من هو نجيب محفوظ | وما أهم مؤلفاته الخالدة حتى الآن؟

في هذا المقال سنتعرف على احد اهم الادباء الذين مروا بتاريخ مصر، وكان له بصمة إبداعية لا يمكن إنكارها في عالم الادب، وهذا الأديب هو نجيب محفوظ فمن هو وما هي نشأته ؟ وما هي أهم مؤلفاته ؟ ومتى توفي ؟ كل هذا ستعرفه من خلال السطور التالية.

من هو نجيب محفوظ ؟

نجيب محفوظ هو أعظم روائي مصري، وهو أول روائي عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب في يوم 13 اكتوبر عام 1988، و قد بدأ الكتابة منذ بداية الأربعينيات و حتى سنة 2004.

وكان لنجيب محفوظ طابعة الخاص في الكتابة حيث كانت تدور أحداث جميع روايته في مصر، كما تظهر فيها سيمة واحدة و متكررة و هي الحارة التي يعبر عنها كنموذج مصغر عن العالم الكبير.

وقد كتب نجيب محفوظ الكثير من الروايات في العصر الحديث, و لعل أشهراها : أولاد حارتنا, الثلاثية, زقاق المدق, اللص و الكلاب, بين القصرين , الشحاذ و ثرثرة فوق النيل. و حولت الكثير من أعماله إلى أفلام و مسلسلات .

نشأة نجييب محفوظ وحياته :

وُلد نجيب محفوظ عام 1911 في حي الجمالية بالقاهرة الكبرى، و كان هو الأخ الأصغر بين جميع أخوته بفارق كبير مما جعله يشعر بالوحدة و العزلة، و كان والده موظفاً عادياً, لم يقرأ كتاباً في حياته غير القرآن الكريم و كتاب ” حديث عيسى بن هشام” لأن كاتبه كان صديقاً له.

إلتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة عام 1930 و درس علم الفلسفة، بل و شرع في إعداد رسالة الماجستير الخاصة به عن جمال الفلسفة الإسلامية, لكنه غير رأيه بعد ذلك و قرر التركيز في الأدب.

ما هي المناصب التي شغلها نجيب محفوظ ؟

شغل نجيب محفوظ العديد من المناصب الحكومية العالية, فانضم :

1- إلى السلك الحكومي البرلماني.

2- عمل سكرتيراً في وزارة الأوقاف، ثم أصبح مديراً لمؤسسة “القرض الحسن” التابعة للوزارة.

3- ثم اصبح نجيب محفوظ مديراً لمكتب وزير الإرشاد، و إنتقل بعد ذلك إلى وزارة الثقافة, و عمل بها في البداية كمديراً للرقابة على المصنفات الفنية.

4- عمل مديراً عاماً لمؤسسة “دعم السينما”.

5-  أصبح مستشاراً للمؤسسة العامة للإذاعة و التلفزيون و السينما.

6- آخر منصب حكومي شغله نجيب محفوظ هو رئيس المؤسسة العامة للسينما, ثم تقاعد ليصبح كاتباً حراً في مؤسسة الأهرام .

مسيرة نجيب محفوظ الأدبية :

بدأ نجيب محفوظ مسيرته الأدبية عام عام 1939 عندما نشر أول رواياته “عبث الأقدار” و كانت ذو مفهوم واقعي تاريخي لم يكن معتاداً آنذاك, ثم نشر بعدها كفاح طيبة و رادوبيس و الكثير من الروايات حتى وصل إلى الثلاثية الشهيرة , التي نهى بها مسيرته التاريخية في زمن الفراعنة.

ثم عاد نجيب مرة أخرى عام 1945 بمجموعة كبيرة من الروايات و لكن ذات طابع واقعي إجتماعي, فنشر رواية القاهرة الجديدة ثم خان الخليلي ثم زقاق المدق، ثم إنتقل من بعدها إلى أسلوب الواقعية النفسية, فنشر رواية السراب.

و قد عاد نجيب محفوظ مرة ثانية إلى أسلوبه المعتاد و هو الواقعية الإجتماعية التي تعود محبينه عليها, فكتب لهم رواية بداية و نهاية, وأحلام فترة النقاهة و الحرافيش .

أولاد حارتنا أهم روايات نجيب محفوظ :

تعد رواية أولاد حارتنا هي من أهم روايات نجيب محفوظ إن لم تكن أفضلهم على الإطلاق, حيث إنتقل خلالها من الواقعية الاجتماعية إلى اسلوب الواقعية الرمزية.

و تعد هذه الرواية واحدة ضمن أهم أربع روايات تسببت في فوز نجيب بجائزة نوبل للأدب, و قد نشرت هذه الرواية في جريدة الأهرام عام 1959، و فيها ظهرت قدرة نجيب محفوظ في استعمال الحكايات الإنسانية لقراءة الأحوال السياسية و الاجتماعية في مصر ما بعد الثورة .

و بالرغم من عظمة الرواية و قوتها الأدبية إلا أنها قد أثارت جدلاً كبيراً و ردود أفعال قوية وصلت إلى محاولة إغتياله و من ثم أدت إلى وقف نشر الرواية في مصر، حيث فسر النقاد و من بعدهم الكثير من القراء شخصيات الرواية على أنها رموز دينية, فشكلت نهاية الرواية صدمة عقائدية كبيرة لأصحاب هذا التفسير.

