ما هي تفاصيل قصة مريم العذراء ؟

قصة مريم

بلغت أمها من الكبر عتياً و لم تحمل أحشاءها ذرية حتى أتى ذاك اليوم الذي أبصرت فيه طائراً يطعم صغاراً له على الشجرة فاستيقظ جرح الأمومة المدفون طوال تلك السنون, و رغم انقطاع الأسباب إلا أنها تمنت, تمنت بصدق أن تطرح شجرتها ثمراً فيجبر الله خاطرها بغلامٍ و ترد هي ذاك الجميل بجعله من خدمة بيت المقدس, لكن لله تدبير آخر, فمن هنا بدأت قصة مريم فُضلى نساء العالمين.

قصة مريم نسبها :

في مستهل قصة مريم يجب أن نسلط الضوء على نسبها الذي يعد من خير الأنساب فهي تنتسب بشكل مباشر إلى آل عمران الذين اصطفاهم الله كما اصطفى آدم و نوحاً و آل إبراهيم عليهم السلام, فمريم هي مريم بنت عمران بن ياشم بن آمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق وصولاً إلى سليمان بن داوود عليهما السلام, ((ذرية بعضها من بعض)).

أما والدة السيدة مريم فهي حنة بنت فاقوذا و هي امرأة صالحة كزوجها عمران, و الجدير بالذكر هنا أن من الهراء اعتقاد أن هارون أخو موسى أخ لمريم ابنة عمران فالزمن الفاصل بينهما أكثر من ألف سنة علاوةً على أن قصة سيدنا موسى لم يذكر فيها شيء بخصوص هذا الشأن.

و قد تعددت الأقاويل في مسألة إطلاق لقب ((أخت هارون)) على مريم فالبعض ذكر أن في ذلك كناية عن أنها من نسل هارون أخو موسى و البعض يرجح وجود رجل صالح عابد يدعى هارون فكأنهم يقصدون قول يا شبيهة هارون في التقى و العبادة, و الله أعلم.

قصة مولد السيدة مريم :

استجاب الله لحنة والدة مريم و أذن لرحمها أن يحتضن نطفة من صلب عمران, و نمت هذه النطفة و صارت جنيناً يرزق, و في هذه الأثناء توفى الله عبده عمران فلم يكتب له أن يشهد طرح ثمره, و عندما حانت الولادة وضعت حنة أنثى.

هنا استدركت حنة أنها لن تقوى على الوفاء بنذرها فمن العسير أن تهب الفتاة لخدمة بيت المقدس, لكنها أسمتها مريم و كأنها بتخير هذا الاسم تهبها عابدة لله و خادمة لدينه عوضاً عن خدمتها للبيت فقد كان اسم مريم يرمي إلى ذلك المدلول في لغتهم آنذاك, لم تعرف حنة أن الله يعد ابنتها مريم لما هو أكبر من ذلك.

استجاب الله لحنة للمرة الثانية عندما طلبت منه أن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم, فكانت قصة مريم ابنة عمران و ابنها عيسى آيةً للعالمين.

نشأة مريم العذراء :

بدأت قصة مريم باليتم فقد توفي والدها و هي جنين في بطن أمها كما أوضحنا ذلك, و كانت والدة مريم سيدة طاعنة في السن لا طاقة لها برعايتها وحدها لذا كان لا بد من وجود شخص أمين يتولى مهمة كفالتها, و قد تسابق القوم لنيل هذا الشرف فعمران أبو مريم صاحب فضل عظيم عليهم و كل منهم يرغب في الإعراب عن امتنانه لهذا الرجل من خلال رعاية ابنته.

و تفادياً للنزاع اتفق القوم على إجراء قرعة, و قضت حكمة الله أن تستقر القرعة في كل مرة على نبي الله زكريا عليه السلام ليظفر هو بكفالة ابنة عمران و تظفر ابنة عمران بكفالة زكريا لها فتنشأ و تترعرع في بيت نبوة, إن بين طيات قصة السيدة مريم درس يخبرنا أن رعاية الله لا تغيب و إن غاب الأب و غابت الأم, فعجباً لمَن يحمل هم رعاية أبنائه إذا ما ارتحل عن الدنيا و تركهم دون سند !

شبت مريم على الصلاح و العبادة و اعتادت على اعتزال الناس و لزوم المحراب للاعتكاف فيه و التفرغ لعبادة الله, و في قصة سيدنا زكريا ذكر أنه كلما تردد على مريم في محرابها لجلب الطعام لها و تفقد احتياجاتها وجد لديها رزقاً مستفيضاً و فاكهة في غير أوانها فأبدى اندهاشه لذلك و سألها من أين لكِ هذا؟ فأجابته ((هو من عند الله إن الله يرزق مَن يشاء بغير حساب)).

قصة السيدة مريم

قصة السيدة مريم

بشرى جبريل للسيدة مريم عليها السلام :

ذكرنا في السطور السالفة من قصة مريم عليها السلام أن السيدة مريم قد اعتادت على اللياذ بالمحراب و الانفراد للعبادة, و كان محرابها يقع شرقي بيت المقدس فذكر القرآن أنها انتبذت من أهلها مكاناً يقع جهة المشرق, و ذات مرة بينما هي جليسة محرابها إذ أتاها جبريل عليه السلام في صورة بشر و هو ما أثار فزعها و خوفها كونها لم تعتد على ورود أحد من البشر إليها في المحراب.

لجأت مريم إلى الله تعالى و استعاذت به و طلبت من الرجل الماثل أمامها أن يتقي الله و ألا يقربها أو يطالها بسوء, فطمأنها جبريل على الفور و أخبرها أنه رسول من الله إليها يحمل لها بشرى حملها بطفل دون أب, لم تكن بشرى سارة لمريم فقد اعتراها الاستغراب و كستها الدهشة إذ لم يسبق لها الزواج و لم يصل أحد من جنس الرجال إليها فكيف تجتمع عذريتها بالحمل و الإنجاب !

