شمر بن ذي الجوشن | القاتل الحقيقي للإمام الحسين

شمر بن ذي الجوشن

يعد شمر بن ذي الجوشن واحد من الشخصيات التي كثرت عنها الأقاويل وزاد الاهتمام بالاطلاع على كل صغيرة وكبيرة تخص هذا الرجل، فهو أحد المؤيدين للإسلام في بدايته، ولكنه أصبح بعد ذلك عدوا لدودا لعلي بن أبي طالب وابنه الإمام الحسين رضي الله عنهما.

نبذة عن شـمر بن ذي الجوشن

اسمه شمر بن شرحبيل بن قرط الضبابي ولد في القرن السابع الميلادي في الكوفة بدولة العراق، ولم يأت له تاريخ ميلاد أو وفاة محدد، كان يكنى بأبي السابغة، يعود نسب شمر بن ذي الجوشن إلى قبيلة هوازن، وأبوه شرحبيل بن الأعور الذي اعتنق الإسلام بعد فتح مكة، ولم يرد في أي مصدر من هي أمه.

تمرد شـمر بن ذي الجوشن على خليفة المسلمين علي بن أبي طالب في حرب الخوارج، وانحاز إلى صفوف بني أمية وحارب ضد المسلمين في النهروان، وشارك بعد ذلك في واقعة قتل الحسين بن علي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهر بعدم حبه ومساندته للحسين.

انحراف شمر بن ذي الجوشن عن الإمام علي

كان شـمر بن ذي الجوشن في بدايته من مؤيدي الإمام علي بن ابي طالب  رضي الله عنه، وقد بايعه على خلافة وولاية المسلمين، وشارك في العديد من المعارك كان فيها في طليعة جيش المسلمين مثل معركة صفين.

فلعب الشيطان في عقل ابن ذي الجوشن وقام بشيء يحرمه الدين الإسلامي ويستنكره بشدة ألا وهو شهادة الزور، فشهد زورا وبهتانا ضد (حجر بن عدي الكندي) بأنه قد ارتد عن الإسلام ويثير الفتة في الكوفة، وكان حجر بن عدي الكندي واحد من رفاق الإمام علي كرم الله وجهه، وبذلك لم يبق شـمر بن ذي الجوشن مساندا لأهل البيت.

شمر بن ذي الجوشن

شمر بن ذي الجوشن

شمر بن ذي الجوشن شاهد على موقعة كربلاء

كان شمر بن ذي الجوشن أحد الرجال الذين شهدوا معركة كربلاء وكان له دور رئيسي في هذه المعركة التي آلت نهايتها إلى استشهاد الإمام الحسين كرم الله وجهه وأسر أهل بيته من النساء والأطفال.

وقام الإمام الحسين رضي الله عنه عام 60 هجريا بإرسال (مسلم بن عقيل) إلى مدينة الكوفة بالعراق، وكان حينها شـمر بن ذي الجوشن قد أخذ الأوامر من عبيد الله بن زياد بإبعاد الناس عن مسلم مبعوث الحسين، وتخويف أهل الكوفة وإرهابهم من جيش يزيد بن معاوية الآتي من الشام الذي سيخرب الكوفة.

وعندما حضر سيدنا الحسين كرم الله وجهه إلى كربلاء رغب عمر بن سعد في ترك الإمام الحسين والذهاب إلى أي مكان آخر غير الكوفة؛ لأنه كان باغضا قتال الحسين، ولكن شمر بن ذي الجوشن كان الشيطان الذي وسوس في أذنه فحثه على قتال حفيد المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وقد بعث إلى عبيد الله بن زياد يعلمه برغبة عمر بن سعد في التراجع عن محاربة الحسين وقتله.

في عصر يوم التاسع من شهر محرم لعام 61 هجريا، توجه شـمر بن ذي الجوشن ناحية معسكر سيدنا الحسين -رضي الله عنه- بجيش مكون من أربعة آلاف جندي، ثم توقف على مقربة من معسكر الحسين وصرخ بصوت عال ينادى على العباس بن علي وأخوته راغبًا في إعطائهم الأمان مقابل أن لا  يشاركوا مع الحسين في هذه المعركة، وذلك لأن نسب أمهم كان يعود إلى قبيلة بني كلاب وهي ذاتها قبيلة شمر، ولكنهم أبوا خيانة الحسين وظلوا مع جيشه.

يوم اشتداد المعركة

في يوم العاشر من شهر محرم كان شمر بن ذي الجوشن على قيادة مسيرة جيش عمر بن سعد، وكلما رغب سيدنا الحسين رضي الله عنه في محادثة جيش عمر بن سعد كان يقطع عليه كلامه، ولما قام (زهير بن قين) أحد قادة جيش الحسين بتذكير الكوفيين ووعظهم ظهر له شمر فسبه وأصابه بسهم.

