يحوي مقالنا اليوم معلومات عن الشمس، إن الشمس نجم عظيم نستمد منه الطاقة ويغمر الكرة الأرضية بأشعته، وإن الشمس مركز ثابت تدور حوله كل النجوم والكواكب والأقمار، فهي نجم ثابت لا يتحرك وهذا عكس الاعتقاد السائد.
ولِدت الشمس قبل حوالي 4.6 مليار سنة، إنها ذلك النجم الأصفر الذي يتكون من الغازات المتوجهة، إنها النجم المركزي داخل المجموعة الشمسية والتي تُعد أقرب نجم للكرة الأرضية، والشمس تابعة لمجرة درب التبانة إلا أنه توجد مليارات النجوم مثل الشمس والتي تنتشر في مجرة درب التبانة.
معلومات عن الشمس ونشأتها
لا يعرف العلماء معلومات عن الشمس وتفاصيل نشأتها وكيفية تكونها بشكل مُفصل، ولكن باستكشافهم للفضاء ودراساتهم حول الكواكب والنجوم والقمر، قد زادت معرفتهم بها، فقد عرفوا أن كميات هائلة من الغاز والغُبار توجد في الفراغ بين نجوم المجرات.
وتتكون النجوم الجديدة حينما تتلامس أجزاء من الغاز والغبار، وتحت تأثير الجاذبية تبدأ النجوم في التقلص، ونتيجة التقلص تتولد الحرارة، وكلما ازداد التقلص ازدادت الحرارة عند المركز إلى الحد الذي يسمح بحدوث تفاعلات نووية حرارية.
وتُحدث هذه التفاعلات النووية الحرارية طاقة تكون سببًا في توهج النجم، لذا يعتقد العلماء والفلكيون أن الشمس قد تكونت من كتلة من الغاز والغبار كانت في حالة حركة دائرية.
كيف تكونت الشمس؟
تكونت الشمس من سحابة عملاقة من الغاز والغبار وذلك قبل حوالي 4.6 مليار سنة كما يعتقد الكثير من العلماء، وتُعرف هذه السحابة باسم السديم الشمسي، فعندما انهار السديم الشمسي بسبب جاذبيته فقد سُحبت المواد باتجاه المركز وبذلك تكونت الشمس.
تحتوي الشمس على ما يكفي من الوقود النووي للبقاء لخمسة مليارات سنة، وفيما بعد سوف تكبر الشمس لتصبح هائلة جدًا أي بمثابة عملاق أحمر، ومن ثم ستتخلص من طبقاتها الخارجية إلى أن ينهار اللب ليُصبح قزم أبيض، وفي المرحلة النهائية سوف تتلاشى الشمس ببطء، وتُصبح جسم خافت بارد يعرف باسم القزم الأسود.
مكونات الشمس
مقالنا يُثريكم بـ معلومات عن الشمس، فبدونها لا توجد حياة على الأرض، الشمس هي مصدر الضوء والدفء، وأهم مصدر من مصادر الطاقة، فإن الطاقة الشمسية ضرورية لحياة النبات والحيوان، ومن المُثير للدهشة أنه بالرغم من أن معظم الطاقات على الأرض مثل البترول والفحم والغاز الطبيعي والرياح ما هي إلا صور مختلفة من الطاقة الشمسية، وعلى الرغم من تقديس القدماء لها باعتبارها أساس الحياة على الأرض، إلا أن الشمس تعتبر نجم متوسط في اللمعان والكتلة والحجم.
تحوي الشمس كمية هائلة من الغاز شديد الحرارة، وتظهر حول الشمس هالة من النتوءات وهي عبارة عن ضوء شاحب وردي يُسمى الشواظ الشمسية، ويعلو هذا الضوء الشاحب طبقة من الغاز الحار اللؤلؤي الذي يُسمى الإكليل الشمسي وينتشر بصورة رقيقة في الفضاء.
وتحتوي الشمس على أكثر من ستون عنصرًا مُختلفًا، ويعد من أهم هذه العناصر عنصر الهيدروجين ويُمثل 92% من الذرات، بالإضافة إلى عنصر الهيليوم الذي يُشكل 7.8% من الذرات، كما تحتوي على كميات ضئيلة من العناصر الثقيلة من الأكسجين والسيليكون والنيتروجين والكربون.
إن ثلاث أرباع كتلة الشمس تتكون من أخف الغازات وهو غار الهيدروجين، أما الربع الباقي فيتكون معظمه من غاز الهيليوم، وقد اكتشف العلماء غاز الهيليوم في جو الشمس قبل أن يتم اكتشافه على سطح الأرض، وقد تمكن العلماء من اكتشاف تلك الغازات في الشمس عن طريق دراسة طيف خطوط ضوء الشمس، أي دراسة أشكال الخطوط الملونة.
خصائص الشمس وطبيعتها
تتمثل معلومات عن الشمس في ضوء خصائصها وطبيعتها، إذ تحتوي الشمس على بقع شمسية تتواجد على السطح وهي عبارة عن بقع باردة ومُظلمة تظهر على شكل دوائر، كما تظهر وتنتشر حيث تنتشر خطوط كثيفة من خطوط المجال المغناطيسي، أي من داخل الشمس باتجاه السطح.
