوزن والقافية في قصائد الشعراء العرب ، ويمكن تلخيص أهمية الأدب العربي في النقاط الآتية:
1- يعتمد الأدب على مصطلحات حسية شعورية تستطيع نقل الإنسان أو القارئ إلى عالم من الخيال الجميل، والإنسان بطبعه يميل إلى الشعور بالجمال.
2- يساهم الادب العربي في التعزيز من القدرات الذهنية والفكرية الخاصة بالمتلقي.
3- يستخدم بعض الأدباء والكتاب العرب الأدب بهدف الإصلاح المجتمعي والتقويم من سلوك الإنسان.
4- عند قراءة الأدب سوف يمدك بالمعرفة الكبيرة ويعرفك على تاريخ الشعوب والحضارات السابقة ويعطيك نظرة فلسفية عن الوضع الذي يحيا فيه العالم اليوم.
5- يمتلك الأدب تأثيرًا كبيرًا على النفوس أكثر من الكلام العادي، فالكلام الأدبي الموزون يصل إلى العقل من غير وسيط.
6- يقوم الادب العربي أحيانًا بالدور القويم والمهذب السامي لنفوس القراء ممن أحاطت بهم المهالك من كل جانب.
مفهوم تاريخ الأدب العربي :
يمكن تعريف تاريخ الادب العربي على أنه الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على الأدب بكل ما فيه من نصوص وأشعار وقصص وحكايات وغيرهم من الفنون الأدبية الأخرى، كما يتناول الأسباب التي أدت إلى انحدار مستواها أو ارتفاعه بين العصور المختلفة، ويتضمن أهم الشعراء والكتاب الذين أضافوا الكثير إلى خزانة الأدب من نصوص وكتب وأقوال مأثورة.
الأدب في العصر الجاهلي:
يعد العصر الجاهلي أو ما يسميه البعض (عصر ما قبل الإسلام) أقدم العصور الأدبية التي عرفها الإنسان، فقد ورثنا من تلك الحقبة بعض الصور الأدبية الناضجة سواءً كانت شعر أو نثر ولم يصل إلينا جميع ما قيل في ذلك العصر، نظرًا لعدم امتلاك نصوص مدونة عن بداية الشعر عند العرب ومراحل تطوره المختلفة.
اعتمد الشعراء في العصر الجاهلي على الرواية الشفوية وقول الشعر في العلن والتنافس فيما بينهم، فلم يعثر العلماء والمؤرخون على أشعار قديمة مكتوبة بقلم جاهلي، فالمعروف لديهم هو الشعر المستمد من أفواه الرواة الذين تناقلوه فيما بينهم عبر الأجيال عن طريق الحفظ الذي كان العنصر الأهم في حفظ الشعر ونقله، ومن أقدم الشعراء الذين ذكرهم لنا الادب العربي الشاعر المهلهل عدي بن ربيعة والشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص.
الأدب في العصر الإسلامي:
بعد أن انغمس العقل والفكر في الجهل والظلم، جاء الإسلام محملًا بالأفكار الجيدة والعقائد الثابتة والسليمة التي تحفز العقل والوجدان على التفكير والإيمان، فظهر الأدب الإسلامي في الفترة الممتدة من بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحتى عصر الخلفاء الراشدين، وكان لهذا الأدب تأثيرًا كبيرًا على نفس الإنسان المؤمن فغير نظرته إلى الحياة والكون بوجه عام وزال كل الأفكار والمعتقدات التي كانت سائدة قبل هذا الوقت.
الادب العربي في العصر الأموي:
نأتي الآن إلى عصر من أهم عصور الادب العربي الذي ساعد على ازدهار الشعر وعلو شأنه بين الفنون الأدبية الأخرى وسطر الكثير من روائع الأدب العربي ، فاشتهر فيه الأدباء والشعراء شهرةَ واسعةَ ونالوا من كرم ومال الخلفاء والملوك وتقربوا من مجالسهم، وساعدتهم العوامل السياسية والدينية التي حدثت في العصر الأموي على ازدهار الشعر والأدب بوجه عام.
