نسمع من حين إلى آخر أن هناك شبابًا مستنيرة عقولهم قد انفجروا من قهر أوطانهم، ففروا منها، وتخلوا عن مسقط رأسهم، فاتخذوا من الهجرة وسيلة لإيجاد أنفسهم، وإنقاذًا لما تبقى من حياتهم علهم يجدون وطنًا يأبه لحقوقهم، وتشرق فيه أرواحهم من جديد، فبدلًا من أن تكون دولتهم هي ملجأهم صارت كابوسًا يطاردهم، فيا لها من مأساة يجب التخلص منها! وليتنا نستطيع!
ما مفهوم الهجرة؟
يمكن تعريف الهجرة على أنها انتقال الإنسان من مكان إلى آخر سواء كان داخل وطنه أو خارجه، وقد يحدث الرحيل بطريقة فردية أو جماعية، والرحيل الداخلي يحدث على سبيل المثال عند انتقال عدد من الناس من الريف إلى المدن بهدف البحث عن عمل أو الاستقرار بصفة نهائية.
وقد يهاجر الإنسان من وطنه إلى بلد آخر لفترة من الزمن ثم يعود إلى مسقط رأسه مرة ثانية وهذا ما يعرف بـ الهجرة الخارجية، وعلى أي حال فإن الهجرة تعد من المواضيع الشائكة التي تم وضعها على الطاولة الدولية نظرًا لقدرتها على تغيير معالم الدول السكانية.
الهجرة | أنواعها بالتفصيل
يحدث الرحيل من بلد لآخر بشكل دائم على النطاق العالمي، وللهـجرة أشكال مختلفة تختلف باختلاف المكان وكذلك السبب، وفيما يلي أنواع الهجرة بالتفصيل:
الهجرة الداخلية:
المقصود منها هي الرحيل من مكان إلى آخر ولكن في نفس الدولة، مثل سفر الإنسان من الريف إلى الحضر والعكس وذلك بهدف تحقيق رغبات واحتياجات معينة.
الهجرة الخارجية:
وهي تشير إلى ارتحال المواطن من بلده إلى بلد آخر لا تربطه به أي علاقة من قبل، ولكي يُعرف هذا الرحيل باسم هـجرة لا بد من أن يكون بهدف الاستقرار في البلد التي يود الرحيل إليها، إذ لا يقع السفر من أجل الدراسة أو السياحة في نطاق الهجرة الخارجية.
الهجرة الجبرية:
تعني الرحيل الذي يضطر إليه الإنسان، ويُجبر عليه دون أن يكون مستعدًا له، ويتم عن طريق نقل بعض الناس إلى بلدان أخرى بهدف المتاجرة بهم فيما يعرف بـ العنصرية البغيضة، وقد تكون الكوارث الطبيعية هي سبب لذلك الرحيل.
الأسباب التي تؤدي إلى هجرة الإنسان
في ظل التحضر الذي وصل إليه الإنسان، وكذلك التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققه عدد من الدول، رغب الكثير من الأشخاص في ترك أماكنهم، والارتحال منها إلى مكان آخر لكي يبدءوا حياة جديدة، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الإنسان إلى ترك بلدانهم، وهي كما يلي:
1) المتطلبات الشخصية: قد تكون حاجة الإنسان إلى تحقيق ذاته في مكان آخر، أو الشعور بعدم الانتماء إلى موطنه الأصلي هو ما يدفعه إلى الرحيل إلى دولة آخرى لكي يشعر فيها بذاته ويحقق أحلامه.
2) العوامل الطبيعية: الأرض كلها تحت سيطرة الله عز وجل، لذلك لا يتمكن الإنسان أن يقف في وجه أي ظاهرة طبيعية من صنع الله، لذا إذا حدث زلزال أو بركان أو تسونامي فإن هذا يؤدي إلى إجبار الأشخاص على مفارقة أوطانهم والذهاب إلى أماكن أخرى تتوفر بها عناصر الأمان.
3) النزاعات والحروب: هناك الكثير من البلدان التي يُساق أهلها إلى الموت كل يوم وذلك بسبب الحروب التي تحدث بداخلها مما يُجبر المواطنين على الهروب والرحيل إلى أماكن أخرى لا يوجد بها نزاعات حتى يعيشوا باستقرار.
4) الفقر والحرمان: الفقر هو أكبر عدو للإنسان حيث يجعله يعيش في بؤس واحتياج دائم، وهذا يعد من أهم اسباب الهجرة ، حيث يرغب الإنسان في الذهاب إلى وطن متقدم يستطيع أن يمارس فيه حياته الطبيعية، ويوفر له متطلباته الأساسية.
5) أسباب سياسية: يوجد بعض الدول التي لا يتوفر فيها مناخ سياسي مناسب، حيث تضع على المواطنين قيودًا صعبة تمنعهم من ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم، أو القيام بأي عمل يخالف سياسات الحكومة، وهذا يعد من ضمن انتهاكات حقوق الإنسان، وهذه السياسة المجحفة تؤدي إلى رحيل المواطنين إلى بلدان أخرى للبحث عن حريتهم فهي أسمى ما يملكون، ويؤكد على ذلك أحد اقوال نجيب محفوظ التي تعبر عن قيمة الحرية وهي: (الحرية حياة الروح وأن الجنة نفسها لا تغني عن الإنسان شيئا إذا خسر حريته).
