قصة عام الفيل وهدم الكعبة كاملة للأطفال

من أهم القصص الدينية التي يستحب حكيها للأطفال الصغار هي قصة عام الفيل، و ذلك لما لها من تأثير كبير في نفوسهم حيث تجعلهم يدركون أكثر قدرة الله عز و جل في حماية و حفظ بيته الحرام من الأخطار التي من الممكن أن تهدده في أي يوم من الأيام.

كما ستساعدك هذه القصة في شرح سورة الفيل لهم و التي وردت في القرآن الكريم، و لكن لأن الأطفال يتميزون بالفضول الشديد و كثرة الأسئلة مثل متى عام الفيل؟، و ما هي أحداث القصة؟،  كيف نجا الله بيته؟ و غير ذلك من الأسئلة، لذلك فتابع معنا السطور التالية حتى تكون على علم بالإجابة الكاملة لكل هذه الأسئلة.

مكانة الكعبة الشريفة:

في البداية و قبل أن تخبر أطفالك بما حدث في عام الفيل يجب أن تحدثهم أولا عن مكانة الكعبة الشريفة عند المسلمين، حيث كرم الله تعالى أرض مكة المكرمة منذ قديم الزمن بوجودها، فقد كانت هي ملجأ آمن لكثير من الأنبياء مثل نبينا إسماعيل عليه السلام  و الذي وضع أساساتها مع أبوه إبراهيم و غيره من الأنبياء، و يذكر أن تلك البقعة توازيها في السماء البيت المعمور الذي تحج اليه الملائكة .

 و قد جعلت الكعبة مكان الحج في الأرض ، و كتب الله لها أن تحفظ و تكون أرض مباركة حتي يومنا هذا لتشهد ميلاد الدين الإسلامي الحنيف ، و لتكون شاهدة أيضا على قصة عام الفيل التي سنرويها لك اليوم، و الكعبة بنيت علي مراحل عدة و أعتاد أهل مكة صنع الكسوة لها في موسم الحج كل عام و بقماش الحرير الأسود و الذي يتم تطريزه بخيوط من الذهب الخالص حتى يظهر لنا علي شكلها الذي نراه الآن.

متى وقعت حادثة الفيل ولماذا سمى بعام الفيل؟

إعتاد العرب منذ القدم على تسمية الأعوام بالأحداث الجلية التي تحدث فيها، و لعل من أبرز الأعوام التي أطلق عليها العرب عام الفيل هو عام 571 بعد الميلاد، و الذي شهد محاولة ملك اليمن هدم الكعبة الشريفة عن طريق مجموعة من الأفيال الضخمة، و لكن الله تعالى رده و منع تنفيذ هذا المخطط بحوله و قوته.

و قد جعل الله تعالى هذا العام بمثابة عيد للمسلمين بدلا من أن يكون يوم حزين لهم كما كان يخطط ملك اليمن، حيث شهد هذا العام ميلاد أشرف و أطهر خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، حيث يقول المؤرخون أنه قد وقعت حادثة الفيل قبل ميلاد النبي ب وقت قليل أو بالأحرى قبل أشهر قليلة.

كيف بدأت قصة عام الفيل؟

في ذكري ميلاد سيدنا محمد ـ عليه الصلاة و السلام ـ يسعنا الحديث عن عدة أحداث تاريخية حدثت قبل و بعد ميلاد النبي ، و التي من أهمها قصة عام الفيل للاطفال وقد قص الله مفادها في سورة الفيل، و أصلها انه كان هناك ملك يمني يسمي إبرهة الأشرم أو كما كان يطلق عليه أبرهه الحبشي ، رأى أن كثير من الناس من كل حدب و صوب يذهبون إلى الكعبة الشريفة التي كانت محاطة بالأصنام وقتها لأغراض عديدة منها:

1- منهم من يذهب للتجارة كشراء أو بيع العبيد أو الأصنام جوار الكعبة.

2- و منهم من يذهب إليها لتقديم القرابين إلي الأصنام التي كانت موجودة هناك.

3- و البعض الأخر يذهب لعبادة من كان هناك من أصنام و كذلك الطواف حول الكعبة.

فجن جنون أبرهه و تعجب فلماذا يذهب كل هؤلاء الناس إلي هذه المدينة بالتحديد ولا يأتون إلي بلاده، و من هنا قرر أبرهه أن يبني كنيسة و يزينها لأنه يريد أن يحج الناس إليها بدلا من الكعبة، و لكن بالفعل أبي كثير من الناس أن يفعلوا ذلك، ومن هنا كانت بداية قصة عام الفيل و أحداثها.

أبرهه الأشرم يقرر هدم الكعبة بجيش ضخم:

و بعد أن فشلت خطة أبرهه الحبشي في تحويل قبلة الناس من الكعبة الشريفة إلي الكنيسة التي قام ببنائها و لم يذهب إليه أحد، فقرر أن ينتقم لنفسه و إتخذ قرار هدم بيت الله الحرام، و تشاور مع وزيره في كفية تنفيذ هذا الأمر و الذي أشار عليه بالأتيان بفيل ضخم و الذي نسب إليه بعد ذلك تسمية عام الفيل ليكون على رأس جيش عظيم يذهب لهدم الكعبة.

