المرض نوعان، منه ما يصيب الجسد ومنه ما يصيب النفس، ولكن عند الحديث عن مرض السل فإننا سنجد أنفسنا أمام مرض ينتشر في الجسد فيصيبه بالإعياء الشديد، ويتسلل إلى الروح فيصيبها بالحسرة والألم، حيث يعتبر من الأمراض الخطيرة التي إذا لم يعالجها الإنسان فإنها سرعان ما تتحول إلى وحش كاسر يقضي عليه.
ما هو مرض السل ؟
مرض السل يعرف بأنه مرض معدِ ينتقل من شخص لآخر عبر الرذاذ أو سعال شخص يعاني من هذا المرض، ويحدث هذا المرض نتيجة لتعرض الإنسان لنوع معين من البكتيريا والتي بدورها تقوم بمهاجمة الرئتين مسببة امراض الجهاز التنفسي ، كما يمكن أن تقوم بمهاجمة أي جزء في الجسم غير الرئة فيما يعرف باسم “السل خارج الرئة”.
وهذا المرض الذي يعرف أيضا باسم “الدرن” ينتشر عن طريق الهواء وهو في ذلك يتشابه مع نزلات البرد، ويذكر أن العدوى لا تنتقل إلى الأشخاص إلا عن طريق المصابين بالسل داخل الرئة وليس أي نوع آخر.
فعندما يقوم المصاب بالسل الرئوي بالعطس أو السعال أو البصق أو التحدث أو الضحك فهو في ذلك الوقت يقوم بنشر جراثيم محملة بمـرض السـل في الهواء والتي تعرف باسم “العصيات”، وفي حال استنشاق الشخص السليم الهواء المحمل بالجراثيم، فإنه يصاب بالعدوى، وهذا يعتبر أحد اسباب مرض السل الذي ينتقل بالعدوى.
الفرق بين الإصابة بعصيات السل وبين الإصابة بالمرض
عرفنا كيف ينتقل مرض السل بالتفصيل فكيف نفرق بين الإصابة بعصيات السل وبين الإصابة بالمرض ذاته؟ ففي حال إصابة الإنسان بهذه العصيات فإن هذا يعني أن بكتيريا السل في جسده ولكنه يتميز بحماية من ظهور أعراض المرض ومضاعفاته، كما أن العدوى لا تنتقل من خلاله لشخص آخر.
أما المريض بالسل فهو ذاك الشخص المعرض للخطر، والمسبب الرئيسي للعدوى، بالإضافة إلى أن عدم العلاج بالطريقة الصحيحة قد تسبب له الموت.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمـرض السـل
أي إنسان معرض لأن يصاب بـ مرض السل ، حيث إنه يصيب كل الأشخاص مهما كانت أعمارهم أو جنسهم، ولكن هناك بعض الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وهم كما يلي:
ـ الأشخاص التي تتعامل مع الحاملين لهذا المرض بشرط أن يكون نشطًا.
ـ المصاب بعدوى فيروسية خاصة بنقص المناعة البشرية.
ـ الذين يعانون من سوء التغذية.
ـ يذكر أن هذا المرض ينشط في الإنسان نتيجة لنقص المناعة تجاه العائل، لذلك فإن مرضى السكر ومرضى الإيدز بالإضافة إلى متعاطي المخدرات معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالسل نتيجة لضعف جهازهم المناعي.
أنواع مرض السل
يوجد نوعين رئيسيين من السل من الممكن أن يصاب بهما الإنسان، ويندرج تحتهما أنواع أخرى، وإليك التفاصيل:
أولًا: السل الكامن
يعرف هذا السل بأنه خفي أو غير نشط ، وهذا يشير إلى أن الإنسان مصاب بالفعل ببكتيريا السل إلا أنها توجد بداخله في حالة غير نشطة، ولا يمكن لها أن تتكاثر أو تسبب عدوى لأشخاص آخرين.
كما أن هذا النوع لا يظهر على حامله أي أعراض، ومن الممكن أن يعيش الإنسان ويموت وهو لا يعرف أنه حامل لمرض الدرن.
والجدير بالذكر أن الإنسان الذي يصاب بالسل عن طريق العدوى، عادة لا يصبح هذا السل نشطًا، ويرجع ذلك إلى دور الجهاز المناعي الذي يعمل كحائط صد ضد هذه البكتيريا، ويمنع تكاثرها وانتشارها داخل الجسم، وتظل البكتيريا كامنة لا تتحول إلى سل نشط.
وفي حال حدوث اختبارات على الشخص المصاب، فإن نتيجة اختبار مرض السل بالطبع ستكون إيجابية، ويظهر ذلك من خلال اختبار الدم أو اختبار السل الجلدي، لكن بالنسبة للعاب أو الأشعة السينية وكذلك بلغم الشخص لا يُظهرون أي عدوى.
يبقى السل كامنًا بالنسبة للمصابين به ولا يتحول إلى السل النشط عند المداواة بالعلاج الصحيح، ولكن في بعض الأحيان قد يتحول مرض الدرن الكامن إلى السل النشط.
ثانيًا: السل النشط
يحدث السل النشط عندما يستنشق الإنسان هواء مفعم بالبكتيريا المتفطّرة السلّية، وفي الوقت ذاته لا يتمكن الجهاز المناعي من الدفاع عن الجسم والتصدي لها، فتنشط هذه البكتيريا مسببة مـرض السـل والذي تظهر أعراضه كاملة على الإنسان.
