التأتأة عند الأطفال | حالة شائعة أم إنذار بوجود مشكلة؟

التأتأة عند الأطفال

من الطبيعي أن يتعلم الأطفال اللغة ويبدأون في نطق الكلمات خلال أول عامين من حياتهم، مع ذلك فإن التأتأة عند الأطفال أمر شائع ولا يدعو للقلق إلا إذا كان مرافقًا لهم لفترات طويلة ومصحوبًا ببعض الأعراض الأخرى، وبين طيات السطور الآتية سوف نوضح مفهوم التأتأة وأنواعها، بالإضافة إلى العوامل المؤدية لها.

التأتأة عند الأطفال

يُطلق على التأتأة أيضا مسمى (التلعثم) وهي عبارة عن وجود مشكلة أو اضطراب في النطق يعوق القدرة على الكلام بصورة سليمة، كما يشير معنى التلعثم إلى تكرار الأصوات، وصعوبة الانتقال بين الكلمات وغيرها من الدلالات التي تنذر بوجود أمر غير طبيعي.

وتعد التأتأة عند الأطفال مشكلة شائعة، خصوصًا في المراحل العمرية المبكرة التي تتراوح بين سنتين إلى ست سنوات، وغالبًا ما تختفي تلك الحالة مع الوقت دون الخضوع لعلاجات طبية.

ومن الجدير بالذكر أن التأتأة تأخذ أشكالًا عديدة عند الأطفال، حيث تتمثل في تكرار الكلمات أو الجمل، أو الإطالة في نطق الحروف، وتتأرجح درجة التأتأة في النطق بين البسيطة والحادة، وهناك العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على تحسين النطق وبالتالي الحد من درجة التلعثم.

وينبغي على الأهالي أن يتوجهوا لاستشارة الطبيب إذا كان طفلهم يعاني من التأتأة على نحو متكرر وواضح، حيث من الوارد أن ترافق تلك المشكلة الشخص طوال عمره، لا سيما، إذا ظهرت عليه هذه الحالة في سن البلوغ.

أنواع التأتأة

تنقسم التأتأة عند الأطفال إلى أنواع متعددة منها:-

أولا: التأتأة التنموية

عادة ما يظهر هذا النوع من التأتأة على الأطفال في المراحل العمرية الأولى أي من عمر 18 شهرًا وحتى 24 شهرًا، كما يمكن أن تحدث للأطفال بين عمر سنتين إلى 5 سنوات، ويُرجح أن الجينات الوراثية لها دور في ظهور هذا النوع من التأتأة.

وفي أغلب الأحيان تختفي أعراض التلعثم ويتعافى الطفل منها مع التقدم في السن، دون اللجوء لأي أساليب طبية، ولكن في بعض الأحيان قد تتفاقم المشكلة ويصعب علاجها بسبب العوامل التالية:-

– إذا ظهرت التأتأة بعد أن وصل الطفل إلى عامه الخامس.

– في حال استمرت المشكلة لوقت طويل، فعلى سبيل المثال إذا كان يعاني الطفل من التلعثم لمدة 5 أشهر متواصلة أو أكثر.

– عند اقتران التأتأة عند الأطفال باضطرابات أخرى في الكلام، وعدم القدرة على نطق الحروف بصورة صحيحة.

ثانيا: التأتأة العصبية

يعد هذا النوع من أنواع التأتأة الشائعة، والتي تحدث غالبًا بسبب وجود مشاكل في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى حدوث خلل في المنطقة المسؤولة عن تنظيم النطق في الدماغ، وتعد السكتة الدماغية ومرض باركنسون، والأورام من أبرز المشاكل الصحية المؤثرة على الجهاز العصبي، كما من الممكن أن تؤدي رضوض الرأس وإصاباتها إلى ذلك النوع من التلعثم.

ثالثا: التأتأة الانفعالية

إن هذه الحالة من الحالات النادرة في التلعثم، وبحسب آراء العلماء وخبراء النفس أنها تكون ناتجة عن صدمة نفسية يصعب على الطفل تقبلها، ولكن تشير بعض الآراء الأخرى إلى أن الصدمات الشديدة تزيد من حدة التأتأة إذا كانت موجودة من الأساس، ولكن من غير الممكن أن تؤدي إلى التلعثم إذا كان الشخص سليمًا ولا يعاني من أي بوادر تحفز تلك الحالة، كما أن هناك بعض المشاكل النفسية التي تفاقم من درجة التأتأة مثل: القلق، العصبية، بالإضافة إلى التوتر، وعدم الثقة بالنفس، والخجل المبالغ فيه.

