في وادي ضيق وسط صحراء يوتاه غرب أمريكا, بعيداً عن الأصدقاء, وحده كان عالقاً تحت صخرة عملاقة , تعصر في ذراعه اليمنى عصراً, تتركه أياماً ليفكر .. أي مغامرة تلك التي تدفعه لأن يكون وحيداً ومصاباً ينتظر الفرج, أي فرج وهو تحت عمق مئات الأميال , يصرخ آملاً أن يسمعه أحداً وهو مار, ولكن لا أحد يجيب, لأنه ببساطة في العراء ,لا أحد يمر من هنا .. لا أحد يعرف وجهته,
أليس هذه مغامرت حياتك .. حسناً عليك بالإختيار الآن ذراعك اليمنى أم حياتك ؟!
قصة الفيلم
” hours127 ” المقتبص من رواية Between a Rock and a Hard place
أنتج عام 2010 وهو من بطولة “جيمس فرانكو ” و إخراج “داني بويل” تدور أحداث الفيلم حول شاب أمريكي مغامر يسمى “آرون رالتسون ” الذي ذهب في مغامرة لتسلق الجبال ولكنها إنتقلبت إلى تجربة مريرة . فبينما يتخذ طريقه نزولاً من الجبال وبينما يمر في وادي ضيق, سقطت على كتفه اليمنى صخرة تزن 800 رطلا, حاول البطل من خلال كل مشاهد الفيلم أن يسحب يده الواقعةفي الفراغ بين الصخرة والجبل ولكن كل محاولاته فشلت وهو يحارب الجوع والعطش والموت, لمدة خمسة أيام متواصلة, خائفاً أن يموت من نزيفه أو من عطشه أو ضعفه, في بيئة لا مجال للمساعدة فيها, فلا أحد كان بصحبته سوى حقيبته التي لم تكن تحمل غير سكين حاد و زجاجة مياة عاش عليها أياماً وكاميرا صغيرة , إستعان بها لتوسيق لحظاته الأخيرة في الخلاء,فكان يسجل رسائل للأهل والأصدقاء آملاً أن ينجو ليعرفو حكايته, أو أن تظل مغامرته خالدة بعد رحيله. ولم يكن لديه أي فرصة للنجاة فاليوم يمر تلو الآخر وهو لا يستطيع زحزحة الصخرة,ولكنه بدأ يفكر أن هناك فرصة أخيرة, و هي التخلص من يده, ليس سهلاً عليه ولكن في الحياة عليك أن تخضع للمفاوضات, فإما أن يفقدها أو يتلاشى معها في الخفاء .
قصة حقيقية
و لعل أكثر ما يثير في هذا الفيلم هو أن قصته كانت حقيقية , فهي لمغامر أمريكي كان محظوظاً بالنجاة من هذه التجربة المريرة, ليسمح لنا بمشاهدة قصته التي تظهر أسمى معني التشبث بالحياة, وتؤكد على المغامرين بشكل خاص ضرورة كتابة خطة تفصيلية قبل الخروج في مغامرة . كما أن الكاميرا التي إستخدمها البطل في الفيلم هي نفس نوع الكاميرا التي إستخمها ارون في الحقيقة, وذلك لمحاكاة القصة تماماً كما حدثت في الواقع , كما أن المخرج قد إستعان بالفعل بالأشرطة التي سجلها آرون لتساعده في نقل الحقية بالكامل .
الجوائز التي رشح لها الفيلم
كما رشح هذا الفيلم وبالرغم من بساطته إلى العديد من جوائز الأوسكار , مثل ( أفضل فيلم, أفضل ممثل, أفضل مونتاج, أفضل موسيقى تصويرية وأفضل أغنية ) . ذلك لما يحمله الفيلم من معاني رائعة عن التمسك بالحياة, ومن أحداث على الرغم من قلتها متقنة, و على الرغم من ندرتها واقعية .
كتبت : كريمة ناصر