ما مدى فاعلية لصقات منع الحمل وهل لها آثار جانبية؟

الحمل هبةٌ من الله سبحانه وتعالى وهذا مما لا شك فيه فالبنون هم زينة الحياة الدنيا، لكن في بعض الأحيان يكون الحمل غير مرغوبٍ فيه إما لحاجة الأم للراحة بعد إنجاب طفلٍ أو أكثر أو لحاجتها للتفرغ لرعاية صغيرها أو لوجود احتمالية تشير إلى تعرضها أو تعرض الجنين للخطر في حال حدوث حمل في هذا التوقيت أو نحو ذلك، لأجل هذا ابتُكرت العديد من الوسائل التي يتم اللجوء إليها عند عدم الرغبة في الإنجاب، ومن أبرز هذه الوسائل المبتكرة لصقات منع الحمل المخصصة للسيدات.

ما هي هذه اللصقات؟ ما طريقة استخدامها؟ وأين توضع؟ متى يبدأ مفعولها ومتى ينتهي؟ ما هي أعراضها وأضرارها وآثارها الجانبية وما الذي يميزها عن وسائل تنظيم الأسرة الأخرى كاللولب الهرموني وغيره؟ هل تكلفتها باهظة؟ هذا ما سنعرفه بشكل مفصل في سطور هذا المقال.

ما هي لصقات منع الحمل ؟

تُعرف لصقات منع الحمل بأنها لصقات جلدية منوطة بإفراز هرموني الاستروجين والبروجستين – وهو هرمون شبيه بهرمون البروجسترون يُعنى بإطلاق البويضات – لتثبيط أعراض التبويض المؤدية للحمل وهي تشبه في ذلك العقاقير الدوائية التي يتم تناولها بهدف التأثير على عملية الإباضة ومنع حدوث الحمل حيث إنها تتبع التكنيك ذاته.

والمدهش أن استخدام اللصقات بطريقة مثالية يكفل الحصول على نتائج أفضل من تلك التي يتم الحصول عليها عند استخدام الحبوب؛ إذ تتراوح نسب فاعلية الملصقات الطبية ما بين 91 إلى 99 بالمائة وهي نسبة مدهشة بالطبع.

وتأتي لصقات منع حدوث الحمل في عبوة تحتوي على ثلاث لصقات، وتجدر الإشارة إلى أن صرف هذه اللصقات من الصيدليات لا يتم إلا بالوصفات الطبية حفاظاً على سلامة السيدات وتفادياً لحدوث أي مضاعفات أو عواقب وخيمة؛ فالأطباء المختصون وحدهم القادرون على تحديد ما إن كانت اللصقات مناسبة لسين من النساء أم لا.

ما هي طريقة استخدام لصقة منع الحمل ؟

تعد طريقة استخدام لصقات منع الحمل سهلة للغاية ولا تنطوي على أي تعقيد؛ فالأمر لا يتطلب سوى فتح العبوة واستخراج لصقة ثم تقشيرها ونزع البطانة الشفافة عنها مع الحرص على سلامة اللصقة وعدم إتلافها، توضع بعدها اللصقة على الجزء الخارجي من أعلى الأذرع أو الأرداف أو أسفل الظهر أو أسفل البطن أو المؤخرة مع الضغط بقوة لبضع ثوانٍ، ويكون ذلك في اليوم الأول من بداية الدورة الشهرية أو بعده على أن يتم تثبيت هذا اليوم وجعله مرجعاً لتغيير اللصقة فيما بعد.

وبعد مرور سبعة أيام تزال اللصقة القديمة وتوضع أخرى جديدة ويكرر الأمر في الأسبوع الذي يليه، أما في نهاية الأسبوع الثالث فتزال شريحة منع الحمل ولا تستبدل بأخرى بل يتم الانتظار ريثما تمر سبعة أيام، وعندما يأتي موعد التغيير مجدداً توضع لصقة جديدة، وهكذا.

ويراعى أن تكون اماكن وضع لصقات منع الحمل ايفرا نظيفة ومعافاة من الالتهاب والاحمرار ومتصلة بالجلد لا مقطوعة، كما يراعى توخي الحذر من وضع المرطبات والمكياج والكريمات والبودرة وغيرها من المواد والمساحيق في الأماكن التي توضع اللصقات المانعة للحمل بها أو حولها، ومن المهم أيضاً التأكد من كون الملصقات مثبتة بشكل جيد حتى لا تكون عرضة للسقوط، وفي حال حدوث ذلك فمن الضروري المسارعة بوضعها مرة أخرى قبل مرور أربع وعشرين ساعة.

ما هي مزايا استعمال لصقة منع الحمل ؟

لاستعمال لصقات منع الحمل مزايا متعددة يمكن إيجازها في النقاط التالية:-

1) تلغي اللصقات الطبية الحاجة للعزل ومقاطعة العلاقة الحميمية من أجل منع حدوث الحمل.

