قد تكون التصاقات الرحم من أقل الأعراض المرضية التي تصيب النساء شيوعاً، ولكن خطورة مضاعفاتها والآثار المترتبة على وجودها تجعل علاجها أمراً ضرورياً وحتمياً بالنسبة للنساء، وخصوصاً النساء اللاتي ترغبن في الحمل والإنجاب حيث تتسبب الالتصاقات الرحمية فيما يعرف بالعقم المؤقت، ولها تأثير كبير جدًا على بطانة الرحـم، وانتظام الدورة الشهرية التي غالباً ما تؤدي الالتـصاقات إلى انقطاعها.
تعريف التصاقات الرحم
تعد التصاقات الرحم إحدى الحالات الطبية المكتسبة غير الوراثية عند النساء، وتنتج تلك الالتصاقات المعروفة بأسماء علمية أخرى مثل متلازمة أشرمان وتصابغ الرحم بسبب تكون أنسجة ندبية داخل بطانة الرحم أو في عنقه، وتتسبب تلك الأنسجة الندبية في انكماش حجم الرحم كونها تجعل جدرانه ملتصقة ببعضها البعض، وتختلف أنسجة الالتصاقات الرحمية تماماً عن أنسجة لحمية الرحم التي تشير إلى وجود أورام حميدة داخله.
أعراض متلازمـة أشـرمان
على الرغم من أن أشكال الأنسجة الليفية التي تتسبب في متلازمة أشرمان قد تختلف من حيث السمك إلا أنها في الغالب لا يظهر لها أي أعراض على الجسم، ولكن يمكن لمس أبرز اعراض التصاقات الرحم في بعض الحالات كالآتي:
1) قد تتسبب الالتصاقات الرحمية في انخفاض فرصة الحمل حيث تمنع عبور الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم، ويمكن أن يُجهض الجنين إذا حدث الحمل مع وجود التصاقات في الرحم بسبب تقليصها لحجم الرحم، كما أنه يمكن أن ينتج عن متلازمة أشرمان مضاعفات خطيرة في أثناء الولادة.
2) هناك بعض الأعراض المتغيرة التي قد تشير إلى حدوث التصاقات في بطانة الرحم مثل حدوث تشنجات للعضلات ومغص وانتفاخ في المعدة، والشعور بآلام شديدة تزيد في موعد نزول دم الحيض.
3) تلاحظ النساء المصابة بالتصاقات الرحم انخفاض عدد أيام الطمث أو انقطاعه بشكل تام، وعلى الرغم إن ذلك العرض يشبه علامات قرب انقطاع الدورة الشهرية عند بلوغ سن اليأس إلا أنه يحدث في كل الأعمار عند المصابين بتصابغ الرحم بسبب سد الأنسجة الليفية للرحم ومنع تدفق الدم من خلاله.
أنواع الالتصـاقات الرحمـية
تسبب الالتصاقات الرحمية انخفاض حجم الفراغ الموجود داخل تجويف الرحم بسبب زيادتها لسمك جدرانه الداخلية، وأحياناً ما تتسبب في انسداده تماماً، وتختلف درجة تأثر التجويف الرحمي وفقاً لـ أنواع التصاقات الرحم المتمثلة في الآتي:
1) الالتصاقات الرحمية الطفيفة والمتوسطة:
تكون متلازمة أشرمان في الحالة الأولى طفيفة أو متوسطة الخطورة على تجويف الرحم كونها تجعل جدرانه الداخلية تلتصق ببعضها البعض بدرجة خفيفة، وذلك بسبب ضعف سمك الأنسجة الندبية في تلك الحالة وقابليتها للتمدد.
2) الالتصاقات الرحمية الكثيفة:
هي أشد حالات التصاقات الرحم كونها تتسبب في التحام الجدران الأمامية والخلفية لبطانة الرحم بنسبة تزيد عن 75%، حيث يكون سمك الأنسجة الندبية بها كبيراً للغاية مما قد يتسبب في انسداد كلي لتجويف الرحم.
