
انه ” حسن احمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي ” الطفل المصري الذي ولد ضمن اسرة بسيطة تعيش بالريف المصري في محافظة البحيرة عام 1324 هجريا ، حفيدا لفلاحا اصيلا ، و ابنا لعالما في علوم الحديث ، بجانب عمله في مجال الساعات ، ليحصل علي لقب الساعاتي ، و منه تأثرت نشأة و افكار ” حسن البنا ” حيث كان مشجعا له علي القراءة ، و حفظ المتون في فروع العلوم الشرعية .
و عندما بلغ الثامنة من عمره ، التحق بالكتاب في المحمودية ، حيث استطاع حفظ نصف القرآن الكريم ، و تعلم القراءة و الكتابة ، و لكنه كان يتبرم كثيرا من النظام المتبع في الكتاب ، فتركه ليلتحق بالمدرسة الاعدادية .
و كانت ” جمعية محاربة المنكرات ” هي اول جماعة قام ” البنا ” بتأسيسها و هو في المدرسة ، و كانت تدعو الي الصواب و نصح المخطئين عن طريق ارسال خطابات اليهم .
ثم في الثالثة عشر من عمره ، انضم الي ” الطريقة الحصافية ” و هي اساسها صوفي المذهب ، و نتيجة لذكائه المشتعل و اسلوبه اللبق و فهمه الواسع قد تم تعيين سكرتيرا للطريقة الحصافية .
ثم انتقل الي مدرسة المعلمين الاولي التي تقع في دمنهور ، بعد انتهائه من المرحلة الاعدادية عندما بلغ اربعة عشر عاما ، و لم يتخلي عن افكاره و ظل محتفظا بدعوته الي تعاليم الاسلام التي يدعوا زملائه اليها .
و في السادسة عشر ، استطاع ” البنا ” الالتحاق بكلية دار العلوم في القاهرة ، و كان طالبا مجتهدا في دراسته ، و اهتم بالكثير من العلوم الاخري بجانب اللغة و الشريعة و الادب ، فكتن مهتما بالدراسة و المعرفة في علوم الاقتصاد السياسي ، و نظم الحكومات ، حتي تخرج عام 1927 ، و خلال تلك الفترة اصبح له معرفة و اتصالات تجمع بينه و بين الشيخان ” رشيد رضا ” ، ” محب الدين الخطيب ” .
و بدأ ” حسن البنا ” عمله في الاسماعيلية كمدرس لغة عربية ، ثم تم نقله لمرسة في القاهرة عام 1932 ، و قضي حوالي تسعة عشر عاما يعمل كمدرسا ، ثم قدم استقالته عام 1946 ، ثم عمل صحفيا في جريدة الاخوان المسلمون ، ثم لم يلبث و تركها ، فأسس ” جريدة الشهاب ” التي تصدر شهريا .
في عام 1928 تم تأسيس جماعة ” الاخوان المسلمين ” و بدأ دعوته عندما كان في الاسماعيلية ، بالتوجه الي الناس و اظهار لهم ان الحياة الاسلامية قائمة علي اربعة رواكز هامة هم الحكومة ، و الامة ، و الاسرة ، و الفرد ، فتأثر الكثير بافكاره ، و لم يتوقف عن الدعوة حتي بعد انتقاله الي القاهرة ، حتي انتشرت جماعة الاخوان المسلمين ، و ضمت اكثر من نصف مليون عضوا .
و كانت نواة جماعة الاخوان المسلمين ، هي الليلة التي قام كلا من ” احمد الحصري ” ، ” فؤاد ابراهيم ” ، ” اسماعيل عز ” ، ” حافظ عبد الحميد ” ، ” زكي المغربي ” ، ” عبد الرحمن حسب الله ” بزيارة حسن البنا في منزله ، و مباعيته ، لموافقتهم علي افكاره و دعوته .