ويستطيع علماء الفلك رؤية الشواظ الشمسية أو ما يُسمى بالنافورات، وكذلك رؤية الأكليل وكلف الشمس والتي تكون عبارة عن بقع سوداء تظهر على سطح الشمس وهي ما أشرنا إليها فيما سبق بأنها بقع مُظلمة باردة على شكل دوائر، فيستطيع العلماء رؤية كل ذلك باستخدام الأدوات والمراصد الفلكية.
ينقسم سطح الشمس إلى ثلاث مناطق وهم الغلاف الضوئي (السطح المرئي للشمس والطبقة الدنيا من الغلاف الجوي)، والغلاف اللوني، والهالة، وتبلغ درجة الحرارة على سطح الشمس حوالي 5500 درجة مئوية، كما تبلغ في النواة ما يزيد عن 15.5 درجة مئوية.
وتتولد الطاقة الشمسية من خلال حدوث تفاعُلات داخل قلب الشمس، بحيث تعمل هذه التفاعلات على حدوث اندماج نووي مما يعمل على تحويل الهيدروجين إلى هيليوم، وبالتالي تتولد الطاقة.
فالشمس عبارة عن نجم أجوف تمتلئ بالغازات الحارقة، ويبلغ عرضها 1.4 مليون كيلو مترًا، كما تتمثل الغازات الحارقة 98.8% من الكُتلة الكُلية في النظام الشمسي.
ضوء الشمس ولمعانها
لا يتغير لمعان الشمس إلا بشكل طفيف، إذ أن حرارتها وضوؤها ينبعثان بشكل ثابت تقريبًا، وقد يحدث تغير طفيف في لمعان الشمس نتيجة لتغيرات تحدث في جو الأرض، بحيث تؤثر هذه التغيرات على كمية ضوء الشمس التي تصل إلى بعض المناطق على سطح الأرض، وقد يحدث التغير الطفيف في لمعان الشمس نتيجة انفجار الغازات في سطح الشمس، ويُطلق على هذا الانفجار اسم اللهب الشمسي.
ويُرى التغير في لمعان الشمس الناتج عن التوهج الشمسي الذي قد تتراوح مدته بين 10 دقائق و60 دقيقة، أقول يُرى بالعين المُجردة، ويشتمل ضوء الشمس على الألوان التي نراها في قوس قزح، ولكن باندماج تلك الألوان مع بعضها البعض ينتج اللون الأبيض، لذا نرى الشمس باللون الأبيض.
ويُمكن أن تتشتت بعض الألوان المكونة للون الأبيض الخاص بالشمس، لذا قد نراها مُلونة، فعندما تكون الشمس في وسط السماء، فيحدث تشتت للأشعة الزرقاء من ضوء الشمس فنرى عندئذٍ الشمس باللون الأزرق، ونرى الشمس باللون الأصفر في أحيانٍ كثيرة، وفي وقت الشروق او وقت الغروب عندما تكون الشمس في الأفق، فإن ضوئها قد يخترق مسارًا طويلًا في جو الأرض، لذا قد يتسبب ذلك في فقدان الشمس لبعض حزمها الضوئية، فتظهر لنا حمراء اللون.
طبقات الشمس وسُمكها
تتمثل معلومات عن الشمس بالنسبة لطبقاتها وسمكها في أنها تتكون من ثلاث طبقات، أولها بنية الشمس الداخلية وتتكون من ثلاث مكونات في داخلها وهم النواة ومنطقة الإشعاع ومنطق الحملان، وثانيها سطح الشمس، وثالثها طبقة الغلاف الجوي، وإليكم معلومات عن الشمس بشكل تفصيلي، إذ يتم شرح طبقات الشمس وسرد المعلومات الوافية عنها.
أولًا: بنية الشمس الداخلية
إليك معلومات عن الشمس تتمثل في أنها تتكون في داخلها من النواة ومنطقة الحملان ومنطقة الإشعاع،
النواة: تتمثل النواة في أنها عبارة عن غازات مضغوطة، وتصل كثافة الغازات إلى 150 جرام لكل سنتيمتر مكعب، ويبلغ قطر النواة حوالي 400 ألف كيلو متر، كما تبلغ درجة الحرارة في نواة الشمس 15.7 مليون كلفن، وداخل النواة يندمج 4 من ذرات الهيدروجين، بحيث يتم تكوين ذرة واحدة من الهيليوم.
الاشعاع: تلي منطقة الإشعاع نواة الشمس، وتدور النواة داخل الشمس أسرع من دوران منطقة الإشعاع، كما أن سُمك المنطقة الإشعاعية أقل من سُمك النواة، إذ يبلغ سُمك منطقة الإشعاع 325 ألف كيلو متر، وتعمل منطقة الإشعاع على نقل الأشعة الناتجة عن النواة إلى المنطقة التي تليها وهي طبقة الحملان.
