من هم شعراء المعلقات العشر في العصر الجاهلي؟

اسماء أصحاب المعلقات السبع

اشتهر الشعر في العصر الجاهلي و كان له باعاً كبيراً، فكان بمثابة أدق نوع  من أنواع التعبير عن النفس وعن الحياة و أجملها؛ والمعلقات هي نوع من أنواع الشعر  الذي كتبه شعراء الجاهلية و قد بلغ عددها السبع أو العشر، و سميت كذلك نظراً لأنها كتبت بماء الذهب و علقت على الكعبة، أو لأنها كانت تعلق في القلوب والعقول، وبإمكانك التطلع على بعض صور المعلقات من خلال مقالنا اليوم لتأخذ عنها فكرة أوضح.

وكانت هذه المعلقات السبع والتي وصلت بعد ذلك لعشر تحمل من التراث العربي أثراً كبيراً، فتميزت بدقة المعنى وعمق المعاني وبراعة الوزن وجمال الصور، وكان لأصحابها الذين أطلق عليهم شعراء المعلقات باعاً كبيراً في مجال الشعر العربي.

ماهي المعلقات السبع ؟

في البداية لا بد أن نتعرف معا على معنى المعلقات  في اللغة العربية، حيث تجد كلمة المعلقات في المعاجم مأخوذة من كلمة العلق و التي تعني في اللغة النفيس من كل شئ، أما معنى مصطلح المعلقات فهي قصائد شعرية تم كتابتها في العصر الجاهلي، و قد كانت في بداية الأمر سبعة ثم أضاف ثلاثة شعراء أخرين معلقاتهم ليصبح عددهم عشرة.

و عند التمعن في المعنى اللغوي و الإصطلاحي للمعلقات فستجد أنه يمكن وصف معلقات العصر الجاهلي على أنها القصائد النفيسة و التي كانت تتمتع بقيمة كبيرة في هذا الوقت و لا تزال حتى الآن، و تميزت هذه المعلقات بأنها ذات معاني قيمة و إتضح بها فكر و خيال الشاعر و بها برز جمال الجرس الموسيقي الذي نتج عن الإسلوب البلاغي الجيد الذي كتبت به هذه المعلقات، و الآن حان الوقت لنتعرف على أصحابها و ماذا قالوا في هذه المعلقات.

اسماء أصحاب المعلقات العشر:

أولا/ إمرؤ القيس:

هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ويعد من أعظم شعراء العصر الجاهلي و أشهرهم على الإطلاق، و هو ذو مكانة رفيعة وقد لقب بالعديد من الألقاب منها : ذو القروح، الضليل والملك، و قيل أن معلقته هي الأفصح بين جميع المعلقات السبع و أهمهم، و قد إنقسم شعر إمرؤ القيس إلي قسمين، الأول تم كتابته قبل مقتل والده و الذي يضم معلقته الشهيرة، أما القسم الثاني فكان بعد حادثة قتل والده.

و قد إشتهر إمرؤ القيس الذي يعد واحد من شعراء المعلقات بأنه أول من إستهل قصائده بالبكاء على الأطلال و هذا ما نجده في معلقته المعروفة لدى كثير من الناس و هي “قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل” و هذا هو البيت الأول من معلقة إمرؤ القيس و الذي يدعو للبكاء على ذكرى الحبيب و المنزل اللذان فقدهما، و هذا النهج إتبعه عدد كبير من الشعراء من بعده، و قد ترك هذا الرجل إرثاً عظيماً من القصائد و المعلقات التي تمتاز بطابعه الخاص .

ثانيا/ عنترة بن شداد:

كان عنترة بن شداد من أشهر الشعراء العرب في فترة الجاهلية و واحد من الذين قاموا بكتابة شعر المعلقات و إشتهر بشعر الفروسية، و قد ولد لأب عربي و أم حبشية، فكان كأبوه شداد قوي الجسد و البنية، وكأمه الحبشية  أسمراً، و هذا كان سببا في أن يدخل عنترة بن شداد في معارك طويلة مع أبيه لأنه لم يعترف به نظرا لبشرته السمراء، و بسبب إصرار عنترة و شجاعته و قوته التي ظهرت في المعارك التي شارك فيها ضمن جيش بني عبس ضدد المحتلين إعترف الأب شداد به.

