حكيم بن حزام |سير أعلام النبلاء

حكيم بن حزام

حكيم بن حزام من الشخصيات البارزة في الحضارة الإسلامية والانسانية وله الكثير من الإسهامات ويتمتع بمسيرة وسيرة رائعة فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي، له صلة نسب مع السيدة خديجة بنت خويلد زوج المصطفي صلي الله عليه وسلم فهو ابن أخيها.

حكيم بن حزام في الجاهلية

كان حكيم بن حزام في الجاهلية أحد كرماء قريش وله أصل عريق ومرموق، وإتسم برجاحة العقل والكرم والحكمة، وكان دائما ما يقدم يد العون للمحتاجين ويساعد حجاج بيت الله الحرام في عصر الجاهلية.

ونظرا لكبر عقل حكيم بن حزام فقد كسرت من أجله أحد قوانين قريش الصارمة وهو عدم دخول دار الندوة وقد كان لا يقبل اي عضو بها إلا من وصل إلي عمر الأربعين، لكن كان هو الاستثناء من ذلك فدخلها وهو بعمر خمسة عشر عاما.

لم يكن حكيم من أول الداخلين في الإسلام فقد تأخر إسلامه إلي عام الفتح، وكان من أصحاب رسول الله قبل البعثة وحتى بعد البعثة ظل المصطفي صلى الله عليه وسلم يحبه ويرتاح لقربه وصداقته، وزادت قوة علاقة الصحبة هذه بعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عمة حكيم بن حزام أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان حكيم بن حزام من الشهداء على عزوة بدر الكبرى وكان في صفوف الكفار في ذلك الوقت وقد رزقه الله النجاة مع من نجا منهم، كما ظل محافظا على سجيته السليمة فلم يغير فيه الفساد المنتشر من حول أي شيء.

حدثنا الزبير بن العوام عن حكيم بن حزام فقال عنه: جاء الإسلام وفي يد حكيم الردفا، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم، وفي الصحيح أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، ألي فيها أجر؟ قال:”أسلمت على ما سلف لك من خير”.

قصة حكيم بن حزام مع الرسول

شهد حكيم  غزوة بدر الكبرى وهو من المشركين، فيقول: لما كان يوم بدر أمر رسول الله فأخذ كفا من الحصى، فاستقبلناه به، فرمى بها وقال:”شاهت الوجوه”، فانهزمنا، فأنزل الله تعالى في ذلك “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” الأنفال.

رغب حكيم  في أن يهدي المصطفي صلي الله عليه وسلم هدية وهو لم يدخل الإسلام بعد، وقام برواية ذلك وقال: كان محمد أحب رجل في الناس إلي في الجاهلية، فلما تنبأ وخرج إلي المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر، فوجد حلة لذي يزن تباع فشتراها بخمسين دينارا ليهديها لرسول الله، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية فأبى، قال عبيد الله: حسبت أنه قال: “إنا لا نقبل شيئا من المشركين، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن”، فأعطيته حين أبى علي الهدية.

قصة دخول حكيم بن حزام الإسلام

ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال عن حكيم بن حزام: “إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو”.

اعتنق حكيم بن حزام بن خويلد الإسلام قبل قيام المسلمين بفتح مكة بيوم واحد، فدخوله الإسلام كان متأخرا ولكنه أتى في عام الفتح، وورد في السيرة وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: “من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن”.

حسن إسلام حكيم فقد كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وقام بالمشاركة في غزوات إسلامية عظيمة أمثال حنين والطائف.

قصة دخول حكيم بن حزام الإسلام

قصة دخول حكيم بن حزام الإسلام

أثر تربية الرسول (ص) لحكيم بن حزام

قد كان لتربية المصطفي صلى الله عليه وسلم أثر واضح في تكوين شخصية حكيم بن حزام واتسامه بالأخلاق الحميدة، ولعل خير إثبات على هذا الأثر هو ذلك الحديث الذي قام حكيم  بنفسه بروايته.

