تقول غادة السمان ((مثلك أنا، لا أؤمن بالحب من اللدغة الأولى))، نعم ربما لا يقع الحب من اللدغة الأولى، لكن مرض لايم يفعل، إنه المرض الذي ينتقل إلى الإنسان نتيجة تعرضه للدغ من قِبل القراد الأسود، فما هي خبايا هذا الداء؟ وهل يرجى منه الشفاء؟
ما هو مرض لايم ؟
يعرَف مرض لايم – Lyme Disease – بأنه الداء الخمجي – أي الداء الناتج عن طفيليات تحدِث خمجاً في الجسم لتدخل إليه وتتكاثر فيه – الناتج عن الإصابة بأحد أنواع بكتيريا البوريليا، إما البوريليا البرغدورفيرية وهي النوع الأكثر شيوعاً، وإما بوريليا جاريني، أو بوريليا أفزيلي، مسبب مرض اللايم هو حشرة القراد التي تنقل البكتيريا إلى الجسم عن طريق اللدغ، وينتمي القراد إلى صنف المفصليات وطائفة العنكبيات.
ومما تجدر الإشارة إليه أن لدغ الحشرة وحده قد لا يكون كافياً لانتقال العدوى، فما يتسبب في انتقال العدوى حقاً هو تغذيتها على الدم، من خلال التصاقها بالجلد لمدة تتراوح بين 24 و36 ساعة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار العدوى في الجسم وهو ما يؤثر بالسلب على صحة الأعضاء، وقد سمي داء لايـم بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة لايـم القابعة بولاية كونيتيكت الأمريكية، فتحت سماء هذه المدينة تم اكتشاف المرض للمرة الأولى.
ما المناطق التي ينتشر فيها مرض اللايم ؟
ينتشر مـرض اللايم في شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ويكثر على وجه التحديد في أعالي ولايات الغرب الأوسط وولايات الشمال الشرقي وولايات وسط المحيط الأطلنطي، كما ينتشر اللايم في أوروبا وجنوب وسط كندا والجنوب الشرقي منها، وبشكل عام يشيع داء لايـم في المناطق العشبية والمناطق البرية.
ما هي اعراض مرض لايم ؟
تختلف اعراض مرض لايم حسب اختلاف المرحلة التي بلغها تطور المرض، وهي كالتالي:-
أ- المرحلة الأولية :
في المرحلة الأولى تظهر أعراض خفيفة شبيهة بـ اعراض الزكام أو الانفلونزا، وقد لا تظهر أية أعراض ملحوظة، ومن الأعراض الشائعة في هذه المرحلة ما يلي:-
1) الإصابة بالحمى.
2) الشعور بالقشعريرة وعدم تحمل أي برودة في الطقس.
3) الوهن والضعف العام والتعب المستمر.
4) المعاناة من الصداع.
5) المعاناة من آلام المفاصل وآلام العضلات مع تصلب الرقبة في بعض الأحيان.
6) ظهور الطفح الجلدي الحمامي.
7) احمرار المنطقة التي لدغتها حشرة القراد وإصابتها بالتورم.
8) التهاب الحلق.
ب- المرحلة الثانية من مرض لايم :
في المرحلة الثانية من داء لايـم تظهر مجموعة من الأعراض المتمثلة فيما يلي:-
1) الشعور بالألم العصبي في بعض مناطق الجسم.
2) العجز عن تحريك بعض العضلات.
3) الإحساس بخدران الأطراف.
4) ضعف عضلات الوجه وتغير التعابير الإيحائية فيما يعرف باسم شلل بيل – Bell’s palsy -.
5) خفقان القلب.
6) المعاناة من ضيق التنفس.
7) المعاناة من التوتر إلى حد جهل كيفية التخلص من القلق المستمر.
8) المعاناة من اضطرابات العضلة القلبية.
9) الشعور بالألم في منطقة الصدر.
10) تشوش الرؤية.
جـ- أعراض المرحلة الثالثة :
المرحلة الثالثة من مرض لايم هي المرحلة الأكثر خطورة، وتتضمن العلامات الآتية:-
1) صدور حركات لا إرادية عن العضلات.
2) تورم المفاصل.
3) ضعف العضلات بدرجة كبيرة وتعرضها للشلل التام في بعض الأحيان.
4) الشعور بالوخز والخدر.
5) عدم وضوح الكلام.
6) إصابة الجهاز العصبي المركزي ببعض المشكلات وهو ما يؤثر على التفكير والتركيز.
