نشأة الأراجيز
يعتبر الأدب العربي من الآداب أزلية الوجود و النشأة و يمتاز بمرونته و تقبله للتطورات و اكتساب أشكال جديدة و هو ما زال يحتفظ بقيمته ، و تعددت أشكاله و أغراضه من موزون مقفي و غيره من النظم النثري ، و من أشهر الفنون الغنائية الشعبية منذ نشأة الأوزان و ربما يكثر القول ب سبق وجودها للشعر و أن الشعر جاء نتيجة تطورها الا و هي الأراجيز .
نشأت الأراجيز علي وزن طرقات قدم الناقة من حركة و سكون و تتاليات متكررة منهما ، فجاء وزن الرجز علي شاكلة ذلك تتاليات حركة ثم سكون ثم حركة ثم سكون ، و منه جاء بحر الرجز ، و هو أحد بحور الشعر العربي المعروفة ، و الذي يرد منقوصا علي الأغلب ، ف الأصل تفعيلة مستفعلن 6 مرات و لكن ينقص منها 2 او 3 علي حسب الوزن .
و الأراجيز مفردها أرجوزة و يسمي قائلها راجزا و من أشهر الرجاز ابو مرقال الزفيان و ابو نخيلة الحماني ، و تتعدد اغراض الرجز ك تعدد اغراض الشعر و لكن يسهل الرجز لقصر عباراته و خفه وزنه فيجري سريعا علي اللسان و يفي بالأغراض ، و يعتبر من الفنون الشعبية الغنائية التي كان يتغني بها العرب في الجاهلية من قبل الإسلام و بعده و اعتبرها العرب ديوانهم و سجل أنسابهم و من اشهر من بدأو فن الرجز من العرب قديما أمرؤ القيس و المهلهل .
و يقابل الرجز بالقبول و الصياغة بالرغم من صعوبة ألفاظه التي كانت غالبا ما تضاف للوزن و ليس يهم أصلها و اشتقاقها ، فكان يوصف به المحافل و المجامع و تدوين الأنساب و المواليد ، و الحروب و الانتصارات ، و الفخر القبلي و غيرها من الأغراض من فنون المناسبات التي يجعلها تتعلق بالأذهان ، و من أشهر الكتب التي تطرقت للأراجيز كتاب أراجيز العرب للبكري و الذي يضم أغلب الأراجيز العربية .
و كثر استخدام الاراجيز حتي وقتنا هذا للأغراض التعليمية مثل العلوم الشرعية و الدينية و الذي عادة يخلو من العواطف و يكون علي شاكلتين :
إما منظومات لمتن معين من أوله لآخره .
أو منظومات لعلم معين مثل ألفيه ابن مالك في النحو .
[ش.ح.الشوربجي]