حفظ الدين الحنيف لكل فرد في الأسرة و المجتمع حقه ، و شرع عليه واجبات الزمه بها حتي يستحق حقوقه تلك ، و منها حقوق الزوجة علي زوجها و الصفات التي يجب أن تتوافر في المرأة حتي تكون زوجة صالحة علي منهج الإسلام و يقبل بها الرجل و يرضاها الشرع .
أسباب نكاح المرأة
جاء الحديث الشريف صريح و موضح للصفات العامة و الظاهرية التي تنكح المرأة لها ، حيث ( قال النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها ) ، ف أما المال فهو صريح المعني ، و الله اعلم أن المقصود من المعني المرأة التي تناسب الخاطب إجتماعيا و التي تكون تربت علي الخير و الشبع ليس غيرها من الصفات الزميمة التي تنتج عنها امرأة جشعة فارغة النفس لا تهوي سوي المال .
و الجمال هنا لا يتوقف علي الشكل فقط بل الشكل و الطبع و يندرج تحته بالطبع إهتمام المرأة بنفسها و إن لم تكن علي قدر عالي من الجمال ، ف المهم أن تكون بدرجة الجمال التي ترضي زوجها و ان لا تهمل في مظهرها و بيتها .
أما الحسب ، فهو الأهل و العرق و الأنساب ، حيث أن من بر الرجل باولاده أن يختار لهم أم يفتخرو بها من أصل طيب و نسب مشرف .
و الدين هنا كلمة جامعة لكل صفات الخلق و الإسلام من حسن الطباع و الخلق و الكرم و الأدب و حسن المعاشرة و لعل الدين فضل ذات الدين علي باقي الصفات ، ف المال يفني و الجمال يشيب و يطمس و الحسب ربما لم تكن لها ذنب فيه ، أما الدين فهو بها و لها و يجب علي كل امرأة و فتاة مسلمة مراجعة نفسها و التمسك بالخلق القويم حتي تصل لتلك المنزل التي يرضاها الدين و يؤهلها بها للبيت الصالح .
صفات مزمومة في الزوجة المسلمة
1 الزواج بالبكر أفضل ، حيث أنه يكون أول رجل يدخل بها و يعاشرها فيكسب كل منهما قلب الآخر و خصوصا المرأة ، فتحدث بينهما المودة و الألفة التي سنها الدين في ذلك الرباط المقدس و ذلك لأن القلب ليس بيد الإنسان و ربما تزوج بثيب و لم تألفه نفسها كزوجها السابق و هو حقه أن يسكن اليها و يحسن معاشرتها و هي كذلك .
2 أن تكون ودودة به و ب أهله ، ميسورة الرحم للحمل و الوضع عن حديث النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة .
3 أن لا تكون سيئة المعاملة ، ك حديث النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ شر النساء ست هن الحنانة والأنانة والمنانة والحداقة والبراقة والشداقة ،
أما الحنانة فهي كثيرة الشوق لبيت أهلها أو لرجل آخر،
و الأنانة كثيرة الشكوي التي تأن علي الألم و عدم الراحة ،
و المنانة هي التي تمن علي زوجها بما تفعله معه إذا كانت معاملة أو مساعدة مادية أو صبر علي بلاء ،
أما الحداقة فهي التي تشتهي كل شئ تراه من ملابس و طعام و زينة وغيرها مما يكلف زوجها الكثير و ربما لا يطيق ذلك ،
و البراقة هي التي تتزين بإسراف حتي يظهر وجهها براق من كثرة مواد التجميل و هو في الأصل إصطناعي علي غير طبيعة شكلها ،
و الشداقة هي كثيرة الكلام بالحديث المؤذي أو الذي لا فائدة منه .
و أخيرا و ليس آخرا علي المرأة مراجعة نفسها و التقويم من سلوكها و علي الرجل حسن الإختيار للحفاظ علي بيته و راحته ، و علي نسب أولاده من بعده حتي يرضون عن ذلك النسب و ينشأ منزل سوي قويم علي أسس دينية سليمة .
[ش.ح.الشوربجي]