الكريم بن الكريم, يوسف بن سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم – عليهم جميعاً أفضل الصلاة و السلام – أجمل خلق الله و أطهرهم و أكثرهم حكمةً و علماً, ذو الحياة المليئة بالحكم و الوقائع الغريبة و المدلولات الفريدة و المحن الصعبة.
و قد جاءت قصة سيدنا يوسف هذه كاملةً في القرآن الكريم في ” سورة يوسف”، و في هذا المقال سنسرد لكم من واقع آيات القرآن الكريم جميع الأحداث التي وردت في قصة سيدنا يوسف كاملة بالتفصيل فقصص الأنبياء دائما ما نلجأ إليها لتعطينا درسا في الصبر و حسن الظن بالله عز و جل، فهيا بنا لنبدأ في تناول أحداث القصة.
قصة سيدنا يوسف :
يقول المؤرخين أن نبي يوسف عليه السلام ولد في مدينة تسمى بفدان آرام الواقعة في دولة العراق، و قد كان أبوه هو سيدنا يعقوب عليه السلام و والدته تدعى “راحيل” و قد ولدت يوسف بعد عدة سنوات من الإنتظار بدون أطفال حيث كان والده في هذا الوقت يبلغ من العمر واحد و تسعين عام، ثم أنجبت رحيل شقيق يوسف بنيامين و توفت و هي نفساء، و لم يكن يوسف في ذلك الوقت قد تخطى العامين من عمره.
و إنتقل يوسف للعيش مع عمته من أجل تربيته فهي التي أشرفت على تربيته، و كان لسيدنا يوسف إحد عشر أخاً, ولم يكن له من بينهم سوا شقيق واحد و هو بنيامين كما ذكرنا لكم، و لأن أبوه إسحاق كان يحبه حباً كبيراً ، فهذا خلق نوع من الكراهية و الحقد في نفوس إخوته تجاهه، و هذا أيضا ما دفعهم لمحاولة قتله بعد ذلك كما سنعرف في قصة سيدنا يوسف التي سنسردها لكم.
رؤيا سيدنا يوسف التي قصها على أبيه:
و بدأت قصة سيدنا يوسف بأنه ذات ليلة رأى في منامه أحد عشر كوكباً و القمر و الشمس له ساجدين . فقال لوالده ما رآه , فقال له والده ألا يقص ذلك على إخوته, نظراً لإدراكه حينها أن لهذه الرؤية شأناً عظيماً, و خشيةً أن يجد الشيطان ثغرةً في نفوس إخوته فيملأها بالحقد و الكراهية . و بالفعل قد إستجاب سيدنا يوسف لأمر أبيه و لم يحكي لأخوته عن المنام, و لعل السبب الحقيقي هو أنه لا يطمئن لهم أبداً بسبب ما يحملون له في قلوبهم من كره و ضغينة.
و قد ذكرت لنا قصة النبي يوسف عليه السلام أن هذا الشعور السئ الذي يشعر به إخوته نتج عن الحب الزائد الذي كان يغمر يوسف و شقيقه من أبيه، على الرغم من أن هؤلاء الإخوة قد يكونوا هم القائمين على مصالح أبيهم أكثر منهم، فيوسف و شقيقه لا يزالوا صغار و لا يقدرون على كسب الرزق، و بالفعل وقع إخوة يوسف في الإثم و دبروا شيئا خطيرا لأخيهم بغرض التخلص منه.
قصة نبي الله يوسف مع إخوته و تآمرهم عليه:
و في أحد الأيام, إجتمع إخوة يوسف ليتحدثون في أمر شقيقهم، و تناقشوا في هذه الليلة حول رغبتهم في قتله أو جعله يذهب في إحدى المدن البعيدة و المجهولة، و لكن إقترح أحدهم و هو يهوذا ألا يقتلوه, و أن من الأفضل أن يلقوه في إحدى الأبار ليأخذه قوم آخرون, و بهذا سيتغيب يوسف عن منزلهم إلى الأبد و يكون مرادهم قد تحقق . و هذا ما تم تنفذ هذا الأمر و هذا ما ستجده إذا قرأت pdf قصة سيدنا يوسف كاملة من خلال موقعنا.
و بالفعل مضى إخوة يوسف عليه السلام في المؤامرة، حيث طلبوا من أبيهم أن يصطحبوا أخيهم في نزهة و لكن أبيه كان يخشى عليه من أن يأكله الذئب، و لكنهم أصروا فذهب معهم يوسف و بالفعل ألقوه في البئر و نزعوا قميصه ليكون هو دليل برائتهم و ضعوا عليه الدماء الكاذبة ثم عادوا ليلاً إلى منزلهم و هم يبكون و يقولون لأبيهم بأن الذئب قد أكله . و لكنه إستشعر كذبهم و أحس أنهم قد دبروا لأخيهم مكروه, فواجههم بذلك, لكن قصة سيدنا يوسف أخبرتنا بأنهم أنكروا .
