قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام | بداية من ماء زمزم ونهاية بالكبش

قصة سيدنا اسماعيل

تخبرنا قصة سيدنا اسماعيل عن العديد من الاختبارات السماوية التي يقع فيها عباد الله الصالحين، قد تكون هذه الاختبارات علي هيئة مِحن وابتلاءات عظيمة وشديدة جداً، المؤمن الحقيقي وحده من يفوز ويخرج منها بسلام، فهذا إبراهيم عليه السلام هَمّ لقتل ابنه و قره عينه بعدما عاش عمره في انتظار أن يرزقه الله به.

كان إبراهيم عليه السلام يدعو ربه باستمرار ويقين تام كما كان يدعي زكريا ربه وذُكر ذلك في قصة سيدنا زكريا داخل المحراب، وبعدما قر الله عين ابراهيم بابنه فأراد أن يختبر إيمانه؛ فأمره أن يقتل صغيره الذي تعلق قلبه به، ولكن كما يأتي الله بالبلاء يأتي أيضاً بالفرج وهذا ما سنتعرف عليه الآن من خلال قصة ابراهيم واسماعيل العظيمة.

مولد نبي الله اسماعيل

إن لكل أجلٍ كتاب وموعد محدد كما كان توقيت مولد اسماعيل حيث عاش أبوه ابراهيم ستة وثمانين عاماً دون سماع كلمة أبي التي تشتاق الأذن إلى سماعها لاسيما أول مرة، وظل ابراهيم يدعو ربه ولم ييأس أبداً من كثرة إلحاحه بأن يهبه الله ولداً صالحاً حتي استجاب الله لدعائه وبشره بغلامٍ حليمٍ فكانت هنا البشرى فما أجمل البشرى بعد طيلة الانتظار!.

وتزوج ابراهيم من سارة وكانت عاقراً فلم تنجب منه الولد الذي دام يتمناه طوال 86 عاماً، ووهبت سارة لزوجها إبراهيم جارية لها تُدعى هاجر فتزوجها نبي الله ابراهيم وأنجبت له ولداً سماه اسماعيل، وولد اسماعيل في قرية حبرون وهى إحدى قرى بلاد الشام القريبة من بيت المقدس.

لماذا أمر الله سيدنا ابراهيم بالخروج من مكة ؟

فاضت العيون من الدموع والقلب من نيران الغيرة عندما رأت سارة شدة تعلق قلب زوجها إبراهيم بابنه إسماعيل وتألمت كثيراً حتى طلبت منه أن يأخذ ابنه نبض قلبه وزوجته هاجر وأن يسكنهما بعيداً عنها، لم يتردد إبراهيم بشأن حديث زوجته سارة بل كان متعاطفاً معها لرغبتها البالغة في أن تصير أماً وتدخل السرور على قلب زوجها كما فعلت هاجر وأعطته جزءاً منها.

وأوحى الله عز وجل إلى نبيه إبراهيم بأن يغادر هو وصبيه وزوجته هاجر من مكة والتوجه إلى الجنوب حتى يصلوا إلى وادٍ جافٍ ليس فيه زرع ولا ماء ولا شجر، وكانت حكمة الله تعالى الالهية أن يخفف من توجع قلب سارة التي كانت تتألم من شدة غيرتها نتيجة تعلق قلب زوجها بغيرها وأيضاً لاختبار صبر هاجر وابنها إسماعيل وهما في مكان يشبه الصحراء.

ما هى قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر ؟

أود أن أخرج مشاعري وشغفي الصادقين في ذلك الحين عندما أكمل لكم رواية قصة من أجمل الروايات التي ذُكرت في الكتاب الجليل وهى قصة سيدنا اسماعيل ابن الخليل إبراهيم –عليهما السلام- ، فبعدما وصل إبراهيم وزوجته وابنه إلى ذلك الوادي الخالي من مظاهر الحياة الطبيعية ترك لهما قليلاً من المأكل والمشرب قبل أن يعود إلى دياره مجدداً.