وكما استشهد في هذا اليوم أيضا (عبد الله بن عمير الكلبي) هو وزجته التي أمر شمر غلامه رستم بقتلها، وتم قتل (نافع بن هلال الجملي)، وبذلك بدأ يتساقط قادة جيش الحسين وأصحابه واحدا تلو الآخر، وانتهز شـمر بن ذي الجوشن هذه الفرصة وأخذ يتسلل بين صفوف جيش سيدنا الحسين حتى وصل إلى إحدى خيامه وصرخ بأعلى صوت ائتوني بشعلة كي أحرق هذه الخمية بأصحابها.

وبينما كان سيدنا الحسين رضي الله عنه في ميدان المعركة أتته ضربة من حيث لا يحتسب فأسقطته على الأرض دون أن تقتله، وصاح حينها قائلا (ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لاتخشون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وكونوا عرباً كما تزعمون) فلم يفوت شـمر بن ذي الجوشن هذه الفرصة وانقض عليه هو ورجاله كما ينقض الأسد على فريسته.

فانهالت على الإمام الحسين رضي الله عنه الضربات من كل حدب وصوب، وهناك أكثر من رواية تقول أن الشمر قاتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وفصل رأسه عن جسده، وبذلك نال سيد شباب أهل الجنة الشهادة.

وبعد ذلك هجم رجال عمر بن سعد على معسكر الإمام الحسين وأشعلوا النيران في خيامه، وأسروا النساء والأطفال، فانتزعت من قلوبهم الرحمة، وعُرف هذا اليوم بيوم عاشوراء عند أهل الشيعة، ولكن لـ قصة يوم عاشوراء أحداث أخرى عند أهل السنة.

شمر بن ذي الجوشن عند أهل السنة

جاء في العديد من الروايات أن شمر بن ذي الجوشن كان له يد في واقعة قتل حفيد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- سيدنا الحسين رضي الله عنه، وذلك ما استنكره بشدة أهل السنة الذين يرون أن من روع أهل المدينة وأوقع الظلم عليهم يعد من الظالمين الذين تصيبهم لعنات الله والناس أجمعين، حيث إن فعلة بن ذي الجوشن شنيعة بمشاركته في قتل سيد شباب أهل الجنة وفرد من آل بيت النبوة الشريفة لذلك لا مجال لمسامحته أو الترحم عليه من قبل أهل السنة.

كيف مات شمر بن ذي الجوشن ؟

بعد ما حدث في معركة كربلاء خرجت ثورة المختار في هام 66 هجريا التي أخذت على عاتقها القصاص والانتقام من قتلة حفيد المصطفى –صلى الله عليه وسلم- سيدنا الحسين كرم الله وجهه، ولما بسط المختار سيطرته على الكوفة قرر شمر بن ذي الجوشن الخروج منها.

بعث المختار مجموعة من رجاله خلف شمر لكي يتتبعوه خارج الكوفة، ولكنه تمكن من قتل أحدهم، وأخذ يرتحل من مكان إلى آخر خارج الكوفة، ثم بعث رسالة إلى مصعب بن الزبير مفادها بأنه مستعد لقتال المختار، لكن رجال المختار استطاعوا أن يعثروا عليه وتمكن (كيان أبو عمرة) من قتله، وأتى برأسه إلى المختار، ولم يذكر التاريخ سنة وفاته تحديدا.

ما هي قبيلة شمر بن ذي الجوشن ؟

يرجع أصل شمر إلى قبيلة بني كلاب، وتعد هذه القبيلة واحدة من أعرق قبائل العرب وأشهرها خصوصا في العصر الجاهلي، والجدير بالذكر أن شمر يعود إلى الأصل العامري أو الضبابي.

أين يوجد قبر شمر بن ذي الجوشن ؟

أشارت العديد من المصادر أن شمر عندما قتل لم يتم دفنه حتى يكون له قبر، ولكن أُلقى جثمانه للكلاب لتنهشه.

ما هو السبب لقتل سيدنا الإمام الحسين؟

قتل الإمام الحسين بسبب رفضه مبايعة يزيد بن معاوية على الخلافة، فشكل عبيد الله بن زياد جيشا يقوده عمر بن سعد لإجباره على المبايعة أو إنهاء حياته.

هل يجوز لعن شـمر بن ذي الجوشن ؟

لا يوجد أي حرج في ذم شـمر بن ذي الجوشن بسبب ما قام به مع حفيد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الإمام الحسين، فهو ليس من الصحابة أو حتى من التابعين.

مواضيع ذات صلة

سفيان الثوريسفيان الثوري | الإمام العابد والرجل الزاهد

بديع-الزمان-الهمذانيصاحب المقامات بديع الزمان الهمذاني