هل يمكن الشفاء من داء كرون أم لا؟ تعرف الآن

داء كرون

هل سمعت من قبل عن داء كرون ؟ وما هي المنطقة التي يستهدفها هذا المرض من جسم الإنسان؟ سوف نتناول اليوم جميع المعلومات التي تدور حول مرض كرون، حيث أعراضه وأنماطه، وكذلك مضاعفاته وطرق الوقاية منه، وسنعرف سويًا هل هو من ضمن اسباب ضيق التنفس أم لا؟

ماهو مرض كرون ؟

داء كرون هو عبارة عن التهاب مزمن يصيب جهاز واحد فقط من أجهزة الجسم الداخلية وهو الجهاز الهضمي ويتفشى بداخله، حيث يمكن أن يؤثر على أي منطقة فيه من أول الفم وحتى فتحة الشرج، ولكنه غير معدٍ مثل مرض الحصبة المؤذي.

ويتمثل هذا المرض على شكل تقرحات والتهابات تصيب كامل أجزاء القناة الهضمية، ولكنها تكون أكثر شيوعًا وانتشارًا في نهاية الأمعاء الدقيقة والغليظة وكذلك بداية القولون.

وليس شرطًا أن تكون هذه التقرحات متتابعة أو متلاصقة، حيث من الممكن أن يكون هناك مناطق سليمة بين المناطق المصابة، ويصيب هذا الداء كلا من النساء والرجال على حد سواء، وتكون ذروته خلال الفترة الواقعة بين العشرينات والثلاثينات، كما يمكن أيضا أن يصيب الأشخاص في سن المراهقة.

اعراض داء كرون

تتعدد أعراض داء كرون، حيث منها الأعراض الهضمية وغير الهضمية، وفي السطور التالية سوف نسلط الضوء على كلٍ منها، ولكننا سوف نبدأ أولا بالأعراض الهضمية التي تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بذلك المرض وهي كالآتي:

أولا: الإسهال

تقوم خلايا المناطق المصابة بالالتهابات بإفراز كمية ضخمة  من الماء والأملاح، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث إسهال، حيث لا تستطيع الأمعاء امتصاص السوائل المتراكمة فيها بصورة كاملة.

كما أن التشنجات المعوية الناجمة عن مرض كرون تلعب دورًا مهمًا في إنتاج البراز اللين بشكل مفرط، لذا فإن الأشخاص المصابين بهذا الداء يعانون من الحاجة إلى التغوط بشكل متكرر خلال اليوم، حيث يصل الأمر في الحالات الشديدة إلى 12 مرة يوميًا.

ثانيا: حدوث تشنجات وآلام في البطن

تؤدي الالتهابات الموجودة في الأمعاء إلى حدوث انتفاخ  في الجدار المعوي، وبالتالي تتأثر حركة الأمعاء وتتغير عن شكلها الطبيعي، لذا يشعر المريض بأوجاع وتشنجات في بطنه.

ثالثا: ملاحظة دم في البراز

قد يلاحظ الشخص المصاب وجود دماء بسيطة في المرحاض أو اقتران البراز بدم أحمر قاني اللون، وترجع العلة في ذلك إلى أن حركة الغذاء عبر الأمعاء تؤدي إلى نزيف من المناطق الملتهبة فيها.

رابعا: شعور بعدم الراحة

تختلف درجة داء كرون وحدتُه من حالة إلى أخرى، ويتضاعف شعور عدم الراحة وتزيد الأوجاع والآلام كلما زادت حدة المرض ودرجة تشبثه بجسم المريض.

خامسا: ظهور التقرحات

من المعروف أن صور مرض كرون تتمثل على هيئة تقرحات والتهابات في جدار الأمعاء، ولكن في الحالات الشديدة من الممكن أن تعبر تلك التقرحات من خلال الأمعاء، وتظهر بعض القروح في الفم وتتشابه في هيئتها مع الفطريات الفموية.

سادسا: وجود نواسير وشقوق وخراج

من الوارد أن يتسلل الالتهاب الناتج عن داء كرون من جدار الأمعاء إلى بعض الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان كعنق الرحم أو المثانة، ولكن دون أن يفقد الاتصال بجدار الأمعاء، والرابط الذي يربط بينهم  يُسمى بالناسور، وبالتالي يتكون خُراج وهو عبارة عن جرح منتفخ ويسبب ألم.

أعراض داء كرون غير الهضمية

كما ذكرنا سلفًا أن هناك مجموعة من الأعراض التي يسببها داء كرون ولكنها أعراض غير هضمية أي ليس لها علاقة بمنبع المرض، ومنها ما يلي:

– التهاب المفاصل.

– الحمى وارتفاع حرارة الجسم.

– الشعور بتعب وإرهاق.

– ظهور مشاكل في الجلد مثل: تقيح الجلد الغرغريني.

– التهاب العينين.

– التهاب الكبد والقنوات الصفراوية.

– تأخر الدورة الشهرية لدى النساء.