قصة سيدنا يوسف مختصرة مع القافلة:
و تقول لنا قصة سيدنا يوسف أنه بعد مرور 3 أيام من إلقاء إخوة سيدنا يوسف عليه السلام له في البئر، مرت إحدى القوافل العربية التي كانت متجهة إلي من مدينة تدعى مدين إلي مصر، و قد وجدته هذه القافلة التي كانت مارة بجانب البئر بالمصادفة و توقفت لتأتي منه بالماء, فوجدت سيدنا يوسف معلقاً في الدلو.
فعندما وجدوه شابا حسن المظهر فإعتبروه عبدا لهم و أخذوه و باعوه بعد ذلك للعزيز ملك مصر الذي إستوصى به خيراً و قال لإمرأته أن تكرم مثواه و تحسن ضيافته عسى أن يكون مصدر نفع لهم فيما بعد ذلك، و هذا هو ما قامت به إمرأة العزيز، و لكن كان لهذه المرة دور هام في قصة يوسف الصديق كاملة التي نستعرضها معكم الآن.
مرحلة شباب سيدنا يوسف وقصته مع إمرأة العزيز:
و نستطيع أن نعرف من ملخص قصة سيدنا يوسف عليه السلام أنه شب في بيت عزيز مصر, و كان له من جمال الخلقة و الخلق و الحكمة و العلم, نصيباً كبيراً . حتى أنه كان محط أنظار زوجة العزيز التي أُفتتنت به و أحبته و لم تخجل من طلب الفاحشة منه و تراوده عن نفسها، فتفاجأ يوسف و رفض، و في أحد الأيام تزينت إمرأة العزيز و إختلت بسيدنا يوسف و طلبت منه هذا الطلب مجددا لكنه أسرع هارباً منها.
و لكن لسوء الحظ أمسكت إمرأة عزيز مصر بقميصه و شدته حتى إنقطع في يدها، و حينما خرج سيدنا يوسف من باب الغرفة وجد أن العزيز و إبن عم هذه الزوجة يقفون أمام الباب، فأخبرهم يوسف بما طلبته منه هذه الزوجة و لكن سرعان ما إتهمته بالإعتداء عليها من قبله.
فإذا بالعزيز يقف أمامهم و يفحص قميص يوسف ليجده ممزقا من الأمام و هذا ما يدل على أنه هو من حاول الإعتداء، و هذا بالتأكيد كذب طبقا لما ورد في قصة سيدنا يوسف في القرآن الكريم.
إمرأة العزيز تتسبب في دخول سيدنا يوسف السجن:
وبعد أن إتهمت إمرأة عزيز مصر يوسف عليه السلام بالإعتداء عليها، طلبت من زوجها معاقبته بالسجن، و لكن سريعا ما إكتشف الزوج كذب إمرأته عليه, حين قص عليه يوسف الحقيقة و حين رأى أن قطعة قميص يوسف كانت من الخلف، وسرعان ما إنتشر خبر قصة سيدنا يوسف مع زوجة العزيز في الملأ بين نسوة المدينة, فوضعن خطة ماكرة و ذكية بمساعدة زوجة عزيز مصر.
حيث دعت النساء جميعهن و أعطت كلٍ واحدة منهن طبقاً و سكينة حادة, ثم أدخلت عليهن يوسف عليه السلام الذي سرق أبصارهن و عقولهن حتى جرحن أيديهم و هن لا يشعرن، وهذه الخطة أدت إلى تفاقم قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإنجذاب جميع نساء البلدة إليه, اللواتي لم يخشون من مراودته عن نفسه و تهديده بالذل والسجن إذا لم يطيعهم، و لكنه عليه السلام قد فضل السجن عن الفاحشة، و قد سجنته إمرأة العزيز بالفعل.
قصة رفيقي سيدنا يوسف في السجن:
و في قصة يوسف عليه السلام مختصرة تعرفنا على قناعة يوسف التي تكمن في أن السجن هو ليس إلا حصناً له من فواحش الدنيا و فتنتها, و عندما دخل يوسف السجن وجد فيه رفيقان قد دخلا معه, و سرعان ما كسب ثقتهما بسبب أدبه الملحوظ و حسن خلقه و كذلك قدرته على تفسير الأحلام, حيث كانا يقصان رؤياهم عليه, فيقوم سيدنا يوسف بمهمة تفسيرها على الفور بعون من الله و قدرة.
و من خلال قصة سيدنا يوسف تعرفنا على أن الرفيق الأول له في السجن قاله له رؤياه التي كانت تكمن في قيامه بعصر العنب، فتأول له يوسف أنه سيصبح ساقي خمر للملك, و قد أصبح كذلك بالفعل ، أما الرفيق الثاني فقد فسر له سيدنا يوسف الرؤيا الخاصة به و التي كانت تقول أن على رأسه رغيفا يأكل منه الطير.
