فيلم الممر | حكاية الصمود رغم الهزيمة الأليمة في 67

لطالما احتفينا بنصر أكتوبر المجيد وأنتجنا العديد من الأفلام التي تروي أحداثه, لكن ماذا عن الفترة الزمنية الواقعة ما بين النكسة والنصر؟ ماذا عن السنون الست التي قضتها البلاد متشحةً بالسواد؟ ماذا عن حرب الاستنزاف التي استمرت لسنواتٍ ثلاث دون نصرٍ أو هزيمة؟ هذا ما حاول فيلم الممر أن يسلط الضوء عليه ويروي لنا جزءاً من كواليسه.

إن نصر أكتوبر الذي نحتفل به كل عام ونعقد فيه الخطب والندوات ونتلو فيه بزهوٍ موضوع تعبير عن حب الوطن لم يأتِ مصادفةً بين ليلةٍ وضحاها بل هو حصاد الجهود المبذولة في الفترة الممتدة من عام 1967 م وحتى عام 1973 م, حصاد الأسر والتضحية والصمود رغم كل ما يدفع نحو الاستسلام.

الجميع يحب الوطن وهو يرتدي ثوب النصر لكن النبيل الذي يستحق تحية الإجلال هو مَن يقبله ويحبه على أي حال ويبذل في سبيل الذود عنه النفس والمال وكل غال, لذا فكل مَن شارك في الدفاع عن تراب هذا الوطن فهو حتماً من الأبطال بغض النظر إن كان النصر حليفه أم كانت الهزيمة له مآل!

ما هي قصة فيلم الممر ؟

يحكي لنا فيلم الممر جزءاً من الأحداث الحاصلة عقب النكسة عندما استغل العدو الصهيوني فرصة انشغال الجيش المصري بالحرب في الأراضي اليمنية وعدم استعداد ما تبقى منه في سيناء للمشاركة في أي معارك قتالية, ليقوم الجيش الصهيوني بالإغارة على المطارات المصرية ويقضي على دفاعها الجوي.

ورداً على ذلك يصدر الجانب المصري قراراً غير موفق بانسحاب الجيش نحو غرب قناة السويس, الأمر الذي يعرض قوات الجيش للهزيمة إثر تفشي الإصابة والقتل والأسر بين أفرادها, فيعود مَن بقي على قيد الحياة من الأفراد كسير النفس مسلوب العتاد وفاقداً للثقة في نفسه وفي قيادته, والأسوأ من ذلك أن يعود فيقرأ الخيبة والسخرية والتهكم في عيون الشعب الذي ينتمي إليه!

ولأن الجيش المصري لا يعرف طريقاً للاستسلام لا يلبث أن يعود للالتئام ويقسم ألا يهدأ له بال حتى يسترد أرضه كاملةً لا ينقصها شبر واحد فلا مجال لتضييع الوقت في العويل والبكاء على الأطلال وترديد اقوال عن الوطن المسلوب, وعند مشاهده فيلم الممر نجد أن ضابط الصاعقة نور يعود إلى وحدته بعد أن تساعده زوجته ليلى على تخطي محنته واسترداد ثقته في نفسه.

كما يعود للانضمام إلى الوحدة العريف هلال الذي يقطع على نفسه عهداً بألا يعود إلى بلده سوهاج قبل أن يأخذ بثأره, وكذلك العريف عامر القادم من بلاد النوبة والمهندس أحمد الذي يقرر فسخ خطبته مع حبيبته أمينة كونه لا يعرف ما الذي تحمله الأيام القادمة ولا يدري إلى متى ستبقى على قيد الانتظار!

تابع تلخيص فيلم الممر كامل :

استكمالاً لأحداث فيلم الممر تقرر القيادة المصرية مناوشة العدو الصهيوني في سيناء من خلال إجراء بعض العمليات التي تستهدف تدمير قاعدة جيش العدو العسكرية لاستنزاف قوته والقضاء على ذخيرته فيظل مهدداً لا يشعر بأمان أو راحة ريثما يتمكن أصحاب الأرض من استعادتها, لهذا يتم تكليف الضابط نور بتكوين مجموعة وإخضاعها للتدريب الجاد ومن ثم الانطلاق بها نحو معسكر الأعداء الحصين – الموجود في عمق سيناء تحت سيطرة الضابط الصيهوني دافيد أليعازر – لتدميره بكل ما فيه من احتياطي أسلحة وذخيرة.

ولمزيد من الاستعداد يتم ضم عدداً من أفراد الصاعقة البحرية للمجموعة المرشحة لتنفيذ العملية, ويكون هؤلاء الأفراد بقيادة النقيب رمزي الذي لا تتفق سياسته مع سياسة الضابط نور ومع ذلك يتم ترشيحهما معاً حتى يكمل بعضهما بعضاً, كما تأتي الأوامر باصطحاب أحد المراسلين الصحفيين لتسجيل الوقائع وتوثيق كواليس العملية ونقل جهود الجنود للشعب المصري حتى يسترد ثقته بجيشه وترتفع الروح المعنوية لديه, فاستقر الاختيار على الصحفي إحسان الذي اعتبر هذه العملية فرصة له للتغلب على فشله.

