كان لظهور الدعوة الإسلامية دوراً كبيراً في إرتقاء الخطابة و سموها و علو شأنها, و كان ذلك نتيجة لإستمدادها من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية, نظراً لتأثر الخطباء بفصاحة و بلاغة القرآن الكريم و أحاديث السنة, و قد إستخدم المسلمون فن الخطابة في نشر الدعوة الإسلامية بل و جعلوها من الشعائر التعبدية حيث كانت تأمر بالمعروف و تنهي عن المنكر , ففرضت خطبة مع صلاة الجمعة , بالإضافة إلى الخطب المشروعة في الحج و في الأعياد و في الزواج و في إستسقاء الخسوف و الكسوف . و كانت الخطابة في العصر الإسلامي مماثلة في طولها لخطب العصر الذي يسبقها, و لكنها كانت أكثر رقياً من حيث البلاغة و الذوق و الطبع السليم .
خصائص الخطابة في العصر الإسلامي
– كان خطاب الإسلام يبدأون خطبهم بالبسملة و الشهادتين و حمد الله و رسوله و من ثم ينتقلون إلى الموضوع الرئيسي, و ينهون خطبهم كذلك بالسلام .
– كانت الخطابة تتشبع بألفاظ الإسلام و آيات القرآن, التي كانت تضفي على الخطبة قيمة كبيرة و رونقاً.
– الإستعانة بالأمثال و الحكم و أبيات الشعر, تمسكاً بالطبع العربي في تنسيق الكلام .
– وضوح الأفكار و سلاستها و الإبتعاد عن الألفظ المغمورة الثقيلة, على الرغم من فصاحة اللغة .
– التقليل من إستخدام السجع, الذي كان هاماً في خطب الجاهلية .
– وحدة الفكرة و الموضوع و تسلسلهم .
– إندثار خطابة المنافرات التي كان يستخدمها خطباء العصر الجاهلي للتفاخر أمام القبائل الأخرى .
– إيجاز الخطبة, حتى يتضجر السامعين, و يستطيعون تذكر ما ورد فيها .
أنواع الخطابة في الإسلام
لقد إنتشرت الخطابة في العصر الإسلامي إنتشاراً واسعاً, و تعددت أغراضها و تنوعت, نظراً للتحول البارز الذي جاء به الإسلام, لكثرة أنصار الدين الإسلامي حينها و الذين يرغبون في تعلم المزيد عن كتاب الله عز و جل و أحاديث رسولة الكريم, فكان من أهم أنواعها :-
1- الخطابة الدينية : و هي نوع من الخطابة, كان يهدف للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, مثل خط الجمعة و الأعياد و غيرها من الخطب المتعلقة بالشعائر الدينية .
2- الخطابة الإجتماعية : و التي كانت تقام في حفلات عقد القرآن و في رثاء الموتى .
3- الخطابة العسكرية : و هي التي كانت تقام قبل دخول الحروب و المعارك و الغزوات الإسلامية, لتشجيع الجنود و بث الحماس في نفوسهم.
4- الخطابة السياسية : و هي خطابة قادة الأحزاب السياسية و التي كانت منتشرة آنذاك .
5- الخطابة العلمية : و هي الخطب التي يلقيها العلماء على طلاب العلم في المؤتمرات العلمية .
6- خطابة الاحتفال : و هي التي تقام في الأعياد الوطنية و غيرها من إحتفالات الدولة .
أشهر خطباء المسلمين
نظراً لإنتشار الخطابة في العصر الإسلامي, فإن الحاجة للخطباء كانت كبيرة, و كان لهذا العصر الكثير من الرجال الذين ىيتمتعون بالحكمة و فصاحة اللغة و حسن المنظر, مما يمكنهم من الصعود على المنابر و مخاطبة الناس بطريقتهم الراقية و أسلوبهم الخفيف على القلب و المميز. وكان أشهر خطباء العصر الإسلامي, من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
– أبو بكر الصديق
– عمر بن الخطاب
– عثمان بن عفان
– علي بن أي طالب
– الحسن بن علي
– الحسين بن علي
-عبد الله بن الزبير
– مصعب بين الزبير
– الحسن البصري
– إياس بن معاوية
– طارق بن زياد
– عبد الله بن الأهتم
– صفوان بن عبد الله بنالأهتم
– خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم
– سعيد بن العاص
– سليمان بن عبد الملك
– زياد بن أبي سفيان
– الحجاج بن يوسف الثقفي
– عبد الله بن عامر
– الخليفة المهدي – الخليفة المأمون
و غيرهم الكثير من الخطباء في العصر الإسلامي بأعداد لا حصر لها , حيث بدأ هذا العصر بخطابة رسول الله ثم خلفاءه الراشدين, ثم شمل العصر الأموي وأمتد إلى العباسي .