قصة سيدنا ادريس كما ذكرت في القرآن

السبب في شهرة قصة سيدنا ادريس عليه السلام، أن تفاصيلها الكاملة مازالت غائبة عن إطلاعنا حتى اليوم، ومازال هناك الكثير من الأحداث والمفاهيم المجهولة عنها، ولكن برغم كل ذلك فإن حكاية سيدنا إدريس تستحق أن نذكرها لأولادنا، حتى يتعلمون منها منزلة من يدافع عن الدين والتوحيد عند الله سبحانه وتعالى، وكيف يجعله مذكوراً حتى قيام الساعة بين الناس جميعاً.

قصة سيدنا ادريس من القرآن

ذكر الله عز وجل قصة سيدنا ادريس في كتابه العزيز، وبالتحديد في سورة مريم، فقال سبحانه جل وعلى ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا “، وصف الله سبحانه وتعالى سيدنا إدريس في تلك الآية الكريمة بأجمل الأوصاف التي يمكن أن يوصف بها بشر مكرم على وجه الأرض، فكرم إدريس بالنبوة، الصديقية في تلك القصة العظيمة.

أبرز الاختلافات التي ذكرت في قصة سيدنا ادريس

تشهد الأجيال تباعاً على الجدالات التي ذكرت عن الأنبياء، وخصوصاً الأنبياء الذين لم تذكر قصصهم بشكل مفسر في القرآن الكريم، مثل قصة سيدنا زكريا الجميلة، وقصة إدريس نبي الله عليه السلام، فنحن في تلك الحالة نستمد معظم أحداث حياة هؤلاء الأنبياء المكرمين، من الأحاديث التي تناقلتها الشعوب عنهم، ولعل أبرز الاختلافات التي أثارت الجدل حول قصة إدريس بين الشعوب ما يلي :

أولاً : موقع ولادة سيدنا إدريس عليه السلام

حتى في قصه سيدنا ادريس الحقيقية التي أجمع عليها معظم الناس، لم يستطع أحد أن يذكر فيها مكان مولده الأصلي، فقد أجمعت فئة على أن مكان مولد إدريس عليه السلام هو العراق، وبالتحديد في مدينة بابل العراقية الشهيرة، والبعض يرفض ذلك الرأي، ويصمم على أن إدريس عليه السلام ولد في مصر، والرأي الغالب حتى الآن، أن إدريس ولد في مدينة بابل، ولكنه ليس الأكيد بالفعل.

ثانياً : نسب النبي في قصة ادريس عليه السلام الكامل

الجزء الذي يختلف عليه العلماء في قصة سيدنا ادريس المذكورة فيما يخص نسبه يعتمد على تسلسل النسب ذاته من سيدنا آدم، ووصولاً إلى سيدنا إدريس، فيقال نسبه بالترتيب (إدريس بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم)، عليهم السلام من الله جميعاً، وتقول المصادر الموثوقة في تلك القصة، أن اسم سيدنا إدريس أطلق عليه هنا لحكمته وفطنته وعلمه.

المعجزات الموجودة في قصة سيدنا إدريس ملخصة

كل نبي وكله الله سبحانه وتعالى في الأرض، لينشر فكرة التوحيد التي تنادي بها الأديان السماوية السمحة، كانت له معجزة خاصة به، فعلى سبيل المثال في قصة سيدنا سليمان كانت معجزة نبي الله تكمن في تكليمه للطيور والحيوانات، وتسخيره للجن تحت إمرته، أما في قصة نبي الله إدريس عليه السلام، كانت المعجزات تكمن في النقاط التالية :

أولاً : المعجزة الأشهر في قصة سيدنا ادريس

معجزة سيدنا إدريس الأبرز، والتي ذكرها التاريخ الإسلامي عنه، أنه كان أول من كتب بالقلم في تاريخ الحياة البشرية، وأول من قام بخياطة الثياب لنفسه لأول مرة ايضاً، فكان إدريس عليه السلام يقوم بغزل ثيابه من الصوف أولاً، ومن ثم تخييطها، وقيل عنه في الروايات الصادقة ( خط وخاط).