وتبلغ درجة حرارة المنطقة الإشعاعية بالقرب من منطقة نواة الشمس حوالي 7 مليون كيلفن، ولكن في المنطقة الخارجية بالنسبة لهذه المنطقة تصل درجة الحرارة إلى 2 مليون كيلفن، وتعمل طبقة الإشعاع على تحويل الأشعة الناتجة من النواة الشمسية من أشعة جاما إلى أشعة فوق بنفسجية وأشعة تحت حمراء، وأشعة سينية وضوء مرئي.
الحملان: وتعمل طبقة الحملان على نقل الأشعة الناتجة عن نواة الشمس إلى السطح الخارجي للشمس، إذ توجد مجموعة من الغازات تُسمى بالتيارات الصاعدة، تنتقل من خلالها الغازات الساخنة من النواة إلى سطح الشمس، وبخروجها إلى سطح الشمس تُصبح حرارتها أقل، وبالتالي تعود الغازات مرة أُخرى إلى نواة الشمس لتسخينها.
ثانيًا: سطح الشمس
تُسمى طبقة سطح الشمس بمنطقة الغلاف الضوئي للشمس ويبلغ سُمك هذه الطبقة حوالي 500 كيلو متر، ودرجة حرارة هذه المنطقة تبلغ حوالي 5 آلاف درجة مئوية، ويُمكن رؤية طبقة سطح الشمس من خلال التلسكوبات المتخصصة برصد وتصوير الشمس.
عند النظر لمنطقة سطح الشمس بالعين المُجردة، ترى نقط بيضاء لامعة كما ترى نقط غامقة، البقع اللامعة عبارة عن الغازات الساخنة، أما البقع الغامقة هي عبارة عن الغازات الباردة، وتُعرف هذه الظاهرة باسم بالكلف الشمسي.
ثالثًا: طبقة الغُلاف الجوي
تنقسم طبقة الغلاف الجوي إلى قسيمن وهما الكورونا والكروموسفير، وتُعد الكروموسفير هي الطبقة الأولى المكونة لطبقة الغلاف الجوي للشمس، وتُعد الكروموسفير الأقرب لسطح الشمس، ويُمكننا رؤية هذه الطبقة بالعين المُجردة وذلك في حالة الكسوف الكلي للشمس.
والكورونا هي بمثابة الجزء الثاني المُكون للغلاف الجوي للشمس، ويبلغ سُمك طبقة الكورونا من 10 مليون إلى 20 مليون كيلو متر، ويمكنك رؤية هذه الطبقة بالعين المُجردة، فبعد اكتمال الكسوف الكلي للشمس تظهر هالة الكورونا الضخمة.
وتُعد الكورونا (هالة الشمس) عبارة عن مجموعة من الغازات، تعمل الشمس على إصدارها للفضاء الخارجي، وتُعرف باسم الرياح الشمسية، وتصل حرارة هالة الشمس من مليون إلى 2 مليون كيلفن.
وفي نهاية مقالنا، نكون قد استعرضنا لكم معلومات عن الشمس تمتاز بأنها مُفيدة ومُذهلة ، فمقالنا غني بالمعلومات عن الشمس التي تُعد مصدر الحياة على الأرض، فهي مصدر الدفء والطاقة، لذا علينا أن نتعرف على بعض المعلومات عنها والتي استطاع العلماء والفلكيون على مر السنين والعصور أن يأتونا بها ، نتيجة بحوث ودراسات عديدة من شأنها أن أضافت إلى العلم ووضحت الكثير والكثير عن هذا النجم الساطع الذي يمدنا بمصادر الحياة على الأرض.
كم يبعد مدار الشمس المجري عن مركز المجرة؟
يكون مدار الشمس المجري على بُعد تقريبي يتراوح ما بين 24.000 _ 26.000 سنة ضوئية عن مركز المجرة، وتُكمل الشمس مدارها المجري في حوالي 225_ 250 مليون سنة.
كم يبلغ متوسط مسافة الشمس عن الأرض؟
يبلغ متوسط مسافة الشمس عن الأرض حوالي 149.6 مليون كم، ويُعتقد أن هذه المسافة تتغير عند تحرك الأرض من الأوج إلى الحضيض، كما ينتقل الضوء عند هذه المسافة المتوسطة خلال 8 دقائق و9 ثواني.
كيف تطور الفهم العلمي للشمس؟
كانت معارف العلماء حول التكوين المادي للشمس وتطور مفهومهم حوله بطيء وكانت معارفهم حول مصدر طاقتها محدودة، ولا تزال تتطور هذه المعارف وتزداد بتطور الوسائل التقنية.
هل الشمس نجمًا غنيًا بالمعادن؟
بالتأكيد، الشمس نجمًا غنيًا بالمعادن، قد تحدث نتيجة تحفز أمواج صدمية وتتوفر المعادن الثقيلة في النظام الشمسي مثل الذهب واليورانيوم، نسبة لتوفر المعادن الثقيلة في نجوم أُخرى.