توجد العديد من الأمراض التي قد تصيب العين، وتتفاوت من حيث الخطورة الناتجة عنها وقوة أعراضها، ومن بينها ضغط العين الذي يصيب فئة كبيرة من الأفراد خاصة كبار السن، وتتعدد طرق علاج ضغط العين سواء المنزلية أو الطبية، وسنتعرف عليها بشكل تفصيلي في سطور هذا المقال.
التعريف الطبي لضغط العين
عرف الأطباء ضغط العين بأنه “المعدل الطبيعي لقياس ضغط السائل الموجود داخل العين، ويتم معرفته باستخدام مقياس توتر العين، فمثلًا إذا ارتفعت النسبة عن 21 مليمتر زئبقي تبدأ ظهور أعراض ارتفاع ضغط العين” بمعنى أن العين يوجد بها سوائل تحافظ على سلامتها، وفي حالة زيادة كميتها تتخلص منها بشكل طبيعي، لكن إن لم يحدث ذلك سيرتفع معدل الضغط بها مما يؤدي إلى تضرر العصب البصري، وهذه الحالة قد تصيب العينين أو واحدة فقط.
ويلجأ الأطباء إلى إجراء قياس التوتر هذا لأجل التأكد من صحة العين، وعدم وجود بوادر للإصابة بالأمراض الخطيرة مثل انسداد الوريد الشبكي والجلوكوما التي قد يترتب عليها الإصابة بالعمى، وهذه تعد من أهم اضرار ضغط العين المتعارف عليها.
الفرق بين ارتفاع ضغط العين والجلوكوما
يحدث مرض الجلوكوما نتيجة لاحتباس السائل الهدبي داخل العين، مما يترتب عليه ارتفاع الضغط بداخلها، ويعد أكثر الأمراض انتشارًا بين الأشخاص، وله العديد من المسميات منها مرض المياه الزرقاء في العين ،وهو الأكثر خطورة، فهو يستهدف العصب البصري ويتلفه، وفي حالة إهمال علاجه قد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر.
أعراض و علاج ضغط العين
يتراوح المعدل الطبيعي لضغط العين من 10 إلى 21 مليمتر، وهذا هو المعدل الآمن بالنسبة للجميع، وعندما يرتفع أو ينخفض تظهر مجموعة من الأعراض المختلفة التي يجب على المريض التوجه إلى الطبيب على وجه السرعة لـ علاج ضغط العين قبل تفاقم الأمر، ويمكننا توضيحها فيما يلي:
أولًا: أعراض ضغط العين المرتفع
من الأسباب التي تجبر الفرد على المداومة على إجراء قياس ضغط العين أن ارتفاع معدله بشكل طفيف لا يترتب عليه أي أعراض ظاهرة، لذا قد لا يتم اكتشافه في البداية، لكن إن ارتفع على نحو كبير تظهر عليه الأعراض التالية:
1- هالات دائرية حول العين.
2- الإحساس بالصداع الشديد.
3- الإصابة بـ احمرار العين وتهيجها.
4- الشعور بوجود ثقل على العين، وهذا ما يفسر الإحساس بألم داخل وخارج محيط العين.
5- اضطرابات في الرؤية (ظهور نقاط سوداء)، مما يؤدي إلى رؤية صور ضبابية ومشوشة.
ثانيًا: أعراض ومضاعفات ضغط العين المنخفض
إن كان المعدل الطبيعي لضغط العين يبدأ من 10 مليمتر زئبقي فإنه إذا انخفض عنه يؤدي ذلك إلى ظهور الأعراض التالية التي عادةً تحدث بعض تعرض المريض لعملية جراحية في منطقة العين:
1- انتفاخ القرنية، وحدوث تغيرات بها.
2- الإحساس بآلام في العينين وضعف البصر بشكل تدريجي.
3- الإصابة بما يسمى علميًا بالاعتلال البقعي، الذي يترتب عليه تلف الجزء الحساس للضوء.
4- ضبابية الرؤية وعدم وضوحها، لذلك يعد هذا المرض إحدى الإجابات عن سؤال ما سبب وجود ضباب على العين فجأة ؟ويستخدم الأطباء المتخصصون وسائل طبية متعددة لاكتشاف علاج ضغط العين المنخفض وأهمها:
أولًا: فحص العين بالمجهر
وهنا يستعين الطبيب بالمصباح الشقي أو المجهر الدقيق المخصص للكشف عن الجزء الأمامي من العين الذي يتضمن القرنية والعدسة والقزحية.