وبعد أن انتقل مركز الخلافة الإسلامية من الحجاز إلى الشام اختلف مضمون الشعر عن السابق، بسبب طبيعة المكان التي أثرت على نتاج الشعراء بطريقة غير مباشرة، فابتعد الشعر عن غرابة العبارة البدوية وجمود اللفظ وأصبح سهلًا في القول واللفظ، ومن أهم رواد الشعر في ذلك العصر الشاعر عمر بن أبي ربيعة وجرير بن عطية.
الأدب في العصر العباسي:
يعد العصر العباسي من أطول العصور العربية حيث دام أكثر من خمسة قرون، وحوى هذا العصر الكثير من الشعراء المتميزين الذين سطروا أسماءهم في التاريخ العربي، واهتم الخلفاء العباسيون بالشعر والشعراء ففتحوا لهم المجالس وأغدقوا عليهم المال الوفير والعطايا الكثيرة فاستطاع شعراء العصر العباسي اكتساب المال من قول الشعر وكتابته.
الأدب في العصر الحديث:
نتيجة للانفتاح الكبير على الحضارات الأوروبية الذي شهده العالم العربي ومع تطور الحياة البشرية بشكل ملحوظ، كان من الضروري أن يأخذ الادب العربي منعطفًا آخرًا ويتطور كما تطورت الحياة وأن يتطرق إلى مواضيع جديدة تختلف عن الأفكار القديمة، وساهم اطلاع الأدباء على الثقافات الأخرى في إحداث ثورة أدبية كبيرة في تاريخ الأدب العربي.
إلا أن هناك فئة من الشعراء اتبعوا نهج السابقين ودافعوا عن التراث العربي القديم وخرجوا عن المألوف في تلك الفترة، فتمسكوا بالقصيدة العمودية والألفاظ القوية وحافظوا على أغراض الشعر المعروفة في قصائدهم وأعادوا إحياء كل تراث أصيل بطريقتهم الخاصة، ولعل من أبرزهم الشاعر الكبير احمد شوقي ومحمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم، ومن أهم كتب الأدب العربي الحديث أضواء البيان في إيضاح القرآن، وما وراء الخير والشر، وأسواق الذهب، وسؤال وجواب وغيرهم من الكتب الرائعة.
أنواع الأدب العربي :
الشعر العربي
يطلق على الكلام الموزون الذي يدل على معنى ويعتمد في كتابته وقوله على وزن وقافية (الشعر العربي)، حيث يعد الشعر بمثابة ديوان العرب الذي يضم أحداث المعارك وحالتهم الاجتماعية وبعض المواقف التي يمرون بها وذلك من خلال القصائد الشعرية المدونة في كتب الادب العربي ، ويقوم الشعر العربي على بعض العناصر وهي النظم والعاطفة والأسلوب بالإضافة إلى الفكرة والخيال والموضوع.
النثر العربي
جاء في تعريف النثر على أنه الكلام المرسل الذي لا يتبع وزن أو قافية ولا يتقيد بأسلوب معين أو طريقة محددة ويغلب عليه الطابع العفوي التلقائي، وعلى الرغم من العفوية السائدة أثناء سرد وكتابة النثر إلا أنه يسير وفقًا لقواعد أدبية مثل الشعر العربي، ومن أنواعه القصة والوصايا والأمثال.
ما هي أنواع الشعر العربي؟
توجد الكثير من الأنواع المتعلقة بالكتابات الشعرية والشعر وهي الشعر الملحمي، الشعر المسرحي، الشعر القصصي، الشعر الغنائي.
كيف أثر الإسلام في الأدب العربي؟
كان تأثير الإسلام على الأدب العربي كبيرًا، حيث أثر على لغة الأدب وطريقة التعبير وأساليب اللغة وفن الخطابة وطريقة كتابة الرسائل.
ما هي أشهر عصور الأدب العربي في التاريخ؟
تعد العصور الأولى أبرز الفترات التي ازدهر فيها الأدب العربي وهي العصر الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي.
ما الذي يعتمد عليه الأدب العربي؟
يعتمد الأدب العربي بجميع أقسامه على نقل الأفكار المدونة إلى القارئ بالإضافة إلى الموهبة الفنية الأدبية المتميزة القادرة على نقل المشاعر والأفكار بأسلوب أدبي وكذلك الاستناد على اللغة الكتابية.