ترعرع جيلنا على مجموعة من الألعاب الشعبية مثل لعبة الكوتشينه ولعبة السلم والثعبان وبنك الحظ والعديد من الألعاب المسلية الأخرى التي كانت تمنحنا المرح والتعلم في الوقت ذاته وتعزز الجانب الاجتماعي لدينا وتكسبنا المهارات المختلفة على عكس وسائل التسلية الإلكترونية التي يشب عليها أطفال هذا اليوم؛ فهي تبعث على المرح المعرى من الروح وتحث على العدوانية وتزيد من احتمالية الإصابة بجملة من المشاكل الصحية والعقلية وتدفع الأطفال نحو العزلة الاجتماعية في الوقت الذي يفترض بهم أن ينخرطوا بالعالم من حولهم.
كبرنا وانهمكنا في المسئوليات وامتلكنا أحدث الأجهزة الذكية لكن لا زلنا نتحين الفرص ونتحرق شوقاً لقضاء أمسية عفوية لطيفة مع الرفاق نزاول فيها لعبة الكوتشينة أو غيرها من الألعاب الشعبية الأخرى، نتذكر عهد الصبا فيضحك الطفل الذي بداخلنا وتعود إليه الحياة ونعود نحن بعدها أكثر قدرة على مواجهة الضغوط، غريب هو أمر دنيانا تلك! بالأمس كنا نحتاج إلى خبرات الكبار لخوض الحياة واليوم نحن في أمَس الحاجة لشق الطريق بروح الصغار حتى نقوى على شظف العيش وضيق الحياة.
ما هي لعبة الكوتشينه ومَن الذي ابتكرها ؟
تعرف لعبة الكوتشينه بكونها واحدة من أشهر الألعاب التي تحظى بشعبية كبيرة في شتى أنحاء العالم، وهي عبارة عن مجموعة من الأوراق المستطيلة المصممة من البلاستيك الخفيف – أو الورق الثقيل – والتي تستخدم للعب بأكثر من طريقة اعتماداً على مهارة السرعة وخفة اليد والدهاء والحيلة كما تنطوي على خدع بصرية في بعض الأحيان، وتحمل هذه الأوراق رموزاً وصوراً ورسوماتٍ تعود مدلولاتها إلى العصور الوسطى كرسمة القلب التي تشير إلى الكنيسة ورمز الـ ♠ الذي يمثل الجيش والكومي الذي يدل على طبقة التجار ونحو ذلك.
ويطلق على هذه الأوراق في مصر اسم الكوتشينة المشتق من الكلمة الإيطالية Cartoncini، بينما يطلق عليها في المغرب العربي ودول شمال أفريقيا اسم الكارطة المستمد من كلمة البطاقات باللغة الفرنسية Carte، أما أهل منطقة الخليج العربي فيعرفونها باسم البلوت وهي كلمة إنجليزية يعود أصلها إلى واضع أسس اللعبة Jean Belot، من جهة أخرى تطلق بعض البلدان على ورق اللعب هذا اسم الشَّدة.
وقد تعددت الأقاويل المتناثرة بشأن المبتكر الأول لهذه اللعبة إلا أن غالبيتها يشير إلى أن الصين والهند ومصر هي الدول الأولى المبتكرة لفكرة أوراق اللعب، ويرجح البعض أن الصين هي بلد المنشأ لـ لعبة الكوتشينه مثلما أنها بلد المنشأ أيضاً لـ لعبة الدومينو الشهيرة.
ما هي طريقة لعب الكوتشينة ؟
تختلف طريقة لعب الكوتشينة حسب نوع اللعبة التي يتم مزاولتها إذ يوجد نحو 12 نوع من العاب الكوتشينة لكل منها طريقته ونهجه في اللعب، وفيما يلي نذكر ثلاثة من أشهر انواع العاب الكوتشينة المعروفة بشكل شائع في مصر والوطن العربي:-
1) لعبة الكوتشينه العادية أو الكومي أو قش الولد :
تعد لعبة الكوتشينه العادية المعروفة بلعبة الكومي أو قش الولد أشهر ألعاب الكوتشينة، وتتلخص طريقة لعبها في طرح أربع بطاقات على الأرض ومنح كل لاعب أربع بطاقات أيضاً ومن ثم البدء بأكل الورق لتجميع أكبر عدد ممكن، مع مراعاة أن بطاقة الولد تقش كل ما على الأرض بالإضافة إلى بطاقة الكومي، وعندما تنتهي الأوراق يقوم كل لاعب باحتساب الورق الذي نجح في جمعه ليكون صاحب الرقم الأكبر هو الرابح.