6) الرغبة في التغيير والمغامرة: قد تكون رغبة الإنسان في تجربة حياة أخرى في بلد آخر هي ما تدفعه إلى الهجرة من دولته الأصلية.
7) البحث عن حياة أفضل: إن العيش بشكل لا يوفر للإنسان متطلباته من الناحية العلمية والصحية قد يؤدي إلى سفره إلى بلد آخر تتوفر فيها سبل الحياة بحيث يتمكن من العيش بمستوى أفضل أكثر من موطنه الأصلي، وبهذا يتمكن من تحقيق حياة مميزة لأبنائه.
ما هي نتائج الهجرة؟
الهجرة ليست رحيل الإنسان من بلد إلى آخر وانتهى الأمر، بل ينتج عنها الكثير من الأمور السلبية والإيجابية على مستوى الدول بأكملها، وإليك نتائج الهجرة بالتفصيل:
أولًا: إيجابيات الهجرة
للهجرة عدد من الإيجابيات التي تعود على الأوطان التي يهاجر منها وإليها الناس، ولعل أبرز الإيجابيات ما يلي:
أ) الإيجابيات على البلد المضيف:
تنتفع البلد التي يهاجر إليها الناس بصورة كبيرة حيث إن هؤلاء يتم تشغيلهم في العديد من الوظائف مما يؤدي إلى زيادة الناتج القومي ودفع عجلة الاقتصاد، وكذلك تحقيق التطور.
ب) الإيجابيات على الوطن الأصلي
تعود الهجرة ببعض الإيجابيات على مسقط رأس المهاجر، وتتلخص هذه الإيجابيات في تقليل الضغوطات على دولته، وترك فرصة للمواطنين الآخرين لإيجاد فرص عمل، بالإضافة إلى أن عودة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأم يؤدي إلى إحداث بعض التغييرات الرائعة بواسطة المهارات التي اكتسبوها من الخارج.
كما تعد الاستثمارات من أهم إيجابيات الارتحال، فبعد أن يتمكن الشخص من كسب الكثير من المال في البلد المضيف يقوم بتأسيس مشاريع في بلده الأصلي، مما يؤدي إلى توفير فرص عمل وتطوير قطاع الأعمال.
ثانيًا: سلبيات الهجرة
بالنسبة لـ سلبيات الهجرة على البلد الأم فإنها تتلخص في إضعاف الوطن وحرمانه من مواطنيه الذين هم خط الدفاع الأول عنه، بالإضافة إلى أنه سيُمنع من الاستفادة من مهارات المهاجرين، بل قد يتحول المهاجر إلى عدو لبلده إذا تهيأت له الظروف.
وعلى صعيد آخر فإن أضرار الهجرة على البلد المضيف يمكن اختصارها في اختلال المعايير الثقافية لهذا البلد بسبب دخول ثقافة جديدة من قبل المهاجرين، بالإضافة إلى صعوبة استيعاب عدد كبير منهم فتضطر إلى إرجاعهم مرة أخرى وهذا قد يؤدي إلى الهجرة غير الشرعية.
الهجرة غير الشرعية | ما هي؟
تعد من أخطر أنواع الهجرة ، حيث يرحل فيها الإنسان من موطنه الأصلي إلى وطن آخر بسبب الكراهية والرغبة في التخلص من أشكال الظلم والتجبر فيه، وقد تكون بهدف التخلص من الحياة البائسة والرغبة في البحث عن حياة مرفهة، وتحدث هذه الـهجرة دون أن يكون لديه أوراق عليها ختم دولته.
ويظن الإنسان الذي يهاجر بشكل غير شرعي أنه سيتمكن من الحصول على حياة أكثر استقرارًا ورفاهية، إلا أنه قد يُفاجأ بأنه في وجه الموت المحتم في ظلمات ثلاثة (البحر).
وتعد بلدان العالم الثالث هي أكثر الدول التي يخرج منها مواطنون بشكل غير شرعي ودون أن يمتلكوا وثائق أصلية إلى دول العالم المتقدم وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، و الهجرة غير الشرعية ينتج عنها الكثير من الأضرار على الدول.
أشكالها وأسبابها:
تتشابه أسباب الهجرة الشرعية مع غير الشرعية بشكل كبير، حيث يلجأ الإنسان إليها بسبب عدم مقدرته على استكمال الشروط الخاصة بالهجرة القانونية، ولذا يضطر إلى أن يركب قوارب صغيرة للوصول إلى بلد آخر، وتعرف هذه القوارب باسم “قوارب الموت”.
كما قد يلجأ الإنسان إليها عن طريق السفر بفيزا سياحية ثم يستمر في البلد بعد انتهائها بطريقة غير شرعية، ويعد السبب الرئيسي لهذه الهجرة هو الهروب من المستوى المعيشي الصعب الذي يعيش فيه الإنسان في موطنه الأصلي، وكذلك رغبته في أن يحيا حياة كريمة هو وأسرته بالإضافة إلى الاهمال الذي يتعرض له من قبل المسئولين.