ثانياً : علم نبي الله إدريس بالفلك وحسابات النجوم

اطلع سيدنا إدريس على الكثير من العلوم الإنسانية، فاستطاع أن يعلم عن النجوم سيرها في السماء، كما تمكن من معرفة العديد من الأمور في علم الحساب، ومن الله على سيدنا إدريس بالصلاح والعلم والصبر، فكان علم سيدنا إدريس هو دليل العلماء في الوصول إلى نظريات مهمة كثيرة، وكان تدينه قنديلاً يظهر الطريق للتائهين، ويرشدهم إلى طريق التوحيد بالله سبحانه وتعالى.

قصة إدريس عليه السلام صحيحه وكامله

تذكر لنا قصة نبي الله إدريس عليه السلام كاملة أنه كان ثالث أنبياء الله على الأرض، فتولى النبوة بعد جده شيث، والذي ورثها بعد آدم عليه السلام، وقيل عن إدريس عليه السلام أنه عاش في عهد آدم عليه السلام قرابة 308 سنة، وتلك المعلومة تؤكدها لنا قصة سيدنا ادم عليه السلام الكاملة، وكانت مدة حياة نبي الله إدريس على الأرض كلها تقارب 800 سنة.

علم وصلاح سيدنا إدريس عليه السلام كانوا السبب في إتيانه النبوة بعد شيث عليه السلام، وعندما آتاه الله النبوة الحق، حاول سيدنا إدريس أن يقوم بنشر رسالته بين قومه، وعندما خالف رسالته الدينية السماوية أعداداً غفيرة من أبناء قومه، قرر إدريس عليه السلام أن يأخذ الصالحين، ويذهب بهم إلى أرض جديدة غير مدينة بابل.

توجه إدريس عليه السلام والقلة التي معه إلى مصر، وعندما رأى نبي الله النيل، قام ومن معه بالتسبيح وذكر الله، وبعدها بدأ إدريس في دعوة كل من يراه إلى الدخول في دين الله، فقد دعا إدريس عليه السلام للتوحيد وللأخلاق طوال حياته.

قصه سيدنا ادريس

قصة سيدنا ادريس وحقيقة رفعه إلى السماء

ضرب الله لنا في قصة سيدنا ادريس عليه السلام، بعض الأمثال العظيمة، وخصوصاً في حقيقة رفعه إلى عمد السماء، فنهاية تلك القصة استطاعت أن تظل لغزاً محيراً لنا حتى اليوم، بفضل ذكر الله لنبيه إدريس عليه السلام في الآية (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)، فلا أحد يعلم هل رفع إلى السماء حياً مثل قصة سيدنا عيسى الحقيقية، أم كان يقصد بالآية الرفع الحسي لا المكاني.

قصة ادريس عليه السلام للاطفال

يجب أن نحكي قصة سيدنا ادريس للاطفال الصغار، حتى يتعلمون منها الكثير من الدروس والعبر القيمة، ويدركون كم الصعوبات التي واجهت الأنبياء في توصيل رسالتهم إلى الشعوب، والعظة الأهم من قصة نبي الله إدريس عليه السلام للأطفال، تكمن في أنها تعلم الأطفال قيمة العلم الذاخر والعمل الدؤوب، وأن العلم يرفع قيمة صاحبه في الدنيا والآخرة.

يستفيد الأطفال الصغار من قصص الأنبياء أن المهن ليست بقيمتها الظاهرية، ولكن قيمتها تتركز في إخلاص الشخص العامل بها، فالأنبياء جميعهم عملوا في مهن بسيطة جداً، فنبي الله محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام) كان يرعى الأغنام، وإدريس عليه السلام كان يعمل في حياكة الأثواب.