ثانيًا: قياس توتر العين
يقوم الطبيب المعالج بقياس نسبة الضغط داخل العين باستخدام قياس التوتر، ويتم هذا الإجراء لأكثر من ثلاث مرات خلال شهرين، وذلك لأن معدل الضغط يختلف من ساعة لأخرى.
ثالثًا: تصوير قاع العين
من أجل اكتشاف التلف الموجود في العصب البصري يتم تصوير قاع العين باستخدام أجهزة مخصصة لهذا الغرض.
أسباب ارتفاع ضغط العين
تختلف أسباب ضغط العين من شخص لآخر، لكن معظمها يتلخص في:
1- إنتاج السائل المائي الموجود داخل العين بصورة مفرطة.
2- عدم قدرة القنوات الدمعية على التصرف في كمية السوائل الزائدة.
3- التعرض لإصابة في العين قد يكون سببًا في زيادة إنتاج السوائل المائية.
4- اعتياد المريض على تناول بعض الأدوية التي تحتوي على مواد فعالة ذات آثار جانبية مثل الستيروئيدية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط العين
قد يرتفع ضغط العين لدى أي شخص طبيعي، لكن هناك مجموعة من الأفراد صنفهم الأطباء على أساس أنهم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة وهم:
1- أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم والقلب.
2- من لديهم أفراد بالعائلة قد أصيبوا مسبقًا بمرض ارتفاع ضغط العين.
3- يكون الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم عن الأربعين أكثر عرضة لهذه المرض.
4- المصابون بأمراض بصرية مثل قصر النظر ومتلازمة التقشير الكاذب التي تسبب التهاب القزحية والقرنية.
طرق علاج انخفاض أو ارتفاع ضغط العين
لأن ارتفاع نسبة السوائل المائية في العين بشكل طفيف قد يكون أمرًا لا يستدعي الخطورة، فإن علاج ضغط العين قد لا يستغرق وقتًا طويلًا، وتوجد العديد من السبل الطبية والمنزلية التي يمكن اتباعها خلال مدّة العلاج.
أولًا: الوسائل الطبية المعتمدة في معالجة ضغط العين
عند تأكد الطبيب أن المريض يعاني من اضطراب في معدل ضغط العين يكتب له على الفور مجموعة من الوصفات الطبية التي يجب أن يلتزم بها، وتختلف من حالة لأخرى، وتعد قطرات الكولينية القابضة من أشهر الأنواع المستخدمة لـ علاج انخفاض ضغط العين ،ولأن الحالة الأولى هي الأكثر انتشارًا بين المرضى؛ تتعدد الأدوية المخصصة لعلاج حالات ارتفاع ضغط العين ومنها:
1- تعد قطرة “البروستاغلاندينات” أفضل قطرة لعلاج ارتفاع ضغط العين حيث تساعد على تصريف السوائل المائية خارج العين مما يؤدي إلى انخفاض معدل الضغط بداخلها.
2- في بعض الأحيان يوصي الأطباء باستخدام قطرة “حاصرات بيتا” أو “ناهضات ألفا الأدرينالية” أو “مثبطات الأنهيدراز الكربونية”، وهذه الأنواع تساعد على انخفاض نسبة السائل المائي في العين.
ثانيًا: الطرق الجراحية لعلاج ارتفاع ضغط العين
1- قد يلجأ الأطباء في الحالات المستعصية إلى علاج ارتفاع ضغط العين بالليزر (قطع القزحية المحيطي)، لكن قد تظل الآثار الناجمة عن هذا العلاج مستمرة لمدة طويلة قد تمتد لأكثر من 5 سنوات، ومن الممكن أن يحتاج المريض إلى تكرار هذه العملية في حالة عدم وجود أي تحسن.
2- في بعض الحالات يقوم الطبيب بإجراء جراحي لـ علاج ضغط العين متمثل في استئصال التربيق، بمعنى القيام بعمل فتحة صغيرة في المنطقة البيضاء في العين، لكي تخرج كمية السوائل الزائدة، وتستخدم أنابيب التصريف المتصلة بالعين لأجل هذا الغرض أيضًا.
ثالثًا: الطرق التقليدية لعلاج ضغط العين
أشار المختصون في مجال طب العيون على ضرورة معرفة المريض بطرق علاج ارتفاع ضغط العين في المنزل لكي يتبعها بنفسه، دون تدخل طبي، وذكروا أهمها فيما يلي:
1- ينبغي التوقف عن العادات السلبية مثل التدخين والإفراط في تناول مشروبات الكافيين مثل القهوة والشاي.
2- توخي الحذر عند استخدام الأشياء التي تلامس العين بشكل مباشر مثل العدسات والقطرات الطبية وأدوات التجميل.
