رواية لا تخبري ماما | عندما تأتي الطعنة من المقربين

((لم تؤلمني طعنة السيف بقدر ما آلمني معرفة صاحبها))، هذا هو الشعور الذي استحوذ على وجدان البطلة الإيرلندية في رواية لا تخبري ماما ذات الوقائع الحقيقية، البطلة التي انتهكت براءتها واغتيلت طفولتها وشوهت سنون حياتها والأسوأ من هذا كله أن الجاني في حكايتها لم يكن غريباً بل كان قريباً إلى حد مرعب إذ كان والدها المزود بحصانةٍ من قِبل والدتها، وعندما قررت المجني عليها مكاشفة المجتمع بمأساتها طمعاً في الحصول على الدعم وجهت نحوها أصابع الاتهام ونبذت كما ينبذ مرضى الجذام!

ولأن الطعنة التي لا تقتل تقوي قررت البطلة أن تخلع ثوب الضحية وتمضي كناجية من ماضٍ مروع، قررت أن تتحدى المجتمع الذي أدانها وشارك في طعنها بخذلانها وطبع على جبينها وصمة عارٍ تصرف عنها كل أعوانها، وبدلاً من أن تدفن رأسها في الرمال رفعتها عالياً لتناهز قمم الجبال، واليوم جاءت لتروي لنا تفاصيل الحكاية بكل ما حباها الله من قوةٍ وشجاعة حتى تتخلص مما علق بذاكرتها من غصة وحتى نأخذ العبرة من القصة.

ما الذي تدور حوله أحداث رواية لا تخبري ماما ؟

تدور أحداث رواية لا تخبري ماما حول فتاة اسمها أنطوانيت – أو توني كما تحب – تعيش في كنف والدين أحدهما ينتمي إلى أصولٍ إيرلندية والآخر ينتمي إلى أصولٍ إنجليزية، اختلفا في جنسيتهما وأسلوب معيشتهما والطبقة التي ينحدر منها كل منهما ولم يتفقا إلا في خذلان طفلتهما، أما والدها فقد خذلها بتخليه عن دور الأب العطوف الذي يمثل لابنته السند والحماية والأمان وقيامه بدور الحيوان المغتصب المستغل.

وأما والدتها فقد خذلتها بصمتها وتغاضيها عن تصرفات والدها وتوجيه اللوم والتوبيخ لها عند التسبب في إثارة غضبه، وقبل ذلك كله خذلتها عندما انساقت خلف أهوائها ولم تحسن اختيار الزوج الصالح الذي سيكون أباً لأبنائها.

ما هو ملخص رواية لا تخبري ماما ؟

عاشت أنطوانيت في طفولتها خمسة أعوامٍ في رغدٍ واستقرارٍ ورفاهية قبل أن تنقلب حياتها رأساً على عقبٍ وتصحو من سباتها على كابوسٍ مفزعٍ يظل ملازماً لها ما بقي من عمرها، وبينما هي في عامها السادس فوجئت بوالدها يكشر عن أنيابه ويتحول إلى ذئبٍ ذي عيونٍ متقدة تنبئها بأنها فريسته المستهدفة وقد صدق حدسها، لقد استغل جسدها الضعيف الذي لا يقوى على مقاومته وسلب براءتها وأحال طمأنينتها رهبةً ورعباً، وبعدما أفرغ شهوته الحيوانية همس لها محذراً ((لا تخبري ماما، إنه سر بيننا)).

أخبرت الصغيرة والدتها بالسر ضاربةً بعرض الحائط تحذيرات والدها وكلها ثقة أنها لاذت بحصنٍ منيعٍ سيحول دون تعرضها لأي مكروه وسيقف في وجه كل مخلوق يحاول إلحاق الأذى بها، لكن خابت ظنون المسكينة فتلقت الصدمة الثانية على التوالي إذ لم تجد من والدتها إلا التوبيخ والتقريع، ووصفاً لخيبتها في أحب الناس إلى قلبها قالت في ثنايا رواية لا تخبري ماما ((كنت أثق في حب أمي لي، ستطلب منه أن يتوقف، لكنها لم تفعل)).