أسباب حدوث التصاقات الرحم
يحدث التصابغ الرحمي بسبب تعرض الخلايا الموجودة داخل تجويفه إلى إصابة ما بفعل بعض الحالات المرضية، والتي يدور أغلبها حول الآتي:
1) توسيع وكشط الرحم
يعد كشط الرحم (Dilation and curettage) أبرز اسباب التصاقات الرحم التي تحدث لدى النساء، وكحت الرحم هو أحد الإجراءات الجراحية التي تتعرض لها الحالات المرضية بهدف تنظيف التجويف الرحمي بعد تعرضه للإجهاض أو النزيف الشديد، أو لإزالة المشيمة الملتصقة بجدار الرحم أو المحبوسة خلف عنقه بعد الولادة.
2) الانتباذ البطاني الرحمي:
تتسبب البطانة المهاجرة في حدوث التصاقات سميكة بالرحم، حيث يعجز الرحـم في حالة الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) عن التخلص من الأنسجة الندبية على هيئة إفرازات دموية خلال فترة الدورة الشهرية، وتراكم تلك الأنسجة داخل التجويف الرحمي يؤدي إلى تلاحم جدرانه ببعضها البعض.
3) إصابة الرحم بالعدوى والطفيليات:
تحدث الالتصاقات الرحمية بسبب العدوى في معظم الحالات عند التدخل الجراحي كعمليتي الولادة القيصرية وكشط الرحم، وتتمثل أهم أنواع العدوى المسببة لمتلازمة أشرمان في (التهاب عنق الرحم، الداء الالتهابي الحوضي، عدوى السل التناسلية)، وهناك بعض الطفيليات أيضًا التي تُحدِث الالتصاقات الرحمية مثل الديدان المثقوبة (flukes).
4) الولادة القيصرية:
تظهر التصاقات الرحم بسبب العملية القيصرية لاحتمالية الإصابة بالعدوى في أثناء الجراحة، أو لاحتمالية تكون النسيج الندبي بسبب موقع الغرز المستخدمة لوقف النزيف بعد الولادة القيصرية.
5) جراحات الرحم:
معظم الجراحات الطبية التي يتم إجراؤها في الرحم يمكن أن تتسبب في حدوث متلازمة أشرمان كجراحة إزالة أورام الرحم والسلائل، وجراحة اجتثاث بطانة الرحم.
6) العلاج الإشعاعي:
استخدام العلاج الإشعاعي في مداواة بعض الأمراض مثل سرطان الرحم قد يؤدي إلى التصابغ الرحمي.
7) تركيب وسائل تحديد النسل:
اللولب أو غيره من وسائل منع الحمل التي تدخل إلى التجويف الرحمي قد تكون من وسائل تنظيم الأسرة المضمونة، ولكنها أيضًا قد تتسبب بدرجة طفيفة في حدوث التصابغ الرحمي لتكوينها الأنسجة الليفية، ولكنه يظل أضعف أسباب حدوث الالتصاقات الرحمية.
كيفية علاج التصاقات الرحم بعد الولادة القيصرية
هناك العديد من السبل التي يمكن معالجة التصاقات الرحم بواسطتها بشكل عام كالعمليات الجراحية والمناظير، ولكن أفضلها بالنسبة للمرأة بعد الولادة القيصرية الزيوت والأعشاب الطبيعية كونها لا تتسبب في مضاعفات أو آثار جانبية خطيرة على الصحة، ومن أشهر الزيوت والأعشاب المستخدمة في علاج الالتصاقات الرحمية ما يلي:
1) زيت الزيتون:
إن زيت الزيتون من الزيوت الطبيعية الفعالة في علاج الكثير من الحالات الطبية كالتصـاقات الرحـم، و علاج التصاقات الرحم بزيت الزيتون بعد الولادة القيصرية هو الأنسب بفضل تنظيفه للمهبل وتخليصه من السموم المسببة لالتهابات المهبل في أثناء فترة النفاس، واحتوائه على مضادات للأكسدة تخلص الرحـم من البكتيريا بالإضافة إلى تهدئته للألم الناتج عن متلازمة أشرمان.
