كلام عن الرجولة والشجاعة | صبية اليوم قادة المستقبل

كلام عن الرجولة والشجاعة

كل أرحام النساء قادرة على إنجاب الصبية لكن ليست كل الأرحام قادرة على إنجاب الرجال، لقد بُلينا بزمنٍ يتفاخرون فيه بالذكور دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تربية هؤلاء الذكور إيماناً منهم بأن الذَّكر لن يجلب العار على أي حال، إن أمهات اليوم بحاجة لتدارس كلام عن الرجولة والشجاعة حتى يتسنى لهن تعليم هذا الكلام لأبنائهن بصفتهن المدارس الأولى والجامعات الأهم والدعائم الأساسية للتربية.

فإن أفلحت الأمهات في مهامهن خرج لنا رجال قادة على درجة عالية من المسئولية والشجاعة، وإن غفلن عن دورهن وفضلن قضاء الوقت في الشوبينج والنادي خرج لنا الكثير من المقيدين باسم أحمد في البطاقة وفي الواقع ليسوا سوى هنادي!

كلام عن الرجولة والشجاعة :

قبل سرد كلام عن الرجولة والشجاعة تنبغي الإشارة إلى أن مفهوم الرجولة لا يشير إلى نوع الشخص بل يشير إلى التصرفات التي يقوم بها الشخص بناءً على شخصيته وأخلاقه وتربيته، فعندما قال الله تعالى في الآية رقم 109 من سورة يوسف ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى)) لم يقصد توضيح جنس هؤلاء الرسل بل قصد اتصافهم بالرجولة التي مكنتهم من تحمل أعباء الرسالة وقيادة الأمم.

وعندما قال المولى عز وجل في الآية الثالثة والعشرين من سورة الأحزاب ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)) لم يقصد أيضاً تسليط الضوء على نوعهم رجال هم أم نساء بل قصد امتداح الصحابة رضوان الله عليهم – مثل ابو بكر الصديق وعثمان بن عفان وأنس بن النضر وغيرهم – بصفة من صفات الرجولة وهي الوفاء بالعهد.

تابع مفهوم الرجولة :

في السياق ذاته نجد قول الله تعالى في الآية السابعة والثلاثين من سورة النور ((رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)) إشارة إلى أن هؤلاء المؤمنين اتصفوا بالرجولة التي جعلتهم لا ينشغلون بالحياة الدنيا وعوارضها عن الآخرة رغم ثقل المهام والمسئوليات الملقاة على كواهلهم.

وعلى المستوى الرياضي نجد كلام عن الرجولة والشجاعة أيضاً فعندما نتابع إحدى مباريات كرة القدم يتناهى إلى مسامعنا صوت المعلق الرياضي وهو يهتف ممتدحاً أحد اللاعبين قائلاً فلان رجل المباراة، قطعاً لم يقصد هنا المعلق إتحافنا بمعلومة جديدة حول جنس اللاعب بل أراد أن يثني عليه بصفة الرجولة التي جعلته على قدر مسئولية حمل اسم المنتخب أو الفريق الذي ينتمي إليه.

آه كم سيغدو عالمنا أجمل لو فطنا إلى أن الرجولة تثبت بالمواقف لا بمستوى هرمون التستوستيرون في الجسم وأنها مناط تكليفٍ قبل أن تكون مناط تشريف، سنكون محظوظين بامتلاك العديد من القادة الشجعان متى ما علَّمنا أبناءنا أن الجعجعة وشعر الشارب وقوة البنيان أمارات على البلوغ والفحولة لا على الظفر بلقب الرجولة.

كلام عن الرجولة والأخلاق :

عند الإسهاب في الكلام عن الرجولة نجد أن هذا المفهوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق الكريمة والشمائل العظيمة والسجايا النبيلة، وكان العرب في الجاهلية يدركون ذلك فحرصوا على التشبث بالشيم الفضيلة كالكرم والشجاعة والنخوة والمروءة والوفاء بالعهود وعزة النفس واحترام النساء وتوقير الكبار وغيرها من الأخلاق الحميدة تعبيراً عن رجولتهم أمام القبائل وليس إذعاناً لأوامر دين أو طمعاً في ثواب.