و بالفعل نالت هذه الفكرة إعجاب أبرهه و بدأ في تجهيز الجيش و كذلك الأفيال التي ستكون في مقدمة هذا الجيش، و عندما تم الإنتهاء من ذلك توجه أبرهه الحبشي بجيشه إلي المكان الذي تتواجد فيه الكعبة المشرفة و هو مكة، و لكن أثناء ذهابه قابل أبرهه نوق جد النبي صلى الله عليه و سلم عبد المطلب سيد قريش و حدث معه أمر هام يجب أن نرويه ضمن قصة عام الفيل للأطفال التي نخبركم بها الآن.

قصة أبرهه الحبشي مع عبد المطلب جد النبي محمد:

و كما ذكرنا لكم أنه في أثناء عام الفيل و ذهاب أبرهه إلي مكة لهدم الكعبة قابل في طريقه قافلة من النوق التي كانت ملك جد النبي محمد و تسير إلي مكة، فقام بالإستيلاء عليها غصبا، و لما علم عبد المطلب هذا الأمر أسرع بالذهاب إلي جيش أبرهه و الذي كان على مشارف دخول مكة في هذا الوقت و عرف منه السبب الذي جاء بهم إلي هنا.

لذا فطلب عبد المطلب من أبرهه مطلبين، المطلب الأول هو أن يرجع أبرهه عن الفعلة التي يرغب في القيام بها و هي هدم الكعبة، أما الطلب الثاني فهو أن يرد إليه النوق الخاصة به، و لكن أبرهه لم يوافق إلا على الطلب الثاني فقط و رد إلي عبد المطلب نوقه و إستكمل طريقه للذهاب إلي هدم الكعبة.

قصة الفيل وهدم الكعبة للأطفال والمفاجئة التي حدثت:

و بعد أن وصل الفيل الضخم و جيش أبرهه إلي الكعبة حيث كان يريد هدمها ظنا منه أنه عندما يقوم بذلك سيتجه الناس للتعبد بكنيسته ، ولكن لأن الله طهر هذه الأرض و كرمها و حماها ، فما كان من الفيل الا ان تراجع، و كلما شدوه للأمام فيفر من جانب الكعبة و يأبي أن يلمسها .

و هنا تعجب أبرهه الحبشي كثيرا و طلب من جنوده أن يضربوا هذا الفيل بالعصي حتى يتحرك من مكانه و يهدم الكعبة، ولكن هذه المحاولات أيضا تكللت بالفشل، و هنا أدرك عبد المطلب الذي كان يشاهد المشهد من بعيد أن الله عز و جعل سيحمي هذا البيت الشريف في العام المسمى عام الفيل من بطش هذا المعتد الآثم بقدرته وقوته مهما حدث.

أبرهه وجنوده ينالون جزائهم أمام الكعبة:

و في أثناء تكرر محاولات أبرهه و جنوده لجعل الفيل يذهب لهدم الكعبة في العام المسمى عام الفيل حلت غيامة كبيرة في السحاب بدون سابق إنذار و قد كانت جنود من الله علي هيئة طير إذا بسط جناحيه حجب النور فتكاثرت تلك الطيور حتي غطت السماء من فوق جيش ابرهة كله ، و كانت تلك الطيور تحمل في مناقيرها أحجار صغيرة لا يدرك سرها الا الله سبحانه و تعالي ، فكان الطير منهم يلقي بالحجارة الصغيرة علي رأس أحد الجيش ، فتحوله لفتات كانه عصف مأكول ، أي مثل بقايا عصير الطماطم عند هرسها .

و كانت أجسام جنود جيش أبرهه الضخمة تخر علي الأرض و تلقي مصرعها عند سقوط هذه الحجارة عليها، و ظلت الطيور التي بعثها الله تقوم بمهمتها حتي قضت عليهم جميعا ، و كان ذلك الأمر هو عدل الله ـ عز و جل ـ حيث أن هذا البيت العتيق بني بعنايته و كان حقا عليه أن يحميه و يباركه، و لا تنسى أن تذكر أطفالك و تقول لهم أن بعد هذه الحادثة بقليل ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم، وسيكون من الأفضل أن تجعل أطفالك يشاهدوا صور عن عام الفيل حتى يزداد وعيهم حول هذه القصة المعبرة.

هل ولد الرسول في عام الفيل ؟

نعم، فكما ذكرنا لكم أن الله تعالى إصطفى ذلك العام لميلاد النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ حيث أنه عام نصر فيه الله أرضه المباركه ، فلا يوجد أفضل من هذا التوقيت ليشهد ميلاد خير البشر و الذي سينتشر على أيديه الدين الإسلامي الحنيف، و قد كان الله تعالي يرى في ميلاد الحبيب أنه تشييد يشيد لأمه كانت و لا زالت و ستظل خير الأمم التي أخرجت للناس.

و تستطيع أن تقول الآن أن عام الفيل أصبح ذكرى للمسلمين ليعرفوا من خلاله أن الله عز و جل قادر على حماية بيته الحرام ورد أي اعتداء عليه، و بمثابة عظة وعبرة لأي شخص يفكر في هذا الفعل مجددا.