تحرص أولات الأحمال على إتمام شهور حملهن التسعة على خير حتى تقر أعينهن برؤية أطفالهن سالمين معافين، يتحملن الآلام ولا يأبهن بالمتاعب في سبيل بلوغ اللحظة التي ينسين فيها كل ما تكبدنه من صعوبات طوال الفترة التي وصفها المولى عز وجل بقوله ((وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ))، يتملكهن الفزع إذا طال أجنتهن مكروه ويعتريهن الخوف إذا غابت ركلاتهم المطَمئنة ولا يتوانين عن طرح الأسئلة التي على غرار كيف نعوض نقص ماء الجنين وما طرق الوقاية من هذا النقص؟ وغيرها من التساؤلات الأخرى.
قد يتحمل الآباء مسئولية رعاية أطفالهم بمجرد مجيئهم إلى الحياة، لكن الأمهات يتحملن المسئولية بمجرد إحاطتهن بخبر وجود تلك الـ نطفة المحببة التي تتحرك في أحشائهن، يتحملن مسئوليتها بكل الحب الذي أودعه الله في هذا العالم وتمسي هذه النطفة هي محور حيواتهن، يأكلن ما يتناسب معها ويفعلن ما يكفل سلامتها ويتجنبن ما يعود عليها بالضرر مهما تاقت له نفوسهن، فلله در مَن قال وهو لا ينطق عن الهوى ((أمك ثم أمك ثم أمك)).
كيف نعوض نقص ماء الجنين ؟
لقد هيأ الله سبحانه وتعالى كافة الأسباب التي تضمن بقاء الجنين في الرحم سالماً إلى أن يحين موعد المخاض، فسخر له المشيمة التي تنقل له الأكسجين والمواد الغذائية والسوائل وتساعده على التخلص من فضلاته عن طريق الحبل السري الذي يربطه بأمه، كما سخر له السائل الأمنيوسي الذي يشكل له وسادة تحميه من خطر التعرض للإصابات ويوفر له محيطاً يسمح له بالحركة والنمو إضافةً إلى أن هذا السائل يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على انتظام درجة حرارته وحمايته من العدوى.
لكن في بعض الظروف الاستثنائية يحدث خلل كأن تنقص كمية الماء المحيطة بالجنين – أو السائل الأمنيوسي – وهو ما يؤدي إلى العديد من المشاكل التي تتعلق بنمو الجنين واكتمال نضجه واستمرار حركته فضلاً عن أن نقصه قد يكون من علامات قرب الولادة في الشهر التاسع أو الثامن أو السابع، فَـ كيف نعوض نقص ماء الجنين هذا لتفادي التعرض لمثل تلك المشكلات؟
1) تعويض نقص ماء الجنين إذا كان السبب بسيطاً :
في بعض الأحيان يكون تضاؤل كمية ماء الجنين – أو السائل الأمنيوسي – ناجم عن أسباب بسيطة كتعب الأم أو إصابتها بالجفاف وهنا تكون الإجابة عن سؤال كيف نعوض نقص ماء الجنين هي شرب كميات كافية من المياه وتناول المكملات الغذائية التي تنطوي على الحمض الأميني الأرجنين إلى جانب الحصول على قسط كافٍ من الراحة والتقليل من الحركة قدر المستطاع، كما يراعى الإقلاع عن التدخين وتجنب ارتشاف المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين والحد من ممارسة العلاقة الحميمية وعدم تناول الأطعمة المدرة للبول.
2) تعويض نقص ماء الجنين إذا كان السبب مرضياً :
في أحايين أخرى يكون نقص السائل المحيط بالجنين ناتج عن أسباب مرضية وهو ما يستلزم معالجة هذه المشكلات الصحية حتى يعود ماء الجنين إلى كميته الطبيعية أو التعجيل بالولادة القيصرية بعد منح الأم الستيرويدات والمضادات الحيوية اللازمة لاكتمال رئتي الجنين، ويكون تعويض نقص الماء أثناء الولادة عن طريق إدخال أنبوب خاص محمل بمحلول ملحي إلى الكيس الأمنيوسي عبر المهبل خاصةً إذا بدأ نبض الجنين في الاضطراب.
ومن أبرز الأسباب المرضية المؤدية إلى نقص كمية السائل الأمنيوسي – حسب تجربتي مع نقص ماء الجنين في الشهر التاسع وتجارب الأخريات – ما يلي:-
أ- مشكلات صحية متعلقة بالمشيمة.
ب- مشكلات صحية متعلقة بالجهاز البولي الخاص بالجنين.
ج- تمزق الكيس الأمنيوسي في وقت مبكر.
