عندما يقدر الله تعالى من فوق سبع سماوات وجود جنين في رحم المرأة، فإنه يهيئُ له كل ما يلزمه ليحيا داخل الرحم بأمان إلى أن يأذن له فيخرج لهذه الحياة الدنيا، والمشيمة هي جزء من الأشياء التي خلقها الله تعالى وسخرها لحماية الجنين بشكل مؤقت وليست عضوًا أساسيًا في تكوين جسد المرأة، لذلك نجد الكثير من الأسئلة التي تدور حول ما هي المشيمة ؟ وكيف تتكون في جسم المرأة؟
ما هي المشيمة ومتى تتكون؟
المشيمة المعروفة باسم “الخلاص أو السخذ” هي عبارة عن عضو من الأعضاء التي يخلقها الله تعالى داخل جسم المرأة أثناء فترة الحمل فقط، وتخرج بعد الولادة من جسم المرأة، وهذه المشيمة عندما تنشأ تكون متعلقة بجدار الرحم من الأعلى أو من أحد جوانبه، وحلقة الربط بينها وبين الجنين هي الحبل السري وهذه هي الإجابة المفصلة عن سؤال ما هي المشيمة ؟ الذي يتردد كثيرًا.
أما بالنسبة لـ متى تتكون المشيمة ؟ فهي كما ذكرنا عبارة عن عضو مؤقت، وتوجد داخل الأم بمجرد حدوث الإخصاب أي إنها تتكون منذ الأسبوع الأول للحمل، وينمو الخلاص بشكل سريع أثناء مراحل نمو الجنين الأولى.
ويذكر أن دورها الحقيقي في حماية الجنين والأم يبدأ مع بداية الأسبوع الثالث عشر من الحمل إلى أن ينتهي دورها عند الولادة.
أهمية المشيمة للأم والجنين
في سياق الحديث عن ما هي المشيمة ؟ يجب أن نشير إلى أن الخلاص له أهمية كبيرة للجنين أثناء فترة تواجده داخل رحم أمه وكذلك للأم، وتتمثل أهمية المشيمة في النقاط التالية:
1ـ تعمل على توصيل كل المواد التي تلزم الجنين والتي تشمل الأكسجين والماء والأجسام المضادة بالإضافة إلى العناصر الغذائية من خلال الحبل السري، وهذا الأمر يرجع إلى قدرتها على استخلاص هذه المواد من دم الأم.
2ـ حماية الجنين من وجود الفضلات وثاني أكسيد الكربون بداخله وكذلك السموم، وذلك لأنها تقوم بنقل هذه المواد الضارة من جسم الجنين إلى جسم الأم والتي بدورها تتخلص منها بالشكل الطبيعي.
3ـ تقوم على منع استقبال جسم الجنين لأي بكتيريا أو جراثيم من شأنها أن تسبب له المرض وبذلك فهي تعد بمثابة الدرع الواقي له طوال فترة الحمل.
4ـ تقوم بإنتاج عدد من الهرمونات طوال فترة الحمل مثل الأستروجين والأكسيتوسين بالإضافة إلى البروجسترون ويمكن تسميتها باسم هرمونات الحامل والتي تعمل على حماية المرأة وجنينها.
5ـ تحول بين اختلاط دم الأم ودم الجنين ببعضهما البعض، بالإضافة إلى قدرتها على حظر انتقال الخلايا من الجنين إلى دم الأم مما يؤدي إلى الحفاظ على صحة الأم والجنين من المشاكل الصحية التي من الممكن أن تحدث إذا لم تقم بهذا الدور.
6ـ لا تتوقف مهمتها عند حماية الجنين أثناء فترة الحمل فقط، وإنما تلعب دورًا كبيرا في مساعدته على مقاومة الأمراض بعد الولادة بثلاثة شهور، وذلك من خلال ما ترسله من أجسام مضادة تأخذها من جسم الأم إلى الجنين ويتم هذا الأمر عند اقتراب موعد الولادة.
ارتفاع الخلاص عند الحامل
في سياق الحديث عن الإجابة على تساؤل ما هي المشيمة ؟ نتحدث عن متى ترتفع المشيمة عند الحامل ؟ وذلك من خلال ذكر أن الخلاص في وضعه الطبيعي يوجد في أعلى الرحم أو في جانبه وفي بعض الحالات يوجد بالقرب من عنق الرحم إلا أنه يرتفع بشكل طبيعي بعد مرور 20 أسبوعًا من حدوث الإخصاب.