ما هي مضاعفات مرض لايم ؟
يتفاقم الأمر في بعض حالات مرض لايم فتنقلب الأعراض إلى مضاعفات خطيرة يتجلى أبرزها في تلف الأعصاب وشلل عضلات الوجه وانخفاض التركيز والشعور بالخدر والوهن المستمر، بالإضافة إلى المعاناة من القلق والأرق والدوار ومشكلات الرؤية والاضطرابات المتعلقة بـ فقدان الذاكرة مع عدم انتظام ضربات القلب.
ما هي أسباب مرض لايم ؟
السبب المباشر الوحيد للإصابة بداء لايم هو التعرض للدغة حشرة القراد الحاملة للعدوى، إذ تعبر البكتيريا البورلية الدم فتتسبب في الإصابة، لكن ثمة عوامل غير مباشرة ترفع احتمالية الإصابة بهذا الداء ومنها ما يلي:-
1) السكن في الأماكن المعروفة بانتشار القراد الناقل للعدوى، كأمريكا وأوروبا.
2) السير وسط الأعشاب الطويلة والنباتات العالية.
3) تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، إذ من المحتمل أن تكون حاملة للقراد على جلدها أو وبرها.
4) عدم إزالة القراد بسرعة أو بطريقة صحيحة، حيث يتطلب انتقال العدوى غالباً بقاء القراد ملتصقاً بالجلد لأكثر من 24 ساعة.
5) بقاء الجلد مكشوفاً في أماكن انتشار القراد، إذ يلتصق القراد بسهولة باللحم العاري.
ما كيفية تشخيص داء لايم ؟
يصعب تشخيص مرض لايم بسبب أعراضه التي تتشابه مع حالات مرضية أخرى، لذا ينبغي قصد المركز التخصصي الطبي بعد التعرض للدغ ببضعة أسابيع لإجراء الفحوصات التالية:-
1) الفحص السريري من خلال مراجعة مؤشرات المرض وأعراضه.
2) تحليل مرض لايم الذي يستهدف فحص الإنزيم المرتبط بالمناعة ELISA.
3) اختبار لطخة ويسترن Western blot الذي يؤكد الإصابة في حال كان تحليل ELISA إيجابياً.
4) تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي MRI.
5) فحص تخطيط القلب أو صدى القلب.
6) فحص خزعة السائل الشوكي.
ما كيفية علاج مرض لايم ؟
يتم علاج مرض لايم من خلال تعاطي الجرعة المناسبة من المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب المختص، كعقار الدوكسيسيكلين الذي يناسب الأشخاص ذوي الأعمار التي تزيد عن ثمانية أعوام، فيما عدا السيدات الحوامل والمرضعات، ويستمر العلاج لمدة تتراوح بين عشرة أيام إلى أربعة عشر يوماً وفقاً للحالة الصحية، وقد يعمد الطبيب لوصف بعض العقاقير الدوائية المسكنة للآلام في حال المعاناة من أعراض تصلب المفاصل وآلام العضلات وما إلى ذلك.
من العقاقير الدوائية الأخرى التي يتم وصفها لعلاج داء لايم أموكسسلين وأزثرومايسين وسيفركسيم وسفتريكسون، ويوصف الأيبوبروفين والنابروكسين عادةً لتخفيف الآلام المصاحبة للأعراض الحادة، وإلى جانب العلاجات الدوائية يُنصح المرضى بالإكثار من شرب السوائل – بما لا يقل عن ستة أكواب في اليوم – والمواظبة على مزاولة الرياضات البدنية، إضافة إلى تناول الغذاء الصحي والالتزام بقواعد النظافة العامة وإجراء الفحوصات الدورية.
ما هو شكل الطفح الجلدي المرافق لداء لايم ؟
يكون الطفح الجلدي المرافق لداء لايم ذا شكل دائري يعرَف باسم عين الثور - bull's-eye -، لونه أحمر، ويبلغ طوله خمسة سنتيمترات أو أكثر.
ما هي حشرة داء لايم ؟
حشرة داء لايم هي قراد الغزال - أو قراد الأيل -، والقراد مخلوقات صغيرة شبيهة بالعنكبوت، تتغذى على دم الطيور والثدييات والبشر، ويمكن للصغير والكبير في العمر منها حمل الداء.
هل مرض لايم خطير ؟
يتساءل البعض هل مرض لايم خطير والإجابة هي نعم، وتكمن خطورته في عدم اكتشافه، لكن اكتشافه ومعالجته في مرحلة مبكرة يخرجه من دائرة الخطورة ويجعل شفاءه ممكناً.
هل يمكن الشفاء من مرض لايم ؟
من الأسئلة المتداولة هل يمكن الشفاء من مرض لايم والإجابة هي نعم، غير أن الشفاء يكون مقترناً بالتشخيص المبكر وتعاطي العلاج المناسب.