الإسلام دعوة السلم لا الحرب، ولكن النصر أو الشهادة، كانوا هدف جيش العسرة عندما ذهب للمحاربة في غزوة تبوك المباركة، حيث أمر الله عز وجل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل الله، حيث يقول تعالى:- ” يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قاتِلُوا الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَليَجِدوا فيكُم غِلظَةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ المُتَّقينَ “.
ومن هنا قرر الرسول صلي الله عليه وسلم ان يذهب لقتال الروم بدلاً من أن يأتوا هم إليهم وينتهكوا حرمتهم، بالإضافة إلي دعوتهم للدخول إلي الدين الاسلامي، وعلى هذا الاساس اتجه الجيش الإسلامي لمحاربتهم وهم يرددون دعاء فكً الكرب والهم والانتصار في الحرب.
غزوة تبوك دروس وعبر pdf
وصلت اخبار إلي الرسول صلي الله عليه وسلم مفادها ان الروم يعزمون علي تجهيز جيشهم لمحاربة المسلمين وغزو المدينة المنورة، ومن هنا استنفر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم المسلمين للجهاد ضد هذا العدو.
وبالطبع تتسائلون الآن يا اعزائي متى وقعت غزوة تبوك ؟ كانت في الثامن من شهر رمضان المبارك من العام 9 للهجرة في شهر رجب، بالتحديد يوم الخميس، وكانت آخر غزوة يدخلها الرسول صلي الله عليه وسلم.
ويقول كعب بن مالك رضي الله عنه (لم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها).
تصفحوا ايضا: دعاء أخر ساعة من يوم الجمعة، فهو ذو فضل عظيم في الدنيا والآخرة، حيث أوصنا الرسول صلي الله عليه وسلم علي قرائته كل يوم جمعة.
لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة ؟
أطلق على غزوة تبوك اسم معركة العسرة، وذلك للمعاناة والمشقة التي رأها المسلمين خلال سيرهم، حيث أنهم عانوا من الحر الشديد وصعوبة الطريق، ولكن بفضل الله عز وجل حدثت لهم الكثير من الأشياء التي خففت عليهم من تلك الصعاب.
واستغرقت غزوة تبوك خمسين يوماً، منهم عشرين يوماً على التوالي قضاها الجيش في تبوك بينما الباقي كانت في الطريق ذهاباً واياباً.
احداث معركة تبوك
كان عدد الجيش الروماني أربعين ألف مقابل ثلاثين ألف من الجيش الإسلامي، وبالطبع كان يظن العدو ان المسلمين بمجرد سماعهم لهذا العدد فإنهم سوف يخشونهم، ولكن يشاء السميع العليم ان تنتهي غزوة تبوك دون ان يحدث صدام، وذلك لحدوث تشتت في بلاد الروم وخوفهم من مواجهة المسلمين.
ومن هنا حدثت الكثير من التغيرات العسكرية التي لعبت دور كبير في رسم مسار آخر للمعركة، حيث انها كشفت عن الوجه الجبان الضعيف للعدو الذي لاذ بالفرار دون ان يتلاحم مع الفريق الاخر، وايضا أظهرت الخونة العرب الذين كانوا يتجسسون علي الجيش الإسلامي ويعملون لصالح الروم.
ننصحكم يا أعزائي ان تقرأوا دعاء الهداية في كل الاوقات، لكي يصلح الله حالكم ويهديكم إلي الصراط المستقيم، وتتغيرون إلي الأفضل وتناولوا كل ما ترغبون به ان شاء الله، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم دائم الدعاء به للعدو خلال غزوة تبوك.
منهم الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ؟
-هناك ثلاثة من المنافقين و ثلاثة أيضا من الصحابة تخلفوا عن غزوة تبوك، وخلال هذا المقال سوف نوضح لكم قصتهم بالتفصيل وهي كالأتي:
– عندما أمر سيدنا محمد صلي الله عليه المؤمنين بالاستعداد لقتال الروم، حاول أهل الكذب والخداع أن يمنعوا الجيش الإسلامي من الخروج إلي غزوة تبوك واختلقوا الكثير من الأكاذيب مثل أن الطريق شاق فكيف للجيش أن يسيره في هذه الفترة الحارة؟.
– والسيء في الأمر ان هؤلاء المنافقين صاروا يبثون الخوف في روح المقاتلين بأن جيش الروم ذو عدد وأسلحة أكبر، وبالتالي فإنهم يقحمون أنفسهم في رهان خاسر، وهناك ممن تخلفوا عن الذهاب إلى غزوة تبوك عن طريق التأخر في تحضير أنفسهم وأنهم لا يمتلكون متسع من الوقت حتى للحاق بالجيش فيما بعد.
– وهناك ثلاثة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تخلفوا عن المشاركة في غزوة تبوك دون ان يكون لديهم عذر شرعي يحيل بينهم وبين القتال من أجل نصرة دين الله وهم ( كعب بن مالك – هلال بن أمية – مرارة بن ربيع).
– وبالرغم من عدم ذهابهم الا ان الله عز وجل غفور رحيم قد غفر لهم، وذلك لصدقهم مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلوا أي افعال مغرضة كغيرهم ممن قاموا بتحريض المسلمين علي عدم خوض المعركة أو نشر الخوف والرعب في نفوس الناس.
– وهناك بعض الصحابة التى بكت من شدة حزنها على عدم انضمامها لمسيرة الجيش، وذلك لعدم امتلاكهم المال الكافي لشراء جهاز لهم، فـ طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم السماح لهم بالمشاركة في الحرب، ولكن اعتذر لهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عن تخلفهم عن حضورهم الغزوة.