و كثير منا لم يكن يعرف أن عنترة بن شداد هو من شعراء المعلقات ، و لكن كان كل ما نعرفه عنه هو قصة حبه الشهيرة مع إبنة عمه “عبلة” و كيف دافع عن حبه لها، و قد كانت معظم القصائد التي كتبها عنترة توضح مدى حبه لعبلة، و لكنه في معلقته الشهيرة إبتدأها بالوقوف على الأطلال حيث قال “هل غادر الشعراء من متردم …. أم هل عرفت الدار بعد توهم، و قد تركت قصائده كذلك كنزاً في تراث الشعر العربي .

ثالثا/ الأعشى بن قيس البكري:

اسمه ميمون بن قيس و لكن قد أُطلق عليه اسم الأعشى نظراً لأنه قد ولد فاقداً للبصر، و هو واحد من شعراء المعلقات العشر و قد كان من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي ، و لأنه من الشعراء الذين كانوا يعشقون السفر و الترحال فقد كان دائما ما يبدأ شعره بوصف الناقة و الصحراء، و يعتبر الأعشى بن قيس هو أول من إتخذ من كتابة و قراءة الشعر مهنة ليتربح منها.

و يقال أن الأعشى بن قيس قد عاصر الإسلام لكنه  يدخله ، و معلقته الشهيرة التي تندرج في قائمة المعلقات العشر تقول في بدايتها “ودع هريرة إن الركب مرتحل…… و هل تطيق وداعا أيها الرجل” إلي أخر المعلقة، و هنا أن الأعشى يصف محبوبته بأنها كالهريرة و يقول أنه من الواجب عليه أنه يودعها الآن لأن قافلته سوف تغادر و يصف إحساسه الداخلى بأنه لا يطيق وداعها في هذه اللحظة.

رابعا/ طرفة بن العبد:

و إسمه الحقيقي طرفه بن العبد بن سفيان بن سعد، كان من أبرز شعراء الجاهلية ، و بالإضافة إلي أنه أحد من كتبوا السبع المعلقات إلا أن النقاد جعلوه واحد من أعضاء الطبقة الأولى في الشعر، و قد  قُتل وهو صغيراً دون سن الثلاثين بأمر من عمرو بن هند . و قد كان طرفة دائما ما يقدم شعره الذي يحمل معاني بها سخط على الناس و الدنيا و السبب وراء ذلك هو وقوعه في الظلم من قبل أعمامه و حرمانه من ميراث أبيه.

و قد كان طرفة واحد من الذين قاموا بكتابة أشهر المعلقات و التي تعود شهرتها إلى أنها كانت ذات طابع إنساني و تحمل الكثير من الآراء الهامة في الحياة ، حيث كانت تقول “لخولة أطلال ببرقة ثهمد….. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد” و هنا كان يصف الشاعر منزل عائلة محبوبته خولة التي قد تهدمت، و هو يقف في هذه الأثناء حزين على هذا المشهد الذي يراه.

خامسا/ الحارث بن حلزة:

ينتمي الحارث إلى قبيلة بكر، و قد كتبت معلقته للدفاع عن قومه و تنفيداً لأقوال خصمه، فقد إشتهر الحارث بإفتخاره الشديد بقومه و حبه لهم، و قد ألف العديد من الأبيات الشعرية التي تتحدث عن هذا الأمر، و لكن المعلقة الأشهر له التي كانت تخص هذا الأمر أيضا مكونه من 85 بيتاً.

و من خلال شرح المعلقات الذي نقوم به في هذا المقال ستجد أن معلقة الحارث قد تميزت بأنها كانت بمثابة نموذجاً للفن الرفيع و الذوق العالي، وقد تم ترجمت هذه المعلقة إلي اللغتين الفرنسية و اللاتينية ، و تقول هذه المعلقة “آذنتنا ببينها أسماء…. رب ثاو يمل منه الثواء” وهي تعتبر أشهر المعلقات التي قدمها الحارث.