ثم تبدأ هذه البكتيريا في حال عدم وجود رادع لها في التكاثر بصورة كبيرة، وتنتشر إلى أجزاء كبيرة في الجسم منها الرئتان، وفي هذه الحالة فإن اختبارات السل تكون إيجابية وكذلك الأشعة السينية على الصدر بالإضافة إلى البلغم، كل هذه الأشياء تشير إلى وجود سل نشط.
وينقسم السـل النشط إلى:
أ) السل الرئوي: يؤثر هذا النوع على الرئتين بشكل كبير، ويسبب للإنسان السعال المتزايد لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، بالإضافة إلى خروج دم مع البلغم.
ب) السل الدخني: يعرف أيضًا باسم السل الصفراوي، ويتسم هذا السـل بانتشار البكتيريا المسببة له خارج الرئتين عبر مجرى الدم إلى أجزاء متفرقة من الجسم، مما يؤدي إلى تكوين درنات صغيرة، وفي هذه الحالة فإن نسبة الشفاء من مرض الدرن قليلة، حيث يعتبر هذا النوع مهددًا للحياة.
ج) السل خارج الرئة: يمكن أن يكون مرض الدرن نشطًا في أجزاء في الجسم مثل العظام والكليتين بالإضافة إلى العقد اللمفاوية والجهاز التناسلي، وفي بعض الأحيان قد يصل مـرض الدرن إلى العمود الفقري والجلد، وعند الحديث عن انتشار السل النشط في هذه الأماكن يتردد سؤال هل مرض السل مميت ؟ والإجابة أنه في هذه الحالة يصبح ذا خطورة كبيرة للغاية ويصعب السيطرة عليه.
د) السل المقاوم للأدوية المعقدة: يعتبر هذا النوع من الأنواع الصعبة التي تصيب الإنسان، إذ إن البكتيريا المسببة للسل لا تستجيب للأدوية التي تتميز بكونها هي الرادع لمـرض السل.
أعراض مرض السل
تختلف الأعراض من شخص لآخر تبعًا لنوع السل الذي يحمله، وإليك أهم التفاصيل بخصوص أعراض السل :
أولًا: الشخص غير الحامل للسل النشط
لن تظهر على هذا الشخص أي عرض خاص بمـرض السـل، إذ إن السل في هذه الحالة غير نشط وليس له أي تأثير.
ثانيًا: مصابو السل الرئوي
1) السعال المتواصل.
2) نزول الوزن دون إتباع أي حمية غذائية.
3) ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بالحمى الشديدة.
4) عدم الرغبة في تناول الطعام.
5) الشعور بالإجهاد دون القيام بأي مجهود.
6) التعرق الليلي.
7) الشعور بالاختناق نتيجة ضيق التنفس المزعج.
8) رؤية البلغم وبه قطرات من الدم.
ثالثًا: مصابو السل خارج الرئة
1) فقدان كبير في الوزن.
2) الإصابة بالحمى.
3) التعرق الليلي.
رابعًا: أعراض تظهر تبعًا للمنطقة المصابة
1) عندما تكون الغدد اللمفاوية هي من أصيبت، فإن المصاب يلاحظ تورمات مع وجود صديد.
2) في حال الإصابة في المفاصل، فإن الشخص يشعر بالألم الشديد، ومن الممكن أن يسبب السل الوهن العضلي له.
3) أما إذا كانت الإصابة هي “التهاب السحايا السلي” فإن المريض يشعر بتصلب في الرقبة مع الإصابة بالصداع والحمى.
تشخيص مرض السل
يتم تشخيص مـرض الدرن بناءً على القيام باختبار للجلد، وهذا الاختبار يساعد الطبيب على التعرف إذا ما كان هناك إصابة بعصيات السل أم لا، ولكن تبقى طريقة Mantoux هي الأفضل في تشخيص المرض.
ولكن في بعض الأوقات من الممكن أن تظهر نتيجة إيجابية للناس الذين تلقوا تطعيمًا ضد مـرض الدرن، وهنا تقع الحيرة فمَن مِن الأشخاص مصاب بالسل فعلا ومن منهم تلقى التطعيم، لذلك يجب إجراء عدد من التحاليل والفحوصات المختبرية لكي يتم تشخيص المرض بشكل صحيح.
معالجة مرض السل
عند الإصابة بمرض الدرن يجب الذهاب إلى المركز التخصصي الطبي ، حيث يتم علاج مرض السل من خلال وصف بعض الأدوية لمدة تتراوح بين 6 شهور إلى 9 شهور، ويتم الاعتماد على عدد من الأدوية المُصرح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مـرض السـل والتي تشمل:
ــ أيزونيازيد .
ــ ريفامبين .
ــ إيثامبوتول.
ــ بيرازيناميد.
كيف تتم الوقاية من مـرض السـل؟
يجب على الإنسان أن يقي نفسه من الدرن عن طريق تغطية الفم عند العطس والسعال وكذلك الابتعاد عن المناطق المزدحمة بالإضافة إلى إتباع النصائح الطبية كما هي.
ماهو مرض الدرن وهل هو خطير ؟
هو عبارة عن مرض ينتقل إلى الإنسان عن طريق عصيات السل، وهو من الأمراض الخطيرة التي يجب معها العلاج الفوري.
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بالسل النشط؟
هم الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضعيفة لا يمكنها حماية الجسم من تكاثر بكتيريا السل بداخله.
ما هي أنواع مرض السـل؟
ينقسم مرض السـل إلى نوعين رئيسين وهما ((السـل النشط، الـسل الكامن)).