استمر والد أنطوانيت في استغلال ابنته جنسياً لمدة سبعة أعوامٍ كاملة وفي كل مرة يملي عليها التحذير ذاته، وعندما بلغت الصغيرة سن المراهقة وأبدت اعتراضاً على أفعاله المشينة مهددةً له بالإفصاح عن السر رد عليها بكل ما أوتي من تبجحٍ قائلاً ((لا أحد سيصدقكِ يا توني، أنتِ مَن سيندم إذا تحدثتِ عن الأمر، كلهم سيلومونك أنتِ، أنتِ كذلك مذنبة مثلي تماماً، إذا جلبتِ العار لهذا المنزل فإن والدتكِ لن ترغب في بقائك))، وقد صدقت نبوءته على أية حال.

ملخص رواية لا تخبري ماما

تابع ملخص رواية لا تخبري ماما :

استكمالاً لأحداث رواية لا تخبري ماما بلغت أنطوانيت الثالثة عشر من عمرها وبدأت تظهر عليها أمارات التعب والإرهاق، وعندما ذهبت إلى المشفى وخضعت للفحص فجعها الطبيب بالنتيجة التي جعلتها تدرك أن ما تعانيه ليس مرضاً وإنما هي اعراض الحمل في الشهور الأولى، نزل الخبر عليها كالصاعقة فلم تجد بداً من مكاشفة الطبيب بأمرها، وبعد حديثٍ أسر به لوالدتها توصلا إلى حل وهو إخضاعها لعملية الإجهاض للتخلص من جنينها، لكن العملية لم تسفر عن إجهاض الجنين فقط بل أسفرت عن إجهاض حلم الأمومة إلى الأبد!

وعند قراءة ملخص رواية لا تخبري ماما نجد أن الأمر قد بلغ الشرطة فصدر قراراً بالتحقيق معها ووالدها، وبعدما أقر أبوها بجرمه حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات، وتوهمت المسكينة أنها تخلصت من الكابوس لكنها اكتشفت أنه ظل يلاحقها فما أن تخطت قدماها عتبة المحكمة حتى فوجئت بأن كل أصابع الاتهام مصوبة نحوها، أمها باتت تعاملها بجفاء، زميلاتها أصبحن ينفرن منها، إدارة مدرستها أصدرت فرماناً بفصلها، حتى أقاربها تخلوا عنها وأوصدوا كل الأبواب في وجهها وأعلنوا براءتهم منها، ((كل حلفائك خانوك يا ريتشارد)).

ما هي نهاية رواية لا تخبري ماما ؟

رفض المجتمع كله أنطوانيت وعاقبها على ذنبٍ لا تعرفه، وعندما ضاقت ذرعاً بما يحصل معها شعرت برغبة جامحة في مغادرة هذا العالم القاسي الذي لم ينصفها يوماً فأقدمت على الانتحار، لكن حتى هذه المحاولة لم تنصفها فباءت بالفشل، غير أنها أتاحت لها فرصة لاستكمال الحياة على نحوٍ أفضل من خلال إخضاعها للعلاج النفسي، وبعد قضاء ثلاثة أعوامٍ بين جنبات المصحة النفسية خرجت أنطوانيت إلى العالم مرة أخرى، ثم عملت كنادلة في مقهى تشرف عليه والدتها وهو ما ساهم في تحسن علاقتهما.

لكن الأمور لم تستمر على الوتيرة نفسها، فعندما نصل إلى نهاية رواية لا تخبري ماما نجد أن توني قد عادت إلى المنزل ذات يومٍ وصدمت بوجود والدها الذي يجلس قبالة والدتها في جو من الألفة والمحبة، وأدركت حينها أن أمها كانت طوال هذه المدة تستأنس بها ريثما يعود حبيبها، لقد خذلتها مرة أخرى واختارت غيرها فابتعدت عنهما غير آسفة ومضت في طريقها.

انتهى المطاف بروث – والدة أنطوانيت – إلى الإصابة بمرضٍ عضالٍ أنهى حياتها، وقد أحسنت توني مجاورتها في آخر أيامها ورافقتها إلى مقبرتها بعد أن عاينت جحود والدها لمَن ضحت بابنتها من أجله، وأخيراً أغلقت توني هذا الفصل من حياتها وتمنت أن تصاب بـ فقدان الذاكرة حتى يكف شبح الطفلة أنطوانيت عن مطاردتها بين الفينة والأخرى.