اسباب التأتأة

لا تزال اسباب التأتأة مبهمة إلى الآن، فلم تثبت الأبحاث الطبية أي سبب مؤكد بخصوص التلعثم، ولكن يعتقد العلماء أن الجينات الوراثية لها دور مؤثر في حدوث تلك المشكلة.

وأيضا من الأسباب المرجحة لـ التأتأة عند الأطفال وجود مشاكل أو أمراض في الدماغ، بالإضافة إلى الطريقة المتبعة لتربية الطفل، والاضطرابات الفسيولوجية العصبية، والصدمات النفسية، أما السبب الأكثر شيوعا كما ذكرنا سلفًا هو التاريخ العائلي والوراثي، وللأسف الشديد يتعرض الأطفال الذين يعانون من التأتأة إلى التنمر في المدارس مما يعود عليهم بالسلب.

اسباب التأتأة

اسباب التأتأة

متى تكون التأتأة طبيعية ؟

إن الأطفال هم نور أعين الآباء والأمهات، لذا بمجرد أن يتأخر الطفل في النطق قليلا  تدفعهم مشاعر الحب والحماس والقلق إلى طرح العديد من التساؤلات من نوعية: متى يتكلم الطفل ؟ متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام؟ متى تكون التأتأة طبيعية ؟ وغيرها العديد من الأسئلة التي تشغل بالهم، وبالرغم من أن مشكلة تأخر النطق ليس لها علاقة بالتلعثم، لكن قد يتطلب الأمران استشارة الطبيب للاطمئنان على الطفل.

ومن الجدير بالذكر أن التأتأة عند الأطفال تكون طبيعية في المراحل المبكرة، حيث لا يزالون في طور اكتشاف الكلمات، وتعلم آلية النطق، لذا يعاني منها معظم الأطفال في هذا العمر ولكن بنسب متفاوتة.

ولكن في حال استمر الطفل في التلعثم لمدة طويلة، ففي تلك الحالة ينبغي للأهل استشارة الطبيب المختص لمحاولة التصدي للأمر.

اعراض التأتأة

تتجلى أعراض تلك المشكلة بصورة واضحة في التأتأة خلال الكلام وتكون على النحو الآتي:-

1) التكرار الملحوظ في نطق بعض الكلمات أو الأصوات.

2) الإطالة في الكلام، والتوقف لفترة زمنية بسيطة بين نطق الكلمة والكلمة التالية لها.

3) من أبرز اعراض التأتأة التوقف المفاجئ قبل إنهاء نطق الكلمة كاملة.

4) مواجهة صعوبة عند بدء النطق.

5) الابتعاد عن نطق كلمات معينة، واستبدال بعض الكلمات بأخرى أو تغيير ترتيب الكلمات بهدف إخفاء مشكلة التأتأة.

ومن أعراض التأتأة عند الأطفال أيضا اهتزاز الشفاه والفكين بطريقة ملحوظة في أثناء التحدث، حدوث رفة سريعة في العين أو تحرك كرة العين بسرعة، قبض اليدين، تحريك الرأس بصورة غير طبيعية، ظهور الإحباط والتوتر على وجه الطفل، كما يحاول بعض الأطفال تجنب التحدث بقدر الإمكان.

علاج التأتأة عند الاطفال

تؤدي التأتأة عند الأطفال إلى العديد من الآثار السلبية على المستوى النفسي، حيث تجعلهم يعانون من مشاكل الثقة بالنفس ، وتحول دون قدرتهم على التعبير بصورة سليمة، كما تعوق تواصلهم مع أقرانهم وذويهم على نحو طبيعي، لذا إذا أردتم الاطلاع على علاج التأتأة عند الاطفال فإليكم أبرز الطرق:-

علاج النطق

من المهم جدا أن يعي الأهالي أن التأتأة ليست مشكلة كبيرة كما يظنون إذ يمكن معالجتها باتباع بعض الخطوات والإجراءات البسيطة، وذلك إذا لم تختفِ تلك الظاهرة من تلقاء نفسها.

