ما السر وراء المثل الشعبي هذا الشبل من ذاك الأسد ؟

إنها لتركة تتوارثها الأجيال تلو بعضها البعض، خبرات فعليه مختصرة في جمل وعبارات موجزة، مواقف حُررت من رحم مشاهد حية لمعظم الأشخاص، فوراء كل مثل شعبي حكاية وقصة مختلفة تعبر عن مضمونه، فإلى من فشل في إخراج الأسد الموجود بداخله لا تيأس؛ فأنت أشبه بـ هذا الشبل من ذاك الأسد الذي يعد شرف المحاولة كفيل له.

ما مضمون المثل الشعبي هذا الشبل من ذاك الأسد ؟

لعله إنجاز شخصي تعود درجته الأولى إلى الجينات الأبوية التي تُوَرث من الكبير إلى الصغير، فأكثر ما تلتفت إليه الأذهان هي تلك السمات الرزينة لا سيما التي اكتسبها الوليد من أبيه، ويكون الشعور بالفخر والاعتزاز حليفاً لهذا الابن الذي تحلى بشجاعة أبيه، والذي اكتسب منه أبرز ما يمكن الاتصاف به من الـ حكم عن الاخلاق الحميدة.

ربما ترن مقولة هذا الشبل من ذاك الأسد كثيراً في آذاننا في تلك المواقف التي يُستدعى فيها الإشادة بكل من الأب ونجله، فمن المستحق أن يأخذ كل ذي حقٍ حقه؛ فلولا شجاعة الأب العالية ما اتصف ابنه بهذا القدر من النَخوة، لذا وُصف الوالد بالأسد في المثل العربي الشهير هذا الشبل من ذاك الأسد بينما شُبه الوليد بالشبل وهو صغير الأسد.

السر وراء حكاية هذا الشبل من ذاك الأسد

تعد الأمثال الشعبية الأصيلة بمثابة مرآة تحتضن خباياها بين الانعكاسات الصادرة عنها، فلكل مقولة عربية مغزى هادف يُستخرج منها، ولم تكتفِ هذه الأقاويل بتجسيد مشهد بعينه دون غيره؛ بل صارت تُطلق على ما تتشابه معها من المواقف، ومن أبرز الحكم التي لاقت رواجاً كثيفاً في الآونة الأخيرة مقولة هذا الشبل من ذاك الأسد ، فلقد أصبحنا في عصر ملئ بالشجعان.

لربما لجأ الكثيرون إلى تعزيز شجاعتهم وقوتهم من خلال الاطلاع على عبارات عن القوة تحمل طابعًا مؤثرًا ومحفزًا لذواتهم، فالتطوير من النفس البشرية بحاجة شديدة إلى التحفيز من أجل الاستمرارية نحو خطوات الشجاعة، وترجع حكاية المثل الشعبي ذاك الشبل من ذاك الاسد إلى قصة أبرز عنوان لها هو شجاعة المرء مصدرها التفكير العميق.

وتتضمن مقولة هذا الشبل من ذاك الأسد معنى الشجاعة والنباهة كما ذُكر في المواقف التي أُطلقت فيها هذه العبارة، فدعوني أخبركم أيها القراء بقصة من أعظم القصص التي اختُرع فيها المثل الشهير هذا الشبل من ذاك الأسد لاحقاً.

ما الرواية التي ذُكر فيها هذا الشبل من ذاك الأسد شعر؟

– لقد شهد القرن الهجري الأول في مطلعه واقعة عصيبة قد عاصرها طالب من طلاب العلم؛ إذ الجوع الذي انفرد به يوماً ما فقرر على أثره الخروج من منزله أملًا في العثور على ما يسد به رمقه، وبينما كان حائرًا يسير في الطرقات صادفته حديقة مليئة بأشجار التفاح؛ فقطف واحدة منها وأكلها ثم عاود إلى دياره.

– فلم توافقه نفسه بما فعل بأكله من مال غيره، بل ظل مؤنبًا لضميره على فعلته حتى حضر إلى ذهنه ما يُسمى بالقرار الحاسم لموقفه تجاه نفسه، وبالفعل كان قرارًا صارمًا في مكانه الصحيح؛ إذ قصد هذا الطالب طريق صاحب البستان الجميل ليقص عليه ما حدث ويطلب العفو منه، ولقد صدرت الردود المفجعة من مالك الحديقة حيث قال: “لا أسامحك، فأنا خصيمك أمام الله يوم القيامة”.