و نتيجة انتشار جمعية الاخوان المسلمين بصورة مهولة ، فاصبحت اقوي جماعة سياسية و منظمة متواجدة في مصر و يجتمتع حولها كثير من فئات الشعب المختلفة ، حتي انطلقت الي الكثير من البلاد المختلفة و وجود فروع لها هناك ، و بالرغم من كل هذا ، فان ” حسن البنا ” كان مصرا علي ان الهدف الوحيد لجماعة الاخوان المسلمين ، هو عودة اتباع منهج الاسلام في التربية و كافة النواحي ، و ليس لها اي هدف سياسي .
و لكن مع حقيقة الامر ، فمنذ عام 1928 الي عام 1949 حدثت الكثير من المعارك السياسية بين جماعة الاخوان المسلميم برئاسة حسن البنا ، و بين حزب الوفد و الحزب السعدي السياسي ، لان تلك الاحزاب لم تقبل افكار حسن البنا ، كما خاض حسن البنا الانتخابات المصرية في اكثر من مرة ، و لكنه لم يفز .
و لكنه لم يفضل الانحصار في زعامة الاخزان المسلمين ، و انطلق الي القيادة الشعبية العامة مخاطبا في جمع الشعب و تذكيرها بالالتزام بتعاليم الاسلام ، خلال الاعوام الاخيرة من الحرب العالمية ، و خاصة بعد قبول حزب الوفد للحكم بسبب تدخل من بريطانيا ، فاهتزت صورته امام الشعب و انتهز ” البنا ” هذه الفرصة .
و قام بتقديم قضية مصر علي مجلس الامن ، و انطلق في المظاهرة الشعبية التي خرجت مؤيدة لفلسطين ، بعد صدور اعلان تقسيم فلسطين ، مخاطبا في الشعب بالاضافة للكثير من الشخصيات الهامة .
و كان لحسن البنا اهتمام كبيرا بقضية فلسطين ، و دعي الي تجمع الوطن الاسلامي لاقامة ثورة ضد الطغيان الصهيوني ، لالغاء قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين ، الذي اصدرته عام 1947 .
و قد بذل الاخوان الكثير من الجهد و الدماء للدفاع عن فلسطين في حرب 1948 ، مستخدمين اكثر من جبهة اخري غير مصر ، فكان هنالك ايضا سوريا و الاردن .
و خلال تلك الاحداث الساخنة في مصر ، و تلاها قضية فلسطين ظهرت القوة الحقيقية لجماعة الاخوان المسلمين ، و مدي تأثيرهم الكبير في فئات الشعب المصري ، و ظهر مدي تنظيمهم و وعيهم حتي اصبحوا خطرا علي القوة الحاكمة في مصر ، و عدم وجود اي من الاحزاب الاخري التي يمكن ان تماثلها في القوة .
لذا في عام 1948 ، صدر قرار رئيس وزراء مصر ” النقراشي باشا ” بحل جماعة الاخوان المسلمين ، و صادر كامل ممتلكات و اموال الجماعة ، و القاء القبض علي كافة الاعضاء البارزين لجماعة الاخوان المسلمين .
و كان القرار الاقوي هو اغتيال المؤسس و المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ” حسن البنا ” عام 1949 في شهر فبراير ، عندما كان خارجا من جمعية الشبان المسلمين ، مصيبا بعدة طلقات تحت ابطه ، و لكنه لم يتوفي الا بعد الوصول للمشفي بعدة ساعات ، لنزف الكثير من الدماء ، و كان قد تم اخذ ارقام السيارة التي اطلقت الرصاص علي البنا و وجد انها سيارة الامير ” محمود عبد المجيد ” المدير العام للمباحث الجنائية ، ظنا منهم بان دعوة الاخوان المسلمين سوف تنتهي نهائيا بقتله ، و لكن خاب ظنهم ، و لم يمر كثيرا حتي قامت حركة الظباط الاحرار التي ازالت حكم ” الملك فاروق ” .
و حتي يومنا هذا لم يزل ” حسن البنا ” الاب الروحي للكثير ممن يصدقون افكار البنا في النهضة و نشر الدين الاسلامي في كامل مجالات الحياة .
ان للاخوة لصرح كل ما فيه حسن
لا تسألني من بناه انه … البنا حسن