من جهة أخرى كانت أم النقيب المفقود محمود – وهي إنعام سالوسة التي شاركت في فيلم عسل إسود – تشعر بأن ابنها لا يزال على قيد الحياة وأنه حي يرزق يعاني الأسر فوق الأرض المحتلة, فتخط له جواباً وتسلمه للنقيب رمزي حتى يوصله للصليب الأحمر الذي يقوم بدوره بإيصال الرسائل للأسرى, وبالفعل يصدق حدس والدة محمود ويصل الجواب إلى يد القائد المتغطرس دافيد فيخبر محمود بما فيه بسخرية واستهزاء ويتوعده بالويل والعذاب في حال عدم الإدلاء بالمعلومات!

فيلم الممر احمد عز

تابع قصة فيلم الممر احمد عز :

يصل أفراد المجموعة في فيلم الممر إلى عمق سيناء فيلتقون بالدليل البدوي أبو رجيبة المكلف بتعريفهم بالدروب, وعندما يتركهم أبو رجيبة لإحضار المؤن لهم تشك الدورية الصهيونية في أمره وترافقه مجبراً إلى المكان الذي تتمركز به المجموعة, لكن المجموعة تتصدى لهم وتتمكن من القضاء عليهم ومن ثم تلقي بهم في حقل من الألغام ليبدو الأمر كما لو كان حادثاً قد وقع مصادفة.

وبعد مضي فترة من اختفاء الدورية تبدأ قوات العدو في البحث عنها فيتعثرون بأبي رجيبة ويأسرونه اشتباهاً فينضم إلى أسرى المصريين حيث محمود ورفاقه, نجد بعد ذلك في فيلم الممر احمد عز أن فرحة – شقيقة أبو رجيبة – قد تولت مهمة إحضار المؤن ومرافقة المجموعة في دروب سيناء عوضاً عن أخيها.

وبمساعدة فرحة وصل أفراد المجموعة إلى موقع المعسكر المنشود وعلموا من خلالها أيضاً أن المعسكر يضم أسرى مصريين, الأمر الذي يجعل القيادة المصرية تصدر قراراً بإلغاء العملية خوفاً على أسراها لكن أفراد المجموعة يصروا على استئناف ما قد بدوءه آملين أن تنجح العملية وينجحوا في تخليص زملائهم من الأسر فتكون الفرحة فرحتين, وأمام هذا الإصرار رضخت القيادة لرغبتهم.

ولأن القلب لا سلطان عليه تنشب في هذه الظروف قصة حب بين العريف هلال وفرحة, وفي الخلفية يتردد صدى صوت أغنية عبد الحليم حافظ التي تعد اجمل ما قيل في الحب ((كان يوم حبك أجمل صدفة يا اللي قابلتك مرة صدفة)).

نهاية فيلم الممر :

بينما كانت المجموعة تستعد للهجوم على المعسكر في فيلم الممر كان القائد الصهيوني دافيد أليعازر بداخله يواصل استجواب الأسرى ويتفنن في تعذيبهم ويحصد أرواح بعضهم أمام قائدهم محمود للضغط عليه, وفي الوقت المناسب هوجم المعسكر براً وبحراً وحُرر الأسرى ثم دمر المعسكر عن بكرة أبيه وأسر القائد الصهيوني, لكن قوات العدو علمت بالأمر وتربصت للمجموعة التي قامت بدورها برسم خطة للهجوم معتمدة على وضع القائد الصهيوني الأسير في مرمى إطلاق النيران.

دارت معركة طاحنة بين الطرفين كانت نهايتها تصاعد هتافات ((الله أكبر)), ومع ذلك فقد ذهب ضحيتها عدداً من الشهداء على رأسهم النقيب محمود لكن عزاءنا أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة.

وعند مشاهدة فيلم الممر يوتيوب كامل hd نجد في نهايته أن أفراد المجموعة دفنوا شهداءهم على أرضهم وصلوا عليهم ثم رسموا خطة محنكة للعودة بسلام وذلك بالتعاون مع المدفعية المصرية التي صنعت لهم ممراً لعبور القناة, وقبيل العودة طلب العريف هلال حبيبته فرحة للزواج من أخيها أبو رجيبة فأبدى موافقته وقرأ الجميع الفاتحة.

وأخيراً عادت المجموعة منتشية بالنصر وبرفقتهم الأسير الصهيوني دافيد, فعاد الضابط نور إلى أحضان أسرته وعاد العريف هلال وزوجته فرحة إلى بلده سوهاج كما عاد العريف عامر إلى النوبة فيما عاد المهندس أحمد إلى خطيبته أمينة وأخطر النقيب رمزي والدة محمود بنبأ استشهاد ابنها, إلى هنا ينتهي فيلم فيلم الممر Netflix لكن الحكاية لم تنتهِ.