رد جبريل عليه السلام على تساؤلاتها بإجابة مختصرة وافية ((كذلك قال ربك هو عليَّ هين)), و قد حكى القرآن الكريم تفاصيل قصة مريم مع جبريل في المحراب في السورة القرآنية التي حملت اسمها و هي سورة مريم من الآية السادسة عشر و حتى الآية الحادية و العشرين بعد أن ساق قصة سيدنا يحيى ليكون هناك تدرج عند مخاطبة العقل, فيحيى جاء بعد عقر و عيسى جاء بلا أب.

قصة مريم العذراء مع ولادة عيسى :

استكمالاً لـ قصة مريم بعد أن بشرها جبريل عليه السلام بالحمل و شعرت به قررت الاختلاء بنفسها فذهبت إلى مكان قصي بعيد عن أعين جميع الخلائق حتى لا يعلم أحد بهذا الخطب خاصةً عندما تبرز بطنها, و عندما أحست مريم بأنها قد أوشكت على وضع جنينها خرجت باحثة عن مكان تلوذ به عند الولادة فلجأت إلى جذع نخلة يابسة و اتكأت عليه.

رحم الله مريم فقد مرت بها لحظات عصيبة و تحملتها في العراء وحيدة, وقاست ألم المخاض و الألم النفسي معاً، فبينما تعاني من سكرات الولادة كان يشغل بالها التفكير في العار الذي سيلحق بها عقب الولادة عندما تعود إلى قومها تحمل طفلاً لا أب له, و أنى لهم أن يصدقوا ما عجزت هي عن تصديقه في بادئ الأمر !

تابع ولادة عيسى في قصه مريم ابنة عمران :

صور القرآن الكريم قصة مريم العذراء و معاناتها عند مجيء المخاض في السورة ذاتها فذكر على لسانها ((يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً)), لم يكن الموقف هيناً لدرجة أنها تمنت لو أنها قد ماتت قبل أن تمر بكل هذا, فيعز على الشريف العفيف أن يشعر بأن عرضه مهدد بالتدنيس و هذا ما أرقها.

لم يتركها الله تصارع الموقف وحدها بل كان جوارها, فأرسل لها مَن يطمئنها و يمسح الحزن عنها و يخبرها أن الله قد جعل لها سيل من الماء يجري أسفل المكان الذي تجلس به و يوصيها بأن تهز النخلة اليابسة التي تركن إليها لتتساقط عليها الرطب.

أمرها الله تعالى بأن تأكل و تشرب و تقر عينها بطفلها الذي سيكون ذا شأن عظيم و تستشعر معية ربها فتتضاءل في عينها أي وساوس مخيفة, و من قصة مريم هذه نتعلم الصمود في أصعب المواقف, و أن تطيب نفسنا مهما ثقل البلاء فالله يرسل القدر مصحوباً بلطفه, فهكذا نقول دوماً ((قدَّر و لطف)).

تلخيص قصة مريم وابنها عيسى :

المواجهة هي الحل مهما كان الموقف عظيماً, هذا ما تخبرنا به قصة مريم فبعدما وضعت طفلها حملته و ذهبت به إلى قومها و قد تكهنت مسبقاً ما سيتهمونها به, استقبلت استنكارهم و قذفهم لها في صمت و نفذت ما أمرها الله به فأشارت إلى الرضيع, تعجب القوم لرد فعلها لكن تعجبهم لم يستمر طويلاً فما هي إلا لحظات و فم الصغير يتدفق منه الحديث ليبرئ والدته و يفصح عن نبوته.

و قد ذكر الله تلخيص قصة مريم وابنها عيسى في قرآن يتلى إلى يومنا هذا, فعند قراءة سورة مريم من الآية السابعة و العشرين و حتى الآية الثالثة و الثلاثين نعرف تفاصيل قصة سيدنا عيسى عندما أتت به السيدة مريم قومها.

هل يمكن استنتاج فوائد من قصة مريم عليها السلام ؟

يمكننا استخلاص عدة فوائد من قصة مريم عليها السلام ومنها قدرة الله على تهيئة الأسباب عند قضاء أي أمر و حثه على السعي للحصول على الرزق دون تواكل وكذلك النهي عن الركون إلى الحزن و اليأس و الاستسلام.

هل ذكرت قصة مريم عليها السلام كاملة مكتوبة في القرآن ؟

نعم وردت قصة مريم عليها السلام كاملة مكتوبة في القرآن الكريم في سورتي مريم و آل عمران, و قد ذكرت قصة مريم العذراء مختصرة في مواضع أخرى إلا أنها لم تكن أكثر من إشارات سريعة.

متى توفيت السيدة مريم عليها السلام ؟

عند قراءة قصة مريم عليها السلام مختصرة جدا نجد أن العذراء قد توفيت بعد أن رفع الله نبيه عيسى عليه السلام إلى السماء بخمسة أعوام و عمرها آنذاك يناهز الثالثة و الخمسين.

كيفية تحميل كرتون قصة السيدة مريم للأطفال ؟

يمكن تنزيل كرتون قصة السيدة مريم للأطفال على الهواتف الذكية بسهولة من خلال كتابة عبارة كرتون قصة مريم للأطفال في مربع البحث و ستظهر العديد من النتائج التي يمكن الاختيار من بينها.

مواضيع ذات صلة

القردة الضائعةالقردة الضائعة

قصة الاسد والفأرقصة الاسد والفار مكتوبة مع الصور للأطفال