لكل خلق غاية، وغاية خلق البهائم هي التسخير لخدمة الإنسان أو لحكمة لا يعلمها إلا الله، ففي بعض الأحيان نقف عاجزين أمام سؤال لماذا خلق الله كذا وكذا؟ فتكون الإجابة دائمًا عندما يعجز العقل البشري عن التفوه بها، هي حكمة لا يعلمها إلا هو.
فهناك حيوان شهدت له كافة الأديان السماوية بالقذارة والتحريم، ونتساءل دومًا لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ ولكن هذه المرة الإجابة واضحة وصريحة، ولكنها لا تخلو من نفس السؤال الذي طالما عجزنا عن الرد عليه وهو سؤال الغاية وليس التحريم.
ولذلك حرصنا جاهدين على استحضار كل تلك الأجوبة التي خطها البشر في ذلك المحور وتلك النقطة، فكانت أول الإجابات عن سؤال ومهم وهو:
لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟
تبدأ الإجابة بقول المولى عز وجل في كتابه (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ)
فيأتي أمر تحريم لحم الخنزير على جنس البشر من كونه تحريمٌ إلهيٌ في الأصل، ولكن لكرم الله على عباده وهبهم الإجابة الصريحة والواضحة للتحريم، والتي تمثلت في الأسباب الآتية:
1- النصوص النبوية التي ذكر فيها علامات عدة واضحة لتحريم أكل الخنزير وكل ما هو نجس في ذلك العالم، ولأن تلك النصوص لم تذكر إلا مسمى حيوان الخنزير، تجد البعض يظنون أنه لحمه فقط ما هو محرم، ولكن هذا الحكم في تحريمه يمتد لسائر أجزاءه المتمثلة في عظمه، دمه، طحاله، وهكذا إلخ.
2- السبب الآخر للرد على سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ هو قذارة ذلك الحيوان الذي يتغذى على الطعام القذر، وفضلات الحيوانات وكذلك الإنسان، وهنا يُبدي البعض الحجج في قول أنه ليس له دخل بما يأكله الحيوان فهو لا يأكل من الحيوان إلا لحمه ، ولكن لأخبرك أن العلم كان له رأيٌ آخر فقد أثبت أن الحيوان الذي يتغذى على ضرر يقوم بنقله بكل تأكيد إلى كل من يأكله.
3- فطرة الإنسان السوية التي تستنفر من كل الخبائث الموجودة والتي يقع من ضمنها حيوان الخنزير.
3- الخضوع الكامل لأوامر الله عز وجل، فعند إصدار أمر من المولى في كتابه أو على لسان نبيه، يجب على جنس البشر التسليم الكامل لذلك النهي، فهو بكل تأكيد في صالحهم وليس من شأنه أن يضرهم.
4- تَسُبب ذلك الحيوان في حدوث أمراض خطيرة ناتجة عن وجود الديدان في لحمه صعب الهضم، والتي جاءت بشكل أساسي من تناوله الفئران الميته التي تسبب في وجود دودة حلزونية شديدة الشراسة.
5- أكل لحم الخنزير يقوم بدثر صفة من أهم الصفات الموجودة في الإنسان وهي الغيرة، ولذلك نهانا الله عن أكل لحم الخنزير.
ما ضرر أكل لحم الخنزير على الإنسان؟
الإنسان بطبعه شغوف بالبحث عن أصل المعلومة ولا يكتفي بالحصول عليها، ولكن يصل الأمر دومًا إلى بحثه عن أسبابها، وكيفية الحصول عليها، وطرق الاستفادة منها وما إلى ذلك.
فعند الوصول إلى سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ تجده كثير البحث عن تلك الأسباب، وما هو تأثير أكل لحم ذلك الحيوان على جسده وعلى سائر المخلوقات الأخرى.
ولذلك حرص العلماء على القيام بالتجارب والدراسات التي تثبت للإنسان التأثير السلبي لذلك الحيوان القذر عليه.
فقد أثبت الدراسات التي أجراها العلماء، أن ذلك الحيوان يتسبب في حدوث أضرار شديدة وخطيرة تصيب أي إنسان يقوم بتناول هذا النوع من المخلوقات، وأشارت تلك الدراسات بأن حيوان الخنزير يعد من أكثر الكائنات التي تؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة مثل( الأمراض الطفيلية، البكتيرية، وكذلك الفيروسية) لاحتواء جسده على القاذورات والقمامة.
كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن لحم الخنزير يعتبر من أنواع اللحوم سريعة الهضم فهو يهضم خلال 4 ساعات من تناوله وبالتالي لا يتم فلترته من قبل الكبد والتخلص من سمومه، على عكس باقي اللحوم التي تأخذ حوالي 8 ساعات للتخلص من كل المواد الضارة والسموم التي تتواجد فيها، وهذا بدوره ينتقل إلى الإنسان بكل سهولة مما يؤدي إلى تسممه وإصابته بالعدوى المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك الإجابة التي تتلخص في الأمراض الكثيرة التي يقوم ذلك الحيوان بنقلها مثل( التهاب الشعب الهوائية لصغر حجم الرقتين لديه، وكذلك الالتهاب الرئوي المميت، وإنفلونزا الخنازير لأن ذلك النوع من الحيوانات هو الأكثر عرضة لتكون الإنفلونزا، وداء البروسيلات، والكيسات المذنبة)، تكفي للإجابة على سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ والذي يسأله البعض بين الحين والآخر.
ما الحكمة وراء خلق حيوان الخنزير؟
تجلت الحكمة في خلق ذلك الحيوان من كونه مخلوق إلهي، مما يستوجب على أي إنسان الإيمان بمنفعته العظيمة التي يسببها بالرغم من أضراره البالغة الظاهرة أمامه.
فبالرغم من كثرة الإجابات المُحزنة التي تنهال على سائلِ سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ لابد من التصديق بأن هناك حكمة عظيمة لا يمكن الجزم بها وراء خلقه، والتي حرص العلماء أجمع على التبؤ بها، ففيما ورد في هذا الشأن هو:
– رأي ابن القيم الذي أشار إلى أن وجوده وخلقه هو عبرة لأولي الأبصار؛ فقد أوضح المولى عز وجل أن هذا الحيوان شاهد على عقاب أمة من الأمم السابقة، ووجوده إلى ذلك الوقت يستوجب من الإنسان تذكر قدرة الله في ردع كل ظالم.
– أما الرأي الآخر، فهو ظن العلماء في أن وجوده بسبب استخدامه في عملية النظافة، ففي بعض الدول يتم استخدام ذلك الحيوان في نظافة الحقول، وكذلك الأماكن التي تتواجد فيها البهائم.
ولكن يجب القول بأن كل تلك الآراء ليس مجزومٌ بها، فهي محتملة للصواب والخطأ، ولكن يجب الإشارة إلى فكرة الإيمان بأن الله لم يخلق شيئًا عبثًا، وإنما يخلقه لحكمة لا يعلمها إلا هو.
ما هي الأضرار المعنوية التي يسببها الخنزير؟
بالإضافة إلى كل الأخطار الجسدية التي يسببها ذلك الحيوان، أوضح بعض العلماء أيضًا أن تلك الأضرار لم تنتهي هنا، فهذا الحيوان له أضرار معنوية أيضًا، فقد يصبح آكليه من الديوثين، فلكل منا نصيب مما يأكله، فحيوان الخنزير قذر بطبعه فلا يمتنع حتى من نكاح أمه.
وقد يتسبب ذلك الحيوان أيضًا في طمث فطرة الغيرة عند الرجال وهذه الصفة محمودة في كل الكتب السماوية.
فهذه الأسباب جميعها تجيب عن السؤال كثير التداول الذي يقول لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ ولابد من التأكد والإيمان بأن الله لم يحرم شيئًا عبثًا وإنما لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا هو.
أين يتواجد حيوان الخنزير بكثرة؟
الخنزير هو حيوان من طائفة الثدييات، يتواجد كثرة في الدول الغير إسلامية للاستفادة من لحومها وشحومها في أغراض الطهي وغير ذلك.
ما هي أنواع الخنازير الموجودة على الأرض؟
صنف العلماء أنواع ذلك الحيوان إلى قسمين، الأول: هو النوع الأليف القابل للتربية في البيوت، أما الثانِ: فهو ذلك النوع المتوحش الذي يقوم بافتراس الحيوانات الأخرى.
هل يتم استخدام الخنزير في أغراض الطهي فقط؟
بالطبع لا، ففي الآونة الأخيرة قام الإنسان باستخلاص شحومه ودهونه في أغراض حياتية أخرى.
في أي حالة يصبح أكل الخنزير مباح؟
الأمر الوحيد الذي يباح فيه أكل ذلك النوع من الحيوانات، هو الضرورة القصوى التي تقتضي هلاك الإنسان لولا أكله، وفي هذه الحالة يأكل منه بمقدار ضئيل.