إن الثقة بالنفس هي سلوك لا يولد مع الطفل, و إنما هي شيء مكتسب من الأهل, من خلال التربية و أسلوب التعامل, و هو أمر لا يجب إهماله أبداً لأنهة يؤثر على شخصية الطفل ككل فهو أمر يساعده على إتخاذ القرارات و تحمل المسئولية و كذلك يساعد في بناء شخصية قوية للطفل.
وهذا كله لن ينتج من فراغ بل هو وليد الإستقرار النفسي و الإطمئنان المكتسبان من العائلة و الأفراد المقربين, كما أن قوة الثقة بالنفس لها عامل كبير في زيادة سعادة الطفل و منحه الشعور بالأمان و الإستقرار النفسي و الإنفتاح لإكتساب خبرات جديدة ، لذلك يجب على الآباء و الأمهات تعزيز ثقة أطفالهم بأنفسهم من خلال عدد من الطرق التي سنعرفها في مقالنا هذا.
ماهي الثقة بالنفس؟
و قد إختلف مفهوم الثقة بالنفس من علم لأخر، فالمعني الإصطلاحي لها هو: أنها هي الثقة التي تكون لدى الإنسان في قدراته و مهاراته و صفاته و تقييمه للأمور، أما علماء النفس فقد قدموا لنا مفهوم أخر عن الثقة بالنفس و هو: أن الشخص الواثق بنفسه هو الذي دائما ما يحترم قدرات ذاته و يحب نفسه كما هي و لا يؤذيها و يثق في إتخاذ قراراته و يتحمل عواقبها.
و عند قراءتك كتب عن الثقة بالنفس فستجد أنهم يعرفونها على أنها إعتماد الشخص على نفسه و ثقته و يقينه بقدراته و إمكانيات و أنه يستطيع أن يفعل بها الكثير من الأمور الإيجابية، و كذلك هي يقين الشخص بأنه قادر على التغلب على كل صعوبات الحياة مهما كانت، و مواجهة تحدياتها و إجتياز كل اختبارات الحياة بنجاح.
ما هي اسباب عدم الثقة بالنفس ؟
و هناك أسباب كثيرة قد تجعل الطفل أو حتى الشخص الكبير البالغ يفقد الثقة بالنفس فكل شخص منا تأتي عليه لحظة يفقد فيها الأمل و كذلك ثقته بنفسه، و هذه اللحظة تكون بالتأكيد ناتجة عن واحد من الأسباب التالية:
1- الشعور بالفشل في مهمة ما: و إذا تعرض الإنسان للفشل في مهمة كان من المفترض أن يؤديها سواء كانت إختبار أو غير ذلك فإن هذا يؤدي إلي فقدانه للثقة بالنفس.
2- تزعزع إيمان الشخص: و إذا تزعزع إيمان الشخص و ثقته بربه و أنه منح كل شخص منا قدرات هائلة، فإن هذا يجعله يفقد الثقة بنفسه، فيجب أن نحدث أطفالنا دائما عن الإيمان بالله و ثقتنا به.
3- المقارنة بالأخرين: و قد يفقد الطفل أو الإنسان البالغ ثقته بنفسه عندما يقارن قدراته و إمكانياته بالأخرين و يحاول أن يكون مثلهم.
4- الكلمات السلبية: و هناك العديد من الكلمات التي يتلفظ بها الأخرين تفقدنا الثقة بأنفسنا و هنا يجب أن نقرأ عبارات عن الثقة بالنفس حتى لا نجعل لهذا الكلام السلبي تأثير في نفوسنا.
كيف ازيد من الثقة بالنفس لدى أطفالي ؟
و إن أولى المهارات التي يسعى الآباء على زرعها في طفلهم طوال حياته هما الثقة بالنفس وقوة الشخصية فهما بالتأكيد سيؤثران على كل شئ في حياته سواء في وظيفته أو في دراسته أو حتى في التعامل مع عائلته و أصدقائه.
فمن لديه ثقة بالنفس و قوة في الشخصية هو من يستطيع أن يتولى المناصب الهامة في وظيفته و يصبح ذو شأن عظيم في دراسته و يستطيع التعامل مع أفراد عائلته بشكل مثالي، ولذا يسأل كل شخص تقريبا نفس السؤال، وهو كيف ازيد ثقتي بنفسي؟!.