سادسا/ النابغة الذبياني:

هو زياد بن معاوية بن ضباب و هو شاعر نصراني و قد لقب بالنابغة نظراً لنبوغه و إبداعه في الشعر العربي، حيث كان شعره ذو قيمة عالية و تميز واضح ، فأثناء قراءتك المعلقات العشر مكتوبة كاملة ستجد المعلقة التي تقول “يا دار مية بالعياء فالسند….. أقوت و طال عليها سالف الأبد” فهي معلقة النابغة الشهيرة و التي بدأها بوصف فراق المحبوبة كما إعتاد شعراء هذا العصر، وقد إتصف شعر النابغة الذبياني بالسهولة و القدرة على فهم معانيه بشكل جيد، و هذا الأمر يرجع إلي سببين:-

  1. الأول هو إختلاطه بالملوك و الأمراء و هو الذي جعل لغته البدوية تتحول في نهاية الأمر إلي لغة سهلة الفهم حتى على الأشخاص العاديين.
  2. أما الأمر الثاني فهو حرصه عند كتابة المعلقات على إختيار الكلمات السهلة و ليست التي تأتي على ذهنه لأول مرة.

سابعا/ عمرو بن كلثوم التغلبي:

لقب بأبو الأسود الجاهلي وتعتبر معلقات عمرو بن كلثوم نادرة الوجود إلا معلقة واحدة و التي تعتبر الأشهر له و سماها البعض بعيون الشعر الجاهلي، و التي قد تكونت  من حوالي ألف بيت لكنها لم تنشر كاملة، و كانت قصيدته تحمل الكثير من الفخر لنفسه و لقبيلته كما كان يملأها الحماس، و هي من أشهر الأشعار التي قدمها عمرو في حياته حتى سمي بشاعر القصيدة الواحدة .

و تقول هذه المعلقة “ألا هبي بصحنك فإصبحينا …. و لا تبقى خمور الأندرينا” إلي أخر الأبيات، و على الرغم من أن عمرو بن كلثوم هو من أشهر شعراء المعلقات ، لأن شهرته أيضا جاءت بسبب قتله لعمرو بن هند في قصره نتيجة للخلافات التي نشبت بينهم.

ثامنا/ عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن عوف بن جشم و يعد من أهم شعراء المعلقات العشر، و لقد عاصر “امرؤ القيس” و كان له الكثير من المناظرات معه ، و قد إتسم شعره بأنه الأصعب على الإطلاق فيجب أن تقرأ شرح المعلقات الخاصة به بعد قراءة الأبيات مباشرة، حيث كان شعره يحمل الكثير من المعاني التي لم يعرفها إلا من يتحدوثون اللهجة البدوية، و معلقته الشهيرة تقول “أقفر من أهل ملحوب….فالقطبيات فالذنوب”

تاسعا/ زهير بن أبي سلمى

هو شاعر عربي مشهور عرف بحكيم شعراء الجاهلية، فقد كان في إشعاره طابع من الحكمة و رزانة العقل  . و عرف عنه رفضة التام كتابة المعلقات التي بها المدح أو النفاق، و كان ينتمي إلى عائلة كلها من الشعراء و المبدعين ، و معلقته تقول “أمن أم أوفى دمنة لم تكلم…. بحوامنة الدراج فالمتثلم”

عاشرا/ لبيد بن ربيعة العامري

هو واحد من أشرف الفرسان في العصر الجاهلي، و من بين من كتبوا ما يعرف ب سبع معلقات، و قد عاصر الإسلام و دخل فيه بل إنه يعد من أحد الصحابة . و قد قام بمدح ملوك الغساسنة و ملوك آخرين ، و في معلقته الشهيرة نجد أن مقدمتها تقول “عفت الديار محلها و فمقامها….بمنى تأبد غولها فرجامها”.

ما هي أبرز مطالع المعلقات؟

إن بداية المعلقات تختلف من واحدة لأخرى منها ما يبدأ بالبكاء على الأطلال و أخرى تبدأ بوصف المحبوبة و غير ذلك.

ما هو متوسط عدد أبيات المعلقات؟

لا يوجد عدد محدد لأبيات المعلقات فمنهم من كان أقل من مائة و منهم من وصل إلي ألف بيت.

لماذا سميت المعلقات بهذا الإسم؟

سميت بهذا الإسم لأنها تم تعليقها على أستار الكعبة في ذلك الوقت نظرا لأهميتها و جودة المعاني الموجودة بها.

هل أدرك شعراء المعلقات الإسلام؟

أغلب أصحاب المعلقات لم يدركوا الإسلام بينما قلة منهم قد أدركوه، ومنهم من اعتنقوه مثل لبيد بن ربيعة العامري.

مواضيع ذات صلة

شعراء المهجرشعراء المهجر | أجسادٌ فرّت وأفئدةٌ ظلّت

كبرياء وتحاملكبرياء وتحامل | الحب للصادقين لا لمالكي الملايين