د- معاناة الجنين من بعض المشاكل الوراثية.
ما سبل الوقاية من نقص ماء الجنين ؟
بعد أن عرفنا كيف نعوض نقص ماء الجنين أثناء الحمل أو الولادة ننتقل الآن لمعرفة السبل الوقائية التي تجعلنا بمنأى عن التعرض لنقص ماء الجنين أو – على الأقل – تجعل احتمالية التعرض لهذه المشكلة ضئيلة، وتتجلى أبرز سبل الوقاية فيما يلي:-
1) الحرص على زيارة المركز التخصصي الطبي للمتابعة مع الطبيب المختص بصورة دورية؛ فهذا يتيح ملاحظة بوادر أي مشكلة والتعامل معها بسلاسة قبل ولوجها طور التفاقم.
2) أخذ المشورة الطبية قبل الإقبال على تعاطي أي عقاقير دوائية خلال فترة الحمل؛ إذ إن بعض العقاقير العلاجية تؤثر سلباً على كمية السائل المحيط بالجنين.
3) مراعاة الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية لضمان انتظام مستوى السكر في الدم وكذلك انتظام ضغط الدم.
ما هي مضاعفات نقص ماء الجنين ؟
في حال إهمال التدابير الوقائية وعدم الإسراع بطلب المشورة الطبية وسؤال الطبيب المختص كيف نعوض نقص ماء الجنين تزيد هنا احتمالية التعرض لأي من المضاعفات الخطيرة الآتية:-
1) إجهاض الجنين.
2) حدوث خلل في تكوين الجنين.
3) نمو الجنين بمعدل بطيء.
4) الولادة في وقت مبكر.
5) التفاف الحبل السري حول الجنين أثناء الولادة.
6) ولادة طفل متوفى.
هل طبيعي نزول ماء أثناء الحمل ؟
إلى جانب سؤال كيف نعوض نقص ماء الجنين تتساءل أخريات هل طبيعي نزول ماء أثناء الحمل أم لا، تجدر الإشارة في بادئ الأمر إلى أن البعض يخلط بين ماء الجنين – وهو السائل الأمنيوسي – وبين الإفرازات المائية الشفافة، فالإفرازات المائية من اعراض الحمل الطبيعية لا سيما في المراحل المبكرة نتيجة الارتفاع المفاجئ في مستوى هرمون الاستروجين مما يزيد من كمية الدم المتدفقة إلى منطقة المهبل.
وتتميز هذه الإفرازات برائحتها النفاذة ولا تصبح مثيرة للقلق إلا إذا أصبحت رائحتها كريهة أو صار لونها مائلاً إلى اللون الأصفر أو الأخضر، أما السائل الأمنيوسي فلا رائحة له ولا يعد نزوله طبيعياً إلا بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل إشارةً إلى بدء المخاض ومجيء موعد الولادة، حيث يساعد نزول هذا السائل على مرور الطفل عبر القناة المهبلية بشكل أكثر سهولة، ويمكن الاطلاع على شكل ماء الجنين بالصور من خلال تصفح موقعنا.
هل نقص ماء الجنين يسبب تشوهات ؟
يتساءل البعض هل نقص ماء الجنين يسبب تشوهات والإجابة هي نعم قد يؤدي نقص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين إلى إحداث تشوهات خلقية كالتصاق الأعضاء وغير ذلك خاصةً إن حدث هذا النقص في الشطر الأول من الحمل أي خلال الأشهر الأربعة الأولى.
هل نزول ماء بداية الحمل خطر ؟
تتساءل بعض السيدات هل نزول ماء بداية الحمل خطر والإجابة هي نعم نزول الماء في بداية الحمل يشكل خطورة بالغة لذا من الضروري مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة تدفق هذا الماء الذي قد يشير إلى حدوث تسرب مبكر للسائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
ما الفرق بين ماء الجنين والبول ؟
يتمثل الفرق بين ماء الجنين والبول في أن ماء الجنين يكون شفافاً ملطخاً بالدماء ولا رائحة له ويعمل على تبقيع الملابس الداخلية، أما البول فلونه يميل إلى الاصفرار وعادةً ما تكون له رائحة معروفة.
كم يعيش الجنين بعد نزول الماء ؟
من التساؤلات المتداولة كم يعيش الجنين بعد نزول الماء وإجابة هذا التساؤل تعتمد على الأسبوع الذي نزل فيه الماء، فإن كان نزول الماء بعد الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل تصبح فرصة بقاء الجنين على قيد الحياة أكبر لأنه في تلك المرحلة لم يعد يعتمد على السائل الأمنيوسي بشكل كامل، لكنه لن يصمد طويلاً.