2) عند استعمال اللصقات تصبح السيدات في غنى عن الاهتمام اليومي والحاجة لتذكر موعد تعاطي الحبوب، وفي هذا الصدد يصرح رويز طبيب أمراض النساء والتوليد بمركز ميموريال كير أورانج كوست الطبي أن لصقات منع الحمل هي الحل الأمثل لمَن يواجهون صعوبة في تذكر موعد تعاطي العقاقير.

3) انتظام الدورة الشهرية وجعلها أخف وأقل وطأة في الألم إلى جانب تهدئة الأعراض التي تسبق نزولها والتي تعرف بمتلازمة الـ PMS.

4) تقليل احتمالية الإصابة بالأورام وأمراض الثدي – غير السرطانية – وأكياس المبايض وكذلك سرطانات الرحم والمبيض والأمعاء.

5) سهولة الاستخدام والمقاومة ضد الماء إذ يمكن الاستحمام والسباحة بها دون الخوف بشأن تلفها أو سقوطها نتيجة البلل.

عيوب لصقات منع الحمل

6) إمكانية استعادة الخصوبة والحمل مرة أخرى بمجرد إزالة اللصقات والتوقف عن استعمالها.

7) عدم امتصاص المعدة للهرمونات المنبعثة من اللصقة لذا فهي لا تتسبب في ظهور أعراض التقيؤ والإسهال وما إلى ذلك.

8) تعد لصقة منع الحمل خيار جيد للسيدات اللواتي يعانين من عدم القدرة على ابتلاع الحبوب.

9) ضمان توفر جرعة ثابتة ومحددة من الهرمونات الأنثوية وهو ما يجعل اللصقات إجابة مثالية لسؤال ماهي طرق منع الحمل الأفضل للنساء.

10) معدل فشل اللصقات في منع حدوث الحمل يقدر بأقل من واحد في المائة عند الاستخدام الدائم وذلك وفقاً لما ذكره الخبراء.

ما هي عيوب اللصقات الخاصة بمنع الحمل ؟

على الرغم من المزايا العديدة التي أسلفنا ذكرها إلا أن اللصقات لا تخلو من بعض العيوب، وتتمثل أبرز عيوب لصقات منع الحمل في إصابة الجلد بالتحسس والتهيج في بعض الأحيان والشعور بالصداع وزيادة الإفرازات المهبلية والإصابة بالغثيان، بالإضافة إلى الشعور بالألم في منطقة الثدي وحدوث تشنج في منطقة الحوض والتعرض لزيادة الوزن والإصابة بالشد العضلي والتهاب الجهاز التنفسي بجانب ظهور حب الشباب والمعاناة من احتباس السوائل.

بجانب ما سبق قد ترفع اللصقات المانعة للحمل من احتمالية التعرض للنوبات القلبية والجلطات الدماغية وتخثرات الدم وقد تساهم في حدوث التقلبات المزاجية، والجدير بالذكر أن اعراض لصقات منع الحمل تختلف بالطبع من حالة إلى أخرى فقد تعاني إحداهن من عيب أو أكثر من العيوب السالف ذكرها في حين لا تعاني الأخرى من أي عيب، لذا فمن الضروري المتابعة المستمرة مع أحد مزودي الرعاية الصحية لأخذ الاستشارة الطبية ومعرفة ما يلزم القيام به دون الاعتماد على تجارب الأخريات.

متى تكون لصقة منع الحمل غير مناسبة ؟

من الأخطاء الشائعة توهم أن لصقات منع الحمل مناسبة لجميع الحالات، والحقيقة أن هناك مجموعة من الحالات التي لا يتناسب معها استعمال هذه اللصقات كأن تكون المرأة مدخنة ويتجاوز عمرها الخمسة وثلاثين عاماً أو أن يكون لديها تاريخ إصابة بالسكتات الدماغية أو الأزمات القلبية أو جلطات الدم أو الارتفاع الشديد في ضغط الدم أو سرطان الرحم أو الثدي أو الكبد.

كما أن اللصقات لا تكون مناسبة أبداً في حال تجاوز وزن المرأة تسعين كيلو غراماً وفي حال تعرضها للنزيف المهبلي غير المبرر وكذلك في حال إصابتها بمرض الكبد، علاوةً على ذلك لا تناسب اللصقات المرضعات والمقبلات على إجراء عمليات جراحية كبيرة واللواتي يتعاطين أية عقاقير دوائية أو مكملات غذائية ومَن يعانين من مضاعفات داء السكري ومَن لديهن مستويات مرتفعة من الكوليسترول والدهون الثلاثية إلى جانب مَن تتسم دورتهن الشهرية بعدم الانتظام ومَن يعانين الاكتئاب.