ما هي ثلاثية نجيب محفوظ ؟

ثلاثية نجيب محفوظ او ما تدعى بثلاثية القاهرة هي عبارة عن سلسلة مكونة من ثلاث روايات تحكي قصة السيد احمد عبد الجواد ومن ثم بعد ذلك قصة ولده كمال منذ الولادة وحتىى الرشد، والجزء الأول من الثلاثية يحكي عن تفاصيل حياة اسرة السيد أحمد عبد الجواد قبل ثورة 1919 واثنائها.

والجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ تحكي حياة الاسرة بعد وفاة نجل السيد أحمد عبد الجواد بثورة 1919 ومن ثم نشأة نجله الثاني كمال، والجزء الثالث يحكي تفاصيل حارة السكرية وأحوال الجيل بعد الثورة.

واهتم الكثير من النقاد بهذه الثلاثية، إلا انها نالت إعجاب الكثير من الادباء في عصره مثل طه حسين، فقد كانت إحدى مؤلفات نجيب محفوظ التي لها طابع لا ينسى وتأثير كبير في هذا العصر.

رواية حديث الصباح والمساء :

دعنا نتناول ايضاً إحدى روايات نجيب محفوظ الشهيرة والمؤثرة، وهي رواية حديث الصباح والمساء التي تحكي عن ثلاث شخصيات من اسر مختلفة وهم عطا المراكيبي ، ويزيد المصري، والشيخ القليوبي.

وقد امتعنا نجيب محفوظ في رواية حديث الصباح والمساء من خلال سرد حياة الثلاث اصدقاء واسرهم بطريقة شيقة وملفته، والفكرة التي قامت عليها هذه الرواية هي ان الموت هو الحقيقة المؤكدة في الحياة، فقد تلاشت بعض الشخصيات وحل محلها شخصيات جديدة تأكيداً لهذه الحقيقة.

رواية كفاح طيبة :

هي من مؤلفات نجيب محفوظ التاريخية، وتعد الرواية الثالثة من رواياته التاريخية، حيث تحكي كفاح المصريين قديماً في محاربة الهكسوس وطردهم خارج مصر، مع إسقاط تاريخي آخر لكفاح الشعب المصري في أوائل القرن العشرين في سبيل تحريره من الاحتلال البريطاني.

وكان في رواية كفاح طيبة مزيج رائع بين رحلة كفاح القدماء المصريين، وقصة حب الملك أحمس لابنة العدو من الهكسوس وكيف فضل حبه لمصر على مكنونات صدره وانتصر بذلك على الهكسوس.

امتيازات اعمال نجيب محفوظ :

لا شك ان الكاتب الكبير نجيب محفوظ كان إضافة لا يستهان بها إلى الادب العربي وقد امتازت أعماله بالكثير من الحياة والدقة اللامتناهية مما جعلته جديراً بتلقي جائزة نوبل، وإليك أهم الامتيازات التي يتم ملاحظتها في اعمال نجيب محفوظ :

1- كانت روايته مليئة بالتفاصيل الدقيقة والتي تجعلك معاصراً للمشهد بمجرد قراءة الرواية، وكان ذلك بفضل قربه من الناس وكان يكتب عنهم وعن ما يعاصروه وقتها، فلم تكن رواياته للمثقين والنقاد فحسب بل تمتد للعامة وكل المحيطين به.

2- التزم نجيب محفوظ بالكتابة ثلاثة ارباع حياته، فما الذي تتوقعه من كاتب يقضي ثلاث اربع يومه في الكتابة وبين الناس، وكان لشغف نجيب محفوظ بالكتابة اثر كبير جداً على جودة كتب نجيب محفوظ التي قام بكتابتها على المقهى وبين الناس.

3- تُشكل روايات نجيب محفوظ بالعربية جزء كبير من وعي الشباب في هذا العصر، فمن أهم سمات ومزايا رواياته أنها استطاعت ان تخرج بالشباب من نفق مظلم إلى النور بطريقة سلسة.

4- أضافت اعمال نجيب محفوظ تجديد في فن الكتابة العربية حينها، فعند مقارنة الكتب والمؤلفات الاخرى لهذا العصر ستلاحظ ان هناك فارقاً يفوق الحد في مؤلفات نجيب محفوظ، حيث تنتمي كتاباته إلى مدارس معروفة قديماً لم يكن يجيدها احد وقتها.

وفاة نجيب محفوظ :

تُوفي نجيب محفوظ عام 2006 و كان عمره حينها 95 عاماً, و جائت الوفاة إثر قرحة نازفة و مشكلات صحية في الرئة والكليتين، فدخل إلى مستشفى الشرطة و مات فيها بعد عشرين يوماً من دخوله إليها .

وبالرغم من رحيل نجيب محفوظ إلا أنه اورثنا كنزاً من الثقافة والأدب لا يزال موجوداً حتى الان، ولا يغفل اي كاتب في وقتنا هذا الإطلاع على أسلوبه الفريد للتعلم والاسترشاد بطريقته.