ومن الممكن ألا يحدث ارتفاع له ويبقى بالقرب من الرحم مما يستدعي متابعة الحامل حتى الأسبوع 36 من الحمل، فإذا تحرك بعيدًا عن الرحم بمعدل 2 سم أو أكثر من الممكن أن تحدث ولاده طبيعيه مع احتمال تعرض الأم للنزف الشديد.
ولكن إذا لم يحدث أي تحرك للخلاص أطلق عليه اسم “الخلاص المنزاح” وفي هذه الحال تتحول الولادة من طبيعية إلى قيصرية بين الأسبوع 37 والأسبوع 39 من الحمل.
وبالنسبة لـ اعراض نزول المشيمة التي تظهر على الحامل نتيجة عدم ارتفاعها في وقتها الطبيعي تتلخص في شعور المرأة بآلام شديدة في الظهر، وتقلصات شديدة في الرحم بالإضافة إلى حدوث نزيف مهبلي.
ما هي اسباب نزول المشيمة أثناء الحمل؟
في إطار عرض ما هي المشيمة ؟ تجب الإشارة إلى أن نزول الخلاص عند الحامل في غير وقته الطبيعي يسبب مخاطر كبيرة على الجنين والأم، ويرجع نزوله إلى الأسباب التالية:
ـ حمل المرأة في سن يتعدى الـ 35 عامًا.
ـ التدخين.
ـ اختلال في شكل الرحم.
ـ تعرض الحامل لعمليات جراحية مؤثرة قبل ذلك.
ـ الوضع غير الطبيعي للجنين.
ـ الحمل بأكثر من طفل.
أهم المشاكل الصحية التي تصيب الخلاص
عند الحديث عن ما هي المشيمة ؟ فيجب أن نذكر أنها من الممكن أن تصاب ببعض المشاكل التي من شأنها أن تؤثر على صحة المرأة والجنين وهي:
أولًا: المشيمة المنزاحة
هي عبارة عن حالة تظهر عندما يحجب الخلاص عنق الرحم سواء بشكل كلي أو جزء منه مما يؤدي إلى إعاقة خروج الجنين، ويتسبب هذا الأمر في تعرض الأم والجنين للخطر خاصة في مراحل الحمل الأخيرة، وذلك لأن تقلصات الرحم الشديدة التي تحدث بمجرد بداية علامات الولادة تؤدي إلى تمزقه مسببة نزيف حاد.
ثانيًا: الانفصال المبكر للخلاص
تحدث هذه الحالة عندما ينفك الخلاص عن جدار الرحم قبل الولادة مما يؤدي إلى حدوث عجز في وصول الغذاء والأكسجين للجنين بالإضافة إلى حدوث نزيف للأم.
ثالثًا: الخلاص المحتبس
تحدث هذه الحالة عندما يبقى الخلاص داخل الأم بعد الولادة على الرغم من مرور أكثر من نصف ساعة على الولادة، ومن الممكن أن يكون ضيق عنق الرحم أدى إلى هذه الحالة، وفي هذا الوقت ينبغي أن تحصل الأم على علاج على الفور حتى لا تحدث مضاعفات تؤثر على حياة الأم.
رابعًا: المشيمة الملتصقة
يظهر هذا الأمر بسبب التصاق جزء من المشيمة بجدار الرحم بعد الولادة مما يؤدي إلى نزيف حاد، وفي بعض الحالات تنمو أجزاء من المشيمة وترتبط بجدار الرحم أو تخترقه مما يتطلب استئصالًا للرحم حتى يتم الحفاظ على صحة المرأة.
ما هي المشيمة ؟
المشيمة عبارة عن عضو مؤقت أوجده الله تعالى داخل الأم في فترة الحمل حتى يمد الجنين بما يحتاجه من مواد مفيدة له بالإضافة إلى حماية الأم والجنين معًا.
هل الجلوس يؤثر على نزول المشيمة ؟
لا يؤثر بشكل كبير على نزول الخلاص، ولكن من أجل سلامة المرأة والجنين فإن الطبيب ينصح بعدم جلوس المرأة التي تعاني من نزوله لفترات طويلة.
هل يؤثر نزيف المشيمة على الجنين ؟
نعم بالطبع، فإن نزيف المشيمة ينذر بوجود مشكلة في المشيمة ذاتها مما يؤثر على الأم والجنين ويمثل خطورة كبيرة على حياتهما.
ما وضع النوم المناسب في حالة المشيمة النازلة للحامل؟
يعد النوم على الجنب بالنسبة للحامل وخاصة الجانب الأيسر هو الوضعية الآمنة للأم والجنين في حال الخلاص النازل.