يجد كل مسلم أن قصة سيدنا يونس قريبة من قلبه, ملامسة لروحه, كأنما تُروى له هو بشكل خاص, تخبره أن سجن أحزانه مشابه للسجن الذي حبس فيه يونس بداخل الحوت, و أن الظلمة الحالكة التي يعايشها قريبة من الظلمات الثلاث التي عايشها يونس, و أن ثورة الغضب التي تشتعل بدواخله لا تختلف عن تلك التي اشتعلت في دواخل يونس عندما خرج يائساً من قريته.
تربت على فؤاده بحنو و تهدئ من روعه بلطف و تطمئن وجيف قلبه المذعور برحمة عندما تخبره بأن ها هو ذا النون بعدما بلغ منه اليأس مداه و انقطعت عنه أسباب الحياة و ضاع منه الدرب فتاه تلقفته رحمة الله عندما هتف بـ ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت الظالمين)), ((فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)), إذن الأمر ليس مقتصر على يونس بل كل مؤمن.
إن حكاية سيدنا يونس هي حكايتي و حكايتك و حكاية كل مَن فقد الأمل للحظة ثم ما لبث أن تذكر وجود الله فسارع بطلب الغوث منه لكشف الغم و تفريج الهم و النجاة من الكرب, فتعالوا إذن نتعرف على المزيد حول قصة النبي يونس مع قومه و الحوت.
قصة سيدنا يونس نسبه و بعثته :
عند التبحر في قصة سيدنا يونس عليه السلام نجد أن نسبه هو يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن سليمان, و ((متى)) هي والدته و هو من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام حيث يذكر في قصة سيدنا يوسف أن يونس من نسل بنيامين شقيق يوسف, غير أن الله لم يبعثه إلى بني إسرائيل بل بعثه إلى الآشوريين في العراق و تحديداً في مدينة نينوى.
و قد ابتعث يونس إلى هذه المدينة لاشتهار أهلها بعبادة الأصنام التي كانوا يطلقون عليها أسماء مدنهم, فكان أكبر آلهتهم صنم يدعى ((آشور)) نسبة إلى الحضارة التي قاموا بتدشينها بعد انتقالهم من البدو إلى الحضر, و الجدير بالذكر أن هذه الحضارة قد قامت على الحرب و الظلم و القسوة.
و في قصة النبي يونس نجد أن دعوته قد تضمنت عبادة الله وحده لا شريك له و الكف عن عبادة الأوثان و الإقلاع عن العادات السيئة و الأعمال الفاسدة التي ترعرعوا عليها كالظلم و العدوان و ما إلى ذلك.
هل استجاب القوم للدعوة في قصة النبي يونس ؟
استمرت قصة سيدنا يونس مع دعوة قومه إلى عبادة الله وحده قرابة ثلاثةٍ و ثلاثين عام, لكن دعوته تلك قوبلت بالجحود و الجفاء و الاستكبار حيث أصر قومه على التشبث بعبادة أصنامهم و طال بهم الأمد على هذا الحال إذ لم يؤمن منهم سوى رجلين فقط من أصل مائة ألف أو أكثر بينما استمر البقية في الكفر و العصيان حتى يئس منهم يونس و قرر مغادرة مدينتهم.
خرج يونس غضبان أسفاً و قرر إنهاء مهمته في تلك البلدة التي لا أمل في هداية أهلها, قرر ذلك من تلقاء نفسه دون أن يأمره الله بهذا و نسي أن الأنبياء لا يقدمون على أي تحركات إلا بوحي من الله, ففي قصة سيدنا نوح عليه السلام نجد أنه استمر في الدعوة إلى التوحيد تسعمائة و خمسون عاماً و لم يبرح عن دعوتهم حتى أوحى الله إليه بصناعة الفلك.
و في الآية الثامنة و الأربعين من سورة القلم يوصي الله نبيه محمد عليه الصلاة و السلام بالصبر و ينهاه عن التشبه بصاحب الحوت في ضجره و قلة صبره.
قصة سيدنا يونس في بطن الحوت :
في قصة سيدنا يونس بعدما خرج من البلدة غضباناً توجه إلى ناحية الشرق ليستقل إحدى السفن و يسافر, و في عرض البحر تعرضت السفينة التي استقلها للاضطراب و أوشكت على الغرق فخشي الركاب من الهلاك و اضطروا للاقتراع و مَن يخرج اسمه في القرعة يلقوا به في البحر حتى تخف أحمال السفينة و تهدأ.