تفسير سيدنا يوسف لرؤية عزيز مصر:
و قراءة pdf قصة يوسف عليه السلام كاملة تجعلك تعرف أنه بعد مدة رأى الملك أو عزيز مصر رؤية عجز الجميع عن تفسيرها، و التي كان يرى فيها سبع بقرات سمان تقوم 7 من البقرات الهزال، و كذلك سبعة من السنابل الخضراء يأكلهن 7 من السنابل اليابسة، و حينما علم ساقي الملك الذي كان صديق لسيدنا يوسف بهذا الأمر أخبر الملك بأن سيدنا يوسف لديه قدرة فائقة على تفسير الأحلام.
فأتي عزيز مصر بسيدنا يوسف و طلب منه أن يفسر له هذه الرؤية ففسرها له، حيث قال طبقا لما ورد في قصة سيدنا يوسف في القرآن الكريم بأن عليهم أن يقوموا بزراعة الأرض بقوة، و يحتفظوا بالمحصول في سنابله عدا ما سيأكلون منه فقط، لأن ستأتي عليهم سبع سنوات عجاف سيضطرون فيها إلي تناول هذا المحصول المخزن، و في السن الثامنة سينزل المطر و ينمو الزرع و يعم الخير على الجميع، ما كان للملك إلى أن إنبهر بعلمه الواسع و جمال خلقه و نفذ ما قاله.
سيدنا يوسف عزيزا لمصر:
بعد أن خرج يوسف عليه السلام من السجن, أصبح عزيزاً لمصر و أميناً على خزنتها . و قادت الأقدار إخوته إليه, حيث دخلوا عليه ذات يوم ليطلبوا طعاماً, و قد عرفهم على الفور لكنهم لم يعرفوه, و بعد ذلك أعد خطة لجمع شمله بأبيه و شقيقه من جديد، وقد عرفناها من خلال قصة سيدنا يوسف كاملة المذكورة في القرآن الكريم.
حيث منع عن إخوته الطعام إلى أن يحضروا له أخاهم, فكان من الصعب ذلك لأن أباهم لا يستأمنهم على الصبي، فيخاف عليه أن يفعلوا به مثلما فعلوا بيوسف، و لكن بعد محاولات أرسله معهم و أخذ عليهم موثوقاً من الله.
ثم دخلوا على يوسف وهو بصحبتهم ، و لأن يوسف عليه السلام كان يرغب في أخذ أخاه منهم قام بوضع مكيال ذهبي في قدم أخيه، وطلب من الحراس التفتيش عن المكيال, إلى أن وجدوه في قدم الصبي فأظهروا سرقته وفقاً لخطة قد أعدها مسبقاً .
و حين أخبر الإخوة أبيهم, حزن حزناً شديداً حتى أنه فقد بصره ، فعادوا إلى اخوهم و قد مسهم الضر, طالبين منهم الإفراج عن أخيهم ، فرق قلبه إليهم و قال لهم ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف) ثم صارحهم بالحقيقة, فندموا و إعتذروا و أعترفوا بخطاهم, و قبل يوسف إعتذارهم، فسجدوا جميعاً له سجدة شكر لا سجدة عبادة، و كانت هذه هي نهاية قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
أبرز الدروس المستفادة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام:
و من خلال قصص النبي يوسف يتضح لنا أن هناك عدد كبير من الدروس التي يمكن أن نستفيد منها و من أبرزها:
1- أن تميز الآباء لأي من أبنائهم بالحب أو أي أشياء أخرى يعد أمرا خطيرا لأنه يقد يخلق الضغينة بين هؤلاء الأبناء منذ الصغر و يدفعم لفعل بعض الأمور الخاطئة.
2- كما نستفيد من قصة سيدنا يوسف و نعلم أن الله عز و جل قد أمد الأنبياء بقدرة و بصيرة تمكنهم من عدد من الأمور التي يصعب على العامة فعلها.
نعم فلأنه من الأنبياء فلا بد أن تكون رؤيته صادقة لذلك فآمن أخوته و أهله بالله عز وجل في نهاية القصة.
نعم ففي نهاية القصو طلب سيدنا يوسف أن يضعوا القميص الخاص به على وجه أبيه ليعود إليه بصره و بالفعل حدث.
كان هدف سيدنا يوسف من هذا الأمر أن يجعل أبيه يأتي إليه ليجتمع شمل العائلة من جديد. ما هي أبرز الأدعية التي وردت في قصة سيدنا يوسف؟
هل تحققت رؤيا سيدنا يوسف في النهاية؟
هل عاد إلي سيدنا يعقوب بصره؟
ما الهدف من وضع مكيال الذهب في قدم أخو يوسف؟