يبلغ المسلم مراتب الدين و التقرب الي الله ـ عز و جل شأنه ـ باليقين قبل العمل ، و يسعي دائما لذلك لتقويم دينه ، فإن الله خالقنا و يدري ما في نفوسنا ، و الدين عند الله الإسلام .
و الإسلام لغة جاء من السلام و التسليم ، حيث يسلم المسلم نفسه لله و هو علي يقين ب أن الله السلام و لا يأتي الا بالسلام و الأمان .
أركان الإسلام
ويعتبر الإسلام أول مراتب الدين ، و للإسلام أركان خمسة لا يتم الا بها يقينا و فعلا وهي في حديث النبي ـ صل الله عليه و سلم ـ [ عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان . رواه البخاري ومسلم] .
أولا شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله
و يتضح من الحديث أنه من أركان الإسلام الشهادة ، فهي أولهم ، و صيغتها شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ـ صلي الله عليه و سلم ـ و يتطلب قبول الشهادة التقرير بالقلب و الجوارح ، ليس فقط النطق باللسان ، فما فائدة القول إذا كان القلب غير متيقن ، ف من أهم شروط قول لا اله الا الله [ 1 العلم بمعناها ، 2 اليقين بها ، الإخلاص فيها .. وغيرها وذلك بإتفاق أهل العلم ].
فقد أقرها الله لنفسه و هي واجبة علي كل مسلم ، حيث يقول رب العزة عن نفسه شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] ، فلا اله الا الله قولا وفعلا و صدقا وحقا .
فضل قول لا اله الا الله
قيل في حق ذكر لا اله الا الله أنه أشرف الذكر ، و كلمة التوحيد ، و الفرقان بين الحق و الباطل ، و من قالها عصم دمه و ماله ، و هي سبب كبير لمغفرة الذنوب و تقبل الدعاء حيث تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية ، و بها يختم ذكر ما بعد الصلاة فتغفر الذنوب و لو كانت مثل زبد البحر .