ندعوكم يا اعزائي القراء ان ترددوا دعاء تحصين النفس من كل الشرور التي باتت تحاوطنا، ولهذا علينا بالاستعانة بهذا الذكر دائما وعدم التخلف عنه لأي سبب من الأسباب أي كان، وإن نكرره في الصباح والمساء.
اعتذار ممزوج بحزن غزوة تبوك pdf
بعد ان عاد الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة توجه إلي المسجد لصلاة ركعتين، وخلال جلوسه مع الناس تفاجأ بدخول حوالي ثمانين رجلاً ممن تخلفوا عن غزوة تبوك، وقاموا بتقديم اعتذار للنبي، ومن سماحة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، فقد غفر لهم.
ولكن لم يسامح الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزوة دون عذر ورفض مجالستهم ومحادثتهم، ولاحظ هؤلاء الثلاثة معاملة غير حسنة من قبل المسلمين، لذا شعروا بالحزن وضيق الصدر، وفيما بعد جاءت البشرى السارة لمن تخلفوا عن الغزوة دون عذر بغفران نبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام لهم.
ملخص غزوة تبوك
كما ذكرنا لكم من قبل ان غزوة تبوك انتهت دون حدوث قتال، فقد عاد الرسول صلى الله عليه علي رأس جيشه وهو منتصر بفضل الله، حيث قال عند دخوله للمدينة المنورة (إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم)، قاصدً بذلك من لم يستطيعوا حضور غزوة تبوك نتيجة لحدوث اعذار لديهم.
اين يقع ذكر غزوة تبوك في كتاب الله ؟
هناك العديد من آيات غزوة تبوك، ومنها ما يلي:
– (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ).
– ( إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير).
– ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ).
– ( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ).
ما رأيكم يا خلفاء الله علي الأرض ان تواظبوا علي قراءة دعاء بين الاذان والاقامة، فسوف يساعدكم علي الالتزام في أداء فرائض الله ومن خلاله تستطيعون طلب العفو والعافية، ولذلك لابد ان تنتظموا عليه دائما، فلا تهجروه ابداً.
معجزات غزوة تبوك
هناك الكثير من المعجزات التي حدثت في غزوة تبوك المباركة، حيث كان يجريها الله علي يد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك لنصرته ولكي يظهر صدقه ويقوي من موقفه، وأيضا من أجل التخفيف على المسلمين من أوقات المعاناة التي شعروا بها خلال ذهابهم إلي بلاد الروم.
وخلال هذا المقال الشيق الذي يتناول شرح غزوة تبوك بالتفصيل، سوف نعرض لكم 3 معجزات ذكرها كبار المؤرخون عن تلك المعركة، وهم كالتالي:
1- ظهور سحاب مليء بالماء
عندما خرج المسلمون إلي القتال في غزوة تبوك، كان الجو حينها شديد الحرارة، ولم يكن الجيش معه ما يكفي من الماء، وبالتالي شعر الجنود بالعطش الشديد حتي ان البعض منهم عند بحثهم عن مصدر للشرب منه لم يجدوا، لذالك قاموا بذبح راحلتهم لاستخراج الماء من احشائها.
وعندما رأى أبو بكر الصديق هذا الوضع، ذهب مسرعاً للرسول صلى الله عليه وسلم وقال له ” يا رسول الله ، إن الله قد عوّدك في الدعاء خيراً ، فادع لنا”، فرد عليه قائلاً ( أتحب ذلك؟)، فقال له ( نعم)، فرفع نبي الله عليه الصلاة والسلام يده إلي السماء داعياً الله.
وهنا ظهرت معجزة الله عز وجل، حيث ظهرت سحاب محملة بالماء، وأمطرت علي الجيش حتي أرتوي الجميع، ثم اكملوا مسيرهم.
2- معرفة مكان الناقة التي ضلت الطريق
عندما جلس جيش المسلمين للراحة قليلاً، تاهت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحث عنها بعض الأفراد ولكنهم لم يجدوها، وقال أحد المنافقين كيف لرسول الله ان لا يعرف مكان ناقته؟، ومن هنا أوحى الله لنبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بمكانها، وبالفعل وجدوها فيه.
3- تكثير الماء في تبوك
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين بقربهم من عين ماء تبوك، وطلب منهم ان لا يلمسوها، ولكن اقترب منها رجلان ونزلوا فيها، فقاموا بنقض ماؤها، وعندما علم النبي محمد صلي الله عليه وسلم غضب كثيراً من فعلتهم هذه.
وطلب من أحد الرجال ان يحضروا له بعض من هذه الماء، فقام بغسل يده بها ووضعها فى العين مرة اخري، الى ان سالت بماء غزير للغاية، وامر ايضا بتحويل المناطق المحيطة بالعين الى بساتين خضراء، وقد نفذ ما أمر به سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
تصفحوا ايضا مزيد من المعلومات المفيدة للغاية عن حروف الادغام وأقسامها.
حدثت غزوة تبوك في شهر رجب في العام التاسع الهجري.
نعم، سامح الرسول صلي الله عليه وسلم من تخلف عن المشاركة في غزوة تبوك.
كان عدد الجيش الإسلامي ثلاثون ألف مقابل 40 ألف لجيش الروم.
سميت غزوة تبوك غزوة العسرة بسبب مشقة الطريق التى عانى منها الجيش الاسلامي، حيث كان الجو حار للغاية، بالإضافة إلي صعوبة الطريق. متى حدثت غزوة تبوك؟
هل غفر الرسول صلي الله عليه وسلم لمن تخلفوا عن المشاركة في غزوة تبوك؟
كم كان عدد الجيش الإسلامي مقابل جيش الروم؟
ما سبب تسمية غزوة تبوك بغزوة العسرة؟