فالرجولة إذن كلمة جامعة لأفضل الصفات والحديث عنها يستلزم ذكر عبارات عن الشجاعة والقوة في الشخصية قبل القوة في البدن إلى جانب الاحترام والعزة والإباء والوفاء وغيرهم من مكارم الأخلاق، والحقيقة أننا مهما تفننا في غزل كلام عن الرجولة والشجاعة فلن يكون ذلك أبلغ من التمعن في سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من خلال تناولها بالقراءة أو مشاهدة فيلم الرسالة أو متابعة البرامج التلفزيونية التي تخص السيرة النبوية بالحديث.

إن السيرة النبوية العطرة تلخص لنا أي كلام عن الرجولة والأخلاق فهي تجسد لنا مثالاً للرجولة الحقيقية في كافة مناحي الحياة، رجولة في دور الأب والزوج والصديق والقريب والمواطن والقائد، رجولة في الحرب ورجولة في السلام، رجولة عند الخلاف والخصام ورجولة وقت الصفاء والوئام، إنه حقاً أعظم الرجال وخير الأنام ليس بشهادة المسلمين فحسب بل بشهادة المستشرقين والفلاسفة ومناهضي فكرة الأديان على مر العصور والأزمان.

كلام عن الرجولة والأخلاق

كلام عن الرجولة والأخلاق

عبارة عن الرجولة والشجاعة :

عند ذكر كلام عن الرجولة والشجاعة تحضرنا مقولة عظيمة من اقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي ((اخشوشنوا واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا كأنكم معد وإياكم والتنعم وزي العجم))، إنه درس في الرجولة مفاده التأسي بالعرب الأوائل في طريقة عيشهم التي تتسم بالغلظة والقشف فهي تصنع الرجال وتصقل شخصياتهم وتكسبهم الصلابة وتجعلهم أكثر قدرة على الغزو والإصلاح على عكس طريقة عيش العجم التي تتسم بالترف والدعة فهي عادةً ما تدعو إلى الركون للراحة والاستمرار في السكون واختيار الدروب الخالية من المتاعب.

وتصديقاً لمقولة الفاروق تلك نجد اليوم الجهات المعنية بتدريب الشباب على الفنون القتالية تخضع المتدربين للظروف القاسية وتعزلهم عن الرفاهيات المختلفة حتى يخشوشنوا، لهذا يشاع دائماً أن الجيش مصنع الرجال وقد صدقوا، ولا ينبغي أن يقتصر مفهوم ((الخشوشنة)) على الملبس والمأكل والمشرب والحرمان من الملذات بل لا بد أن يكون نهجاً وأسلوباً في الحياة، فالتحدث بلغة العجم – على سبيل المثال – دون حاجة ميوعة تنافي الخشونة، والمصيبة أن هذه الميوعة تبدأ باللسان ثم تتفشى كالسرطان حتى تؤثر على شخصية الإنسان.

الرجولة بين المظهر والجوهر :

يطرق العديد من الشباب أبواب الصالات الرياضية من أجل تربية كتلهم العضلية متوهمين أن الرجولة بالمظهر لكنها في الحقيقة بالجوهر، فقد يؤتى الإنسان بسطة في جسمه وصحة في بدنه لكن عقله طائش وخلقه ذميم وهمته في الحضيض فتكون الرجولة منه براء، وقد يكون الإنسان معاق الجسد قعيد البدن لكن عقله مفكر وأخلاقه دمثة وهمته عالية فيصير أي كلام عن الرجولة والشجاعة على مقاسه تماماً، والحديث النبوي الصحيح ((رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) يؤكد لنا هذا المعنى.

