موضوعنا اليوم هو كلام جميل عن الاب ومحوره، جسدٌ منهك، وروحٌ متعبة، وشقاءٌ مدى الحياة …
وعند ذكر كل ذلك، يأتي إلى ذهنك صورة أبٍ يحمل على كاهله مسؤلية إسعاد أبنائه، وأثناء سيره لتحقيق ذلك يُفني عمره، وقوته ، يتخلى عن أبسط الأشياء التي تسعده في سبيل توفير عيشة سوية لأشخاص آخرين.
ولكن ما يجعل كل ذلك محط دهشة وإعجاب، هو قيامه بكل تلك التضحيات وعلى ثغره ابتسامه حب ورضا، فهو في عين نفسه ذلك الأب الذي أتم واجبه على أكمل وجه، وبعد كل ذلك عند ذكر كلام جميل عن الاب لا يوفيه حقه بمثقال ذرة، ولكن حتى يعرف الجميع من هو الأب وما هو دوره كان لابد للحديث عنه في ذلك المقال.
كلام جميل عن الاب ودوره في الحياة:
يجسد دور الأب في الحياة الجزء الأكبر والأهم في حياة الأبناء في جميع مراحل حياتهم، فتجد أن مسؤلياته متشعبة الأركان، فدوره الأول والأصعب في توفير الاحتياجات المادية التي تكفيهم، بجانب دوره الأساسي في عملية التنشئة الصحيحة والإكتفاء المعنوي لأبنائه.
لذلك عند الحديث عنه تجد الكثير من العبارات المأثورة التي تعبر عن الأب ودوره، وعن معرفتنا بمعاناته الشديدة وتقدرينا إياها، فتجد من يقول( كلما أظمت بي الدنيا، كنتَ لي قمرًا، وكلما عصفت بي مصائب الدنيا، كنتَ لي سكنًا وطمأنينة، وكلما خانني الرفاق كنت لي وفاءً، إنني أقاوم بك تعب الحياة، وأداوي بك جروحي، يا حبيب الروح والقلب، يا أبي العزيز).
وآخر يقول في حقه أيضًا (بيت ليس فيه أب كثيرون هم غزاته)، وهناك الكثير والكثير من تلك العبارات التي من شأنها تُشعر المرء بأنه قد أوفى بعض من حق أبيه عليه.
ما هو دور الأب في الأسرة؟
لا يمكن لأحرف من ذهب أت تخط دور كل أب في أسرته، فهو يمثل الركن الثابت الذي لا يمكن لأحد أن يزيحه من مكانه.
ولكن يظن البعض أن دور الأب هو توفير الحاجات المادية التي تتمثل في تأمين سكنٍ، وتوفير المال وغيرها من كل تلك الاحتياجات، حتى أن بعض الأباء ينصاعون تحت هذه العبارة وينشغلون فقط في تلبية تلك الأشياء.
ولكن لو نظرت بتمعن في تلك البيوت ستجد أنها تفتقر معانٍ كثيرة أهمها الحب والدفء تلك المعانِ التي تساعد الفرد على تجاوز المحن والصعوبات التي تواجهه بكل حب وسلام.
ولذلك كان لابد من التحدث بـ كلام جميل عن الأب لأن وقع ذلك الكلام على نفسه يعينه على سير رحلته بكل سعادة وإخلاص.
دور الأب في تربية الأبناء في الأسرة:
في بعض البيوت تجد أن أمور التربية تتكفل بها المرأة في ظل انشغال الأب في توفير المال اللازم لسير الحياة، وكذلك توفير سكن للعيش فيه، ولكن لأخبرك أن دور الأب في التربية لا يقل أهمية عن دور الأم، بل يمتد ليتخطى دورها، فهو يتمثل في:
1- القدوة الحسنة لأطفاله
كما علمنا أن واجب الأب في الأسرة ليس مقتصرًا على كسب الرزق فقط، ولكن يبدأ دوره في حياة أبنائه منذ الطفولة، فيجب أن يتوفر فيه القدوة الحسنة لهؤلاء الأطفال في مراحل عمرهم الأولى من خلال السلوكيات المختلفة للأب أثناء تواجده في المنزل.
فلابد أن يكون حريص كل الحرص على التصرف بطريقة صحيحة، لأن الأطفال في تلك المرحلة يعتمدوا على أسلوب المحاكاة، فيكون أول من يقلدوه هو والدهم.
2- اقتطاع وقت لمشاركته مع الأبناء
تعد من أكثر الأمور سوءًا في حياة الأبناء هو إنشغال الأب بشكل دائم عنهم، بحجة المسؤليات الكثيرة التي تقع على عاتقه.
ولكن لابد للأب أن يوفر ولو ساعة في اليوم ليتبادل فيها أطراف الحديث مع الأبناء، يتشاركون فيها الأنشطة والألعاب المختلفة، فهذا يساعد بشدة على التكيف بشكل صحيح، وكذلك التنشأة السوية للأبناء.