ويتمثل علاج النطق في إرشاد الطفل إلى طريقة الكلام الصحيحة بأسلوب لين وبسيط، وتعليمه طريقة التحكم بالنفس، وكيفية ضبط سرعة الكلام والنطق، ولكن وجب التنويه أنه إذا لم تأتِ تلك الطريقة بنتائج ملحوظة، فلا بد من التوجه إلى أحد المختصين.

العلاج باستعمال الأجهزة الإلكترونية

يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في بعض الحالات، وتتمثل في تركيب سماعات خاصة تساعد الطفل على سماع صدى صوته.

– العلاج السلوكي المعرفي

الهدف الرئيسي من العلاج السلوكي المعرفي هو تعديل الطريقة التي يفكر بها الطفل بخصوص النطق، بجانب تقليل التوتر والقلق الذي يشعر به نتيجة التلعثم خلال التحدث.

كيفية مساهمة الأسرة في علاج التأتأة عند الأطفال

إن دور الأهل وطريقة تعاملهم مع الطفل الذي يعاني من التلعثم في الكلام تساعد بصورة واضحة على علاج المشكلة وتحسين الحالة النفسية للطفل على نحو عام، فمهما كانت فاعلية دور الطبيب المختص ومحاولاته في مساعدة الحالة، لن تجدي تلك المحاولات نفعًا بدون تعاون الأهل، لكونهم يقضون مع طفلهم الوقت الأكبر، وأي ردة فعل منهم تؤثر على حالة الطفل، لذا ينبغي للأهالي اقتناص دور المعالج في المنزل بطريقة فعالة لمساعدة الطفل على التخلص من التلعثم، وفي السطور الآتية سوف نحيطكم علمًا ببعض النصائح المساهمة في التخلص من التأتأة عند الأطفال ، ومنها:

1 – محاولة إنشاء بيئة سوية وصحية، ليشعر الطفل بالراحة النفسية، حيث إن التفكك الأسري والمشاكل العائلية والعيش في جو يسوده القلق والعصبية يؤثر بالسلب على حالة الطفل، ويزيد من تفاقم المشكلة.

2 – تجنب توبيخ الطفل أو معاقبته عند التأتأة، وعدم استعجاله على النطق.

3 – مدح الطفل عند النطق بصورة صحيحة، لتشجيعه وتعزيز ثقته بنفسه.

متى تختفي التأتأة عند الأطفال ؟

هناك بعض الحالات التي يختفي فيها التلعثم تلقائيًا عند سن 6 سنوات، خصوصًا إذا ظهر في عمر صغير أي قبل أن يتم الطفل عامه الخامس، أما الحالات المقترنة بوجود تاريخ عائلي للتلعثم فإن الفترة تعتمد على أسلوب العلاج المتبع ودرجة استجابة الطفل.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتأتأة؟

هناك بعض العوامل التي من المحتمل أن ترفع فرصة الإصابة بالتأتأة ومنها، الجنس، حيث إنها تظهر على الذكور بنسب أعلى من الإناث، وكذلك الجينات الوراثية.

متى يجب استشارة الطبيب المختص؟

إذا ظهرت أعراض التلعثم بعد سن 5 سنوات، وفي حال استمرت تلك الحالة لأكثر من 6 شهور، وكذلك عند رفض الطفل للتحدث تماما.

ما هي التمارين التي تساهم في علاج التأتأة وتحسين النطق؟

تمارين التنفس من أهم العوامل التي تساعد الطفل على الاسترخاء مما يقلل من حدة المشكلة، كما أن هناك بعض التمارين التي تحفز النطق مثل: تمرين (إيجاد الصوت)، تمرين (ملء الفجوات)، وكذلك تمرين (توقف واذهب).

مواضيع ذات صلة

أهمية العمل والمشكلات الناتجةاهمية العمل وتأثيره على استقرار الأسرة

حركات الرضيع الغير طبيعيةما هي حركات الرضيع الغير طبيعية | ومعانيها؟