تأثير صراعات الماضي على قصة روميو وجوليت

صراع بين العائلات ضحيته الأولى والأخيرة الأجيال الناشئة التي لا علم لها عن أسباب تلك الصراعات، ولا حتى عن موعد حدوثها، فبات ذنبهم الأكبر في هذه الحياه هو انتماؤهم لتلك العائلات!!!

فهل تستطيع قوة الحب التغلب على تلك الصراعات ومحوها، أم أن الحب حقًا وهمٌ في رؤوس من يحب؟!

كل ذلك سنعرفه من خلال أحداث قصة عاشها اثنان في خيال كاتبٍ أفنى حياته في سرد القصص التي نقصها الآن ونأخذ منها العبر، فإليكم قصة روميو وجوليت المبهرة.

نتائج صراعات الماضي على أحداث الحاضر:

في إحدي مدن إيطاليا التي عرفت بمدينة فيرونا، نشبت صراعات ومشاحنات بين عائلتين من أعرق العائلات في تلك المدينة، لأسباب جهل العامة عن معرفتها.

ومن جوف تلك الصراعات ولدت قصة حب أشهر عاشقين في التاريخ وهما روميو وجوليت ، فهل للحب أن يغير المستقبل؟ أم أن الصراعات من ستنتصر في نهاية القصة؟ّ!

ولدت القصة من شخص يدعى روميو ورفيقه مركيشو الذي كان من أحد أقارب أمير مدينة فيرونا، والذي كان يحرص دائمًا على القيام بمهام الصداقة على أكمل وجه، فكان يحرص دومًا على مساعدة صديقه روميو بكل الأساليب الممكنة.

ففي إحدى الليالي، علم الصديقين بوجود حفلة تنكرية لدى عائلة كابوليت، فقررا الذهاب، ولكن ليكن لديك علم أن روميو ذلك كان ذاهبًا للقاء حبه الأول والذي علم فيما بعد أنه لم يكن حبًا حقيقيًا، لكنه كان مجرد إعجاب.

اللقاء الأول للأميرة جوليت:

بعد ذهاب الرفيقين لتلك الحفلة متنكرين كغيرهم من الأقران، كان لقاء روميو بجوليت لأول مرة، حينها فقط علم روميو أن حبه لروزالين ليس حقيقيًا أن حبه الحقيقي ولد يوم رأي جوليت.

فما كان من جوليت إلا أنها وقعت هي الأخرى بحب روميو، ولكن آن ذاك تصدى لإتمام ذلك الحب القدر الذي أتى بأحد أقارب جوليت إليهم وقيام معركة طاحنة بين الطرفين، ولكن والد الأميرة من قام بفض المعركة، مشيدًا بأخلاق الفتى الذي عرفه الناس دائمًا بحسن الخلق.

وفي نهاية الحفل…عرف الحبيبن بالأمر الذي من شأنه أن يقضى على تلك القصة التي لم يمر على بدايتها بضعة ساعات، فقد علم العاشقين بشأن تلك الصراعات الناشبة بين العائلتين.

 مصير قصة الحب التي ولدت من جوف الصرعات:

بعد معرفة الطرفين بأمر الصراعات، قرر روميو لقاء جوليت للمرة الثانية في حديقة منزل الأميرة، ولأن حبهما كان صادقًا، قررا الزواج من بعضهما خفية دول علم أي أحد، عل أمر الزواج يكون قادر على انهاء الخلافات بين العائلتين.

فقررا الذهاب إلى القس وأخذ موعد للزفاف، وقد تم بالفعل زواج العاشقين،…ولكن حدث ما هو في غير الحسبان، فقد تم خطبة جوليت لأحد أقاربها والذي يدعي باريس دون علمها، والتي ارتعبت فور معرفتها بسبب أمر زواجها من روميو، والذي لا يعرفه سوي روميو وجوليت والقس وإحدى وصيفات الأميرة.

أخذت قصة روميو وجوليت مسارًا أخر عندما ذهبت جوليت إلى القس لتعلمه بما يجري عله يساعدهما بأي طريقة، فما كان من تيبالت وهو أحد أقارب جوليت إلا أن يجد روميو ليتشاجر معه، ولكن روميو رفض القتال لأنه عُرف بخلقه الحسن على أية حال، كما أن تيبالت أصبح أحد أقاربه منذ تزوج من جوليت.

