الفاجومي ” احمد فؤاد نجم “

الفاجومي " احمد فؤاد نجم "

في الوقت الذي كانت الاغاني السائدة به هي اغاني الحب و التعظيم من مكانة الرؤساء في مصر ، بالرغم من الاحداث السياسية السيئة التي كانت مصر تمر بها و ما ارتكبوه من تزييف للحقائق و للتاريخ ، كان الفاجومي ” احمد فؤاد نجم ” مع صديقه الصدوق الشيخ ” امام عيسي ” يرددان من اشعار و اغاني ما يلهب الحماسة و الثورة بالصدر ، تتمتع كل كلمة منها بالصدق ،  معبرة عن احلامنا و امنياتنا من الحرية و الكرامة و العزة .

و كانت لمدينة الشرقية  ان تشهد مولد ” الفاجومي ” عام 1929  ، الذي اصبح من افضل شعراء العامية في الوطن العربي ، و صاحب كلمات استقرت في افئدة عشاق الشعر الحر ، دون اي قيود .

و منذ صغره قد عاني من اليتم و الفقر  ، و لكن كل هذا لم يؤثر عليه ، و اهتم كثيرا بقضية وطنه ، و اشترك في مظاهرات  1946  التي ادت لتكوين ” اللجنة الوطنية العليا للطلبة و العمال ” .

و كان نجم عاملا في المعسكرات الانجليزية ، و لكن عند الغاء المعاهدة ، فكان من ضمن العمال الذين تركوا العمل احتجاجا علي هذا الامر .

ثم انتقل نجم للعمل في السكة الحديد ، و من خلالها  شهد عمليات نهب كبيرة من قبل الضباط و المديرين لمعدات القاعدة البريطانية و كافة ممتلكات الجيش التي كانت تتواجد في منطقة القنال ، و كانوا يقومون بالاستحواذ عليها و نقلها الي منازلهم ، و رغم احتجاجه علي هذا الامر ، و لكن لم يتم التعامل مع هؤلاء الضباط من اي جهة حكومية ، و استمروا في جمع الغنائم و الاموال ، بينما يظل الفقراء علي حالهم و يحاكمون بسبب اقل التهم .

و بسبب احتجاجاته المستمرة ، فتم نقله الي وزارة الشئون الاجتماعية ، ليبتدأ بعمل ساعي بريد في القري المصرية ، بين منازل و قصور الاثرياء ، و عشش الفقراء من الفلاحين ، فشهد حينها مدي الظلم الواقع علي الفلاحين ، و مدي اختلاف الحال و سعة الفجوة بين اعيان القري ، و فلاحيها البسطاء .

و كانت اول المرات التي دخل فيها نجم الي الزنزانة ، اثناء احداث 1959  حينما حدث الصدام بين السلطة المصرية و اليسار المصري ، احتجاجا من الاخير  علي ما يتم في العراق من احداث بشعة ، و كانت بصحبته اربعة من العمال المساكين في مصنع النقل الميكانيكي عندما تم  اصطحابهم الي السجن ، و تلقوا معاملة في غاية السوء و الضرب المبرح ، فكانت النتيجة وفاة عامل منهم دون اي ذنب ، كالعادة .

و بعد خروجهم ، كانت المفاجأة بوجود اوامر من المصنع بادعاء قتل العامل اثناء مشاجرة  ، و هذا ما رفضه ” الفاجومي ” فكان عقابه الضرب الشديد و تهمة الاختلاس ، و السجن مرة اخري لمدة ثلالث و ثلاثون شهرا .

و خلال الفترة الاخيرة من سجنه ، قام بالاشتراك في مسابقة ” الكتاب الاول ” و بعد فوزه بها ، تم نشر له  اول ديوان تحت اسم ” صور من الحياة و السجن ” باسلوب المميز من شعر العامية .

و اشتغل بمنظمة  ” تضامن الشعوب  الاسيوية و الافريقية ” بعد ان خرج من السجن ، و ايضا انضم الي الاذاعة المصرية ، ليصبح احد شعرائها ، و اثناء تلك الفترة استطاع التعرف علي ” الشيخ امام ” و نشآت بينهم صداقة قوية ، فاصبحا الثنائي من المشاهير في حارة ” خوش قدم ” التي بفضلها بائت مجتمعا للمثقفين ، و معا من خلال كلمات ” الفاجومي ” و عود ” الشيخ امام ” استطاعا اثارة الشعب ضد كافة اساليب الاستعمار ، و  ايدي الديكتاتورية  التي تكبت الحريات و تنشر الذل و الفساد ، و تستحوذ علي ثروات البلاد ، ليزداد الاثرياء ثراءا ، و يستمر الفقراء جهلا و فقرا .

فكانت كلماتهم تصل للناس البسطاء ، ليدركوا الحقيقة التي تخفي عنا من قبل السلطات ، و الكذب الذي كنا نعيشه .

و قد اتخذ ” نجم ” لقب ” الفاجومي ” نتيجة لسجنه المتكرر من قبل الحكومة المصرية .

و قد اصدر للفاجومي الكثير من الدواوين الرائعة ، و له  الكثير من الاشعار التي انتشرت سريعا و علقت في آذان محبيه ، مثل ” جيفارا ” ، ” يعيش اهل بلدي ” ، ” شيد قصورك ” ، ” نيكسون جاء ” ، ” هما مين و احنا مين ” ، ” الفول و اللحمة ” ، ” الجدع جدع ” ، ” صباح الخير ” ، ” حاحا ” .

و انضم نجم الي حزب الوفد عام 2010  ، و لكنه استقال نتيجة اقالة ابراهيم عيسي ، من منصب رئيس التحرير بصحيفة ” الدستور ” التي كانت تابعة لحزب الوفد .

و بعد قيام تورة 25  يناير ، قام بتأسيس حزب ” المصريين الاحرار ” .

و خلال مسيرته الطويلة و الصعبة ، حاز الفاجومي علي عدة تكريمات منها :

اختياره سفيرا للفقراء من قبل صندوق مكافحة الفقر .

 حصوله علي جائزة ” الامير كلاوس ” .

فاز باول مركز في الاستفتاء المجري من قبل وكالة ” انباء الشعر العربي ” .

و فاز بوسام ” العلوم و الفنون ” و لكن كان قد وافته المنية .

و في عام 2013  انتقل الفاجومي الي رحمة الله ، و قد شيع جثمانه من ” مسجد الحسين ” .

و لن ننسي قول الشاعر الفرنسي  ” لويس اراغون ” عن الفاجومي ، حينما قال ” ان فيه قوة تسقط الاسوار “

كما حصل علي لقب جديد من قبل الدكتور ” علي الراعي  ” عندما سماه ” الشاعر البندقية ” .

مهما مر من الزمن ، فلن ننسي ابدا الفاجومي ” احمد فؤاد نجم ” و كلماته الفريدهالتي سكنت في اذهاننا للابد .

مواضيع ذات صلة

جامعة نجران البوابة الالكترونيةطريقة تقديم طلب قبول عبر جامعة نجران البوابة الالكترونية

الامانة العامة للجان الضريبيةطريقة تقديم دعوى لدى الامانة العامة للجان الضريبية البوابة الإلكترونية