الذي أهدر الكثير من مشاعره في علاقةٍ ما ثم قوبل بالخذلان فقد رجع بخفي حنين و الذي أمضى وقتاً طويلاً في السير في اتجاه ما ثم استدرك أنه يسير في الطريق الخاطئ فقد رجع بالخفين ذاتهما و الذي بذل كل جهده في سبيل نيل مراده و لم ينله في نهاية المطاف فهو راجع بخفي حنين أيضاً و مَن طمع في تحقيق أمر و علق عليه كل آماله ثم جر أذيال الخيبة و يأس من تحقق غايته فهو كصاحب قصة رجع بخفي حنين التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
ما قصة مثل رجع بخفي حنين ؟
يعد مثل رجع بخفي حنين من الأمثال الشعبية المتداولة التي يتم ترديدها على ألسنة الكثير تعبيراً عن خيبة الأمل و الفشل و الإخفاق, و لا شك أن لكل مثل قصة استدعت ضربه فصار يضرب من بعدها في كل مناسبة تماثل القصة التي قيل فيها أي أنه ليس وليد خواطر عابرة, أما عن قصة المثل العربي عاد بخفي حنين فهي تتلخص في أن ثمة رجل يُدعى حُنين كان يعمل إسكافياً أي يمتهن صناعة الأحذية و يبرع فيها و لديه محل يعرض فيه بضاعته.
و في يوم من الأيام زار محل حنين رجل أعرابي أفصح عن رغبته في الشراء فأخذ يتفرس البضاعة و يقلبها ذات اليمين و ذات الشمال و يستفسر عن سعر هذا و ذاك و يفاصل و يساوم كما لو أنه مقبل على الشراء ثم يدقق بشكل أكبر و يخرج ((القطط الفطسانة)) بالحذاء فيتركه و يذهب إلى غيره و هكذا حتى أن حنين انشغل بأمره – مذكراً نفسه بعدة اقوال عن الصبر – فانصرف الزبائن عنه نتيجة إهماله لهم.
و في نهاية المطاف غادر الرجل المحل خالي الوفاض و لم يشترِ شيئاً بعد أن استنزف الكثير من وقت و جهد حنين الأمر الذي أثار استفزازه و حنقه و جعله يفكر في الانتقام منه جراء فعلته السخيفة تلك, و بالفعل لحق حنين بالرجل الأعرابي و سلك طريقاً جانبياً أسرع من الطريق الذي يسير به فلما جاوزه بمسافة جيدة أخذ الخفين – اللذين حظيا بإعجاب الأعرابي و كان يرغب في شرائهما – ثم وضع أحدهما على الطريق و وضع الآخر على بعد أمتار بسيطة منه و من ثم اختبأ يراقب ما سيفعله الرجل عندما يتعثر بالحذاء.
تابع تلخيص قصة مثل رجع بخفي حنين :
في نهاية قصة مثل رجع بخفي حنين تعثر الأعرابي بالحذاء أثناء سيره و اندهش لكونه يشبه الحذاء الذي أعجبه في محل حنين لكنه لم يستطع أخذه لكونه حذاء واحد و ليس زوجاً فأهمله و تابع السير حتى تعثر بالحذاء الآخر, تهللت أسارير الأعرابي و ترك راحلته و عاد ليلتقط الحذاء الأول كي يصبح بحوزته زوجاً يشبه حذاء حنين, لكن حنين كان يتربص له فهرع إلى دابته و استولى عليها و انطلق بها و هي محملة بالأغراض و الهدايا التي كان عائداً بها من سفره.
عاد الأعرابي إلى راحلته ففوجئ باختفائها و لم يعثر عليها فرجع إلى أهله خالي الوفاض يجر أذيال الخيبة و عندما سألوه ما الذي أحضرته لنا من سفرك قال لهم جئت لكم بخفي حنين و من هنا راج المثل, و هذا هو تلخيص قصة مثل رجع بخفي حنين المتداول في مثل هذه المواقف و ما يشبهها.
ما أهمية الأمثال الشعبية في حياتنا ؟
للأمثال الشعبية أهمية بالغة في حياتنا فهي عبارات جميلة مشحوذة بالحكمة يتم تناقلها من جيل إلى آخر بهدف نقل الخبرة و التجربة و العبرة و الفلسفة و الفكر العميق بطريقة بسيطة بعيدة عن الشرح و التعقيد مثل رجع بخفي حنين وغيره.
إلام تشير قصة المثل عاد بخفي حنين ؟
تشير قصة المثل رجع بخفي حنين إلى الإخفاق و التهاون و سوء التصرف و اليأس و فقدان الأمل و عدم القدرة على المحاولة, فقد أساء الأعرابي التصرف و لم يحاول حتى أن يبحث عن دابته أو يلحق بها بل ركن إلى اليأس و الاستسلام.
ما الأمثال التي شبه قصة عاد بخفي حنين ؟
توجد أمثال أخرى شبيهة بـ قصة عاد بخفي حنين ومنها المثل الدارج ((كأنك يا أبو زيد ما غزيت)) وأيضاً المثل الذي يقول ((كأنك تنفخ في قربة مخرومة)), فهذه الأمثال تفيد نفس تفسير مثل رجع بخفي حنين الذي وضحناه.
ما هي خصائص الأمثال الشعبية ؟
تتسم الأمثال الشعبية بعدة خصائص ومنها بساطة اللغة و سهولة الحفظ و استخدام الأسلوب العامي و احتوائها على السخرية و الفكاهة علاوةً على أنها غالباً ما تكون مجهولة المصدر.
ما الأمثال الشعبية الرائجة الأخرى ؟
راجت العديد من الأمثال الشعبية في مجتمعاتنا العربية ومنها مثل ((اللي اختشوا ماتوا)) و ((اختلط الحابل بالنابل)) و ((رجعت ريمة لعادتها القديمة)) و ((اطبخي يا جارية كلف يا سيدي)) و ((دخول الحمام مش زي خروجه)) وغير ذلك.