ورد عن أحمد والبخاري ومسلم والترميذى والنسائي عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “يا حكيم، هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذ بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلي”، فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا.

فكانت الصحابة رضوان الله عليهم جميعا أمثال ابو بكر الصديق وعمر يدعوا حكيم بن حزام ليعطوه العطاء من بيت مال المسلمين فكان لا يقبله، وبات حكيم  كذلك لم يأخذ شيئا من أي أحد من الناس بعد وفاة المصطفي صلى الله عليه وسلم إلي أن توفي.

روي الإمام الذهبي عن حكيم بن حزام أنه علامة بالنسب عزيز النفس كبير القدر والشأن.

مولد حكيم بن حزام في الكعبة

حكيم بن حزام ولد في الكعبة، وحدث ذلك عندما دخلت أمه مع مجموعة النساء إلي جوف الكعبة المشرفة لرويتها، وكانت الكعبة المشرفة في ذلك الوقت يتم فتحها لمناسبة من المناسبات، وكانت أم حكيم حاملا ففوجئت بالمخاض وهي في جوف الكعبة ولم يكن بمقدورها أن تغادر المكان، فأحضر لها قطعة من الجلد فقامت بوضع طفلها عليها وكان ذلك هو مولد حكيم بن حزام الذي نال شرف عظيم بمكان ميلاده في خير بقاع الأرض في جوف الكعبة المكرمة.

رواية حكيم بن حزام لأحاديث الرسول

قام حكيم بن حزام برواية  عدد من الأحاديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة تلك الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: “بينما رسول الله بين أصحابه إذ قال لهم: هل تسمعون ما أسمع؟، قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول الله: إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم”.

عن حكيم بن حزام  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غني، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله”.

حكيم بن حزام سير أعلام النبلاء

تحدث الإمام الذهبي رحمه الله عليه عن حكيم بن حزام في كتابه سير أعلام النبلاء، فقال انه يتمتع بفضائل ينفرد بها عن غيره بل لديه الكثير منها فهو نبيل شهم وكريم وسيد مطاع.

وكان ذا قلب رحيم، فقد قام بعتق عدد كبير من الرقاب في عصر الجاهلية، فقام بشراء زيد بن حارثة وأعطاه إلي عمته السيدة خديجة فوهبته إلي زوجها المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي حرره واعتق رقبته.

وفاة حكيم بن حزام

اختلف المؤرخون حول عام وفاة حكيم بن حزام فقال بعضهم مات سنة 50 هجريا والبعض الآخر قال مات عام 58، ورد عن البخاري أنه قال عن وفاة حكيم بن حزام أنه قد فارق الحياة عام ستين وهو يبلغ من العمر مائة وعشرين عام، ولا بد أن نتذكر جميع موتنا وموتي المسليمن ب دعاء للمتوفي دائما.

وقال البخاري في تاريخه عن حكيم بن حزام أنه قد عاش في الجاهلية 60 عاماً ومثلها في الإسلام.

ما المهنة التي كان يعمل بها حكيم بن حزام؟

كان حكيم بن حزام يعمل تاجراً وزعيماً.

من هم أولاد حكيم بن حزام؟

كان حكيم بن حزام أنجب العديد من الأبناء الذكور وهم: خالد، هشام، عبد الله، يحيي وابنة واحدة وتسمى فاختة.

في أي مكان دفن حكيم بن حزام؟

تم دفن حكيم بن حزام في المدينة المنورة وكان ذلك في عام 50 هجريا.

ما رأي الإمام الذهبي في حكيم بن حزام؟

يرى الإمام الذهبي أنه يتمتع بنسب رفيع بالإضافة إلى عزة نفسه القوية ومكانته الكبيرة بين قومه.

 

 

مواضيع ذات صلة

جورج أورويل | صاحب الكلمة الحرة والقلم المضيء

الامام مالكالامام مالك | سيد الأئمة وحُجة الأمة