مقدمة ابن خلدون الشاملة

مقدمة ابن خلدون الشاملة

مقدمة ابن خلدون الشاملة هي عبارة عن كتاب ألفه ابن خلدون, كمقدمة لمؤلف آخر ضخم اسمه ” كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ” و قد عرف باسم كتاب العبر. و لكن هذه المقدمة قد انتشرت لاحقاً كمؤلف منفصلاً بل و ذو طابع موسوعي, تتنوع فيه المواضيع المعرفية من سياسة, إجتماع, عمران, إقتصاد, طب, شريعة, تاريخ و جغرافيا, كما تناول طبائع البشر و إختلافتهم و البيئة التي يعيشون فيها و كيف لها من أثر عليهم, بالإضافة إلى دراسته إحداثيات نشوء الدولة و أسباب إنهيارها, و كيفية تطور الأمم و الشعوب . و بشكل عام هذه المقدمة عبارة عن مجموعة أُسس و نظريات, وضعها ابن خلدون ليكون بذلك هو المؤسس الأول لعلم االإجتماع .

 

مقدمة ابن خلدون

تكونت مقدمة ابن خلدون من ستة أبواب, تناول فيها موضوعات متنوعة و عالجها, و كانت هذه الأبواب هي :

الباب الأول: في العمران البشري على الجملة و أصنافه و قسطه من الأرض, و فيه دراسة للمجتمع ككل و للقواين التي تحكمه.

الباب الثاني : في العمران البدوي, الذي اعتبره أصل العمران البشري, و ذكر فيه القبائل و أهم مميزاتها .

الباب الثالث : في الدولة و الخلافة و الملك, و قد درس فيه المراتب السلطانية و أساسيات الحكم, و قد صنف على أنه علم الإجتماع السياسي .

الباب الرابع : في العمران الحضري و البلدان, و وضح فيه أن التحضر هو أساس التمدن, بالإضافة إلى دراسته كل الظواهر المتعلقة بالحضر .

الباب الخامس : في الصنائع و المعاش و الكسب و وجهته, و أظهر فيه كيف أن للأوضاع الإقتصادية القدرة على التأثير على حالة المجتمع ككل, و صنف هذا الباب على أنه علم الإجتماع الإقتصادي .

الباب السادس : في العلوم و إكتسابها و تعلمها, و هو علم الإجتماع التربوي, حيث تناول فيه طرق و أساليب إكتساب العلوم و المعرفة, بالإضافة إلى دراسة القانون و الدين و السياسة و الأخلاق .

 

كتاب العبر

يتكون كتاب العبر من سبعة أجزاء و ثامنهم فهرس, و هو عبارة عن محاولة لفهم التاريخ العالمي من وجهة نظر إسلامية, و يعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب التي إهتمت بعلم الإجتماع, و عليه تركزت مكانة ابن خلدون العلمية و شهرته, كما تُرجم كتاب العبر لعدة لغات, و طُبع بمجموعة  من التحقيقات المختلفة .

 

تأسيس ابن خلدون لعلم الإجتماع

يعتبر ابن خلدون هو المؤسس الحقيقي و الأول لعلم الإجتماع, على عكس ما يدعيه علما الغرب و زعمهم أن المؤسس الحقيقي لعلم الإجتماع هو العالم الفرنسي أوغست كونت, و لكن ابن خلدون قد توصل في مقدمته إلى نظريات باهرة في هذا العلم, لم يتوصل إليها أحدم من قبل بل و قد سبقت آراءه و نظرياته ما توصل إليه العلماء لاحقاً, حيث وضع نظرية العصبة, و قوانين العمران و بناء الدولة و عمرانها و سقوطها.

 

من هو ابن خلدون

هو مؤرخ عربي تونسي المولد أندلسي الأصل, اسمه عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي, ولد في عام 1332 وسط عائلة شريفة كان لها باع كبير في الحياة الساسية و الإقتصادية في كل من الأندلس و تونس , كما أنها عائلة كانت محبة للعلم و الأدب, مما سهل عليه التوسع في دراسة العلوم, فقد درس على أيدي أهم الشيوخ و العلماء, و حفظ القرآن و درس الشريعة الإسلامية و الفقه و التاريخ, و غير ذلك من العلوم الأخرى, ثم إلتحق بجامعة الزيتونة و إنتقل بعد ذلك إلى بسكرة و بجاية و غرناطة و تسلمان حتى وصل إلى مصر, حيث تعين هناك ولياً على منطقة المالكية, بأمر من سلطان مصر آنذاك, و قد بقى ابن خلدون حاكماً عليها حتى وفاته عام 1406.

مواضيع ذات صلة

الحرافيشرواية الحرافيش | الوحدة سلاح القضاء على الظلم

رواية غرفة ٢٠٧رواية غرفة ٢٠٧ | حجرة كثرت فيها الضحايا ودُفنت الخبايا