إن لعلم التفسير دورا فعالا و أهمية كبري في شرح معاني و أحكام القرآن الكريم لجميع المؤمنين، حيث يعج هذا الكتاب المقدس الجليل بالعديد من الألفاظ و الدلالات الشائكة التي يصعب علي الفرد منا فهمهما بوضوح لولا وجود الكثير من كتب التفسير التي عقد الخلف و السلف العزم علي إطلاقها كوميض يسير بنا من ظلمات الجهل إلي أنوار المعرفة.
ما هي أبرز أنواع كتب التفسير المتعددة ؟
قبل الإبحار في عالم التفسير و طرح أسماء أهم المفسرين و كتب التفسير علي الإطلاق دعونا نتطرق إلي التعرف علي أشهر أنواع كتب التفسير المتباينة، حيث يوجد للتفسير عدة أنواع يمكننا تلخيصها في النقاط التالية :
1ـ يعد التفسير بالمأثور هو النوع الأول و الأفضل في علم التفسير، و الذي يتمثل في شرح معني الآية القرآنية الكريمة من خلال الاستشهاد بآيات قرآنية أخري أو أحاديث نبوية شريفة و أقوال الصحابة الكرام التي توضح دلالتها، و من أشهر كتب التفسير بالمأثور : جامع البيان عن تأويل آيات القرآن.
2ـ أما النوع الآخر من التفسير فهو يتمثل في التفسير بالرأي، ألا و هو طرق العنان لرأي المفسر النابع من اجتهاده الشخصي و الناجم عن معرفته الواسعة بأصول اللغة العربية و ألفاظها، بالإضافة إلي وجوب إلمامه بعلوم القرآن و استناده علي أدلة مؤكدة في تفسيره، و من أشهرها تفسير الزمخشري.
3ـ يعتبر التفسير الإشاري من أصعب التفسيرات لكونه يعتمد علي الإشارات المخفية، فبالتالي لا تظهر المعاني واضحة جلية لجميع الخلق بل تضح لأهل العلم بشكل أكبر.
4ـ أما عن الفقه الإسلامي فهو يولي جل اهتمامه إلي شرح أحكام التجويد و تفسير ما يعرف بآيات الأحكام، و هي الآيات التي تحفل بالكثير من الأحكام الشرعية، و من أشهرها كتاب أحكام القرآن للبيهقي.
ما هي أساليب تفسير القرآن الكريم ؟
تناولت كتب التفسير العديد من الأساليب المتنوعة و التي يستعين بها المفسرين في بيان إعجاز القرآن الكريم، و تتلخص هذه الأساليب في السطور التالية :
ـ الأسلوب الموضوعي : هو أن يتناول العالم مصطلحات قرآنية و يبحث في أصلها اللغوي و دلالتها.
ـ الأسلوب التحليلي : يعتمد هذا النوع من أساليب التفسير علي الاستطراد في شرح معاني آيات القرآن الكريم بشئ من التفصيل.
ـ الأسلوب الإجمالي : يقدم هذا الأسلوب معني الآيات بإيجاز دون إسهاب علي عكس الأسلوب التحليلي.
ـ الأسلوب المقارن : أما عن التفسير المقارن فهو يقوم علي بحث المفسر في جميع كتب التفسير عن معني آية كريمة معينة مع دمج جميع هذه التفسيرات معا لتقديم منهجا خاصا.
ما هي أهمية علم التفسير ؟
دعونا نطل معا من نافذة كتب التفسير و نلقي نظرة الآن علي مدخل الي علم التفسير و أهميته، و يمكننا تلخيص الأهمية الكبري لعلم التفسير في قدرته الفائقة علي تفهيم البشرية كافة معاني القرآن الكريم التي كانت مبهمة للكثيرين، بالإضافة إلي التعرف علي أحكام الشريعة الإسلامية في العديد من العبادات و الأمور الحياتية.
مما لا شك فيه أن الإيمان الصادق الثابت هو الذي ينجم عن الفهم و المعرفة و هو يختلف كثيرا الإيمان الموروث أي الذي يعتنقه الإنسان فور لحظة ميلاده و قدومه إلي هذه الحياة، و لذلك فإن كتب التفسير تساعد علي تثبيت أصول العقيدة لدي المسلمين الموحدين، إلي جانب إمكانية معرفة قصص الأنبياء و أخبار الأمم السابقة و فهمها بدقة بعد قراءة التفسير الصحيح لها.
ما هي شروط التفسير و المفسر ؟
نصحبكم الآن في جولة توضيحيه لمعرفة الشروط الواجب توافرها في العلماء و المفسرين، و التي تتمثل في السطور التالية :
ـ يجب علي المفسر أن يتحلي بالفهم السليم و الدقة.
ـ الإلمام بجميع علوم القرآن الكريم.
ـ معرفة جميع أصول اللغة العربية و حروف الادغام و المفردات القديمة.
ـ يتعين علي المفسرين التحلي بالعقيدة السليمة و الإيمان الراسخ.
ـ يجب عليهم أيضا البعد عن الهوي و عدم الانحياز إلي مذهب محدد من مذاهب التفسير.
