كتاب عمدة الأحكام | دليل شامل للفقه الإسلامي والقضايا الشرعية

يعد كتاب عمدة الأحكام من أقدم كتب الفقه التي اعتمد عليها كبار العلماء في تفسير الأحاديث، وهو من تأليف الإمام الحافظ “عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي”، حيث ورد في هذا الكتاب عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتضمن مجموعة من الأحكام والتفسيرات، وقسمه المؤلف إلى ستة عشر بابًا، كما اشتمل على مئات الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها كبار الأئمة وأهمهم البخاري ومسلم.

مؤلف كتاب عمدة الأحكام

أُلف هذا الكتاب بواسطة الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجمَّاعيلي، ولد في عام 541 هجريًا في فلسطين داخل مدينة نابلس التابعة لبيت المقدس، وتعلم في نشأته على يد عميد عائلته الشيخ “محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي”.

ومن شدة ولعه بعلوم الحديث والفقه كان كثير التنقل من بلد لآخر، حيث انتقل بعد فترة إلى مدينة دمشق واستقر بها أربع سنوات، وقد تعلم قواعد الفقه واللغة على يد علماء الدين في دمشق، وكان أشهرهم الشيخ “أبو المكارم بن هلال” و “عبد الله بن محمد القرشي”.

رحلة الحافظ عبد الغني لطلب علوم الفقه

بدأت رحلته في جمع الأحاديث وتفسيرها عندما سافر إلى بغداد لكي يتعلم على يد الشيخ “عبد القادر الجيلي” المشهور باسم الكيلاني، وانتقل في عام 566 هـ إلى مصر، وسكن في مدينة الإسكندرية ليكون بالقرب من الشيخ ” الحافظ أبي طاهر السلفي” الذي كان يشتغل أيضا بتفسير الأحاديث والفقه.

ومن المدن التي زارها الحافظ طلبًا للعلم بغداد وحران وأصفهان والموصل وغيرهم، وتوفي تقي الدين في عام 600هـ، وترك وراءه ميراثًا من كتب الحديث والأحكام الدينية التي أثنى عليها أغلب علماء الشريعة والفقه الإسلامي أهمها كتاب عمدة الأحكام .

متن كتاب عمدة الأحكام

صُنف كتاب عمدة الأحكام على أنه من أفضل كتب الفقه والحديث التي أُلفت في هذا المجال، وذلك لأن الكاتب اختار باقة من الأحاديث التي اجتمع عليها الإمامان البخاري ومسلم إلا عدد بسيط منها لم تلقى اتفاق جميع الأئمة، ولذلك أجمعت المذاهب الأربعة على قبول هذا الكتاب كمرجع فقهي صحيح.

وكان كتاب الطهارة في عمدة الأحكام  يحتوي على ستة عشرة بابًا منهم باب الوضوء وباب السهو وباب الصلاة، وهناك أبواب خاصة بطهارة المرأة وصلاتها وإلى غير ذلك.

الفرق بين عمدة الأحكام الكبرى والصغرى

1- عمدة الأحكام الكبرى:

تناول الكتاب الأحاديث التي تحدثت عن الأحكام فقط، فبدأ بكتاب الطهارة مثل حديث “لا يقبلُ الله صلاةَ أحدِكُم -إذا أحدثَ- حتى يتوضّأَ”، وكذلك أحكام العتق مثل حديث “أعتقَها ولدُها”، بالإضافة إلى الأحاديث التي تناولت موضوعات أخرى كتلك التي تحدثت عن الفرق بين الغيبة والنميمة ، واحتوى الكتاب في هذا القسم على 860 حديثًا مثلما أقرت إحصائية المحقق الشيخ سمير بن أمين الزهيري.

2- عمدة الأحكام الصغرى:

اشتمل هذا القسم على 430 حديثًا، وكانت البداية أيضًا بحديث من كتاب الطهارة هو “إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ”، وانتهى بكتاب العتق الذي بدأ بـ “بلغ النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا من أصحابه أعتق غلاما له عن دبر…”، وفي هذا القسم يتم شرح وتفسير ألفاظ الحديث وليس فقط ذكر الأحكام الواردة بها، بحيث يستطيع القارئ أن يفهم المغزى وراء الحديث بعد قراءة كتاب عمدة الأحكام .