تعلقت هاجر بزوجها وتمسكت به قبل مغادرته وظلت تكرر عليه سؤال: أين تذهب وتتركني انا واسماعيل يا إبراهيم، من سيطعمنا، ومن سيسقينا، ومن سيحمينا؟ لم يجيب عليها ابراهيم مطلقاً حتى سألته هل هذا أمر إلهي؟ فأجابها نعم، فقالت هاجر: اذهب فإن الله لن يضيعنا ولن ينسانا؟

ولم تنتهي قصة سيدنا اسماعيل بعد بل عاش إسماعيل وأمه أياماً جميلةً في هذا الوادي الخالي من مظاهر الطبيعة، ولكن بفضل الله وكرمه أنعم عليهما بالماء والمأكل وكل ذلك نظراً لصبرهما وتحملهما الوحدة والمشقة في هذه الصحراء.

قصة اسماعيل عليه السلام وأمه في الوادي

سأسطر في مقالي هذا أروع الأحداث الشيقة والحادثة في قصة سيدنا اسماعيل مع أمه السيدة هاجر في الوادي المتمركز في مكة حيث ترك إبراهيم زوجته وابنه وعاد إلى دياره مجدداً، وعلم ابراهيم جيداً أنه ترك أهل بيته في مكانٍ فارغٍ مقتصرٍ عليهما فقط ولم تهتز ثقته بربه أبداً بل كان على يقينٍ بأن الله سيرزقهما من حيث لا يحتسب.

ولقد جاء القرآن الكريم خير دليل على دعاء ابراهيم لابنه وزوجته بعدما تركهم في قوله تعالى: ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) فاستجاب الله دعاء نبيه الذي اصطفاه وجعله خليلاً له ورزق أهل بيته بمأكلهم ومشربهم وسوف أحدثكم عن هذه الأحداث لاحقاً.

كيف أنعم الله على إسماعيل وأمه في الوادي ؟

حالتي الآن وأنا أكتب بقلمي عن قصة سيدنا اسماعيل تتماثل مع فرحة وسعادة شخص حقق أمانيه بعد زمن من الانتظار، فـ قصة سيدنا اسماعيل من أجمل القصص التي أحبها وأعشق قراءتها خصيصاً عندما أرى عظمة وقدرة الله تعالى في أحداث الوادي المثيرة بدءاً من صعود السيدة هاجر جبل الصفا مرات عديدة لكى تجد ماءاً تروى به ظمأ رضيعها إسماعيل.

عندما شربت هاجر ورضيعها الماء الذي تركه لهما ابراهيم ونفذ تماماً عطشت هى وابنها كثيراً بل اشتد عليهما الهُيَام، فكانت ترى رضيعها جائعاً وعطشاً ولا تملك بيدها حيلة من أجل اشباعه، فظلت تتمشى حتى صعدت الصفا لكي ترى أي شخص يساعدها ولكنها لم تجد أحداً، وعندما هبطت من الصفا وبلغت بطن الوادي رفعت طرف ردائها وظلت تسعى لكي تلاقي حلاً لها ولابنها.

وبعد ذلك صعدت جبل المروة وظلت تحدق بعينيها لترى أحداً لكنها أيضاً لم تجد، واستمرت في سعيها بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات حتى جاءت مشيئة الله تعالى فأرسل لها ملكاً يضرب بجناحيه على الأرض فظهر الماء أمامها وظلت تجمعه بيديها، وملأت سقاؤها منه، وكان هذا هو ماء زمزم الذي يذهب حجاج بيت الله إليه من أجل التروي منه.

لماذا امر الله ابراهيم بذبح اسماعيل ؟

إن أبرز ما قُص في قصة سيدنا ابراهيم النبي الذي حلم بذبح ابنه في منامه؛ هو اجتيازه ونجاحه في الاختبار الذي أعده الله تعالى له، وتدور أحداث قصة ذبح سيدنا اسماعيل حول رؤية سيدنا ابراهيم في ليلة من الليالي أنه يقتل عينه البصيرة ابنه اسماعيل الذي يعشقه عشق الجنون، فاستيقظ من منامه على هذه الرؤيا خائفاً مرتعشاً فما أغربها هذه الرؤيا التي كان يقتل روحه فيها!.

