من رحمة الله بنا أنه أرسل نبي الهدي محمد ـ صلي الله عليه و سلم ـ فينا مبشرا و نذيرا و معلما ، و لم يترك أمر من أمور الدين و الدنيا إلا و أرشد لطريقه القويم و لكن ترك الحكم للزمن الذي تواجهك به الأمور لأن لكل زمن سماته و خصائصه .
و من الأمور التي لم و لن ينتهي عنها الإنسان بل المسلم بالأخص ، الزواج ، لأنه سنة الحياة و ميثاق العفة و المودة و الرحمة بين الرجل و زوجته ، و لكي تصلح مثل هذة العلاقات و ضع الله عز و جل و رسوله الكريم مبادئا و أصولها لكي يحفظ حق كل من الرجل و المرأة ، و سنتناول ذلك الموضوع علي عدة مرات للتوضيع بأقصي درجة قدر الإمكان ، و سنبدا بأصول الرجل .
واجبات الرجل المادية للزواج
يقع العبئ علي كلا الطرفين و لكن الحظ الأكبر يجب أن يتحمله الرجل لأنه هو الذي يريد الزواج و العفة و يطلب المرأة ولا تلام المرأة علي ضعفها ، حيث يجب عليه أن لا يكلفها كلما استطاع و طاق ذلك ، حيث لا يجبرها علي شئ معين في متطلبات الزواج ، و لا في نفقات ما بعد الزواج ، و أهم ما يجب علي الرجل تجاه إتمام الزواج :
اولا المهر
من المعروف شرعا و عرفا أن يدفع الرجل مقدار من المال يتم الإتفاق عليه ، للمرأة لكي تحل له نفسها ، و تشتري ما تبقي من متطلبات تجهيز المنزل للزواج ، و لايجب علي الأهل التعسف في طلب المهور الغالية ، حيث قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله ـ صلي الله عليه و سلم ـ أن من يمن المرأة تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها ، وتيسير رحمها ، و تلك دعوة نبوية صريحة لتيسير الزواج ، و ليس يعني ذلك التساهل ، بل يعطي الرجل المرأة ما طاق من مال أو غيره ، و الذي يسود في عصرنا هذا شراء الذهب بدلا من المهر ك هدية للعروسة ، و لا يري العلماء شئ في ذلك حيث أنه يحقق للمرأة حقها المشروع .
ثانيا البائة
و يقصد بالبائة متطلبات الحياة الضرورية التي لا يمكن الإستغناء عنها ، من إناء للطعام و إناء للشراب و فراش للنوم ، و هذا ما كان عليه الصحابة و التابعين من تيسير في الزواج و عدم تعسف لانهم كان غرضهم الأول العفة و تقوية الدين لتربية جيل يشب علي الإيمان ، و ليس ما نراه اليوم من تبذير و إسراف مبالغ فيه ، مما يجعل الأموال و البيوت يقل منها البركة لما يحدث من تلك الأخطاء ، و قال النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ في ذلك ( مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ) و ذلك يعني ضروريات الحياة و الإنفاق علي الزوجة علي قدر استطاعته و عدم المغالاة في ذلك .
ثالثا مائدة العرس
من الأمور التي سن فيها الدين الحنيف إقامة الولائم و إطعام الناس لا سيما الأقارب و المحتاجين ، الزواج ، و ذلك تبريكا للزيجة و هو من السنن المحببة في الدين ، حيث قال النبي لصحابي مقبل علي الزواج ، (أولم و لو بشاه ) ، و يجب أن ندرك أن تلك السنة غير واجبة فهي علي المستطيع ، أما غير ميسور الحال لذلك فنسال الله أن يعطيه و لا شئ عليه و الله أعلم .
و للحديث بقية بإذن الله .
[ش.ح.الشوربجي]