ـ البدء بتفسير القرآن بالقرآن أي بالتفسير المأثور، ثم التطرق إلي الاستعانة بالأحاديث النبوية الشريفة، و أخيرا الرجوع إلي أقوال الصحابة الكرام.
ما هي نشأة علم التفسير ؟
لقد مر علم التفسير بمجموعة من المراحل المتنوعة التي يمكننا حصرها في النقاط التالية :
1ـ كانت المرحلة الأولي للتفسير في عصر النبي و الصحابة، حيث كان النبي محمد صلي الله عليه و سلم هو مصدر التفسير في هذا العصر، فكان يفسر معاني الآيات القرآنية و أحكامها التشريعية إلي الصحابة، و نري هذا بالتفصيل في كتاب رجال حول الرسول الشهير.
2ـ تعد مرحلة التفسير في عصر التابعين هي المرحلة الثانية للتفسير، و التابعين هم تلاميذ الصحابة رضي الله عنهم الذين أقاموا مدارس عدة حينها لتفسير القرآن الكريم مثل : مدرسة مكة المكرمة، مدرسة المدينة المنورة، و مدرسة العراق.
3ـ و أخيرا رحلة التفسير منذ عصر التدوين في القرن الثاني الهجري و حتي يومنا هذا، حيث كتب التفسير القديمة و الحديثة واسعة الشهرة عالميا.
ما هي أشهر كتب التفسير ؟
يعتبر كتاب تفسير الطبري أحد أهم كتب التفسير القديمة و أشهرها علي الإطلاق، و الكاتب هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي لقب بأبي التفسير و ذلك لإلمامه بعلوم الدين كافة و الحديث النبوي الشريف و الفقه و التاريخ، و قد اهتم الطبري في تفسيره بعدة أمور يمكننا تلخيصها في النقاط التالية :
1ـ يعتبر تفضيل الطبري للتفسير بالمأثور علي التفسير بالرأي واحدا من أهم عوامل نجاح كتابه و جعله من أبرز كتب التفسير الذي يفوق تفسير الأقدمين.
2ـ ولي الطبري في كتابه الشهير جل اهتمامه إلي المذاهب النحوية المتنوعة، محاولا التوصل إلي أدق المعاني لألفاظ العرب القديمة حتي تصبح سهلة الفهم علي مر الزمان.
3ـ اهتم الطبري بالأحكام الفقهية و معالجتها أثناء وضعه لمبادئ التفسير.
4ـ كان الطبري يقدر الإجماع أو رأي الجماعة من المفسرين.
ماذا عن تفسير ابن كثير ؟
تعد كتب تفسير ابن كثير ضمن قائمة كتب التفسير القديمة أيضا و أشهرها بعد كتاب الطبري، و هو الإمام إسماعيل بن عمرو بن كثير و الذي بالرغم من بساطة أسلوبه و وضوح تفسيره إلا أن كتابه في علم التفسير يعتبر كتابا دقيقا جدا لا يخل بالمعاني و الدلالات، حيث كان يسير علي نهج الطبري و يفسر القرآن بالقرآن أولا ثم يتطرق للسنة النبوية و آراء الصحابة فيما بعد.
ماذا عن تفسير السعدي ؟
نظرا لأننا شرعنا في ذكر أشهر كتب التفسير القديمة من خلال طرح لمحة عن تفسير الطبري و ابن كثير، نستكمل الآن عرض نبذة عن أشهر الكتب الحديثة في عالم التفسير ألا و هي كتب تفسير السعدي، و السعدي هو واحدا من أهم المفسرين في العصر الحديث المتبعين أسلوبي التفسير الموضوعي و التحليلي معا لذلك يتميز تفسيره بالسهولة و الوضوح.
اهتم السعدي في تفسيره باللغة العربية و سلط الضوء علي البلاغة و استخراج العبرة من القصص، فنجد أنه لم يتطرق إلي التفسير العلمي في كتابه الحديث في علم التفسير، كما أنه ولي اهتماما جما بربط التفسير بالواقع المعاصر.
ما هي أشهر تفسيرات السعدي ؟
يعد كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان من أشهر كتب التفسير في العصر الحديث للإمام السعدي، و هو كتاب سلس الأسلوب و واضح التفسير.
من مؤلف كتاب زاد المسير في علم التفسير ؟
يعد كتاب زاد المسير في علم التفسير واحدا من أهم كتب التفسير للحافظ ابن الجوزي، و ذلك لأنه يجمع ما بين أقوال و آراء المفسرين في العصر القديم و الحديث.
ما هي كتب تفسير الشعراوي ؟
يعد كتاب خواطر الشعراوي أو تفسير الشعراوي واحدا من أعظم كتب تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث، و ذلك لأن الشيخ الشعراوي يحظي بمكانة مرموقة و مميزة في قلوب المسلمين كافة لما يتمتع به من علمٍ وفير.
ما هو تعريف علم التفسير عند المفسرين ؟
تتنوع آراء المفسرين في مفهوم علم التفسير فيري الأصفهاني أن تعريف التفسير هو توضيح المعني، بينما يري السيوطي أن التفسير هو العلم الذي يتناول طرح القصص و الوقائع و الأحكام و الحلال و الحرام.