– “أصوات النحيب الشديدة، الحزن المسيطر للحظات، محاولات الترجي الكثيرة” تلك هي أبرز المشاهد التي صدرت بتلقائية من طالب العالم بعد حديث البستاني له، وبقى الطالب على حالته العصيبة هذه جراء ندمه الكبير، واستسمح هذا الرجل لكي يعمل في حديقته بلا أي مقابل حتى تخرج آخر أنفاسه ولكن رُفضت آراؤه مجدداً.

ما الذي دار فيما بعد بين طالب العلم والبستاني؟

لم يجد هذا الطالب أي مخرج سوى سؤاله ماذا تريد أن أفعل حتى تعفو عني؟ لقد كان ردًا مفاجئًا من البستاني؛ إذ اشترط الزواج من نجلته التي لا تسمع ولا تتحدث ولا تتحرك مقابل العفو عنه، وبالفعل قبل الفتى كل ما اشتُرط عليه من صاحب الحديقة بزواجه من ابنته.

يا لها من مفاجآت جميلة، فتاة شديدة الحسن تخلو من أي نقص أو عيب! فلما كان يصفها والدها بـ خواطر لا علاقة لها بها؟ لقد كان الفضول دافعًا كبيرًا لهذا الفتى الذي سأل زوجته عن حديث أبيها، فكانت إجابتها بأنها لا تتكلم بالحرام، ولا ترى أي حرام، ولا تنصت إلى الحرام، ولا تعبر أي خطوة في طريق حرام، وأنها وحيدة أبيها حيث لم يُرزق بغيرها، وكان والدها شديد الحرص على تزويجها برجلٍ يراعي الله فيها.

تعجب الرجل كثيرًا من هذا الفتى الأمين الذي ذهب وتوسل إليه من أجل مسامحته حتى استقر عليه ليكون زوجًا لابنته، فظلت تنقضي الأشهر واحدة تلو الأخرى حتى مر عامًا كاملًا على زواجهما، فلقد رزقهما الله تعالى بصبي من أفضل فتيان العرب ألا وهو أبو حنيفة النعمان، وعندما انتشرت حكاية زواج أبويه وما قدم ولدهم إلى الإسلام قيلت هذه المقولة هذا الشبل من ذاك الأسد حينها.

هذا الشبل من ذاك الأسد مزخرف

إذا كنت تفتش عن هذا المثل الرائع مكتوب في عبارات جميلة زخرفية، فإليك ذلك في ما يلي:-

– ہ̯͡ذ̯͡آ̯͡ آ̯͡ل̯͡ش̯͡ب̯͡ل̯͡ م̯͡ن̯͡ ذ̯͡آ̯͡ك̯͡ آ̯͡ل̯͡أس̯͡د̯͡

– هـذَآ آلُِشُبَلُِ من ذَآڪ آلُِأسدِ

– ﮩڏآ آلُـِـِِـِِِـِِـِـشُـُـُُـُبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌلُـِـِِـِِِـِِـِـ مـْـْْـْنـِِـِـ ڏآكُـُ آلُـِـِِـِِِـِِـِـأڛـ,ـڊ

ماذا يُستنبط من حكاية هذا الشبل من ذاك الأسد؟

يُستنبط من هذا المثل العربي أن الصفات الحسنة كالقوة والحكمة والشجاعة تُوَرث من الآباء.

هل تُستخرج الأمثال العربية من مواقف واقعية؟

تُطلق جميع الأمثال الشعبية على مواقف حقيقية قد حدثت بالفعل في أي حقبة زمنية.

لماذا تصلح الحكم الشعبية لكافة الثقافات؟

يرجع السبب في صلاحية الأقاويل الشعبية للجميع إلى أصالتها وتوارثها بين الأجيال.

هل يتأثر الأشخاص بالأمثال الشعبية الشهيرة؟

بالتأكيد؛ فالكثير من الأشخاص يأخذون هذه الحكم بمثابة نتائج لتجارب واقعية قد حدثت مما تكون دافعًا لهم.

مواضيع ذات صلة

الكلاب تعوي والقافلة تسير | الناجح مَن سيُكمل الطريق

من شابه اباه فما ظلممن شابه اباه فما ظلم | الأب والابن وجهان لعملة واحدة