و كما ذكرنا لكم في المقدمة أن الثقة بالنفس التي ينتج عنها قوة الشخصية من الأمور التي لا يولد بها الإنسان بل هي تكتسب، لذلك فهي معرضة للزيادة أو النقصان في أي وقت، و لهذا يجب على كل شخص أن يتعرف على الطريقة التي يستطيع من خلالها أن يزيد من ثقته بنفسه أولا وبالتالي سيتمكن من تعليم أطفاله كيف يكون لديهم ثقة بالنفس و قوة شخصية منذ الصغر، وإليك الآن بعض للنصائح لتعزيز ثقتك بنفسك و ثقة طفلك بنفسه:-
مراعاة الفروق الفردية بين كل شخص وأخر:
إن مراعاة الفروق الفردية بالنسبة للأطفال هي أمر هام جدا في إكساب الطفل ثقته بنفسه و تحسين أداءه ، فالمقارنة الدائمة قد تشعره بالدونية و الضعف مما يؤثر على ثقته أمام الأخرين ، فيجب أن تعلمي عزيزتي الأم أن طفلك لديه القدرات و الإمكانيات الخاصة به و التي تختلف عن الآخرين لذا يجب عدم مقارنته بأي شخص أخر، و لأن هناك إرتباط وثيق بين تطوير الذات والثقة بالنفس فلا تقارني طفلك إلا بنفسه سابقا حتى يستطيع التطوير من ذاته.
أما بالنسبة للأشخاص البالغين فيجب أيضا ألا يقارنوا أنفسهم بالأخرين، لأن هذا سيقلل من نسبة الثقة بالنفس الموجودة لديه حتى و إن كانوا أشخاص متميزون، فالنظر للأخرين دائما يفقد الثقة بالنفس.
إستخدم دائما كلام عن الثقة بالنفس :
و يجب على الأمهات أن يعلموا أن تعزيز الثقة بالنفس لدي الطفل دائما ما يأتي من خلال الإبتعاد التام عن نقد الطفل و إستخدام الإيحاءات السلبية الهدامة, التي بإمكانها أن تدمر ثقة الطفل في نفسه و تشوه صورته الذاتية, بل بإمكانه أيضاً أن يترجم هذه الصورة السلبية الصادرة عنك لسلوك فعلي متوافق معها .
أما أنت كشخص بالغ فيجب أن تستخدم الكلام الذي يعبر عن الثقة بالنفس في حديثك مع الآخرين، فهذا من الأشياء التي تجعلك تكتسب صفة الثقة بالنفس و تعززها و تقويها لديك، و لن تترك الفرصة لأي شخص لزعزعة هذه الثقة.
تقديم الحب من أهم مفاتيح الثقة بالنفس:
إعطاء الحب و الحنان بشكل دائم و غير مشروط للطفل أمر يجعله يعزز من شعور الثقة بالنفس لديه، و كذلك الاستماع له بإستمرار, فهذا يترك للطفل مساحة جيدة للتعبير عن نفسه و مشاعره و يشجعه على الافصاح عما في داخله .
و كذلك أنت فإذا شعرت بمدى الحب بينك و بين الأخرين فبالتأكيد شعور الثقة بالنفس لديك سوف يزيد و يتضاعف بفضل هذا الحب الذي شعرت به، لذلك يعد الشعور الحب أحد أهم مفاتيح الثقة بالنفس.
إحرص على حسن الإستماع لحديث طفلك:
فكما يعد الإنصات الجيد للأخرين وسيلة هامة لتعزيز الثقة بالنفس لديهم فهو أيضا طريقة فعالة تجعل الطفل يشعر بثقته بنفسه لذا فيجب على الأم أن تحرص على الانصات لحديث طفلها بتمعن و الإهتمام به, و هذت قد يفسح لطفلك المجال للتعبير عن نفسه و التكلم بوضوح عما يدور في عقله.
كما أن لمناقشة الأفكار التي يطرحها الطفل دور كبير في تثبيت المفاهيم الصحيحة و الابتعاد عن المفاهيم الخاطئة, دون إحساسه بأنه تحت رحمة الأوامر و النواهي التي تقيده، و تلاحظي بعد ذلك أن الثقة بالنفس لدى الطفل قد زادت.