يأتي الآن دور الصديق الذي عرفناه بحرصه على مساعدة ومرافقة صديقه، والذي تدخل حين وجد الإصرار في عين تيبالت على قتال روميو، ولكن القدر للمرة الثانية يقف ضد روميو حين لقى صديقه حتفه على يد تيبالت الذي فر هاربًا فور وقوع الحادثه.

مما أدى إلى إثارة غصب روميو، حتى أنه أقسم على الثأر لصديقه، وقام ببر قسمه حين قام بقتل تيبالت، وتم نفيه إلى خارج البلاد.

أثر وقع خبر النفي على مسمع جوليت:

بعد معرفة الأميرة بشأن أمر نفي روميو، قررت الوقوف بجانب محبوبها، والذهاب معه إلى حيث يريد، فقررا الذهاب إلى مدينة تدعى بمانتوا دون علم أي أحد حتى والدته التي توفت في سرد أحداث قصة روميو وجوليت من حزنها على مصير ولدها.

قصة روميو وجوليت

ما هى نتائج خطة القس على حياة العاشقين؟

مرت الأيام وقبل مغادرة جوليت إلى روميو في مانتوا، قرر والد الأميرة أن يعلن زواجها من أحد أقرباء أمير فيرونا، فما كان أمام جوليت إلا أن تذهب لتطلب العون من القس الذي فاجأها بخطته الذكية والتي تسير بدايةً من:

إرسال رسول إلى مدينة مانتوا لإبلاغ زوجها روميو بالخبر، ثم قام بإعطاء دواء لجوليت جعلها تبدو كالمتوفاه لمدة يومين كاملين، حتى يفوتها موعد الزفاف المحدد من قبل والدها.

ولكن حدث مالم يكن في حسبان القس، فقد ذاع خبر وفاة الأميرة جوليت في كل مكان حتى وصل إلى أسماع الأمير روميو، قبل وصول الرسول إلىه  في مانتوا وإبلاغه بالحقيقة الذي أخفيت عنه.

ترى، ما المتوقع حدوثه بعد معرفة روميو بذلك الخبر؟

عند النظر إلى قصة روميو وجوليت من منظور شخص عادي، تجد أن حزن روميو على جوليت بأي طريقة، مع مسايرة أمور الحياة بشكل أشبه بالطبيعي، هو النتيجة المنطقية لقصة حب نشأت بين أي طرفين.

وعند النظر إليها من منظور شخص وقع في قصة حب تقليدية ، تجد أن دخول روميو في نوبة حزن لا تنتهي بسهولة، حتى أنه يستحيل وقوعه في حب أحد أخر، هو نهاية منطقية لتلك القصة.

آتي الأن وقع الخبر وأثره على الشخصية الحقيقية وهي (روميو) الذي أصيب بالجنون فور سماعه بخبر وفاة معشوقته، والذي لم يدع له أي فرصة صغيرة للتفكير في تصرفاته، فذهب مسرعًا إلى مقابر عائلة كابوليت، والتي تتمي إليها معشوقته.

فوجد جوليت ممددة في التابوت الخاص بها، وأخذ ينظر إليها بحسرة وندم على ما قد فوته من وقت لم يقضيه معها، ولكن فاجئه القدر للمرة الثالثة على التوالي بوجود باريس الذي ظن فيه السوء عندما وجده.

فقد ظن أن روميو جاء ليدنس مقابر العائلة، لأنه أحد أفراد العائلة المعادية، فقرر الشجار معه، ولكن خبر وفاة جوليت قد أعمى عينه، فقام بقتل باريس، وتجرع قارورة السم التي كانت في معه وخر ميتًا بجانب حبيبته التي بدأت في الاستفاقة بعد موت روميو فورًا لتجده متوفيًا بجوارها.

فما كان من جوليت إلا أن آثرت الموت الحقيقي على العيش بدون رفيق دربها، فقامت بأخذ الخنجر وشقت به قلبها، وسقطت ميتة هي الأخرى بجانب روميو الذي ضحى بحياته هو الأخر بسبب الحب.

في ذلك اللحظة بالضبط وعند اجتماع العائلتين عن المقابر ومشاهدة تلك الفاجعة التي حدثت، قرر القس سرد قصة روميو وجوليت الحقيقية عليهم ، فتصالحت العائلتين لشعورهم بالذنب تجاه العاشقين، فهم السبب الرئيسي وراء موتهم.

وفي نهاية القصة لابد من الإيمان بأن الحبّ لا يمكنه محو خطى الماضي لكنه قادر على تغيير المُستقبل.