2) لعبة الشايب :
في لعبة الشايب يستبعد الورق الذي يحمل صورة البنت والولد والشايب مع الاحتفاظ بشايب واحد فقط ومزجه مع أوراق اللعب ومن ثم توزيع هذه الأورق بالتساوي على اللاعبين، وتبدأ اللعبة بتخلص كل لاعب – على انفراد – من البطاقات المتشابهة التي يملكها ثم يقوم كل فرد بسحب بطاقة من اللاعب التالي مع استمرار التخلص من الورق المتشابه وفي حال الحصول على ورقة الشايب يراعى عدم الإفصاح عن الأمر.
ويكون الخاسر باللعبة في نهاية المطاف هو مَن تتبقى لديه بطاقة الشايب، وعندها يصدر بقية الأفراد بشأنه أحكاماً يستوجب عليه تنفيذها.
3) لعبة الكذب أو أشك :
وفي لعبة الكوتشينه هذه يوزع عدد من البطاقات المتساوية على اللاعبين وفي كل دور تُطرح بطاقة مشابهة للبطاقة الموجودة على الأرض – دون كشفها – وفي حال عدم وجود ما يشابهها يتم سحب ورقة أو اثنتين.
وبإمكان اللاعب أن يلجأ للكذب والخديعة للتخلص من الورق الخاص به فيعمد إلى طرح ورقة غير مشابهة للورقة الموجودة على الأرض شريطة ألا يشك به أحد، فإن شك به أحد اللاعبين واتضح أن الورقة غير مشابهة بالفعل فإنه يأكل كل الورق الموجود على الأرض أما إذا اتضح العكس يكون الورق من نصيب اللاعب الذي أعلن عن شكه، وفي النهاية يحالف الفوز اللاعب الذي ينتهي ورقه أولاً.
ما هو حكم لعبة الكوتشينه ؟
سئلت دار الإفتاء المصرية عن حكم لعبة الكوتشينه فأجابت أن حكمها التحريم إن اقترنت بقمار أو صاحبها فعل حرام كشرب الخمور أو تضييع الصلاة أو الخلوة أو السفور أو ما إلى ذلك.
أما إن لم تقترن لعبة البلوت بقمار ولم يصاحبها أي فعل حرام فحكمها الجواز لما فيها من تعزيز المهارات الذهنية وتنمية القدرات العقلية شريطة ألا تكون اللعبة صارفة عن المهام الأساسية وهي ذكر الله وعمارة الأرض؛ فالأشياء التي تصرف عن هذه المهام تدعى لهواً ويتراوح حكمها ما بين الكراهة والتحريم وفقاً لما ذكره أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
من جهة أخرى سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية عن حكم اللعب بالورق في حال عدم اقترانه بقمار فكان جوابها التحريم لأنه في جميع الأحوال لهو يشغل عن ذكر الله ويؤدي إلى تأخير الصلاة وترك الجماعة في المسجد كما أنه ذريعة للوقوع في الميسر المحرم، وأضافت اللجنة أن لعب الكوتشينة شبيه بالنرد فهو يقتل الوقت دون جدوى ولا ترجى من ورائه فائدة بل إنه يقوم على الحظ والحدس والتخمين دون خبرة أو مهارة وقد يفضي إلى المشاحنة والبغضاء.
كم عدد ورق الكوتشينة ؟
يتساءل البعض كم عدد ورق الكوتشينة والإجابة هي أن عدد أوراق الكوتشينة الكاملة أربعة وخمسين ورقة لعب من ضمنها ورقتي الجوكر.
هل يمكن تنزيل لعبة الكوتشينة على الهاتف ؟
نعم بالإمكان تنزيل لعبة الكوتشينة بكل سهولة على الهاتف الذكي من خلال كتابة عشرة كوتشينة في مربع البحث الموجود على صفحة google Play، وبعدها يتم النقر على أيقونة التثبيت ليقوم الهاتف بـ تحميل لعبة الكوتشينة خلال ثوانٍ معدودة.
ما هي مجموعات ورق الكوتشينة ؟
تنقسم مجموعات ورق الكوتشينة إلى لونين رئيسين هما الأحمر والأسود وتتخذ أربعة أشكال هي القلب - أو الهارتس - والوردة - أو الترفل - والكومي - أو السنبوكسة أو الكاروه - والديناري - أو السبادس -.
ما هي أشهر ألعاب المقاهي المصرية ؟
من أشهر ألعاب المقاهي المصرية لعبة الكوتشينه والدومينو والطاولة والأونو والراتسرو المصري، بالإضافة إلى لعبة أشك والطرنيب والتقدير والاستميشن والكونكان وألعاب الخدعة.