3- ممارسة بعض تمارين لعلاج ضغط العين مثل الجلوس بشكل مسترخِ بما يشبه وضعية اليوغا مع مراعاة استقامة الرقبة ورفع الرأس.
4- يمكن علاج ضغط العين بالكمادات عن طريق وضع قطعة قماش معقمة ونظيفة في الماء ثم عصرها وتركها على العين لفترة.
5- يجب على المريض تناول الوجبات الصحية مثل الخضراوات ذات الأوراق الداكنة والفواكه مثل التوت، والأسماك التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية.
6- لا تتناول جرعات كبيرة من السوائل مثل الماء والعصائر في نفس الوقت حتى لا يرتفع معدل ضغط العين بشكل مفاجئ، بل ارتشفها على فترات متباعدة خلال اليوم.
الطب البديل لمعالجة ارتفاع ضغط العين
بجانب الحلول الطبية السابقة لـ علاج ضغط العين المرتفع، توجد العديد من وسائل الطب البديل التي يمكن الاستعانة بها مثل:
1- عشبة البطاطس الكفرية التي تحتوي على مركب الفورسكولين الذي يعد المادة الفعالة المستخدمة في صناعة العديد من القطرات التي يستفاد منها في خفض معدل ضغط العين.
2- نبات كيس الراعي الغني بعناصر مضادة للأكسدة ومواد تعمل على تخفيض ضغط العين مثل الهستامين والكولين، ويمكن استخدامه في المنزل عن طريق إضافة أوراقه إلى مشروب الشاي.
3- الأعشاب التي تحتوي على أحماض العفص والفينوليك مثل العرقوم، فهو يساعد على شد الأغشية المخاطية داخل العين.
4- تساعد نبتة المردقوش العطرية على تقليل نسبة تكوين السوائل داخل العين، ويمكن استخلاص فوائدها عن طريق تناول منقوع المردقوش الساخن.
5- عند ظهور أعراض الاحمرار والالتهابات يكون المريض بحاجة إلى اتباع طريقة علاج ضغط العين بالطب النبوي ،حيث كان الرسول ينصح بوضع قطرات من عسل النحل الطبيعي، أو يمكن البحث عن المراهم التي يدخل في تركيبتها العسل وزيت السمك.
6- نبات الجابوراندي المشهور بقدرته الهائلة على ضبط معدل ضغط العين وعلاج الجلوكوما، وقد استعان الكيميائيون به في صناعة الأدوية المخصصة لعلاج هذا المرض من أجل استخلاص مركب البيلوكاربين.
طرق الوقاية من ارتفاع ضغط العين
بعد التعرف على اعراض ضغط العين وعلاجه دعونا نذكر لكم قراءنا الأعزاء أهم طرق الوقاية من هذا المرض، فمثلًا يجب عليك تجنب الفرك المستمر في العينين، ومراعاة الابتعاد عن التمارين الرياضية التي تحتاج إلى خفض الرأس لفترة طويلة، وأن تكون حريصًا على ارتداء النظارات الشمسية خلال ساعات النهار، وبالنسبة للمرأة ينبغي لها انتقاء العدسات ومستحضرات التجميل التي لا تسبب أي حساسية أو التهاب للعين.
ولسنا بحاجة إلى إعادة التأكيد على ضرورة التوقف عن ممارسة العادات السلبية التي يترتب عليها كوارث صحية أخرى كالسرطان مثل التدخين والإفراط في تناول مشروبات الكافيين.
كيف يقوم الأطباء بتشخيص مرض ارتفاع ضغط العين؟
يستعين الأطباء ببعض الوسائل الطبية مثل قياس توتر العين وإجراء فحص مجال البصر بواسطة جهاز التونوميتر، واستخدام التنظير البصري أو التصوير المقطعي لفحص قاع العين والتأكد من سلامة القرنية.
هل مرض ارتفاع ضغط العين قابل للتكرار؟
نعم، لكن في حالة المواظبة على استخدام القطرات التي تعمل على تخفيض نسبة السوائل في العين، وفقًا لما أوصى به الطبيب.
كيف يمكنني اكتشاف ارتفاع معدل ضغط العين؟
ينبغي لك إجراء قياس توتر العين مرة كل شهرين، أو لمرة واحدة في العام كحد أدنى، ليتم تشخيصه على نحو مبكر.
هل الأطفال عرضة للإصابة بهذا المرض؟
نعم، لكن ذلك في حالات نادرة جدًا، وتسمى علميًا بمرض الزرق الطفلي الأولي.