2) عشبة الجنسنج:
يعد علاج الالتصاقات بعد العملية القيصرية بالاعشاب من الطرق الفعالة في القضاء عليها، وخصوصاً باستخدام عشبة الجنسنج (Ginseng) ذات الخواص الطبية المميزة، والتي توصل الأطباء بعد دراسات جمة إلى تأثيرها في التخلص من الالتصاقات الرحمية عن طريق تناولها كمشروب أو الجلوس في ماء منقوع به عشبة الجنسنج.
تجاربكم مع التصاقات الرحم
روت الكثير من النساء تجاربهن مع الالتصاقات الرحمية أو متلازمة أشرمان، وجاء ملخص أبرز تلك التجارب كما يأتي:
التجربة الأولى:
تحدثت سيدة عن الألم الشديد التي كانت تشعر به في منطقة الحوض بجانب انتفاخ البطن غير الطبيعي، وعند زيارتها لطبيبة النساء والتوليد أخبرتها بأنها تعاني من التصاقات الرحم وذلك هو سبب الألم الذي يراودها، وأنها قد نجحت في التخلص منها بعد فترة بواسطة المنظار الرحمي العلاجي.
التجربة الثانية:
تروي سيدة أخرى تجربتها مع الالتصاقات الرحمية وتقول إنها تعرضت لإجهاض جنينها دون أن تعرف السبب، وعندما أجرت الفحوصات الطبية اللازمة اكتشفت أن لديها تصابغ رحمي هو المتسبب في الإجهاض، وأكملت قائلة إنها لم تكن تدري أن التصابغ الرحمي يعد أحد اسباب الاجهاض المتكرر من قبل، ولذلك عالجته على الفور حتى تتمكن من الإنجاب.
طرق تشخيص التصاقات الرحم
يصعب التعرف على التصاقات الرحم عن طريق الأشعة والتحاليل العادية، ويمكن كشفها فقط بإحدى السبل التالية:
1) التنظير الرحمي: يعد التنظير الرحمي (Hysteroscopy) أضمن الوسائل القطعية التي تؤكد وجود التصـاقات بالرحم، ويتم ذلك الإجراء بالأشعة السينية عن طريق فحص التجويف الرحمي بواسطة أنبوب دقيق مضاء.
2) التاريخ الطبي والفحص البدني: يتم التعرف على التاريخ المرضي للذين لديهم أعراض متلازمة أشرمان مثل انتظام الدورة الشهرية والعمليات التي تم إجراؤها داخل الرحم والحمل السابق، أما الفحص البدني فيكون عن طريق فحص عنق الرحـم.
3) أشعة السونوهيستيروجرام: هي أحد أنواع الأشعة السينية التي تصور الرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية، وتحتاج أشعة (السونوهيستيروجرام) إلى إدخال محلول ملحي قبل إجرائها لتقييم حالتي بطانة وعنق الرحم.
هل الالتصاقات الرحم خطيرة ؟
تؤدي الالتصاقات الرحمية إلى الكثير من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجها كالعقم المؤقت، وانحباس الدم داخل التجويف الرحمي مما يؤدي إلى انقطاع الطمس وتكيس المبايض.
ما هي أفضل الطرق في علاج التصابغ الرحمي؟
أفضل طريقة لعلاج التصابغ الرحمي هو المنظار الرحمي العلاجي، ويتم تركيب بالون أو لولب مؤقتاً لمدة من 5 إلى 7 أيام في التجويف الرحمي بعد المنظار لمنع حدوث الالتصاقات مرة أخرى.
هل يحدث حمل بعد عمل المنظار الرحمي؟
إذا كانت الالتصاقات التي تم استئصالها ضعيفة أو متوسطة يمكن أن يحدث حمل ناجح بنسبة 90%، وفي حالة الالتصاقات الرحمية الشديدة تتراوح النسبة بين 40 إلى 50%.
ما كيفية الوقاية من التصـاقات الرحم بعد الولادة؟
تعد الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية لتجنب التصـاقات الرحـم، ولكن عند الاضطرار إلى الولادة القيصرية يجب تناول الأدوية التي تقلل من حدوث الالتصاقات الرحمية، وإغلاق الغشاء البريتوني.