خرج اسم يونس في القرعة أكثر من مرة و لأن ركاب السفينة التمسوا في يونس خيراً لم يرغبوا في إلقائه فكانوا يكررون إجراء القرعة لكن النتيجة كانت واحدة, عندها لم يجد يونس بداً من الارتماء في البحر و قد أيقن أن الله سينقذه من الهلاك, و بالفعل ألقى بنفسه في عرض البحر و لم يمضِ الكثير حتى جاء الحوت و ابتلعه.
أوحى الله إلى الحوت بألا يطال يونس بأي أذى و أن يكون له سجناً فقط بحيث لا يكسر له عظم و لا يؤكل منه لحم, و عندما استوعب يونس أنه لا يزال حياً سالماً شكر ربه و تسرب إليه الشعور بالذنب فقد علم أن الله يعاقبه على ما فعل.
حكاية ذا النون مع التوبة و الاستغفار :
بادر يونس عليه السلام بالتوبة و أناب إلى الله و استغفر من ذنبه كما حدث في قصة سيدنا ادم الذي تاب و استغفر بعدما عصى الله و أكل من الشجرة المحظورة, وكذلك موسى و داوود و سليمان وغيرهم فالأنبياء ليسوا معصومين – إلا من الكبائر – غير أنهم يعجلون بالتوبة النصوح.
في قصة سيدنا يونس للاطفال و الكبار هتف نبي الله يونس بالدعاء الذي حمل اسمه فيما بعد و هو دعاء ذا النون ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
استجابة الله لنبيه يونس عليه السلام :
استكمالاً لـ قصة سيدنا يونس في بطن الحوت بقي ذا النون في الظلمات ثلاثة أيام على الأغلب إذ تعددت الأقاويل في مدة مكوثه, وبعدها استجاب الله لنبيه و نجاه من الغم فأوحى إلى الحوت بأن يقذفه على الشاطئ حيث اليابسة التي لا يشجر فيها يستظل به و لا نبات يؤكل.
عندما خرج يونس من بطن الحوت كان عليلاً بعض الشيء إثر ما تعرض له, لكن عناية الله حاوطته فأنبت الله له شجرة يقطين يستظل بها و يأكل من ثمارها ليسترد عافيته, و بالطبع لم تنتهِ قصة سيدنا يونس عند هذا الحد فقد عاد إلى قومه مرة أخرى ليستكمل دعوته.
و قد فوجئ يونس بعد عودته إلى قومه بأنهم قد اعتنقوا الإيمان و التوحيد بعد خروجه من البلدة بعدما غلب عليهم الظن بأن العذاب سيهلكهم فقبل الله توبتهم و سامحهم و متعهم إلى حين على عكس نهاية اصحاب الرس وغيرهم من الأمم التي نزل بها العذاب, و هذه هي قصة النبي يونس مختصرة بإيجاز.
تضمن الدعاء الذي هتف به يونس في بطن الحوت أمور عدة تتمثل في الإقرار بالذنب و إثبات الألوهية لله وحده و تنزيه المولى عز و جل عن كل عيب أو نقص.
يمكن تحميل ملخص قصة سيدنا يونس للاطفال pdf على الهاتف أو الحاسوب من خلال تصفح شبكة الإنترنت و كتابة كلمة قصة سيدنا يونس للأطفال في مربع البحث و من ثم الاطلاع على النتائج, ستظهر عدة مواضع تعرض قصة سيدنا يونس للاطفال مكتوبة مختصرة فيتم تنزيل أياً منها بصيغة pdf.
من الدروس المستفادة من قصة النبي يونس للاطفال أهمية التحلي بالصبر و اللجوء إلى الله بالدعاء و الذكر و اليقين بأن الله يحاسب على العمل و السعي لا النتيجة.
أطلق الله على نبيه يونس عليه السلام مسمى ذا النون نسبةً إلى الحوت الذي التقمه عندما ألقي بالبحر, فالنون هو الحوت و ذا النون يعني صاحب الحوت. ما الأمور التي تضمنها دعاء يونس في بطن الحوت ؟
كيف يتم تحميل ملخص قصة سيدنا يونس للاطفال pdf ؟
ما الدروس المستفادة من قصة النبي يونس للاطفال ؟
ما سبب تسمية سيدنا يونس بذي النون ؟