ذهب إبراهيم ليصلي ويدعو ربه ثم عاد مجدداً إلى فراشه لكي يكمل نومه لكنه رأى هذه الرؤيا مرة ثانية، فاستيقظ يصلي ويدعو ربه ويسبحه ثم يرجع إلى فراشه فوجد نفس هذه الرؤيا مرة ثالثة، فبعد ذلك تيقن إبراهيم أنها ليست أضغاث أحلام بل حقاً رؤيا وأمر من الله تعالى، وأمر الله واجب التنفيذ لذا قص ابراهيم على ابنه رؤياه فأخبره ابنه يا أبتِ افعل ما تؤمر.

قصة سيدنا اسماعيل

قصة سيدنا اسماعيل

ماذا فكر اسماعيل بشأن مكان ذبح ابنه اسماعيل ؟

“سأذبح ابني الذي عانيت طوال عمري من عدم رزقي به حتى وهبه الله لي” لم يفكر إبراهيم في ذلك مطلقاً ولم يقول هذا ابني الذي انتظرته بفارغ صبري بل قال سأنفذ أمر الله، وبدأ سيدنا ابراهيم في التفكير في أمر ذبح ابنه حتى فكر في أخذه إلى الصحراء بغير علمه ثم ذبحه، ولكن عندما علم اسماعيل برؤيا ذبحه في المنام أخبر أباه بتنفيذ هذه الرؤيا دون أي خشية منه.

فإذا كنتم تبحثون عن قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة فسوف أحكي لكم في سطوري التالية أهم الأحداث التي حصلت، فأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل إلى الصحراء حتى لا يراه الناس وقال إسماعيل لأبيه: يا أبتِ لا تنظر إلىّ عندما تذبحني حتى لا تتردد فتحد عن تنفيذ أمر الله؟

ووقف ابراهيم أمام ابنه يوجه السكين على رقبته استعداداً لذبحه وهو ينظر إليه نظرة الوداع بكل حب وحنان ثم وضع السكين على رقبته لينفذ أمر الله، فإذا بمنادي ينادي إبراهيم أن يقلع عن ذبح ابنه ويزيل السكين عن رقبته، وانتبه ابراهيم إلى هذا المنادي فوجده جبريل آتياً من السماء حاملاً معه كبش أبيض وسمين، وسوف أخبركم بأحداث قصة سيدنا اسماعيل والكبش لاحقاً.

قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل والكبش

ونتبين من قصة سيدنا اسماعيل والكبش الذي جعله الله فدية مقابل روح سيدنا اسماعيل حيث أمر سيدنا إبراهيم أنه يذبحه بدلاً من ابنه؛ أن هذا الاختبار كان من أجلّ وأصعب الاختبارات الربوبية لإبراهيم الذي رغم تعلق فؤاده بابنه تعلقاً صارماً إلا أنه ترك محبة صغيره جانباً لأن محبة الله تفوقها، ونتعلم من هذه الرؤيا التي رآها ابراهيم مجموعة من الحكم التي سأخبركم بها في سطوري التالية.

ما الحكمة من قصة سيدنا اسماعيل وذبحه ؟

أرادت مشيئة الله تعالى أن يذبح سيدنا إبراهيم ابنه لكي يختبر إيمانه حيث لُقب الكثير من أنبياء الله بأحب الألقاب كسيدنا إبراهيم الذي لُقب بخليل الله، ونبي الله شعيب الملقب بخطيب الأنبياء، وهذه الألقاب يستوجب أن يتحلى النبي بالصفة التي تشير إليها؛ بمعنى أن خليل الله لابد وأن تكون محبته لله تعالى أكبر بكثيرٍ من محبته لقرة عينه ولأي شخص أخر، وتمثلت حكمة الله في ما يلي:-

أولاً : تحقيق معنى العبودية لله تعالى

عندما طلب إبراهيم من ربه أن يهب له ولداً استجاب الله لدعائه ورزقه اسماعيل، فأحب إبراهيم ابنه حباً جماً وتعلق فؤاده به، وجاء أمر الله ليختبر ايمان وحب وإبراهيم لربه ومدى تعلق قلب خليل الله بابنه، ولكن تغلب ايمان سيدنا ابراهيم ومحبته لربه وعبوديته على حبه لولده فنجح إبراهيم في هذا الاختبار الإلهي، ولذا كانت نعمة الله عليه أنه أفدى رقبة إسماعيل برقبة كبش مُنَزل من السماء.