شجع طفلك بعبارات إيجابية دائما:
و الإكثار من عبارات الإستحسان على كل فعل حميد يقوم به الطفل، هو بمثابة تعزيز لشعور الثقة بالنفس لديه و كذلك تنمية فكرة أنه يستطيع فعل كل شيء ، و تشجيعهه على إبداء رأيه في القضايا المختلفة التي تخص العائلة و أفرادها, و التفاعل مع ما يقول و تشجيعه بالكلمات الطيبة.
و الحرص على فتح مجال التناقش معه حول صحة رأية من عدمه, فإذا كان صحيحا يكافئ عليه و إذا كان خاطئ فيتم إخباره بالصواب، و هذا سيمكنه من تعلم فكرة الدفاع عن آراءه و أفكاره و بالتالي تعزيز الثقة بالنفس و قوة الشخصية.
إمنحي طفلك المسئولية منذ صغره:
و يعتبر منح الطفل بعض الواجبات و المسؤوليات, يمنحه الشعور بأنه شخص ذو قيمة و مؤثر, و يجعله شعور الثقة بالنفس ينمو بداخله، كما أن إضافة مكافئة عند تنفيذه لهذه المهام, يشجعه على العمل أكثر لإثبات قدرته .
كما يجب جعل الطفل يتحمل مسئولية أفعاله بنفسه من خلال التجريب و التعرض للوقوع في الخطأ, سيجعله أكثر قابلية لتعلم الدروس المستفادة, و يكسبه الثقة بالنفس و يمنحه الشعور بالإستقلالية و إمكانية التعبير عن الذات ، كما أن تزويد الطفل بمهارات و خبرات جديدة, من خلال إشراكه في أعمال خيرية و تطوعيه, أو إنتظامه في ممارسة رياضة معينة , يعزز ثقته بنفسه من خلال تمكنه من التعامل مع الآخرين .
إصقلي مواهب طفلك ونميها بشكل مستمر:
كما يعد صقل مواهب الأطفال و تنميتها من خلال توفير الظروف الملائمة لتكبيرها, مع توفير الأدوات الازمة, التي تظهر ميوله و مواهبه, سيعزز للطفل شعور الثقة بالنفس من خلال ثقته بمواهبه التي يتميز بها غيره ، و كذلك منح الطفل بعض الاستقلالية التي تسمح له بإختيار الرياضة التي يحب أن يمارسها و كذلك التصرف كيفما يشاء, تحت قواعد معينة متفق عليها, يعلمه الإعتماد على نفسه و عدم التراخي في إتخاذ القرارات.
فهناك آباء و أمهات يقومون بفرض بعض الأنشطة و الرياضات على أطفالهم لكي يمارسوها، و قد يكون الطفل لا يفضل هذا النوع بالتحديد من الأنشطة، و هذا ما يجعله يفشل في تحقيق بعض الإنجازات في هذه الرياضة و بالتالي يفقد الثقة بالنفس لذلك فمن الأفضل أن نترك للطفل حرية إختيار النشاط الذي يريد ممارسته.
كن أنت خير مثال لطفلك في الثقة بالنفس:
و بعد أن تعرفت معنا على الإجابة على سؤال كيف اقوي ثقتي بنفسي يجب أن تكون أنت خير مثال لطفلك في هذا الأمر، و ذلك عن طريق التصرف بثقة أمام الطفل من قبل الوالدين , لأن هذا يعززمفهوم الثقة بالنفس لدى الطفل و يثبته في عقله حتى يقدر على ممارسته بعد ذلك .
و بذلك ينشأ الطفل منذ صغره على الثقة بالنفس و ذلك لأنه وجد أبويه يحملان هذه الصفة و يتصرفان من منطلقها.
ما هو الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟
الثقة بالنفس هي صفة حميدة بينما الغرور صفة سيئة لأنه يهدف إلي حب الذات و التفاخر بها طوال الوقت.
ما هي فوائد الثقة بالنفس؟
إن الثقة بالنفس لها العديد من الفوائد و هي أنها تجعلك شخصية غير مترددة في إتخاذ القرارات و قادر على مواجهة الصعوبات.
ما أهم أسباب فقدان الثقة بالنفس؟
من الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نفقد الثقة بالنفس هي الكلمات السلبية التي نتعرض لها من الأخرين.
هل هناك أضرار تحدث نتيجة الثقة بالنفس؟
إذا كانت الثقة بالنفس زائدة عن حدها لدى الشخص فإن هذا قد يجعل الشخص يتصرف تصرفات غير محسوبة.