رأي العلماء في كتاب عمدة الأحكام

حصل هذا كتاب على إجازة عدد غفير من كبار علماء الفقه في العالم الإسلامي ومنهم “محمد بن سماك العالمي” و “أبو بكر بن العجمي”، وذلك لأن الحافظ عبد الغني المقدسي التزم بالعديد من المعايير المتفق عليها من قبل الفقهاء وعلماء الحديث وهي:

1-كان الحافظ ينسب الأحاديث إلى الصحابة التي أخرجتها، حتى يضمن صحة الحديث، وذلك حفاظًا على سنة ملهم العالم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

2- شرح أغلب الألفاظ الغربية التي قد يجد القارئ صعوبة في فهمها.

3- توضيح المقادير والأوزان التي ذكرت في متن الحديث، وفي بعض الحالات استبدلها بأوزان ومقادير عصرية.

4- أجاد الحافظ في وضع علامات الترقيم داخل متن الأحاديث، بحيث يكون هناك تنسيق وترتيب بين فقرات الحديث.

5- ذكر الكاتب تفسير بعض العلماء لعدد من الأحاديث التي اختلف الفقهاء عليها.

لماذا أُلف كتاب إحكام الأحكام؟

تم تأليف كتاب احكام الاحكام لابن دقيق العيد ليحوي الشرح التفصيلي للأحاديث التي وردت في الكتاب السابق ذكره، وكان ابن دقيق يفسر كل الألفاظ الواردة في الحديث، ويوضح الحكم الناتج عنها مع توضيح رأي المذاهب الفقهية الأربعة.

لذلك يلجأ العلماء إلى قراءة كتاب إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام كمصدر فقهي، حيث استند المؤلف في هذا الكتاب على الأسس العلمية المعتمدة في رواية وتفسير الحديث وهي:

1-التأكد من صحة اسم الصحابي الراوي للحديث.

2- تقسيم الحديث إلى مجموعة من الفقرات المترتبة على بعضها البعض، ويتم ربط الجمل عن طريق استخدام علامات الترقيم المناسبة.

3- اهتم ابن دقيق العيد برأي المذهب الشافعي والمالكي، لكن لا يعني ذلك إهماله لآراء المذاهب الأخرى.

4- يراعي في شرحه قواعد الفقه واللغة والأسس المتعارف عليها في علوم الحديث، لذلك خلى الكتاب من أسلوب التقليد المذموم الذي اتبعه عدد كبير من علماء الفقه.

كما شرح الشيخ محمد عبد المحسن القاسم في كتابه القاسم PDF عمدة الأحكام كل التفسيرات التي تشتملها الأحاديث الواردة في الكتاب، وعُرف عن عبد المحسن القاسم اتباعه لأسلوب البساطة في تفسير الأحاديث، وهذا ما جعله من أشهر علماء التفسير والفقه، واشتهر أيضًا بتفسيره الحديث القدسي وألف عدد من المخطوطات فيه. 

مختصر شرح عمدة الأحكام pdf

يمكن الآن تحميل  متن عمدة الأحكام للحفظ الصحيح للأحاديث النبوية ومعرفة الحكم الذي ورد بكل حديث، كما يتضمن الكتاب تفسير الألفاظ الغربية التي يتعسر على القارئ فهمها.

ولمن يجد صعوبة في الوصول إلى النسخة الورقية من هذا الكتاب، يمكن الإطلاع علي كتاب عمدة الأحكام pdf المتوفر الآن على المنصات الإلكترونية، كما يتاح تحميله حاليا عن طريق الرابط التالي

تحميل مختصر شرح عمدة الأحكام pdf

مَن هو الحافظ عبد الغني المقدسي؟

هو أحد أشهر علماء الفقه والحديث، ولد في بيت المقدس ومن أشهر كتبه كتاب عمدة الأحكام الذي جمع فيه مئات الأحاديث النبوية.

ما هي محتويات هذا الكتاب؟

اشتمل هذا الكتاب على مئات الأحاديث مع ذكر الأحكام التي وردت بها، بالإضافة إلى تفسير الكاتب العديد من الألفاظ المبهمة داخل متن الكتاب.

ما هي أهمية كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد؟

جاء هذا الكتاب في صورة تفسير مفصل للأحاديث التي وردت في كتاب عمدة الأحكام.

ما الفرق بين عمدة الأحكام الصغرى والكبرى؟

تشتمل عمدة الأحكام الكبرى على الأحكام الواردة في كتاب الطهارة والعتق فقط، في حين تحتوي الصغرى على تفسير ألفاظ الأحاديث بجانب ذكر الأحكام الواردة فيها.

مواضيع ذات صلة

مفاتيح الغيبمفاتيح الغيب | كتاب تفسير القرآن الكريم بمعانيه السامية

أولاد حارتناأولاد حارتنا | الصراع الأبدي بين الخير والشر