اعراض داء كرون

اعراض داء كرون

اسباب داء كرون

لا يمكن تحديد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث داء كرون ، ولكن هناك بعض العوامل المؤثرة في حدة أعراض المرض، وقد أشار العلماء إلى مجموعة من الأسباب المتوقعة للإصابة بهذا الداء والتي لا زالت الأبحاث قائمة عليها حتى الآن ومنها:

1 – العامل الوراثي

أثبتت الأبحاث الطبية أن 20%  من الأشخاص الذين يعانون من داء كرون لديهم أقرباء من الدرجة الأولى مصابون بنفس المرض، لذا علل الأطباء أن الجينات الوراثية مسؤولة بنسبة كبيرة عن الإصابة بمرض كرون.

2 – ردود فعل الجهاز المناعي

هناك احتمال  يشير إلى أن السبب وراء تكون مرض كرون هو فيروس أو جرثومة معينة، وعندما يحاول الجهاز المناعي أن يتصدى لها فإن رد الفعل يؤدي إلى حدوث التهابات في القناة الهضمية.

مضاعفات داء كرون

من المحتمل أن يتسبب مرض كرون في ظهور بعض المضاعفات الخطيرة مثل:

– مشكلة انسداد الأمعاء.

– الناسور، وتتعدد أنواعه ومنها الناسور العصعصي والناسور المهبلي، وأيضا الناسور الشرجي الذي يسببه داء كرون.

–  الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.

– تجمع الصديد في الأمعاء.

عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض كرون

هناك بعض العوامل التي لها دور مؤثر في الإصابة بداء كرون، وفيما يلي سوف نطرح كلا منها على حدة وهي كالآتي:

– السن

قد تظهر أعراض داء كرون في أي مرحلة عمرية، ولكنها شائعة الظهور في الفترة العمرية الواقعة بين سن 20- 30 عامًا، حيث لاحظ الأطباء أن  تشخيص الأفراد بمرض كرون غالبًا ما يكون في تلك الفترة من أعمارهم.

– التاريخ العائلي

يتضاعف خطر الإصابة بداء كرون عند الأشخاص الذين لديهم أقارب أو إخوان مصابين بهذا الداء، حيث تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بمرض كرون.

– مكان السكن

إن الأشخاص القاطنين في مناطق مدنية هم أكثر عرضة للإصابة بمرض كرون من سكان القرى والأرياف، خصوصًا الأماكن التي تكون قريبة من المناطق الصناعية التي تنبعث منها الغازات والأبخرة المؤذية.

لذا يعد هذا دليلًا واضحًا على أن العامل البيئي له دور فعال في الإصابة بمرض كرون.

 – التدخين

من المعروف أن التدخين له تأثير سلبي على كافة مناحي الحياة، وقد أشارت الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بمرض كرون بين الأشخاص المدخنين أكثر بكثير من الأشخاص غير المدخنين.

علاج داء كرون

لعلك تتساءل أيها القارئ العزيز هل يمكن الشفاء من مرض كرون ؟ ولكن مع الأسف لا توجد إجابة واضحة ووافية على إجابة سؤالك، حيث لم يتم التوصل إلى علاج نهائي للشفاء من داء كرون إلى الآن، ولكن لم تتوقف محاولات الباحثين والعلماء لإيجاد علاج فعال لهذا المرض.

لذا تم التوصل إلى بعض الحلول العلاجية التي من الممكن أن تساهم في التخفيف من حدة الأعراض وتقلل من فرصة انتشار المرض ومنها:

1 – العلاجات الدوائية مثل: المضادات الحيوية، المعدلات المناعية، العلاجات البيولوجية.

2 اتباع نظام السوائل وإراحة المعدة.

3 – إجراء عملية جراحية، وذلك في الحالات المتقدمة من المرض.

هل داء كرون معدي ؟

لا، حيث لا يمكن أن ينتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم من خلال التواصل أو التلامس.

الفرق بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي ؟

قد تتشابه أعراض داء كرون مع أعراض التهاب القولون التقرحي إلى حد كبير، ولكن الفرق بينهم أن مرض كرون من الممكن أن يصيب الجهاز الهضمي بأكمله، أما التهاب القولون التقرحي فيقتصر على منطقة معينة من الجهاز الهضمي وهي القولون.

هل هناك بعض الأطعمة التي يجب على المريض تجنبها؟

نعم، حيث يوصي الأطباء المريض باتباع نظام غذائي صحي مع التقليل من الأطعمة التي تحتوي على ألياف، وأيضا الابتعاد عن الوجبات السريعة.

كيف يتم تشخيص مرض كرون؟

يتم تشخيص المرض من خلال عدة طرق ومنها: الفحص السريري، منظار القولون، اللجوء إلى التحاليل المخبرية.

مواضيع ذات صلة

اداب تناول الطعام والشراباداب الطعام والشراب للأطفال | لابد من اتباعها

اعراض التهاب اللوزتينما هي اعراض التهاب اللوزتين ومتى يلزم استئصالهما؟