ثانياً : إقرار وجوب الإسراع إلى تنفيذ أمر الله

لم يتردد ابراهيم بشأن ذبح ولده مطلقاً بل أخبر ابنه برؤياه وكان هذا اختبار لكل منهما، ونجحا الاثنان في هذا الاختبار الصعب للغاية، وتحلى اسماعيل بالصبر بل ساعد أباه في تنفيذ أمر الله فكان صبوراً على ذلك البلاء العظيم وكأنني أتذكر الحين قصة آل ياسر الذين صبروا وتحملوا العذاب الأليم الذي لم يتحمله أحد غيرهم، فكل هذه القصص اختبارات إلهية في غاية الصعوبة.

ثالثاً : الرحمة بالسيدة سارة والجبر لقلب هاجر

فكما تحدثت سابقاً عن غيرة السيدة سارة من هاجر التي أنجبت ولداً لإبراهيم الذي أحب صغيره كثيراً، جاء أمر الله تعالى بذبح ابن هاجر حتى تحد سارة من غيرتها العنيفة من هاجر ويرق قلبها عليها فتتحول هذه الغيرة إلى حب وشفقة ورحمة، فهل لك أن تُخمن إذا بكيف هو حال هاجر عندما حكى لها زوجها قصة سيدنا اسماعيل التي رآها في منامه حيث أُمِر بذبح ابنها؟.

أما عن هاجر التي جبر الله قلبها حينما استسلمت لأمر الله تعالى بذبح ابنها؛ فقد صار المكان الذي مشت فيه بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء مكاناً للعبادة، ويأتي المسلمون حتى وقتنا هذا إلى ذلك المكان من جميع أنحاء العالم وحتى يوم يبعث فيه العباد لأداء مناسك الحج، وهذا كان الجزء الأبرز من قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام.

قصة سيدنا اسماعيل للاطفال

تحثنا قصة سيدنا اسماعيل التي يحب الأطفال الإصغاء إليها إلي الكثير من المواعظ والحكم التي يجب أن يتحلى بها أطفالنا، وقد قصصنا عليكن أيتها الأمهات تلخيص قصة إسماعيل عليه السلام لكي تحكوها لأطفالكم من أجل أن يتعلموا ضرورة استجابة الابن لأبيه في أي أمر كان كما استجاب إسماعيل لأبيه ابراهيم عندما أراد ذبحه.

وتحدثت سورة الأنبياء عن صلاح بعض من الأنبياء الذين صبروا فأدخلهم الله في رحمته كاسماعيل و ذو الكفل الذي كان من هؤلاء الصالحين، وبهذا فقد انتهيت من كتابة قصة سيدنا اسماعيل الرائعة والتي يجب أن تقرأوها حتى تتعلموا من صدق ويقين وصبر اسماعيل.

ما العبرة المستفادة من قصة ذبح اسماعيل ؟

الصبر على الابتلاء هو أعظم ما يستفاد من هذه القصة إذ أن ثوابه عظيم، والتضرع بالدعاء إلى الله تعالى وحده وغير ذلك كثيراً من المواعظ التي تُخبرنا بها قصة ذبح اسماعيل.

ما المكان الذي ذُبح فيه الكبش ؟

اختلفت الآراء حول مكان ذبح ابراهيم للكبش فقيل في مكة وهو الرأي الراجح وقيل في الشام، أو في المنحر أو في مني.

من الذي بنى بيت الله الحرام ؟

أمر الله تعالى نبيه إبراهيم ببناء بيت الله فقام إبراهيم برفع القواعد بينما كان إسماعيل يأتي إليه بالحجارة لكي يساعده.

ماذا كانت مهنة سيدنا اسماعيل ؟

اختار أنبياء الله تعالى أصعب وأشد المهن الموجودة فمنهم من كان نجاراً أو حداداً أو صياداً وكان يعمل نبي الله إسماعيل بمهنة القنص او الصيد وهي مهنة شاقة.

مواضيع ذات صلة

بئر زمزمتعرف على أبرز المعلومات حول بئر زمزم

قصة الدببة الثلاثةقصة الدببة الثلاثة | خيال هدفه التعلم