سلبيات الهجرة غير الشرعية:
يمكن إيجاز سلبيات الهجرة غير الشرعية في النقاط التالية:
1) التعرض للأذى الشديد من جراء الرحيل غير الشرعي، والذي قد يصل إلى الموت، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك أعدادًا كبيرة من المهاجرين يغرقون في البحار في أثناء هجرتهم بشكل غير قانوني، وكأنهم يذهبون بأنفسهم ليلقوا حتفهم.
2) الاعتقال والسجن: ويحدث عندما تقوم الدولة المضيفة بمعرفتهم، حيث تبدأ في ترحيلهم إلى بلدانهم بعد قضاء مدة العقوبة وهذا ما يجعلهم لا يتمكنون من الخروج من بلدانهم نهائيًا.
3) الخسائر المادية الهائلة: بنسبة كبيرة قد يتعرض الإنسان الذي يهاجر بطريقة غير قانونية إلى النصب وضياع أمواله، حيث يسعى العديد من فاقدي الأخلاق إلى استغلال حاجة الشباب إلى السفر فيطلبون منهم أموالًا كثيرة ثم يهربون.
4) تتأثر الدولتان (المضيفة والأصلية) بشكل سلبي من هذه الهـجرة، بل وتنفق أموالًا كثيرة للحد منها مما يؤثر على الاقتصاد.
حلول جوهرية للحد من الهجرة
بسبب الآثار المدمرة للـهجرة على البلدان لا بد من إيجاد حلول جذرية للقضاء عليها، وتتلخص هذه الحلول في تشجيع الشباب على المكوث في الوطن وذلك عن طريق توفير حياة كريمة لهم، وإيجاد فرص عمل تمكنهم من العيش برفاهية.
كما يجب عمل ندوات تحفز الشباب على حب بلدهم، وعدم التخلي عنها تحت أي ظرف، مع ضرورة العناية بالكفاءات ووضعهم في الأماكن المناسبة، بالإضافة إلى الحديث معهم بـ الكلم الطيب دون أن يضغطوا عليهم.
ويعد توفير الدولة لعدد من الامتيازات مثل التأمين الصحي ووسائل المواصلات وسكن من أهم حلول الهجرة حيث تجعل الشاب لا يفكر في الرحيل منها، كما يجب على الدولة معاملة الشباب بطريقة مميزة وعدم الضغط عليهم وترك الفرصة لهم كاملة للمشاركة في الحياة السياسية.
الدول الأفضل للهجرة إليها
تشير عدد من الإحصائيات إلى أن هناك عددًا من الدول المتقدمة التي يرغب الكثير من الشباب في الهجرة إليها نظرًا لما تتمتع به من مميزات، والتي جعلتها أمنية لكل مهاجر، وفيما يلي افضل الدول للهجرة التي توفر حياة أفضل لمن يقطن فيها: (كندا، الدنمارك، ألمانيا، هولندا، أستراليا، الولايات المتحدة الأمريكية، نيوزيلندا، أيرلندا).
دولُ لا تطلب فيزا عند الهجرة إليها
إذا كنت مصريًا وترغب في السفر إلى الخارج فإن هناك عددًا من الدول التي يمكن الهجرة إليها بدون فيزا والتي يُقدرر عددها بـ 24 دولة؛ حيث يمكن الاعتماد على جواز السفر المصري فقط في دخولها، وهي:
((ماليزيا، جزر المالديف، صربيا، الأردن، إيران، بوركينا فاسو، السنغال، تيمور الشرقية، جزر مارشال، كوت ديفوار، بالاو، ساموا، الصومال)) وغيرها من البلدان، وكل دولة يمكن الجلوس بها مدة معينة تبعًا للقوانين.
ما معنى الهجرة؟
تعني أن يقوم الشخص بالرحيل من مكان إلى آخر داخل دولته، أو الرحيل إلى بلد آخر بسبب بعض الظروف التي أجبرته على ذلك.
ما هي أبرز أسباب الهجرة؟
يعد الفقر والاحتياج وكذلك الظروف المعيشية السيئة بالإضافة إلى الرغبة في توفير حياة كريمة من أبرز الأسباب التي تضطر الإنسان للرحيل من بلده.
لماذا تعرف الهجرة الشرعية بالانتحار؟
وذلك لأنها تؤدي إلى الموت المحتم، إذ إن المهاجرين يستخدمون القوارب الصغيرة في الذهاب إلى بلدان مختلفة، وهذه القوارب لا تتمكن من الصمود أمام أمواج البحر المتلاطمة مما يؤدي إلى غرقها وموت من عليها.
كيف تؤثر الهجرة سلبيًا على البلد الأم؟
تؤثر عليه سلبيًا حيث إنها تؤدي إلى خلو البلد الأصلي من الكفاءات، مما يؤدي إلى تدمير الاقتصاد الوطني.