وعند ذكر هذا الأمر، يجب أن يضع كل أب في عين الاعتبار نقطة من أهم النقاط وهي عدم فرض الآراء واتباع اسلوب الحوار والمناقشة في الكلام، لأن عدم تطبيق ذلك يعود بنتائج عكسية على تربية الأبناء فيلغي شخصيتهم، كذلك يساعدهم على عدم تكوين الآراء بشكل سديد.
3- تطبيق سياسة الثواب والعقاب
عند ذكر كلام جميل عن الأب في ذلك الموضوع، لابد أن يكون بعد تطبيقه لهذا الأسلوب بطريقة صحيحة، ذلك لأن معظم الآباء يقعون في ذلك الخطأ عن اتباعهم اسلوب ثواب وعقاب خاطئ يدمر الأبناء ولا يساعد على التنشئة الصحيحة.
فلابد أن يعرف الأب متى يتطلب منه أن يكون حازمًا في الكلام، كذلك متى يطبق اسلوب العقاب أو الثواب المناسب.
وعند ذكر العقاب تجد أن الآباء يتخذون اساليب عدة خاطئة تبدأ من الضرب والإهانه إلى آخره، الأمر الذي يعود بالسلب على الأبناء ولا يربي فيهم القيم المطلوبة، ولكن هناك العديد من الطرق الصحيحة للعقاب منها الحرمان الإيجابي من شيء دنيوي، أو التجاهل وما إلى ذلك.
كلام جميل عن الاب
4- احتواء الأبناء
هذا الدور الذي يتشارك فيه كل أب مع كل أم لتوفير بيئة من الحب والعطف للأبناء، فيكون دور الأب هنا هو شعور الأبناء بالأمن وعدم الخوف، أما دور الأم يتجسد في الشعور بالدفء والحنان.
وعند تقييم هذا الدور تجد أن دور كل من الأب والأم يكمل دور الآخر، فلاتجد أحدهم يسبق الآخر، ولا يمكن التخلي أحد الأدوار.
فعند توفير جو من الإحتواء للأبناء، تجد أنهم ينشئون دون قلق أو خوف من ارتكاب الأخطاء المختلفة التي يقع فيها الأبناء أثناء مسيرة حياتهم.
5- توفير الاحتياجات المادية
عند التطرق لذكر هذا الدور لكل رب أسرة تجد أنه يرى أنه يستحق كلام جميل عن الأب جراء تلك المسؤلية، ولكن الحق أن هذا الدور لا يتم ذكره إلا في نهاية كل مقال عن الأب.
فذلك الدور يعد أهون الأدوار برغم صعوبته ومشقته على كل رب أسرة، ولكن تأثيره الفعال على الأبناء لا يظهر إلا بعد توفير الاحتياجات المعنوية أولًا.
فلا يكون دور الأب مقتصرًا على تلبية تلك الاحتياجات دون الأخرى، ولا يكون مقتصر على تلبية الحاجات المعنوية دون المادية.
ودور الأم هنا يمتد ليصل إلى غرس القناعة في نفوس الأبناء، وغرس قيمة الكفاح أيضًا، وضرورة كسب الرزق بالطرق الحلال، وعدم الاستعجال في طلب الرزق فقد يؤدي ذلك إلى حدوث أشياء غير مستحبة.
تأثير غياب الأب عن الأسرة:
يُحدث ذلك الأمر مضاعفات كثيرة على الأسرة أهمها تكبد الأم لكل تلك المشقة على كاهلها مما يؤدي إلى حدوث تقصير في بعض الجوانب، مثل الشعور بالأمان.
وفي بعض الأحيان يؤدي إلى عدم تربية الأبناء تربية سوية، بسبب عجز الأم عن تأدية الأدوار الواجبة على الأب لانشغالها بجوانب عديدة أخرى.
وختامًا فإن كل أب يسعى جاهدًا لتوفير بيئة سوية للأبناء من خلال الكثير من التضحيات التي يقوم بها، يستجق أن يقال فيه كلام جميل عن الأب بل أكثر من ذلك.
هل أسلوب الضرب من الأساليب الصحيحة في التربية؟
بالطبع لا، فهذا الأسلوب دونًا عن غيره، يأتي بنتائج عكسية على الأبناء.
هل لابد للأب أن يقتطع وقت كبير للجلوس مع الأبناء؟
بالطبع لا، فساعة واحدة تكفي للجلوس والتحدث مع الأبناء ومشاركة الأنشطة معهم.
هل يجب على الأب الدفاع الدائم عن الأبناء؟
في المراحل الأولى من عمره يجب على الأب الدفاع عن الأبن ويفضل أن يكون أمامه، أما في حياته المستقبلية يجب تركه يدافع عن نفسه وإلا أصبح شخص جبان ومتواكل.
هل معاملة الأطفال البنين تختلف عن الإناث؟
بالطبع نعم، ولكن في حدود بسيطة، مع مراعاة عدم شعور الأبناء بتلك التفرقة، حتى لا يتربى فيهم الشعور بالغيرة المذمومة بينهم.