لسنا ضد الاهتمام بصحة البدن ولا ندعو في حديثنا إلى مقاطعة صالات الرياضة بل ما أردنا توضيحه هو أن تربية العضلات إن سبقت تربية النفوس صار هناك خللٌ، وإن افتخر الشباب بهيئاتهم قبل أن يفخروا بأخلاقهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.

كيف تنجبين رجلاً ؟

حري بكل فتاة ألا تقبل على خطوة الزواج حتى تتأكد من كونها قادرة على إنجاب القادة من حفظة القرآن والفقهاء والحكماء وعمار الأرض، فهي البذرة التي يصلح بصلاحها الغرس ويفسد بفسادها، ولا يخفى على ذي لب أن من أهم صفات الزوجة الصالحة أن تكون واعية برسالتها الأسمى وهي إخراج جيل مسلم يشب على كلام عن الرجولة والشجاعة والقوة والفداء فيشيد الأوطان وفق تعاليم الإسلام وينشر الخير والمحبة والعطاء وينبذ الأنانية والكراهية والبغضاء.

لذا عزيزتي الفتاة إلى أن يحين وقت تأديتك لهذا الرسالة كوني على أهبة الاستعداد، أصلحي من نفسك، تفقهي وتثقفي واقرئي وتعلمي ووسعي مداركك من أجل أبنائك، من أجل الرجال الذين سيتخرجون في كنفك قبل أن يتخرجوا في أي صرح تعليمي لاحقاً، سيكبرون وينسون كل الدروس التي تلقوها تحت أسقف المدارس والجامعات وستبقى دروسكِ وحدها الحاضرة في أذهانهم وأفعالهم على الدوام.

ستمر بأبنائك العديد من المواقف العظام والأحداث الجسام ولن يذكروا حينها أي عبارة عن الرجولة والشجاعة مرت عليهم في أي من الكتب التي حفظوها، وحدها تربيتك التي ستوجههم وتملي عليهم ما يجب القيام به، فكوني على هذا القدر من المسئولية أرجوكِ!

هل يوجد شعر عن الرجولة والشجاعة ؟

هناك شعر عن الرجولة والشجاعة لأحمد شوقي يقول فيه ((إن الشجاعة في القلوب كثيرةٌ ووجدت شجعان العقولِ قليلا ** إن الشجاع هو الجبان عن الأذى وأرى الجريء على الشرور جبانا))، ومن أبرز الـ اقوال عن الشجاعة والقوة أيضاً قول المتنبي ((يرى الجبناء أن العجز فخرٌ وتلك خديعة الطبع اللئيم)).

ما المفاهيم الخاطئة المتداولة عن الرجولة ؟

من المفاهيم الخاطئة التي يلصقها البعض زوراً بالرجولة القسوة والجفاف العاطفي والتشبث بالرأي والإصرار على الخطأ والسب والعراك وغير ذلك، وكلها تأويلات مغلوطة لا علاقة لها بأي كلام عن الرجولة والشجاعة بل هي محاولات لترقيع النقص والخلل.

ما هي مقومات الرجولة ؟

تتضمن مقومات الرجولة علو الهمة وضبط النفس والنخوة والإباء والإنصاف والوفاء والجود والنبل والعطاء والتواضع - في غير مذلة - وتحمل المسئولية والصمود في وجه الفتن والسعي نحو الكمال في العلم والعمل وعدم الالتفات للترهات وسفاسف الأمور.

ما أشهر الحكم عن الشجاعة والقوة ؟

توجد عدة حكم عن الشجاعة والقوة أشهرها ((عندما تدافع عن أفكارك أمام العامة يجب عليك أن تكون قوياً وشجاعاً للعيش من أجلها))، وأيضاً ((تكمن الشجاعة في القدرة على التعافي)) و((كل قوة لا يكون مبعثها القلب تكون ضعفاً)).

مواضيع ذات صلة

اقوال الشافعىاقوال الشافعى عن فضل العلم والصداقة

اقوال لابن القيم | نجم لامع في سماء العلوم الدينية